الذبيحة التي تذبح عن المولود وحكمها

الذبيحة التي تذبح على المولود تسمية العقيقة، وهي سنة يقوم المسلم من خلالها بذبح ذبيحة في اليوم السابع للمولود ويجوز تأجيلها وذبحها بعد ذلك في أي وقت، وهي سنة عن نبي الإسلام –صلى الله عليه وسلم- وهي ليست واجبة، وإنما هي اختيارية، ولكنها تكون مؤكدة على المسلم القادر، وتكون عن الولد عبارة عن شاتين اثنتين، وعن البنت شاة واحدة، وهي تشتمل على شروط وأحكام سنتعرف عليها من خلال المقال عبر موقع زيادة.

ومن هنا سنتعرف على: اية قرآنية عن رزق الأطفال يقوم الأهل بقراءتها حمدا لله على هبة المولود

تعريف ذبيحة المولود

الذبيحة التي تذبح عن المولود

  • العقيقة هي عبارة عن الذبيحة التي تذبح على المولود في اليوم السابع لولادته، وهي في اللغة تعني: القطع عق أي قطع والقطع هنا بمعنى الذبح.
  • وفي اصطلاح الفقهاء هي إحدى شعائر الإسلام العظيمة والسنن المؤكدة التي سنها النبي –صلى الله عليه وسلم- بأن تذبح شاتان عن الولد وشاة عن البنت في يوم سبوعه؛ بغرض فديته وحفظه من الشر والسوء، بهدف التقرب إلى الله تعالى بإطعام الطعام.

هل هي عقيقة أم ذبيحة؟

  • اسم العقيقة هو الاسم المتداول عند تناول الكلام عن ذبيحة المولود.
  • غير أن تسمية العقيقة ليست هي التسمية المثلى والفضلى، وتسميتها بالذبيحة أو النسيكة أفضل، لما رواه الترمذي بسند صحيح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (سُئل النبي عن العقيقة فقال لا أحب هذا الاسم وكأنه كرهه فقال أحدهم أحدنا يولد له فقال صلى الله عليه وسلم من أحب منكم أن ينسك على ولده فليفعل عن الغلام شاتان وعن الأنثى شاة واحدة.

ومن هنا يمكنكم التعرف على: دعاء المولود الجديد أنثى وذكر وأفضل ما يقال عند ولادة الطفل الجديد

حكم الذبيحة التي تذبح على المولود

  • وقد تواترت الآثار النبوية الصحيحة التي تدل على فضل الذبيحة التي تذبح على المولود يوم أسبوعه، ومنها قول الرسول الأكرم –عليه الصلاة والسلام-: (مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دمًا، وأميطوا عنه الأذى)، وقوله –صلى الله عليه وسلم-: (كل غلام رهينة بعقيقته، تُذبَح عنه يوم سابعه، ويسمى فيها، ويحلق رأسه)، ومنها قول المعصوم –صلوات ربي وتسليماته عليه-: (من ولد له ولد فأحب أن ينسك عن ولده فليفعل) وهكذا أكدت تلك الأحاديث على فضل العقيقة وأنها من السنن المؤكدة.
  • وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أن العقيقة واجبة وفرض على كل أب وأم يولد لهما مولود، ولاسيما الولد، بينما ذهب بعض الفقهاء إلى أنها مستحبة فقط، إن شاء الإنسان الأجر فعلها، وإن لم يفعلها مع قدرته عليها فلا حرج عليه.
  • ولكن الرأي الأرجح والذي عليه معظم الفقهاء أن تلك الذبيحة التي تذبح على المولود سنة مؤكدة عن النبي –صلى الله عليه وسلم- إن قدر الإنسان عليها يوم السابع فمن الأفضل القيام بها وإلا تؤجل حتى يكون مستطيعًا قادرًا.

وقت الذبيحة التي تذبح على المولود

  • الأفضل الالتزام بموعدها الوارد في الأحاديث الصحيحة، وهو يوم السابع، ففي الالتزام بالسنة ومواقيتها تثبيت للأجر، ومع التأخير عن المواعيد المقررة في السنة مع القدرة عليها تفويت للأجر والثواب.
  • فإن كان هناك مانع يمنع الإنسان من الالتزام بمواعيد العقيقة المقررة في السنة وهو يوم السابع، أو كانت هناك عسرة وشدة وعدم قدرة، جاز تأجيلها حتى تتيسر الأحوال.

ومن هنا يمكنكم الاطلاع على: شروط ذبيحة العقيقة وما هو الوقت المناسب لها

شروط الذبيحة التي تذبح على المولود

يشترط في العقيقة التي تذبح يوم سبوع المولود عدة شروط حتى تكون مقبولة عند الله تعالى، وهي:

  • أن تكون من بهيمة الأنعام وهي تشمل أربعة أنواع: الإبل والبقر والغنم والضأن.
  • أن تستوفي العمر الشرعي الذي نص عليه العلم الشرعي، وهو: خمس سنوات للإبل، وسنتان للبقر، وسنة واحدة للماعز، وستة أشهر للضأن.
  • أن تكون الذبيحة خالصة من العيوب الظاهرة والخفية، فإن كانت عمياء أو عوراء وعورها واضحًا بخسف إحدى العينين، أو العجفاء وهي الكسيحة التي ذهب مخ عظمها، أو عرجاء بينة العرج، أو المريضة مرض الموت، أو البتراء أي المقطوعة الأطراف، فلا تجزئ.
  • وأن تذبح بنية وقصد العقيقة وليست بقصد آخر، فإن اختلفت النية فلا تجزئ.
  • وأن يسمى اسم الله عليها عند الذبح، فإن لم يسم فلا تجزئ.
  • ومن السنة عدم تكسير عظامها بعد الذبح وفصلها من مفصلها، فعن فاطمة رضي الله عنها قالت: قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (يُسَنّ ألّا يُكسَر عَظم الشاة، بل يتمّ قَطعه من مِفصَلِه).

كيفية توزيع ذبيحة المولود

اتبع الفقهاء طريقة توزيع العقيقة ولكنهم اختلفوا في تلك الطريقة على ثلاثة آراء هي:

  • الرأي الأول: وهو مذهب الإمام مالك حيث ذهب إلى أنها توزع بين ثلاثة أمور الأكل والإطعام والصدقة، وعند المالكية هذا التقسيم مستحب بدون تحديد الثلاث كما هو الأمر بالنسبة للأضحية، وقد استند إلى قوله تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)، وقالوا إن هذا التقسيم شائع في كافة الذبائح أضحية أو عقيقة.
  • الرأي الثاني: وهو مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وهو قد رأى أن تقسم العقيقة ثلاثة أثلاث ثلث للأكل، و ثلث للطعام، وثلث للإهداء، وقد استند إلى قوله تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ).
  • الرأي الثالث: وهو مذهب الإمام الشافعي، وهو قد ترك التقسيم وأباح الإطعام والأكل وإهداء وقال إنها مستحبة.

ومن هنا سنتعرف على: شروط العقيقة ابن عثيمين ورأى الشرع في جنس العقيقة والسن الجائز في الذبيحة الخاصة بالعقيقة

حكم طبخ ذبيحة المولود

هناك خلاف بين الفقهاء في طبخ كامل الذبيحة التي تذبح على المولود على مذهبين:

  • المذهب الأول: وقد قال به الإمام مالك والأمام أحمد بن حنبل ويرون أنه يستحب طبخ العقيقة والإهداء منها للمتصدقين والفقراء والأهل والجيران مطبوخة، بل ورأو كراهة في أن تقسم وتوزع نيئة.
  • المذهب الثاني: وهو رأي الأحناف، وقد رأوا أن جواز توزيع العقيقة نيئة أو مطبوخة على السواء بلا تفضيل لأيهما على الآخر، سواء أطعم منها أو أهدي.

حكم الوليمة على ذبيحة المولود

اختلف الفقهاء على رأيين فيما يخص الوليمة على ذبيحة المولود:

  • رأي المالكية ويرون كراهية الإسلام على العقيقة، ويرون عدم ثبوت ذلك عن السلف، والغرض من الكراهية تجنب التفاخر والمباهاة.
  • أما الشافعية والحنابلة فيرون جواز الإبلام على العقيقة بعد طبخها، مع تجنب عدم المباهاة والمفاخرة، وإظهار الإطعام على أنه تهادي وتواد وتحابب.

هل يصح التصدق بثمن العقيقة بدلاً من ذبحها؟

  • يرى بعض الفقهاء أنه يجوز التصدق بثمن الذبيحة بدلاً من ذبحها، ويرون أن ذلك أدعى للإخلاص والقبول وبعداً عن المفاخرة والتباهي.
  • ولكن الراجح والذي عليه معظم الفقهاء أنها مقصودة لذاتها بغرض التهادي والإطعام والأكل، وأن الغرض منها وجه الله والتقرب إليه، وأن التصدق بثمنها يفوت فرصة الأجر حتى لو تصدق بضعف ثمنها كما قال الإمام ابن تيمية.

ومن هنا يمكنكم التعرف على: وقت ذبح العقيقة في المذهب المالكي والمذاهب في الإسلام

 هل تختلف الذبيحة إذا كان المولود ولدًا أو بنتًا؟

  • جاء في الصحيح عن أم كرز أنها ذهبت إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- وسألته عن ذبيحة المولود فقال: (عَنْ الْغُلَامِ شَاتَانِ وَعَنْ الْأُنْثَى وَاحِدَةٌ)، وفي شرح الحديث يقول الشيرازي أن الفرح بالمولود الذكر يكون أكثر، ومن ثم كان الذبح له أكثر.
  • إلا أنه يجوز أن تذبح شاة واحدة بغض النظر عن المولود ونوعه ذكرا كان أو أنثى.
  • لأنه روي في الحديث الصحيح أن عبد الله بن عباس قال: (عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين عليهما السلام كبشا)، يقول النووي إن ذبح الشاة الواحدة أو الكبش الواحد عن الذكر جائز وهو من السنة.

ما يستحب أن يقال من الذكر عند ذبيحة المولود

  • يستحب عند القيام بذبح الذبيحة التي تذبح للمولود أن يتوضأ الذابح وأن يستل سكينًا ماضية وأن يبدأ بالبسملة والتكبير والتهليل، ثم يقول بسم الله هذه عقيقة فلان ابن فلان المولود الذي يذبح لله في يوم سابعه، لما روي عن النبي –صلى الله عليه وسلم – أنه: (عق عن الحسن والحسين بشاتين في اليوم السابع لولادته، وأمر بأن يُماط عنهما الأذى وقال: “اذبحوا على اسمه وقولوا بسم الله والله أكبر اللهم لك وإليك هذه عقيقة فلان).
  • ولو اكتفى الذابح بقول بسم الله الله أكبر وهو يقصد في قلبه أنها ذبيحة فلان ابن فلان المولود وأنها بنية العقيقة أجزأته تلك النية.

ومن هنا يمكنكم الاطلاع على: ماذا يقال عند ذبح العقيقة ومفهومها لغةً واصطلاحًا

 في ختام مقالنا عن الذبيحة التي تذبح على المولود حيث تناولنا كل ما يخص تلك الذبيحة وشروطها وكيفيتها وطريقة توزيعها، والأحكام الكثيرة المتعلقة بها.

قد يعجبك أيضًا