الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب

الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب التي قد يرتكبها الإنسان بالعمد، والتي قد تكون على شكل سيئة أو معصية، يفعلها دون وعي أو بغفلة، فمن خلال حديثنا اليوم سنعرض عبر موقع زيادة الذنوب التي يكفرها الوضوء والصلوات الخمس، بجانب التعرف على صغائر الذنوب التي قد يرتكبها الإنسان.

الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب

قد يكون التكرار المستمر للمعصية أو السيئة عن عمد هو ذنبًا في حد ذاته، حيث قُسمت الذنوب إلى نوعين منها ما يعد من الكبائر ومنها ما يعد من صغائرها والتي تعد حد الدنيا والآخرة.

حيث إن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تكفير الذنب الأصغر، فمنها الوضوء الذي يغسل، والدليل على ذلك ما رواه أبو هريرة عن قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديثه الشريف، حيث قال:

إِذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِمُ، أَوِ المُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِن وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بعَيْنَيْهِ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِن يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، حتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ”

حيث إن الإنسان خلق بطبيعته خطأ، فلا يوجد إنسان معصوم من ارتكاب الخطأ، إلا أن خير الخطائين التائبون إلى الله سبحانه وتعالى، لذا أنزل الله سبحانه وتعالى أكثر من طريقة يمكن بها التوبة عن تلك الأخطاء، والتي قد تكون الطريق للعودة إلى الله سبحانه وتعالى.

حتى يتم التعرف إلى الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب، فلا بد أن نتعرف إلى الذنوب الصغرى التي يمكن أن يغفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة.

اقرأ أيضًا: كيفية الاستغفار والتوبة من الذنوب

صغائر الذنوب

في سياق الحديث عن الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب، يمكن أن تكون صغائر الذنوب تلك الأفعال التي قد يرتكبها الإنسان في شكل هفوات تسقط عن المرء المسلم، فمن الممكن أن يفعل المرء بعض التصرفات التي قد تصدر منه على ظن أنها بسيطة أو هينة أو غير مهمة، دون علم منه على أنها قد تذهب به إلى طريق الفواحش والفساد في تلك الدنيا، كما أنها قد تكون البوادر التي تقوده لأسوء الأمور التي لا يمكن أن يتخيلها في بداية الأمر.

إلا أن تلك الذنوب الصغرى لا يستطيع أن يتوقف عنها الإنسان بشكل نهائي، فحتمًا قد يقع بها، ثم يشعر بالندم على ما فعله وارتكبه من ذنب، فيبدأ بالبحث عن طريق التوبة.

راجيًا من الله سبحانه وتعالى أن يغفر له ما فعله من قول أو تصرف قد أساء فيه إلى أحد من الخلق أو أساء به في حق نفسه، ومن تلك الطرق هو الوضوء والصلاة والاستغفار والكثير من الأمور التي يغتسل بها المرء عما فعله من سيئات، إلا أن طريق العودة إلى الله يبدأ بمحاسبة النفس التي تبدأ بالتعرف إلى تلك الذنوب.

من تلك الصغائر التي قد يرتكبها الإنسان دون علم منه وجهل بعقابها الذي أنزله الله على من يرتكبها، هي تلك الأفعال التي تحمل الحسد والحقد والغضب بالباطل، وما يقوله الإنسان من قول يحمل في معناه السب والشتم والإساءة لأخيه المسلم.

كما أن الغش في البيع قد يكون من تلك الذنوب الصغرى التي يستهين بها الإنسان في أفعاله، وحتى نتعرف إلى الذنوب الصغرى سنوضح كلًا منها بشكل من التفصيل على النحو التالي:

1- الغضب بالباطل

هناك نوعان من هذا الغضب يمكن أن يصنف لهم، والذي يعد من ضمن الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب، وهذان النوعان هما:

النوع الأول: غضب بشكل مقدس والذي ينحصر في بعض الأفكار كالتعصب لرأي ما أو لأحد المعتقدات أو الأفكار أو الانحياز لشيء معين قد يؤدي إلى الغضب الشديد بشكل قاسٍ، وتلك الأشياء قد تكون في النظرة العامة لها قد لا تؤدي إلى هذا التعصب.

النوع الثاني: الغضب على أتفه الأمور والإصرار عليها رغم أن الإنسان على علم بأنها ليست على صواب أو أن ما يقوله ليس على حق، والذي قد يكون في أغلب الأمور بسبب فرض رأي ما أو التشديد على وجهة نظر معينة، أو بغرض السيطرة وفرض الرأي على الغير، والتي يكون المرء فيها على ظن أنها ليست بذنب.

كما أن الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب قد تكون غضب المرء بالباطل الذي قد يراه الكثير أمر هين، إلا أن تلك الهفوات الصغيرة تُكتب عند الله ذنبًا من الذنوب الصغرى، نظرًا لنتائجها التي قد تنجم عنها، حيث إن الغضب قد ينسب العديد من الأمور التي منها:

  • صنع الغشاوة على بصيرة المرء، مما قد يؤدي إلى انصراف الشخص عن محاسبة نفسه، ذلك لما يراه دائمًا على أنه على صواب، فهو لا يرى ذاته أنه يخطئ، ويرجع ذلك إلى أنه لم يتعود على محاسبة نفسه، الأمر الذي يجعله غير مهتمًا لمشاعر الآخرين.
  • من الممكن ان يقود المرء بسبب ذلك الغضب إلى ارتكاب بعض المعاصي، بسبب التعصب الشديد لأمر ما، وقد يرجع هذا إلى عدم تحكمه في ضبط الذات، والتسرع المستمر في التفكير.
  • قد يكون الغضب أحد الأمور التي تؤدي إلى الالتحاق بأحد الأمراض الخطيرة التي تصيب الجهاز العصبي، كما أنه قد يكون السبب في الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة الأخرى.
  • قد يكسب الغضب الشخص العديد من الصفات السيئة المصاحبة له، كأن يكون شخص ذو سمعة سيئة، بعدما ارتكب العديد من التصرفات السيئة التي أساء فيها إلى الآخرين، وأدت إلى إفساد العلاقة بينه وبينهم.

2- الحقد والحسد

يُعرف الحسد بأنه كُره لنعمة الله على ذات الشخص الذي تعرض للحسد، وهو يتمنى زوالها من أخيه المسلم، حيث صنف البعض أن الحسد قد ينقسم إلى عدة أنواع طبقًا لتمني الشخص الحاسد، وهذه الأنواع هي:

  • تمني زوال النعمة عن الشخص المحسود.
  • تمني الشخص الحاسد أن يمتلك نفس النعمة.

حيث يمكن علاج تلك المشكلة التي قد يتعرض لها الشخص، بشكل متكرر من خلال إصراره وعزيمته، فيمكن أن يكون الطريق إلى التوبة منها بالالتزام بكتاب الله تعالى، والتعود على القناعة والرضا بما أعطاه الله.

اقرأ أيضًا: ما هي كبائر الذنوب بالترتيب؟

3- السب والشتم

قد يعد السب والشتم من أكثر الذنوب التي يكررها الإنسان نتيجة تعود لسانه على قول الإساءة من الألفاظ.

حيث إنها تعد من المسائل الأخلاقية التي يتعرض لها العديد من الأشخاص، دون أن يعلم العقاب الذي قد يتعرض له من الله نتيجة تلك الهفوات من الذنوب الصغيرة، فقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق على الأمة الإسلامية كافة التي يجب أن تتحلى بها.

4- الغش في البيع

هناك العديد من الصور التي قد يرتكب بها المرء الغش في البيع، والتي منها أن يحصل المرء على المال بطريقة محرمة، والتي قد تكون عن طريق الكذب أو كتمان عيوب السلعة التي يقوم ببيعها، أو أن يبخس في ثمنها أو عن طريق التطفيف في أوزانها، وقد يكون الغش في البيع عن طريق الخلط بين ما يكون رديء وما يكون حسن من السلعة.

بجانب العديد من الطرق الأخرى التي تعتبر محرمة في البيع، والتي قد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنها

كما ورد في الحديث الصحيح للنبي، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ على صُبْرَة طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللًا، فقال: (ما هذا يا صاحب الطعام؟)، قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: (أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غشّ فليس مني”.

حيث يتبين من الحديث أن المرء الذي يقوم بالغش قد يعتبر خارج الأمة الإسلامية، بسبب ما ارتكبه من ذنب في حق الآخرين من الناس.

كما يعد الغش في الميزان من أعظم الذنوب التي قد يرتكبها الإنسان، والتي قد نهى الله عنها في كتابه العزيز، فويل لكل إنسان يسقط هذا العهد ويقوم بالغش في الميزان في بيعه لأي سلعه أو تحكيمه لأي أمر من أمور الحياة.

5- الغيبة والنميمة على الناس

تعد الغيبة والنميمة أحد الذنوب الصغرى عند الحديث عن الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب التي يقع فيها العديد من الأشخاص دون قصد من القول، وقد يكون السبب في ارتكابها، هو تعود المرء على الحديث مع الآخرين عن القيل والقال مما يجعله يقع في اغتياب البعض بالقول.

كما أن بعض الصحابة قد تعرضوا لهذا الذنب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حين قاموا باغتياب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم بأن يأكلوا من الجيفة وهي الأبدان التي قد ماتت وتعفنت، لكي يصف لهم مدى بشاعة ما ارتكبوه من قول.

حيث نهي الله في كتابه الكريم عن الغيبة والنميمة في قوله تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [سورة الحجرات: الآية 12].

حيث إن تلك الذنوب تقوم بسلب الحسنات من المرء يوم القيامة، مما يجب على المرء أن يحاول قدر المستطاع أن يتجنب هذا الذنب.

6- إيذاء الجار وإساءة التصرف معه

أوصي النبي صلى الله عليه وسلم على حسن معاملة الجار، كما حذر الله في كتابه على من لا يقوم بمساعدة الآخرين، حيث إن أكثر الأشخاص الذين يطلبون العون هم الجيران، فالجار بمثابة الأخ الذي لا يمكن أن تسيئ إليه، فكل ما تقوم به من أفعال لمساعدة الآخرين يكتب لك الله به أجرًا حسنًا.

فضل الوضوء في تكفير الذنب

الوضوء يسقط الذنوب الصغرى، حيث إن الوضوء يعتبر أحد الأفعال التي يمكن أن يقوم بها الإنسان بغرض التوبة عن العديد مما يرتكبه من سيئات دون قصد أو ما يعرف بالذنوب الصغرى، التي لا يستطيع أن ينتهي عنها بشكل تام.

قد يبين هذا فضل الوضوء في غسل المرء مما يفعله من سيئات أو ذنوب، حيث تكمن فضائل الوضوء في:

  • سبب في العزة يوم القيامة.
  • تكفر الذنوب وترفع الخطايا عن المرء وتعز من منزلته وقدره عند الله تعالى.
  • تزيد من محبة الله للفرد.
  • تعد الوضوء نصف الإيمان عند الله تعالى.

اقرأ أيضًا: كيف أتوب إلى الله من جميع الذنوب؟

فضل الصلوات الخمسة وصلاة الجمعة في تكفير الذنوب

تتبعًا للحديث عن الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب، تعتبر الصلاة هي أعظم الأعمال عند الله ـ سبحانه وتعالى ـ التي ترفع العبد إلى أعلى الدرجات، حيث إنها تأتي يوم القيامة لتشفع إلى صاحبها، كما أن الشخص الذي يحاول المحافظة على الصلاة يعينه الله تعالى على الابتعاد عن تلك الذنوب الصغرى.

حيث إن الصلوات الخمسة تعد من الفروض الأساسية التي أمر بها الله تعالى المرء المسلم أن يؤديها، فهي الطريق للعبادة والتقرب إلى الله تعالى.

كما أن الحديث عن الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب، يمكن الإشارة إلى أن الصلاة هي التي تمحي تلك الذنوب، فيجب على الإنسان كلما أخطأ أو ارتكب أحد تلك الذنوب أن يقوم ليتوضأ ويصلى ليطلب من الله المغفرة، حتى يزيل عنه هفوات تلك الأخطاء التي قام بها دون قصد.

في أي حال قد تكون العصمة من تلك الذنوب الصغرى أمر يحتاج إلى تعويد النفس على العديد من الأمور التي يمكن بها الابتعاد عن تلك الأفعال، من خلال ضبط النفس ومحاسبتها باستمرار بعد أي قول أو فعل يقوم به المرء.

قد يعجبك أيضًا