سبب نزول سورة ق

سبب نزول سورة ق قاف فكما نعلم جميعا أن هناك العديد من الأسئلة التي تدور في أذهان البعض منا عندما يفتح المصحف الشريف لكي يقرأ كلام الله ويتفكر فيه، ومن الأسئلة المشهورة التي تبادر في المجيء إلى أذهاننا هو سبب نزول تلك السورة، والسورة التي سوف نتحدث عنها في هذا المقال تعتبر من السور ذات المعاني الكثيرة والمختلفة التي تدعو الإنسان المسلم إلى الخوف من الله.

ولأهمية هذا الموضوع لدى عموم المسلمين فإننا يسرنا اليوم أن نقدم لكم من خلال موقعنا زيادة هذا المقال تحت عنوان تعريف سورة ق وسبب نزولها وعدد آياتها، وإليكم التفاصيل؛ فتابعونا.

سبب نزول سورة ق

يرجع بعض علماء المسلمين السبب في نزول سورة ق أن اليهود قد إدعوا أن الله خلق السماوات والأرض ثم استراح في اليوم السابع الذي كان يوافق يوم السبت الذي يعتبر يوم الأجازة عند اليهود، مما أدى إلى غضب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

فقد روي عن عكرمة بن عباس أن اليهود قد أتت إلى رسول الله فسألت عن خلق السماوات والأرض فقال صلى الله عليه وسلم” خلق الله الأرض يوم الأحد والإثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء (ومافيهن من المنافع)، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء، وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر، قالت اليهود ثم ماذا يامحمد؟ قال: ثم استوى على العرش، قالوا: قد أصبت لو تممت ثم استراح.

فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا، فنزل قول الله تبارك وتعالى” ولقد خلقنا السماوات والأرض ومابينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على مايقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب” أي أن الله خلق السماوات والأرض بدون تعب أو نصب أو إعياء، وهذا إخبار من الله عز وجل عن قدرته العظيمة التي أوجد بها جميع المخلوقات، فكانت هذه الآية هي خير وأفضل رد على إدعاءات وأكاذيب اليهود التي لن تنتهي وسوف تستمر أبد الدهر.

اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة التين

تعريف سورة ق

إن سورة ق تعتبر من السور المكية إلا أن هناك بعض العلماء يشير إلى أن هناك آية من ضمن آيات سورة ق نزلت في المدينة وهي الآية رقم 38، وهي السورة رقم 50 في المصحف الشريف من بين سور القرآن الكريم، كما أنها تحتوي على 45 آية وتقع في الجزء السادس والعشرين من بين أجزاء القرآن والمقدر عددهم بثلاثين جزء.

سورة  ق من السور التي تبتدأ بحرف كعدد ليس بالقليل من بين سور القرآن الكريم، أما ترتيب نزولها على النبي صلى الله عليه وسلم فقد نزلت بعد سورة المرسلات ولكنها سبقت سورة البلد في النزول، ولكن المتمعن في سورة ق سوف يجد تناسق وترابط واضح جدا بين آياتها كما هو المعتاد في القرآن الكريم.

الترابط والتناسق هو سمة القرآن الكريم ليس فقط داخل السورة الواحدة وإنما بين سور القرآن كلها، فكما وضحنا في السابق أن السورة تبدأ بأسلوب القسم ثم يأتي بعد ذلك كلام الكفار واستغرابهم من حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأنهم يستنكرون كل يدعو إليه، ثم تأتي بعد ذلك الآيات التي يدعو الله فيها رسوله الكريم بالصبر على مايقوله هؤلاء الكفار وأن يتفرغ للعبادة والأمر الذي كلفه الله به، فالله عالم بهم، ثم يدعوه للتذكير بعذاب الله وأن ينذر كل من يخاف وعيد الله سبحانه وتعالى.

والآن ننتقل للحديث عن جزئية مهمة متعلقة بسورة ق وهي سبب تسمية تلك السورة بهذا الاسم.

سبب تسمية سورة ق

ترجع تسمية سورة ق بهذا الاسم إلى أنه عندما بدأ الله تبارك وتعالى تلك السورة فقد بدأها بأسلوب قسم قائلا” ق والقرآن المجيد” والمتمعن في القرآن الكريم سوف يعرف أن أسلوب القسم هذا منتشر جدا في القرآن الكريم وخصوصا باستخدام حرف واحد أو عدة حروف متقطعة جنبا إلى جنب، وذلك كما في سورة القلم أو سورة ص أو سورة الأحقاف أو البقرة أو مريم وغير ذلك من الكثير من السور.

واستخدام أسلوب القسم كما في بداية سورة ق ومايتبعها من قسم معطوف على ماقبله يدل على عظم الأمر في تلك السورة وماسوف يتبعه من أحداث في الآيات الموجودة في السورة، ومن هنا كان يجب الإنتباه إلى هذه الأمور التي تلي القسم والحذر من النواهي الموجودة في هذه السورة.

ولا يقتصر هذا الأمر على سورة ق التي هي موضوع مقالنا وإنما يجب تعميم هذا الأمر على جميع سور القرآن الكريم، فالقرآن الكريم يحتوي على الكثير من أساليب القسم والتي تختلف بإختلاف الموقف التي تأتي فيه.

ونستخلص من كل ماسبق أن سبب تسمية سورة ق بهذا الاسم هو بدء هذه السورة بحرف ق كأسلوب قسم، وهذا يعتبر من الإعجاز في القرآن الكريم حيث يمثل ذلك تحديا كبيرا للعرب حيث تحداهم الله بأن يأتوا بمثل هذا القرآن وهم على ماهم عليه من فصاحة اللسان ودراية تامة وكاملة بمباطن وأساليب لغتنا العربية، ولكنهم عجزوا وفشلوا فشلا كاملا أمام كلام الله، حيث انعقدت ألسنتهم ولم يفلحوا بالإتيان ليس بأفضل من القرآن ولكنهم فشلوا في الإتيان بمثله.

اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة الفيل

فضل سورة ق

لسورة ق فضل عظيم وكبير، وقد استدللنا على ذلك من خلال ماكان يقوم به الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان يخطب بسورة ق في كل من خطبتي الجمعة والعيد، فبعد أن يصعد المنبر بقدمه الشريفة يكتفي بقراءة سورة ق ويجعل ذلك هو موضوع الخطبة، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على عظمة تلك السورة فهي تحتوي على العديد من المعاني التي تجعل من تلك السورة كافية لخطبة العيد أو خطبة الجمعة.

حيث يعتبر علماء التفسير أن سورة ق هي عبارة عن بناء متكامل من العديد من الجوانب، فهي تشتمل على دورة حياة الإنسان بداية من ولادته وموته وبعثه والإلتزامات الواقعة عليه في حياته والتي يجب أن يلتزم بها كي يبتعد عن النار ويفوز بالجنة فالله أعلم بمايدور في نفسه وهو أقرب له من حبل الوريد الموجود برقبته.

بالإضافة إلى أنها تبين العديد من الأمور الهامة بالنسبة للشريعة الإسلامية منها أمور تتعلق بالعقيدة والتأكيد على وحدانية الله عز وجل، كما تواجد في السورة العديد من أساليب الترغيب والترهيب، والعديد والعديد من الأمور الأخرى التي قد تظهر وتتضح مع التدبر والتأمل في سورة ق، فكلام الله هو إعجاز يوضح الكثير والكثير من الأمور التي قد لاتظهر في الوقت الحالي وإنما في أوقات أخرى متباعدة، فمن يقرأ سورة ق ويتدبر معانيها فهذا يكون كافيا جدا لكي تتعدل أمور حياته وتتغير بالطبع إلى الأفضل.

اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة القيامة

قدمنا لكم من خلال موقعنا هذا المقال عن سبب نزول سورة ق ومعلومات عن السورة وسبب تسميتها بهذا الاسم ، نرجو أن نكون قد أفدناكم وأجبنا على كل أسئلتكم ونرحب بمزيد من الأسئلة والاستفسارات عبر موقعنا ونعدكم بالرد عليها في أقرب وقت إن شاء الله.

قد يعجبك أيضًا