أقوال عثمان بن عفان رضي الله عنه

أقوال عثمان بن عفان رضي الله عنه تعد من أحسن ما قيل في الكرم والحياء فهي تخرج ممن استحت منه الملائكة، كما قال في الزهد في الدنيا على الرغم من كثرة ما أعطاه الله سبحانه وتعالى من أموال.

لذلك سنعرض لكم في السطور القادم عبر موقع زيادة من أجمل أقوال عثمان بن عفان رضي الله عنه، مع شرحها لبيان بلاغتها.

أقوال عثمان بن عفان رضي الله عنه

ثالث الخلفاء الراشدين، ذو النورين، أحد العشرة المبشرين بالجنة، عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أُمية القرشي، يعد من أوائل المهاجرين من المسلمين إلى الحبشة، ونتزوج بنتي رسول الله صلى لله عليه وسلم.

فتزوج من رقية بنت رسول الله، وبعد وفاتها تزوج من السيدة أم كلثوم بنت رسول الله، فأطلق عليه ذي النورين، وكان رضي الله عنه حيي، فكان من حيائه تستحي منه الملائكة، وكان رضي الله عنه قوامًا لليل، فكان يختم القرآن كله في ركعة.

كان كثير الإنفاق في سبيل الله فاشترى بئر رومة ببضع وثلاثين ألف درهم، بل وساهم في تجهيز جيش العسرة، فأمده بثلاثمائة من البعير، وعشرة آلاف درهم أو يزيد، وكان حكيم القول رضي الله عنه، ومن أشهر أقوال عثمان بن عفان رضي الله عنه:

  • والله ما زنيت في جاهليّة وإسلام قط“، قالها عثمان بن عفان يوم قتله الخوارج، فهو أحد الستة الذين ماتوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم راضٍ عنهم.
  • كان يقوم في الليل فيتوضأ بنفسه دون أن يوقظ خدمه، وكان يقول “الليل لهم يستريحون فيه“، وهو من الشواهد على رحمته بخدمه وعدم التسلط عليهم.
  • من أشهر أقوال عثمان “هم الدنيا ظلمة في القلب، وهم الآخرة نور في القلب“، لعل هذه الجملة من أكثر الجمل التي تحمل في معانيها فيقول إن أكثر هموم الدنيا، ي الظلام في القلب، وظلام القلب يكون بكثرة الذنوب والمعاصي والمفاسد.

أما يشغل البال في الآخرة، هو التوجه إلى الله سبحانه وتعالى، بأن تملء القلوب بالنور في القلب.

اقرأ أيضًا: حكم عمر بن الخطاب

من أقوال عثمان بن عفان في الزهد

عثمان بن عفان رضي الله عنه كان كثير الحديث عن الزهد، فكان كثير المال فقيل إنه ورث أكثر من ثلاثين ألف ألف دينار، وكان ينفق المال في سبيل الله، والزهد قال العلماء هو الزهد فيما عند الناس، لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم أقوال عثمان بن عفان رضي الله عنه في الزهد ومنها:

  • من ترك الدنيا أحبه الله تعالى ومن ترك الذنوب أحبته الملائكة وأحبه المسلمون“، فيها إشارة إلى ترك الذنوب، والزهد في الذنوب يكسب العبد محبة الله، ومن يكسب محبة الله، كسب محبة الملائكة وأهل السماء، ومن كسب محبتهم أحبه أهل الأرض.
  • الدنيا خضرة قد شُهِّيَتْ إلى الناس ومال إليها كثيرٌ منهم فلا تركنوا إلى الدنيا ولا تثقوا بها فإنها ليست بثقة واعلموا أنها غير تاركة إلاَّ من تركها“، الخضرة هي الحدائق، والبساتين، وهو تشبيه بليغ من عثمان بن عفان لدنيا بالحديقة الجميلة.
  • خير العباد من عصم واعتصم بالله، ونظر إلى قبر فبكى وقال عنه: أول منازل الآخرة منازل الدنيا“، يوضح عثمان بن عفان أن أحسن العباد هو الذي لجأ إلى الله سبحانه وتعالى.

ثم نظر رضي الله عنه إلى مكان قبره ثم بكى وقال، إنه أول منزل في الآخرة، وآخر منزل في الدنيا.

  • لو أن قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلام ربِّنا، وإني لأكره أن يأتي عليَّ يوم لا أنظر في المصحف“، المفاد من هذه المقولة هي التعلق بكتاب الله والتدبر في معانيه.

نصائح عثمان بن عفان رضي الله عنه

تربى عثمان بن عفان رضي الله عنه كغيره من الصحابة عليهم رضوان الله في مدرسة النبوة، فكان كلامه مثل الدر في نصح لغيره ممن هم أصغر منه مقامًا أو سنًا، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم من أقوال عثمان بن عفان رضي الله عنه الوعظية، ومنها:

  • أنتم في حاجة إلى إمام فعّال، أحوج منكم إلى إمام قوّال“، في هذه الجملة يوجد أحد المحسنات البديعية المعروفة، وهو الجناس، والجناس هنا بين كلمتي “فعال- قوال”، والشاهد من هذه المقولة هو الحث على العمل، وعدم التعرض للخداع في ذوي الشعارات.
  • قال عليه رضوان الله في حث المسلمين على إتقان العمل “جدّوا ولا تغفلوا فإنه لا يغفل عنكم“، وفي العبارة كناية عن المولى سبحانه وتعالى في قوله “ لا يغفل عنكم “، والمراد بالجد هنا هو العمل الدائم في الخير.
  • الحسد من أسوء الشيم في الإنسان، وقد جاء في القرآن الكريم التعوذ من الحسد في سورة الفلق الآية الخامسة (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)، وقد تحدث عثمان بن عفان عن الحسد والحاسد قائلاً “يكفيك من الحاسد أنه يُغَم وقت سرورك“.

اقرأ أيضًا: من هم الخلفاء الراشدون؟

ما قاله عثمان بن عفان في العبادات

كان رضي الله عنه تقيًا في كل عملٍ يقوم به، وكان ورعًا لا يترك القرآن، فعند وفاته مات رضي الله عنه وهو جالس أمام المصحف يقرأ فيه، فلا عجب في أن نعرض لكم في هذه الفقرة أقوال عثمان بن عفان في العبادات، ومنها:

  • وجدت حلاوة العبادة في أربعة أشياء؛ أولها في أداء فرائض الله والثاني في اجتناب محارم الله والثالث في الأمر بالمعروف ابتغاء ثواب الله والرابع في النهي عن المنكر اتقاء غضب الله“.

في هذه السطور الصغيرة يعرض ذو النورين حلاوة العبادات في أربع نقاط، وهو شعوره بالقيام بعمل جليل وهو أداء فرائض الله سبحانه وتعالى.

الأمر الثاني يبتعد عما حرمه الله، والثالث يبتغي ثواب الله ويأمر بالمعروف، والرابع هو النهي عن المنكر.

  • إن المؤمن في خمسة أنواع من الخوف: أحدها من قبل الله تعالى أن يأخذ منه الإيمان، والثاني من قبل الحفظة أن يكتبوا عليه ما يفتضح به يوم القيامة.

والثالث من قبل الشيطان أن يبطل عمله، والرابع من قبل ملك الموت أن يأخذه في غفلة بغتة، والخامس من قبل الدنيا أن يغتر بها وتشغله عن الآخرة“، ويشير عثمان إلى أن أخطر أنواع الخوف، هو خوفه على من غرته الدنيا بحلاوتها.

  • أربعة ظاهرهن فضيلة وباطنهن فريضة مخالطة الصالحين فضيلة والاقتداء بهم فريضة وتلاوة القرآن فضيلة والعمل به فريضة وزيارة القبور فضيلة والاستعداد لها فريضة وعيادة المريض فضيلة“، وتعد هذه المقولة من أجمل أقوال عثمان بن عفان رضي الله عنه.

ما وجد في وصية عثمان بن عفان

أصدق ما يخرج من الإنسان ما يكون في كربه ومحنه، وعثمان بن عفان لم يكن يعرف الكذب قط في حياته حتى في تجارته، وهو ممن شُهد لهم بالجنة في حياتهم، ولعل أصدق ما جاء في أقوال عثمان بن عفان رضي الله عنه، ما وجد في وصيته.

بسم الله الرحمن الرحيم، عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق، وأن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد. عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث إن شاء الله“.

الوصية مما فرضه الله سبحانه وتعالى على المسلم (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ) “الآية 180 من سورة البقرة”، ومن هذا المبدأ ترك عثمان ابن عفان الوصية في منزله في صندوق لم يكن يعرف ما في داخله.

الوصية من خصائصها الاختصار، ولم يخالف عثمان هذا فجاءت خير التنفيذ لمقولة “خير الكلام ما قل ودل“، بدأت الوصية بالبسملة وهي خير ما يفتتح به خطاب أو كتاب، ثم انتقل بصورة لا تكلف فيها إلى الغرض الرئيسي من الوصية.

فذكر اسمه دون أي ضمير ليدل على التأكيد وإسناد الأمر إليه، ثم أقر واعترف بوحدانية الله سبحانه وتعالى، وأن رسول الله حق، وأن الجنة والنار كلتاهما حق، وأن الله لا يخلف ميعاده، وتعد هذه الوصية من أفضل أقوال عثمان بن عفان رضي الله عنه لسببين هامين.

الأول كونها بليغة، وتقتضي مقام الحال، والأمر الثاني هو اعتماده على ما جاء في عصره من طريقة في كتابة الأدب وهو الاقتباس من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة.

اقرأ أيضًا: نسب عمر بن الخطاب

خطبة عثمان بن عفان عند توليه الخلافة

تولى عثمان بن عفان رضي الله عنه الخلافة بعد استشهاد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان يعلم أن هذا الأمر سيسبب له العديد من المتاعب، فما كان أبو عبد الله ليطمع في الخلافة لولا أن اختاره المسلمون.

ثم قال يوم استخلف عليهم وقال خطبة أحق أن نذكرها في سطور هذه الفقرة من أقوال عثمان بن عفان رضي الله عنه.

أيها الناس، إنّ الدنيا طويت على الغرور، فلا تغُرَّنكم الحياة الدنيا، ولا يغُرَّنكم بالله الغَرور، ارموا بالدنيا حيث رمى الله بها، واطلبوا الآخرة..

أيها الناس، اتقوا الله فإن تقوى الله غُنْم، وإن أكيس الناس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، واكتسب من نور الله نورًا لظلمة القبر، وليخش عبد أن يحشره الله أعمى، وقد كان بصيرًا، وقد يكفي الحكيم جوامع الكلام، والأصم ينادي من مكان بعيد، واعلموا أن من كان الله معه لم يخف شيئًا، ومن كان الله عليه فمن يرجو بعده“.

خطب عثمان بن عفان يوم توليه حكم المسلمين هذه الخطبة على منبر مسجد رسول الله، ولا ندري أكان يقصد بها الناس، أم يذكر نفسه بألا تغرها الدنيا والحكم بعد أن كان زاهدًا فيها، والمراد بأكيس في قوله “وإن أكيس الناس” هو أكثر الناس ذكاءً وفطنة.

أما قوله رضي الله عنه “ومن كان الله عليه فمن يرجو بعده“، لهو اقتباس من الآية الثالثة والعشرين في سورة الزُّمر (وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ).

إن الصحابة رضوان الله عليهم، لخير القدوة بعد الأنبياء والمرسلين، فكن على معرفة بسيرهم والعمل بأقوالهم، تصقل عقلك وتنظم حياتك وتقوم نفسك.

قد يعجبك أيضًا