قصة مريم عليها السلام للأطفال كاملة والدروس المستفادة منها

قصة مريم عليها السلام واحدة من القصص ذات العبرة التي ذكرها الله في القرآن الكريم، فأختص الله سورة كاملة في القرآن باسمها وسرد قصتها على رسولنا الكريم، فهي قصة تعطينا أسمى معاني الصبر والثبات على بلاء الله.

من خلال هذا الموضوع المقدم لكم من موقع زيادة سوف نعرض لكم قصة مريم عليها السلام، كما سنتطرق لمعرفة العبر والمواعظ المستفادة من قصة هذه السيدة العظيمة.

قصة مريم عليها السلام

قصة مريم عليها السلام

تدعى مريم بنت عمران أم النبي عيسى عليهما السلام، وتسمى أمها حنة بنت فاقوذا بن قبيل، والنبي زكريا عليه السلام زوج خالتها، وعمران والدها وحنة زوجته تُعتبر من أكثر الناس طيبة بين بنى إسرائيل،  فكانت أمها حنة عندما علمت بحملها عزمت النية على تقديمها نذرًا لله تعالى.

لكن عندما علمت أنها وضعت أنثى عرفت حنة أنها لم تسطيع وضع نذرها لإختلاف طبيعة الذكر عن الأنثى في خدمة الكنسية، وعند وفاة والدها عمران كفلها نبي الله زكريا ليربيها في بيته فنشأت على الصلاح والتقوى.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: قصة موسى عليه السلام مع فرعون كاملة

نذر أم السيدة مريم عليها السلام

ذكرت كتب التفسير أن تزوجا زكريا وعمران أختين فكانت زوجة عمران تدعى حنة وهي أم مريم عليها السلام و زكريا تزوج أم يحيى، توفى عمران والد السيدة مريم و زوجته حنة علمت بحملها فقررت أن تنذره لله تعالى حيث قال في القرآن الكريم” إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” سورة آل عمران (35).

تداولت الأقاويل حول أن أم السيدة مريم عليها السلام قد أصابها اليأس أن ترزق بأطفال ففي يوم من الأيام رأت وهى تجلس تحت شجرة طيرًا يطعم صغاره فاشتاق قلبها لطفل تربيه، فدعت الله أن ترزق بطفل وبمرور الوقت علمت بحملها ونذرته لله والنذر هو جعل ما في بطنها محررًا للعبادة وقيل أيضًا محررًا للكنيسة.

ولادة السيدة مريم عليها السلام

عندما ولدت حنة السيدة مريم وأدركت أنها لن تستطيع تنفيذ نذرها، حيث لا يوجد إلا رجال في الكنيسة ولا يجوز اجتماع المرأة معهم، فقال الله تعالى” فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ” سورة آل عمران (الآية رقم 36).

حيث إن الأنثى لا تقدر على خدمة الكنيسة مثل الرجل، فسمتها حنة اسم مريم وأعاذتها بالله من الشيطان ومكره، فتقبل الله نذر أم مريم وآجرها على ذلك حيث قال” فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ” سورة آل عمران (الآية رقم 37).
سبب اختيارها لاسم مريم أنه بمثابة قرب لله تعالى لكى يحفظها ويشملها برعايته فيكون لها من اسمها نصيبًا، حيث إن مريم تعني الخادمة والعابدة لدينها، فكان حمل أم مريم مقترن بكثير من العبادات، فكان الدعاء أهمهم: فعن أبي هريرة- رضي الله عنه-عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال: ما مِن بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِن مَسِّ الشَّيْطَانِ، غيرَ مَرْيَمَ وابْنِهَا ثُمَّ يقولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: {وَإنِّي أُعِيذُهَا بكَ وذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}”.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  قصة عيسى عليه السلام في القرآن الكريم والدروس المستفادة منها

كفالة زكريا لمريم عليها السلام

كان كفالة زكريا لمريم عليهما السلام أمر مدبر من عند الله فوقع نزاع بين الصالحين من قومها ليكفلوها وأجروا قرعة وفاز بها زكريا عليه السلام لحكمة من عند الله أن تنشأ في بيت نبي فقال تعالى” ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚوَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ” آل عمران (الآية رقم 44).

محراب مريم عليها السلام

ماذا يعني المحراب؟ المحراب يكون مقدم بيت العبادة فكانت تجلس فيه من بلوغها تعتكف فيه وتتقرب لله، وكان زكريا عليه السلام عندما يدخل إليها يجني رزق وفير ويسألها من أين فتجيبه أنه من عند الله فقال -تعالى-: فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ” آل عمران(37).

خروج السيدة مريم لقضاء حاجة

بعد انعزال السيدة مريم عن الناس وتعبدها في محرابها وكان في شرق بيت المقدس أصابها الحيض فخرجت إلى جانب المحراب، وقد اتخذت مكان شرقي يقال أنه هو انفرادها لأنها في شرق بيت القدس وقيل أيضًا أنها اتخذت مكان بعد مشرق الشمس، فالله تعالى جعل لها ظل يعزلها عن الناس فبعد اتخاذ مريم مكان شرقي وأعتزال الناس أرسل الله لها جبريل عليه السلام.

جبريل وبشرى الأبن

تمثل جبريل عليه السلام في صورة بشر وأرسله الله لها فكان في أحسن صورة، تفاجئت مريم عليها السلام عند رؤية جبريل واستعاذت بالله وأخذت ترجوه أن يتقي الله ولا يلحق بها أذى، فأخبرها جبريل أنه رسول مرسل من عند الله وبشرها بالمعجزة الكبيرة وهى ولادة ابنها بدون وجود اب، فتعجبت من هذه البشارة فلم يمسسها بشر وكانت طاهرة لا سبيل الرجال عليها فقال الله -تعالى-: “قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا” سورة مريم (20).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة

إعتزال مريم عليها السلام للناس

بعد بشارة جبريل عليه السلام لها وبعد شعورها بحملها قررت أن تعتزل الناس وتذهب لمكان لا يراها فيه أحد فعلمت بحملها وتريد أن تخفيه عن أعين الناس حتى لا يعلم به أحد.

ولادة عيسى عليه السلام

عندما شعرت مريم بآلام ولادتها خرجت من المكان الذي عزلت فيه نفسها عن الناس وظلت تبحث عن مكان يساعدها في ولادتها فاتخذت جزع نخلة تتكئ عليه ليعينها على الولادة ومع شدة ألم الولادة ظلت تفكر في ردة فعل قومها والعار الذي سيلحق بها فكانت تتمنى الموت.

إلا أن الله كان معها أرسل لها جبريل وسهل عليها الولادة وأخبرها جبريل أن الله جعل سريًا من تحتها وتعددت الأقاويل حول السرى فيقول البعض أنه عيسى بسبب كماله وشأنه العظيم الذي سيكون عليه وقيل  البعض الأخر أن السرى هو ماء يجري من تحتها، فكانت من معجزات ولادتها أن جذع النخلة التى كانت تتكأ عليه كان يابسًا وعندما هزت الجزع وجدت أنه أثمر فيكون توافر عندها الماء والغذاء للأكل والشرب وقر الله عينها بإبنها الذي سيكون له شأن عظيم.

مقابلة السيدة مريم لقومها

كانت السيدة مريم تخاف الوقت الذي ستلقى فيه قومها ولكن أمر الله مريم بإلتزام الصمت إذا إلتقت بأحد من قومها فقال تعالى” فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا” سورة مريم (26).

استنكار قوم السيدة مريم

عندما التقت السيدة مريم بقومها تعجبوا وأستنكروا أنه لشئ غريب أن تضع طفل دون زواج، فهى امرأة صالحة ونشأت في بيت نبي، فكان والدها رجل صالح وأمها كانت امرأة عفيفة، ونسوا أن مريم كانت في المحراب تعتكف ولم تكن تريد الرجال.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  قصة يأجوج ومأجوج كاملة وصفاتهم ووقت ظهورهم

عيسى يتكلم في المهد

لما استنكر قوم مريم الأمر أشارت إلى طفلها فأنطقه الله قائلًا:انا عبد لله ونبي من عنده، فقال الله -تعالى-: “فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَر فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30ِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا”مريم (26).

الدروس المستفادة من قصة مريم عليها السلام

بعد أن تعرفنا على قصة مريم عليها السلام، الآن من خلال العناصر الآتية سوف نذكر العبر والدروس المستفادة من هذه القصة:

  • أن الله يقضي أمر ويهيئ له الأسباب ويشمل عبده برعايته.
  • أن الله يكتب لكل إنسان رزقه ولكن عليه الأخذ بالأسباب والسعي وراء الرزق.
  • الله لا يرضيه أن يبقي عبد حزينًا فقر عين مريم و طمأن قلبها.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  فوائد من قصة مريم عليها السلام
هكذا نكون قد تعرفنا على قصة مريم عليها السلام والعبر التى تحملها، فلقد أوضحنا كيف صبرت على البلاء وكيف كان رد فعل قومها، بالإضافة إلى أننا تعرفنا على كيف كان الله معها في ولادتها وشملها برعايته، وقد تعلمنا الدروس المستفادة من قصة مريم عليها السلام، ونتمنى أن نكون قد قدمنا الإفادة المرجوة.

قد يعجبك أيضًا