قصة سيدنا محمد للأطفال

قصة سيدنا محمد للأطفال من القصص التي تساهم وبشكل كبير في تربيتهم وغرس القيم الجميلة في قلوب أطفالنا الصغار، وتساعدهم في فهم أسس دينهم الحنيف ببساطة دون تعقيد، لأنهم لن يسمعوا عن الإسلام منه بقدر ما يرون الإسلام في فعله وقوله وتجارته ومعاملته للأطفال والكبار والأعداء، فقد كان محمد -صلَّى الله عليه وسلم- قرآنًا يمشي على الأرض كما وصفه أصحابه –رضوان الله عليهم- فسنقدم لكم قصة حبيبنا محمد يُمكن ترديدها للأطفال عن طريق موقع زيادة.

قصة سيدنا محمد للأطفال

سيرة حبيبنا محمد -صلَّى الله عليه وسلم- جميلة ومليئة بالأخلاق الرفيعة التي يجب أن نتحلى بها جميعًا، فكان النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يحترم الأطفال وآرائهم ويعطف عليهم من خلال الكثير من المواقف.

فقد قدر رسول الله الطفل على أشياخ بدر وكان يجلس عن يمين النبي صبي صغير، وأُتي للنبي بشربة ماء فسأل الصبي أتسمح بأن أعطي كبار السن أولًا فرفض الصبي، وقال أنا أولى بك منهم يا رسول الله، ذلك لأن الطفل كان يعلم مقام تلك المنزلة، وبالفعل فضل رسول الله الطفل على الشيوخ في تلك الواقعة.

كذلك قدر الرسول -صلَّى الله عليه وسلم- الطفل واحترم حزنه عندما مات عصفوره، ففي يوم من الأيام ذهب الرسول لأنس بن مالك وكان لديه أخ صغير لم يتجاوز عَامَهُ الثالث، ووجده النبي على غير حاله يجلس وحيدًا.

فسأل النبي عما كان يحزنه وعرف أن عصفوره الذي كان يلعب معه قد مات، فأتى به الرسول -صلَّى الله عليه وسلم- وداعبه ولعب معه حتى ضحك ولقبه الرسول بأبى عمير، رغم أن الكنية للكبير تقديرًا وتعظيمًا له.

كان يستمع النبي -صلَّى الله عليه وسلم- لرؤيا الأطفال ويعيرها اهتمامًا، فعندما رأى عبد الله بن عمر بن الخطاب رؤية ذهب وألقاها على رسول الله على استحياء لأنه صغير ففسرها له الرسول وقال له نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل.

فنتعلم من ذلك أنه يجب علينا احترام رأي الصغير والإصغاء له، وعندما يعرف الأطفال مثل هذه الأمور يهتمون بمعرفة قصة أشرف الخلق محمد صلوات الله وسلامه عليه، لذا بقي لنا أن نتعرف على قصته المشوقة من يوم ميلاده مرورًا بأهم الأحداث في حياته إلى يوم وفاته عليه الصلاة والسلام.

اقرأ أيضًا: تفسير سورة الشمس للأطفال

مولد سيدنا محمد

لنبدأ قصة سيدنا محمد للأطفال بذلك اليوم الذي كان من أكثر الأيام سعادة على أهله، فعبد المطلب سيد قريش وسيد قبيلة هاشم، وكان هو المسؤول الأول عن استضافة الحجاج الذين يأتون لمكة، فكان يقوم على إطعامهم إلى أن يعودوا مرة أخرى إلى بلادهم، وكان هذا شرف كبير لعائلة هاشم.

في يوم من الأيام نذر عبد المطلب إن رزقه الله بعشرة أبناء سيذبح أحدهم عند الكعبة فوافق أبنائه فقام بعمل قرعة لتثبت القرعة على عبد الله وكان يحبه كثيرًا، ولم يستطيع الإيفاء بهذا النذر ففداه بمائة من الإبل.

بالرغم من أن عبد المطلب لديه الكثير من الأبناء إلا أن عبد الله ابنه كان الأحب إليه لأخلاقه العالية فلما كبر عبد الله زوجه من أجمل وأشهر امرأة في قريش جمالًا وأدبًا ونسبها الرفيع وأبوها كان سيدًا على قومه بني زهرة، فتزوج عبد الله من آمنة بنت وهب.

بعد وقت قصير من زواج عبد الله من آمنة طلب منه أبوه أن يسافر إلى المدينة ليشتري منها تمرًا فمات فيها ودفن فيها، وكان قد ترك زوجته حاملًا في مكة، فبعد وفاة عبد الله تولى عبد المطلب رعاية زوجته آمنة حتى ولدت، ويوم ولادتها تقول إنها شعرت بخروج نور منها أضاء من مكة حتى قصور الشام.

فلما ولدت آمنة أرسلت طفلها لجدة حتى تبشره بحفيده، فذهب به الى الكعبة ودعا الله وشكره واختار له اسم محمد وهذا الاسم لم يكن معروفًا عند العرب.

نشأة محمد وبركاته في بيت المرضعة

في قصة سيدنا محمد للأطفال نعرف أن من عادات العرب أنهم يرسلون أطفالهم حديثي الولادة ليعيشوا في الصحراء، حتى لا يصابوا بالأمراض الموجودة في المدن، وليكونوا أقوى ويتعلمون اللغة العربية الصحيحة الخالية من الأخطاء، فاختار له امرأة حسِنة من بني سعد اسمها حليمة السعدية وزوجها الحارث.

عندما وصلت أخذت الطفل ورجعت به إلى خيمتها ووضعته في حجرها فتفاجأت بامتلاء ثديها باللبن فأرضعته حتى شبع وأرضعت ابنها حتى شبع، وخرج زوجها ليحلب الشاة ووجدها تخرج من اللبن الكثير حتى شربنا وارتوينا فقال لها زوجها حلت علينا البركة.

في الصباح أخذته وركبت به على حمارتها التي كانت ضعيفة فسبقت القافلة كلها فتعجب الناس من سرعتها، وعندما وصلت أرضها وكانت جدباء لا يوجد فيها زرع إلا قليل، وجدتها مخضرة فكانت غنمها تأكل منها حتى تشبع وتنتج الكثير من اللبن، ولا يوجد أحد غيرهم في مكانهم ينتج قطرة من اللبن.

لما أتم العامين كان يجب أن يعود لأمه، ذهبت إليها وكانت حريصة على بقائه معها أكثر من أي شيء فقالت لها إني أخاف عليه من وباء مكة حتى ردته معها مرة أخرى.

حادثة شق صدره الكريم

في سرد قصة سيدنا محمد للأطفال نشير إلى أن حادثة شق صدره كانت بعد أن أتم محمد -عليه الصلاة والسلام- أربع سنوات، وما زال عند حليمة فقد أتاه جبريل -عليه السلام- وهو يلعب مع الأولاد فأخذه وشق صدره ليخرج قلبه ويأخذ منه حظ الشيطان ثم غسله في طبق من ذهب بماء زمزم وأعاده إلى مكانه.

ذهب الأولاد ليخبروا أمه حليمة ما حدث وقالوا لها إن محمد قد قتل، فاستقبلوه وهو عائد متغير اللون فخافت عليه كثيرًا وأعادته إلى أمه.

محمد لم يكن لديه إخوة من النسب لكن أصبح لديه إخوة من الرضاعة، فمن أخواته الشيماء بنت الحارث وكان اسمها حذافة وعبد الله بن الحارث وأنيسة بنت الحارث وأبو سفيان بن الحارث ابن عم رسول الله.

اقرأ أيضًا: قصص الأنبياء للأطفال

عودة محمد إلى مكة

في سرد قصة سيدنا محمد للأطفال بعد أن رأينا ما حدث معه عند حليمة، ينتقل محمد -عليه الصلاة السلام- لمرحلة جديدة ستحدث فارق في حياة ذلك الطفل الصغير.

بعد أن عاد محمد إلى مكة وأصبح عمره ست سنوات طلبت آمنة من أبو طالب أن تذهب مع ابنها لزيارة قبر زوجها في المدينة وفاءً له، فذهبت ومعها ولدها وعبد المطلب وخادمتها أم أيمن إلى المدينة وأثناء عودتهم مرضت مرضًا شديدًا وتوفيت في الطريق بين مكة والمدينة.

حزن محمد كثيرًا وبكى على أمه ورق قلب الجد له، لأنه فقد أبويه في سنه الصغير هذا وأصبح يفضله على أبنائه عاش معه محمد ولم يكن يفارقه أبدًا حتى يوم وفاته.

توفى الجد بعد عامين وشهرين وعشرة أيام من موت أمه وفقده محمد حينها وهو في سن الثماني سنوات، وقبل وفاة الجد أوصى عبد المطلب أبي طالب برعاية محمد حتى يوم وفاته، وحفظ وعمل بوصية والده.

انتقل محمد إلى بيت عمه أبي طالب وأحسن في حق ابن أخيه وأحسنت إليه زوجته فاطمة أيضًا، وقام على تربيته مع أولاده واختص محمد بكثير من المحبة وظل بجانبه فوق الأربعين سنة، يقوم برعايته وحمايته.

في سردنا قصة سيدنا محمد للأطفال نذكر أنه لم يكن لمحمد -صلى الله عليه وسلم- عمل معين في بداية شبابه، فكان يرعى الأغنام على قليل من المال وعندما شب انتقل للعمل في التجارة.

رحلة محمد الأولى إلى الشام

عندما بلغ محمد -عليه الصلاة والسلام- اثنى عشر عامًا أخذه عمه معه في رحلات تجارته، فأخذه معه في رحلة الشام فلما نزل الرحل ليرتاحوا قليلًا خرج عليهم الراهب بحيرى وكان لا يخرج لأحد أبدًا.

فكان يمر من بينهم يتفحصهم حتى وصل لمحمد وقال هذا رسول رب العالمين وخاتم المرسلين، فقال أبو طالب من أخبرك بهذا، قال بعد أن دخلتم العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا وخر ساجدًا ولا يسجدان إلا لنبي، أما أنا فقد عرفته بخاتم النبوة أسفل كتفه تشبه التفاحة وإني لأجد وصفه في كتبنا.

فاستضافهم وأكرم ضيافتهم ونصحه بأن يعيده لمكة خوفًا عليه من الروم واليهود، فخاف عليه عمه فأعاده مع مجموعة من الغلمان العائدة لمكة.

عمل بعدها سيدنا محمد في التجارة في مكة إلى أن وصل للخامسة والعشرين وسمته قريش بالصادق الأمين.

لأنه اشتهر بينهم بالصدق والأمانة وبعده عن أماكن الرقص والغناء وشرب الخمر وعدم اقترابه من الأصنام فكان يكره تلك الأماكن كما كان يكره الغش في البيع والشراء، وهذا ما يجب أن يتعلم منه الصغار من خلال ترديد قصة سيدنا محمد للأطفال منذ شبابه وطفولته.

رحلة محمد الثانية للشام

استكمالًا لسرد قصة سيدنا محمد للأطفال نذكر أن السيدة خديجة لها نصيبًا وافيًا من تلك القصة، فهي امرأة ذات نسب مشهور بين العرب ذات مال وجمال وتجارة واسعة تستأجر الرجال لتجارتها، فلما سمعت عن أخلاق محمد من صدق وأمانة أرسلت إليه أن يقوم على تجارتها الخارجية للشام وتعطيه أفضل ما تعطي التجار.

فأرسلت معه غلامها ميسرة الذي رأى ما لم يتوقع، فبعد وصولهم لسوق بصري فاستظل بشجرة قريبة من صومعة راهب اسمه نسطور فخرج عليهم وسأل ميسره من هذا فقال هذا رجل من قريش، فقال ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي.

عندما اختلف مع تاجر على سلعة طلب منه التاجر أن يحلف باللات والعزى لكنه رفض وقال ما حلفت بهما قط، وإني عندما أمر بهما أعرض عنهما، فوافق التاجر على البيع فلما رأى الراهب ما حدث فقال الراهب لميسرة والذي نفسي بيده إنه لهو آخر الأنبياء مكتوب عندنا في كتبنا وإن أدركته لأؤمن به.

في طريق عودتهم اشتد الحر على القافلة فرأى ميسرة ظلًا فوق رسول الله يقي الرسول من الحر الشديد، ولما عادا رأت خديجة زيادة وبركة في مالها لم ترها من قبل وروى لها ميسرة ما حدث معه.

زواج السيدة خديجة بسيدنا محمد عليه الصلاة السلام

في استكمال الحديث عن قصة سيدنا محمد للأطفال نشير إلى أنه عندما حكى لها ميسرة عن كل ما رآه وما حدث، ومما رأته من بركة وزيادة في تجارتها ومن أخلاقه التي هي حديث أهل مكة جميعًا، تكلمت إلى صديقتها نفيسة بنت منبه وأعربت لها عن رغبتها في الزواج من محمد.

حينئذ كان كبار قريش يتنافسون على الزواج منها، لكنها رفضتهم، فذهبت نفيسة لمحمد عليه الصلاة السلام تفاتحه في زواجه من خديجة فقبل وكلم أعمامه فذهبوا إليها وخطبوها.

تزوجها الرسول وكان عمره حينها خمسة وعشرين وعمرها كان أربعين، وهي أول زوجات الرسول ولم يتزوج عليها حتى ماتت، وهذا ما يشير إلى الوفاء والإخلاص وصدق المحبة، الأمر الذي يجب أن يتعلمه الصغار من قصة سيدنا محمد للأطفال.

أنجبت السيدة خديجة القاسم وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وعبد الله، لكن قد مات الأولاد جميعًا وهم صغار، أما البنات أدركن الرسالة وأسلمن، ولكن وافتهن المنية في حياته -صلى الله عليه وسلم- إلا فاطمة لحقته بعد ستة أشهر من وفاته.

بداية الوحي  

تكملة لقصة سيدنا محمد للأطفال نشير إلى أن الرسول الكريم عندما بلغ من العمر الأربعين، وكان يذهب لغار حراء في جبل النور بين الحين والآخر ليتأمل في خلق الله ويخلو بنفسه بعيدًا عن الناس وعبادتهم للأصنام التي كان غير مرتاحٍ لها، ويأخذ معه الخبز والماء فقط، فكان يقضي هناك شهر رمضان.

مهد الله للنبي قبل أن يبعثه بتلك الرسالة فكان ما يرى رؤية إلا وتكون حق، وكان هناك حجر في مكة يسلم عليه في الذهاب وفي الإياب، واختار تلك العزلة للتأمل قبل ثلاث سنوات من بعثته.

كالعادة عندما ذهب في ليلة من ليالي شهر رمضان بعد تمامه لسن الأربعين جاءه جبريل عليه السلام بالرسالة فقال له: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5))

ففر الرسول -صلَّى الله علية وسلم- وذهب مسرعًا لزوجته وهو يرتعش من الخوف وقال: (زملوني زملوني) وقال لزوجته لقد خشيت على نفسي قالت خديجة والله لا يخذلك الله أبدًا.

ذهبت به لابن عمها ورقة بن نوفل وكان قد تنصر وكان رجلا كبيرًا فاقدًا بصره، فلما أخبروه بما حدث قال هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك، قال محمد -عليه الصلاة والسلام- أو مخرجي هم، قال نعم لم يأتي أحد بمثل ما أوتيت إلا واتخذه قومه عدوًا لهم ولئن أدركتك أؤمن بك، لكنه توفى.

جلس محمد -عليه الصلاة السلام- في حيرة من أمره الى أن قرر العودة مرة أخرى إلى ذلك الجبل وظل هناك قرابة الشهر لعل الوحي يأتي مرة أخرى لكن لم يأتيه، إلى أن خرج وفي طريق عودته ناداه جبريل فنظر خلفه فلم يره، ونظر عن يمينه وشماله وأمامه فلم يره.

حتى رآه يجلس على كرسي بين السماء والأرض فهرع لبيته وقال لزوجته (دثروني دثروني) فنزلت سورة المدثر: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)من هنا بدأت مرحلة أخرى في حياته -صلَّى الله علية وسلم- وهي الدعوة.

اقرأ أيضًا: قصة وفاة أبو بكر الصديق رضي الله عنه

بعثة النبي والمرحلة الأولى للدعوة

لنستكمل قصة سيدنا محمد للأطفال فقد بدأ الرسول في دعوته للناس سرًا منذ نزول سورة المدثر، وأول من عرض عليهم الرسول الإسلام كان أهل بيته فأول من آمنت به هي السيدة خديجة ومولاه زيد بن حارثة وعلي بن أبي طالب وصديقه أبي بكر الصديق.

ثم بدأ أبو بكر في دعوة من يثق فيهم إلى الإسلام مع الرسول وكان أقرب صديق له وذو شأنٍ بين الناس، فأسلم على يديه عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله.

ظلت الدعوة سرية قرابة الثلاث سنوات ولكن انتشر ذكر الإسلام بين الناس في ذلك الوقت، لكن لم يتعرض أحد من الكفار للمسلمين في هذا الوقت لأنه لم ينتشر في مجتمعاتهم ونواديهم.

المرحلة الثانية للدعوة

في قصة سيدنا محمد للأطفال نشير  إلى المرحلة الثانية للدعوة وهي تلك المرحلة التي بدأ فيها النبي الكريم بدعوة الناس جهرًا بعدما أمره الله بذلك، فصعد على جبل عالي وظل ينادي يا صباحاه حتى ينتبه له الناس ويجتمعوا، ومن لم يستطع منهم الذهاب كان يرسل أحد ليعرف ما يحدث.

ثم نادى الرسول على كل قبيلة على حدا حتى تجمعوا وقال لهم: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي بسفح الجبل تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟ قالو نعم، ما جربنا عليك كذبًا قط.

قال: (إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، إنما مثلى ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربأ أهلة يخشى أن يسبقوه فجعل ينادي يا صباحاه).

ثم دعاهم وظل يتحدث معهم وعما سيصيبهم وناداهم كلا باسمه وبعد أن انتهى ذهب كل منهم كأن شيء لم يكن، إلا عمه أبو لهب الوحيد الذي واجهه بالسوء وقال له تبًا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا فأنزل الله سورة المسد.

بدأت محاربة الدعوة عندما اقترب موسم الحج، لخوف قريش من تأثر العرب الحجاج بكلام محمد فأجمعوا على أن يتهموه بالسحر وما قالوه إلا باطلًا.

بدأوا في أذية سيدنا محمد وأصحابه وكل من آمن معه إلى أن ضاق صدر رسول الله بكل هذا، فأوحى الله له بتلك الآيات تخفيفًا على قلب رسول الله (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)).

كان اجتماع النبي -عليه الصلاة والسلام- في دار الأرقم يتعبدون ويتعلمون من الرسول أمور دينهم الحنيف والقرآن وكانت تلك الدار بعيدة عن أذى قريش وما كانوا يفعلونه بهم.

هجرة المسلمين للحبشة

في مرحلة هامة من قصة سيدنا محمد للأطفال نذكر أنه بعدما اشتد إيذاء قريش للنبي وأصحابه هاجر بعضهم إلى الحبشة وكانوا تقريبًا اثني عشر رجلًا، منهم عثمان بن عفان ورقية بنت الرسول علية السلام، فخرج الرسول يدعو قريش وقرأ عليهم سورة النجم فاستمعوا.

في نهاية السورة سجد الرسول -عليه الصلاة والسلام- فسجدوا، فوصل الخبر للمهاجرين بأن قريش أسلمت فعاد منهم من عاد، لكن الحقيقة أنهم فقط أعجبوا بالقرآن وسجدوا دون أن يشعروا.

فعاد المسلمين واستعدوا للهجرة مرة أخرى للحبشة ولكن هذه المرة كانوا 83 رجلًا و19 امرأة.

عام الحزن

لا ينبغي ذكر قصة سيدنا محمد للأطفال دونما ذكر عام الحزن، فهو العام المعروف بوفاة أقرب الناس إلى قلب رسول الله، فقد توفي في هذا العام أبي طالب والسيدة خديجة أحب الناس وأقربهم لقلب النبي.

اشتد الأذى بالرسول بعد وفاة أبي طالب فخرج الرسول للطائف يدعو الناس فيها فكذبوه ورموه بالحجارة حتى أصيبت قدماه، فقال له جبريل إذا أمرت سأطبق عليهم الأخشبين لكن الرسول رفض، فعوضه الله عما لاقاه منهم برحلة الإسراء والمعراج، تلك التي كانت من معجزات الرسول أشرف الخلق.

الهجرة إلى المدينة

بعد أن ازداد المسلمون قوة وعددًا، أذن رسول الله لهم بالهجرة، وظل الرسول الكريم وأبا بكر وعلي في مكة يكملون دعوتهم، حتى يأمر الله سيدنا محمد بالهجرة، حتى جاء الأمر في تلك الليلة التي حاولت فيها قريش واجتمعوا على قتل النبي لكن الله أغشى على أعينهم وحفظ نبيه والصديق حتى خرجا من مكة ووصلا إلى المدينة بسلام.

فمن منا لا يعلم بأمر مكوث علي بن أبي طالب مكان رسول الله، فظن الكفار المشركين أنه هو الرسول وعزموا على قتله، إلا أن الله -عز وجل- جعل على أعينهم من الغشاوة كما هي على قلوبهم.

لم يفلحوا في العثور على محمد -صلى الله عليه وسلم- وصديقه أبي بكر في أثناء رحلتهم ومكوثهم في الغار، فكان الله معهما خير معين نصير.

بعدما وصلا إلى المدينة هناك استقبله المؤمنون وهللوا لوصول الرسول للمدينة وأقام فيها، وبعد أيام أسس الرسول مسجدًا للمسلمين سمي مسجد قباء، وبعد ذلك آخى الرسول بين المهاجرين والأنصار، وأقام معاهدة مع اليهود لتنظيم الحياة السياسية والاجتماعية.

فكانت تلك من أهم الإنجازات التي عملت على رفعة شأن الإسلام والمسلمين في تلك الآونة، فمن الهام أن يعلم الأطفال بها لذا ذكرناها في إطار سرد قصة سيدنا محمد للأطفال كاملة.

اقرأ أيضًا: أسئلة دينية سهلة للأطفال

وفاة الرسول صلَّى الله عليه وسلم

قيل في بعض الأحاديث أن الرسول -صلَّى الله عليه وسلم- سممته امرأة يهودية تدعى زينب بنت الحارث زوجة سلام بن مشكم.

هذا عندما أهدت له شاة في وقت غزوة خيبر فأكل منها لقمة واحدة ثم أخرجها من فمه وأكل معه القوم من أصحابه فقال لهم النبي: ارفعو أيدكم فتلك الشاة تخبرني أنها مسمومة، فلفظوها وأمرهم ليحتجموا ليخرج السم من جسدهم فاحتجموا ومات بعضهم.

فأتى بها الرسول وسألها عن سبب فعلتها فقالت له إن كنت نبيًا فلن يضرك ما فعلت وإن كنت مَلِكًا أرحت الناس منك، فأمر الرسول بقتلها لأنها قتلت بعض الرجال بسبب هذه الشاة المسمومة.

قال الرسول يوم وفاته: (في وجَعِه الذي مات فيه: ما زلتُ أجِدُ من الأَكْلةِ التي أكَلتُ بخَيبَرَ، فهذا أوانُ قطَعَتْ أَبْهَري).

الأبهر هو عرق متصل بالقلب ويقصد أنه قد حان وقت خروج روحه الطاهرة، واستشهد خاتم النبوة إثر هذا السم.

فقد توفي النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في حجر السيدة عائشة في يوم الإثنين 12 من شر ربيع الأول في السنة الحادية عشر من الهجرة.

جاءت قصة سيدنا محمد للأطفال لتبرز أهم مقتطفات من حياة الرسول خير البرية، على قدر من التبسيط والوضوح لما يجب أن يتعلمه الأطفال من سيرة أشرف الخلق، لينشئوا على اقتداء به في الأقوال والأفعال.

قد يعجبك أيضًا