حكم المحبة والتعاون بين المسلمين

حكم المحبة والتعاون بين المسلمين يعد أحد أهم الأحكام الشرعية التي تثير اهتمام جميع المسلمين، حيث إنه يجب أن يكون المسلم على قدر كافي من العلم بأهمية نشر المحبة والتعاون بين المسلمين وغير المسلمين، وذلك لأن المحبة والتعاون من الأمور الهامة والضرورية التي تساهم في نهوض المجتمع بين الأمم وازدهاره بشكل كبير.

كما أن تواجد شعور المحبة والتعاون بين المسلمين يولد العديد من الفوائد التي تعود على جميع أفراد المجتمع الواحد بالمنفعة، لذا يقدم لكم موقع زيادة حكم المحبة والتعاون بين المسلمين مع عرض فوائد الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع الواحد وذلك من خلال السطور القادمة.

حكم المحبة والتعاون بين المسلمين

يعد الحب من أسمى المشاعر الأنسانية على الإطلاق التي خلقها الله سبحانه وتعالى في نفس الإنسان، وهو عبارة عن شعور الشخص بالميل تجاه شخص ما أو شيء أو موضوع ما أو فكرة معينة، ولأن الدين الإسلامي دين محبة وسلام، قد حث على نشر فكرة المحبة والتعاون بين المسلمين في مختلف بقاع الأرض.

وضع الدين الإسلامي بعض من الضوابط والقواعد والمعايير الشرعية الإسلامية التي تساعد على ضبط شعور المحبة والتعاون بين المسلمين، ومن المميز أن الدين الإسلامي يحتوي على أنوع مختلفة من الحب بين الناس.

قد حث الدين الإسلامي على نشر المحبة والتعاون بين المسلمين وبين سائر أفراد المجتمع وذلك من خلال العديد من النصوص الشرعية سواء كانت آيات قرآنية كريمة أو أحاديث نبوية شريفة، حيث إن ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز الكثير من الآيات القرآنية التي تحث على حكم المحبة والتعاون بين المسلمين وسائر المخلوقات وذلك كما يلي:

  • قال الله تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (المائدة: 2).
  • قال الله تعالى: “قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا” (الكهف: 95).
  • قال الله تعالى: “وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي” (طه: 29 – 32).
  • قال الله تعالى: “وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” (الحجرات: 9، 10).
  • قال الله تعالى: “وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ” (القصص: 34، 35).
  • قال الله تعالى: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” (آل عمران 103).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم صلاة الفجر بعد طلوع الشمس متعمدًا

أحاديث النبوية تحث على نشر المحبة والتعاون بين المسلمين

بعد أن تعرفنا على بعض الآيات القرآنية التي تبين حكم المحبة والتعاون بين المسلمين، لا بد من معرفة بعض الأحاديث النبوية التي تحث على نشر المحبة والتعاون بين المسلمين وذلك كما يلي:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وشَبَّكَ أصَابِعَهُ”، وجاء في رواية أخرى: “المُؤْمِنَ للمؤمنِ كالبُنْيانِ يشدُّ بَعضُهُ بعضًا” (أخرجهم البخاري ومسلم).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومَن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلم كربةً، فرج الله عنه كربةً مِن كربات يوم القيامة، ومَن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة” (رواه البخاري ومسلم).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انْصُرْ أخاكَ ظالِمًا أوْ مَظْلُومًا فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنْصُرُهُ إذا كانَ مَظْلُومًا، أفَرَأَيْتَ إذا كانَ ظالِمًا كيفَ أنْصُرُهُ؟ قالَ: تَحْجُزُهُ، أوْ تَمْنَعُهُ، مِنَ الظُّلْمِ فإنَّ ذلكَ نَصْرُهُ (رواه البخاري).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن جَهَّزَ غَازِيًا في سَبيلِ اللَّهِ فقَدْ غَزَا، وَمَن خَلَفَ غَازِيًا في سَبيلِ اللَّهِ بخَيْرٍ فقَدْ غَزَا”.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمونَ تتكافأُ دماؤهُم ويسعى بذمَّتِهم أدناهُم ويردُّ عليهم أقصاهُم وهم يدٌ على من سواهم ولا يُقتَلُ مسلمٌ بكافرٍ ولا ذو عهدٍ في عهدِهِ” (رواه أبو داود والنسائي وأحمد وصححه الألباني).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ” (رواه البخاري ومسلم).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ ، مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى” (رواه البخاري ومسلم).

المحبة في الدين الإسلامي

يتمتع الدين الإسلامي بالطرق المتميزة التي تساعد في بناء وتربية النفس البشرية السوية والمتزنة، وذلك من خلال اتباع أسلوب علمي يراعي الجوانب الروحية والمادية فلا يهتم بأحدهما على حساب الأخرى، كما أن يسعي الدين الإسلامي على خروج النفس البشرية من أدق التفاصيل التي تسبب لها الضيق وعدم الأستقرار وعدم الأمان.

يعد شعور المحبة في الدين الإسلامي من الأمور التي لا يمكن الاستغناء عنها، وذلك لأنها تتعلق بالأستقرار النفسي للروح البشرية، فهي تعبر عن الجانب الروحاني للنفس البشرية، لذا يسعي الدين الإسلامي دومًا على وضع ضوابط ومعايير لحكم مشاعر المحبة بين المسلمين بشكل يحقق السعادة والاطمئنان بين نفوس البشر.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: صلاة العيدين حكمها وأحكامها

أنواع المحبة في الدين الإسلامي

بعد أن تعرفنا على حكم المحبة والتعاون بين المسلمين، تتعدد أشكال وأنواع المحبة في الدين الإسلامي وتتمثل فيما يلي:

أولًا: حب الله وحب الرسول

تعد محبة الله سبحانه وتعالى ومحبة الرسول صلى الله عليه ويسلم من المشاعر الوجدانية التي فرضت على نفس المسلم ونشأ عليها، وذلك لأن لا تكتمل أركان إيمان المسلم ألا بها فهي أحد أهم شروط الإيمان، وتؤدي هذه المحبة إلى وجوب الامتثال لطاعتهما، فإذا لم تلتزم النفس البشرية بطاعتهما فكان ذلك دليلًا واضحًا على كذب إدعائها بحب الله وحب الرسول.

توجد بعض النصوص الشرعية التي تدل على حب الله ورسوله وذلك كما يلي:

  • قال الله تعالى في كتابه العزيز: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ” (البقرة 165).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ”.

ثانيًا: حب الصحابة والصالحين والمؤمنين وعلماء وفقهاء الدين

تعد محبة الصحابة والصالحين وسائر المؤمنين ومختلف علماء الدين من الأمور الواجبة على النفس المؤمنة، وذلك لأنها تعد أحد أهم وأفضل التقربات والعبادات المقربة إلى الله سبحانه وتعالى، ومن النصوص الشرعية التي تدل على هذا نوع من أنواع المحبة في الإسلام ما يلي:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار”.

ثالثًا: حب الزوج/ الزوجة والأطفال

خلق الله فطرة بداخل الإنسان تنشأ على حب الزوج أو الزوجة والاطفال وذلك لأن يعد الزوج أو الزوجة مسكن الإنسان الذي يميل إليه بشكل مستمر، خاصة إذا أنعم عليهم الله بالأخلاق الدينية والأخلاق الحميدة مما يزيد من درجة حبهم في القلب.

رابعًا: حب الوالدين والعائلة

تنشأ النفس البشرية بالفطرة على حب الوالدين وذلك بسبب إحسانهما إليه وعطفهما عليه خلال فترة الطفولة والقيام بتلبية جميع احتياجاته الضرورية عندما كان صغير في السن، وتربيته التربية الصحيحة حتى أصبح كبيرًا قادرًا على تحمل أعباء الحياة ومسئولياته والتزاماته الشخصية.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكمة عن بر الوالدين وهل تعلم عن بر الوالدين؟ وعبارات عن بر الوالدين للواتس

خامسًا: حب كل عمل يحبه الله سبحانه وتعالى

يعد هذا النوع من المحبة من أسمي أنواع الحب وذلك لأنه يتدبر معني المحبة في الدين الإسلامي، ويؤدي هذا النوع إلى التقرب بشكل أكبر إلى الله سبحانه وتعالى، حيث إنه كلما زاد شعور المحبة داخل قلب العبد، زادت مكانة العبد ومحبته عند الله عز وجل.

سادسًا: المحبة في الله وإلى الله

يؤدي حب كل عمل يحبه الله سبحانه وتعالى على الحب في الله وإلى الله حيث إنه وعد الله سبحانه وتعالى المؤمنين المتحابين فيه وإليه بأنهم من القلة السبعة الذين ينالون شرف تعظيم نعمة الاستظلال بظل الله عز وجل يوم العرض العظيم، ومن النصوص الشرعية التي تبين هذا النوع من المحبة ما يلي:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل فيه إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه”.

أهمية نشر المحبة بين المسلمين

بعد أن تعرفنا على حكم المحبة والتعاون بين المسلمين، لابد من معرفة أهمية نشر شعور المحبة بين المسلمين وسائر أفراد المجتمع، وذلك كما يلي:

  • المحبة والاخوة في الدين الإسلامي تمثل عبادة ووسيلة من وسائل التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، كمثل سائر العبادات التي يؤديها المسلم من الصلاة والصوم وحج البيت والدعاء والزكاة وغيرهما من العبادات المختلفة.
  • أن شعور المحبة في الدين الإسلامي يعد نعمة من الله سبحانه وتعالى أنعم بها على جميع المسلمين، لأخذ الأجر العظيم في الدنيا والأخرة، كما ذكر في العديد من النصوص الشرعية من حيث قول الله سبحانه وتعالى وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • يزيد شعور المحبة من قدرة الإنسان على دفع الأغراض الشهوانية ونبذ المشاكل والخلافات، ورد المكائد، فيكون المجتمع المسلم مثل جسد الإنسان الواحد والبنيان المرصوص الذي يشد بعضه البعض.
  • يساعد شعور المحبة بين المسلمين على تحقيق السلامة والقوة بين أفراد المجتمع مما يساعد في بناء شخصية المسلم بطريقة صحيحة ومتزنة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم لمس المصحف بدون وضوء

التعاون في الدين الإسلامي

التعاون هو العمل المشترك من قبَل جماعة معينة بهدف قضاء المصلحة أو المنفعة المشتركة للجميع، ويعد التعاون من أفضل الأخلاق الحميدة التي حث الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم على اتباعها من ضمن أسس الحياة، فالنفس البشرية تتقرب إلى الله عز وجل بالتعاون على فعل الخير للغير وذلك على حسب ما جاء في قول الله سبحانه وتعالى في كتابة العزيزوَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ” (المائدة – 2).

حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الالتزام والسير على التعاون والابتعاد عن الوحدة، وذلك لأنه كلما كانت النفس البشرية تنتمى إلى مجموعة التي تتقي الله سبحانه وتعالى كان ذلك أفضل لها.

حيث إنهم يعينوه على فعل الخير وترك المنكرات وعلى طاعة الله عز وجل مما يعينهم على صلاح معيشتهم الحياتية، ومن الأحاديث النبوية التي حث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم على التعاون:

“مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ، وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ. غيرَ أنَّ حَدِيثَ أَبِي أُسَامَةَ ليسَ فيه ذِكْرُ التَّيْسِيرِ علَى المُعْسِرِ” (رواه مسلم ).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حديث شريف عن التعاون مع الشرح

أشكال التعاون في الدين الإسلامي

بعد أن تعرفنا على حكم المحبة والتعاون بين المسلمين، تتعدد أشكال التعاون وصوره لتضمن جميع جوانب حياة الأفراد بشكل كامل، وذلك كما يلي:

  • التعاون في نشر الدين الإسلامي: عندما ذهب سيدنا موسى عليه السلام لإبلاغ دعوة الله سبحانه وتعالى إلى قوم الكفار (قوم فرعون وجنوده)، طلب موسى من الله عز وجل أن يأمر بإرسال أخاه هارون معه حتى يكون عونًا له خلال مسيرة الدعوة.
  • التعاون على البر والتقوى: يتمثل التعاون في مساعدة مجموعة من الأفراد في أداء المناسك الدينية وتأدية العبادات المختلفة على أكمل وجه.
  • تعاون الطلاب في طلب العلم: حيث كان الصحابة رضي الله عنهم يسعون دائمًا فيما بينهم لمساعدة بعض لطلب العلم.

فوائد التعاون في الدين الإسلامي

بعد أن تعرفنا على حكم المحبة والتعاون بين المسلمين، لابد من معرفة فوائد الالتزام بالتعاون في الدين الإسلامي وذلك كما يلي:

  • يعد التعاون من الأوامر التي أمر بها الله عز وجل عباده، لذلك فإن اتباعه في الحياة من الأمور التي تؤدي إلى الفوز برضا الله عز وجل وذلك لأن يزيل من الصعوبات من أمام النفس البشرية.
  • يساعد التعاون على حب الخير للغير وبالتالي التخلص من العادات السيئة مثل الابتعاد عن الأنانية وحب النفس بزيادة والحقد والكراهية واستبدالهم شعور المحبة والإخاء بين المسلمين.
  • يؤدي التعاون إلى أداء عدد كبير من المهمات الجماعية خلال وقت قياسي.
  • يعود التعاون على المجتمع بالنهوض والازدهار على جميع أفراده مما يجلعه ذو مكانة عالية بين سائر الأمم.
  • دائما ومنذ قديم الأزل ما يرعب التعاون بين المسلمين وأفراد المجتمع الواحد أعداء الأمة الذين يتربصون بشكل مستمر للمسلمين للنيل منهم.
  • يزيد التعاون من الألفة والمؤاخاة بين جميع المسلمين مما يحقق فكرة التماسك الاجتماعي وانتشار روح المحبة والمودة بين المسلمين.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: بحث عن التعاون والعمل الجماعي للتعرف على أساسياته وكيف يكون عملًا ناجحًا

عرضنا عليكم في هذا الموضوع حكم المحبة والتعاون بين المسلمين، مع الشرح التفصيلي لمعني المحبة والتعاون في الدين الإسلامي، بالإضافة إلى معرفة أشكالهم المتعددة وفوائدهم بين المسلمين، وذلك مع الاستشهاد بالآيات القرأنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على حكم المحبة والتعاون بين المسلمين، ونتمنى بذلك أن نكون قد قدمنا لكم معلومات مفيدة.

قد يعجبك أيضًا