حكم الإيمان بالغيب

حكم الإيمان بالغيب من أكثر الأمور الدينية التي يبحث عنها جميع المؤمنين، وذلك بسبب اختلافهم حول ذلك الحكم بشكل كبير، كما أن هناك أكثر من نوع للغيب، ولكن الله هو القادر العليم بكل صغيرة وكبيرة في هذه الدنيا، وللتعرف على حكم الإيمان بالغيب يمكنكم متابعة مقالنا عبر موقع زيادة.

حكم الإيمان بالغيب

  • حدد علماء الدين والمفسرين بأن حكم الإيمان بالغيب يعتبر ركن من أركان التقوى والإيمان، ولكن لابد من توافر ستة أركان أو شروط لكي يكون حكم الإيمان بالغيب ركن من أركان الإيمان.
  • فمن هذه الأمور الستة، الإيمان بالله عز وجل وملائكته ورسله واليوم الآخر وكل ما يأتيه القدر من خير وشر.
  • ويجب على الإنسان الإيمان بالغيب إذا هناك أدلة واضحة عليه، لذلك يعتبر حكم الإيمان بالغيب حكمًا واجبًا على كل مؤمن، بشرط إذا كان مبنيا على أدلة.
  • ويعتبر الإيمان بالغيب يجعل الإنسان دائم استخدام فكره وعقله قبل كل شيء، وبالتالي نجد تقدم هذا الإنسان متطور علميًا بشكل لافت للنظر.
  • كما يعد الإيمان بالغيب من الضرورات التي تستوجب إعمال العقل، لأنها لا يتوصل إليها أي شخص بحواسه.
  • ولكن علم الإنسان بوجود الله عز وجل لا يتطلب إعمال العقل لأنه يصعب عليه التوصل إلى ذلك فهو محدود للغاية، فتعتبر الطبيعة الداخلية بالإنسان وإحساسه هما الذين يدركون وجود الله تعالى.

تعريف الإيمان بالغيب

  • جاء تعريف الغيب أكثر من مرة في القرآن الكريم والحديث الشريف، فيعتبر تعريف الغيب هو كل شيء لا تدركه أي حاسة من الحواس الستة، وأن الغيب هو الذي يعلمه الله عز وجل فقط.
  • وهناك نوع من الغيب اختص الله عز وجل بعضا من مخلوقاته بأن يتوصل إليه مثل، الأنبياء.
  • يعد تعريف الغيب وهو كل الأشياء التي لا تتوصل إليها جميع حواس الإنسان، والدليل على ذلك في قول الله سبحانه وتعالى: (أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا).
  • كما أوضح لنا الله عز وجل بأنه هو علام الغيوب وذلك في قوله تعالى: (ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون).
  • كما أن هناك دليل آخر على الإيمان بالغيب في القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو)، فهذا دليل واضح على أن الله عز وجل هو العليم بالغيب فقط.
  • وهناك دليل آخر في السنة النبوية عندما كان يدعو سيدنا محمد ربه فيقول: (اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي).

أهم خصائص الغيب

  • دائمًا ما يختص الغيب المطلق بالتحديد لله عز وجل فقط، فهو العالم بكل شيء وبيد كل شيء، فجميع البشر لا يتوصلون لهذا النوع من الغيب، فهو خاص لله سبحانه وتعالى فقط.
  • والدليل على ذلك في قوله تعالى: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله).
  • ومن أهم خصائص الغيب أنه من الصعب أن يتوصل إليه إلا فئة قليلة من البشر يصطفيها الله عز وجل من بقية مخلوقاته، فتكون هذه الفئة من الرسل والأنبياء فقط.
  • والدليل على ذلك في قوله تعالى: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا).
  • كما أن قدرة الجن والملائكة لا تتوصل إلى معرفة وإدراك الغيب كما في قوله تعالى: (فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين).

حقيقة الإيمان بالغيب

  • هناك ستة أسس تقوم عليها عقيدة الدين الإسلامي، وهناك أكثر من دليل على تلك الأسس سواء كان في القرآن الكريم أو الحديث الشريف.
  • فتكمن حقيقة ذلك في قوله تعالى: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين).
  • لذلك يعتبر حكم الإيمان بالغيب من الأحكام الواجبة على كل مؤمن، لأنه إذا لم يعترف بذلك فقد كفر، لأن الله عز وجل وملائكته ورسله واليوم الآخر كل هذه الأسس من الغيبيات التي لا تدرك بالحواس.
  • ولكن يجب على كل مؤمن الابتعاد عن قسم الغيب المطلق لأنه من صفات الله عز وجل، فلا أحد يعلمه إلا الله عز وجل.

أنواع الغيب

  • هناك نوعان للغيب تم تقسيمهما من قبل علماء الدين، فالنوع الأول عبارة عن غيب يتعلق بالحياة والبشر، فهو تابع للزمان والمكان، مثل قصص الأنبياء وأشراط الساعة.
  • والنوع الثاني، هو نوع غير متصل بالبشر بأي صلة، فهو يختص بالغيبيات الكونية التي تتعلق بشكل العرش والسبع سماوات، أو الغيبيات التي لها علاقة بيوم القيامة.
  • فيجب على كل مسلم الإيمان بكافة أنواع هذه الغيبيات لأنها من أركان الإيمان بشكل كبير، وهي غيبيات لا يدركها العقل أو الحواس الخمسة.

أقسام الغيب

  • تم تقسيم الغيب من قبل العلماء والمفسرين وذلك على حسب معرفته والتوصل إليه، فهناك قسمان وهما، الغيب المطلق، والغيب النسبي.
  • الغيب المطلق، هو الذي يدركه أو يعرفه الله عز وجل فقط ولا يستطيع أي إنسان إدراكه.
  • والدليل على ذلك في قول السيدة عائشة عندما قالت: (ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد، فقد أعظم على الله الفرية)، فيعتبر هذا القسم لا تتمكن أي حاسة من الحواس أن تتوصل إليه.
  • الغيب النسبي، وهو عبارة عن فئة معينة من البشر هي القادرة على التوصل إليه، فالوسيلة التي يتوصل بها هؤلاء لمعرفة الغيب النسبي، هي الوحي.

أثر وفضل الإيمان بالغيب

  • عندما يؤمن الإنسان بالغيب فسوف ينتج عن هذا الإيمان آثار وفضائل طيبة لهذا الإنسان.
  • فمن هذه الفضائل أن حياة هذا الإنسان سوف يسودها الهدوء والاستقرار والنجاح في شتى أمور دنياه، والدليل على ذلك عندما قال الله تعالى:( أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون).
  • والحصول على ثواب عظيم ومغفرة كبيرة من الله عز وجل، والدليل على ذلك في قوله تعالى:( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير).
  • ومن هذه الفضائل أيضًا أن جميع سلوكيات وأفعال هذا المؤمن سوف تتسم بالهداية، وذلك بسبب أنه على دراية تامة بأن هذه الحياة مجرد خطوة بسيطة للفوز بالامتحان الأعظم وهو التواجد في الجنة.
  • كما أن هناك أثر طيب يجهله العديد من الناس، وهو أن الإنسان بعدما يؤمن بالغيب، فسوف يشعر بأن الله عز وجل يراقب كل أفعاله في كل زمان ومكان.
  • وبذلك سوف يبتعد هذا الإنسان عن أي عمل يغضب الله عز وجل، وبالتالي سوف تصبح حياته مليئة بالأعمال الصالحة التي ترضي الله تعالى بشكل كبير.
  • ودائمًا ما يغلب إحساس هذا الإنسان بالطمأنينة والهدوء، وذلك بسبب أن الله عز وجل موضح لنا كل صغيرة وكبيرة في كل الأمور الدينية.
  • ومن أكثر الفضائل قيمة التي يسببها الإيمان بالغيب للإنسان، أنه دائمًا ما يتوكل على الله تعالى في كل شيء في حياته، وأن التوكل على الله سوف يجعله بين يديه دائمًا.
  • لذلك هذا الإنسان نجده لا ينزعج من أي أمر من الممكن أن يصيبه، لأن هذا ابتلاء من عند الله تعالى، فنجده صابرًا دائمًا على هذا.
  • ولكن نجد فئة تتوكل على الله فقط وتنتظر النتائج وهذا خطأ، لأن الله تعالى يريد منا أن نسعى دائمًا ونأخذ بكل الأسباب.
  • كما قال الله تعالى: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك).
قد يعجبك أيضًا