قصة سيدنا سليمان مع الهدهد

قصة سيدنا سليمان مع الهدهد نقدمها لكم اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أن سيدنا سليمان هو أحد الأنبياء، وقد ورث عن والده مُللك عظيم، وقد سخر له الله عز وجل الريح والجن، وعلمه منطق الطيور والكلام مع الحيوانات، حيث كان يفهم اللغة الخاصة بهم، وذلك للعلم الواسع الذي أعطاه له الله سبحانه وتعالى، وكان واسع العلم والبصيرة، يفهم ماذا تريد الطيور قوله، كما كانت تستمع إليه وتُطيعه، وهي من النعم الكبيرة والمعجزات التي أنعم بها الله على سيدنا سليمان، ومن قصص الحيوانات والطيور التي سنتعرف عليها بشكل أوضح، قصة سيدنا سليمان مع الهدهد.

قصة سيدنا سليمان مع الهدهد

وردت قصة سيدنا سليمان مع الهدهد في القرآن الكريم، وتفسير هذه القصة أنه في أحد الأيام قام سيدنا سليمان عليه السلام بجمع جميع الطيور في المكان، وقام بتفقدهم جميعاً ولكنه لم يجد الهدهد بينهم، حيث شعر سيدنا سليمان بالغضب لعدم وجود الهدهد في الاجتماع الخاص بالطيور بدون عذر، ووعد بمعاقبته بشكل شديد حتى التوعد بالذبح، لعدم وجود سبب لعدم وجوده في الاجتماع.

يذكر لنا الله تعالى الكلام السابق في الآية الكريمة، {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ}، وعندما علم الهدهد بذلك رجع لسيدنا لسليمان لتقديم حجة عن غيابه، وذلك في الآية الكريمة، {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}،

فقال له الهدهد أنه وجد ناس في مكان اسمه سبأ، وهي أرض موجودة في اليمن في الوقت الحالي وتقع في جنوب شبه الجزيرة العربية، وكانت تحكمها امرأة، ولها جيش عظيم، ويوجد لديها مختلف ما يحتاج إليه الملوك في ملكهم، من مال، وقوة، وسلاح، وعتاد، وجنود.

ولكن النبأ الأهم الذي نقله الهدهد لسيدنا سليمان أن هؤلاء القوم كانوا يعبدون ما هو من دون الله تعالى، حيث كانوا يسجدون للشمس، وذلك في قوله تعالى،: {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شيء وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ}.

بدأ الغضب يزول عن سيدنا سليمان عند معرفته بهذا الموضوع الخطير، فكتب إلى  ملكة سبأ يطلب منها الإيمان بالله تعالى هي ومن معها من القوم، وطلب من الهدهد إلقاء الرسالة على باب قصرها بدون أن يشعر أي شخص، وقال للهدهد أنه سوف يتأكد من صدق كلامه، وهل هو من الصادقين أو الكاذبين.

ذهب الهدهد بالفعل وألقى بالرسالة، وعندما قرأتها ملكة سبأ جمعت القوم وسألتهم عن رأيهم في الأمر، وقررت إرسال هدية لسيدنا سليمان لترى كيفية رده على هذه الهدية، وبالفعل تأكد النبي سليمان عليه السلام من صدق رواية الهدهد، ولكنه قام برفض الهدية، ودعا بلقيس وقومها مرة أخرى للإيمان بالله عز وجل، وقد قبلت بلقيس دعوة سيدنا سليمان بالإيمان وذهبت إليه وهي مؤمنة مع قومها.

ويمكن التعرف على المزيد من التفاصيل من خلال: دعاء سيدنا سليمان لجلب الرزق إن شاء الله

كما أننا نرشح لك المقال التالي: ترتيب الانبياء والرسل من الاقدم الى الاحدث من ادم الى محمد

العبر والدروس المستفادة من قصة سيدنا سليمان مع الهدهد

  • يجب وضع الدعوة للإيمان بالله في مقدمة اهتمامات المؤمن، حيث يجب أخذ الهدهد قدوة فهو الذي لم يُرضيه عبادة الناس لما هو دون الله، برغم أنه مجرد طائر، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم، {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون* ما أريد منهم من رزق وما أريد إن يطعمون* إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} ، (سورة الذاريات الآيات 56 – 58 )
  • يجب على المؤمن الالتزام والانضباط في الحياة، والتعامل مع الناس، حيث أنه لولا أن قدم الهدهد مبرر قوي لعدم التزامه، كان سيناله العقاب الشديد، وهذا يدل على أهمية الانضباط في الحياة.
  • يجب التأكد من صحة الأخبار التي نسمعها مهما كان المصدر، حتى نتجنب الظلم لأي شخص.
  • العلم له مكانة كبيرة في كتاب الله الحكيم، وذلك في قوله تعالى،{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ * وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ * إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ}.
  • أهمية متابعة أحوال الرعية هي مسئولية للحاكم، ونرى ذلك في قصة سيدنا سليمان مع الهدهد فهو يسأل عن أحوال الرعية، حتى ولو كان من الطيور، ويقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام،” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.
  • قوة ملاحظة الحاكم وقدرته على التعرف على عدم وجود أي شخص من الرعية، وينطبق ذلك على جميع الأحوال الخاصة بالبلاد، فمن يلاحظ أدق الأمور يلاحظ أكبرها، وذلك بالرغم من اتساع رقعة مملكة سيدنا سليمان، ووجود الكثير من الرعية.
  • القدرة على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، وتعلم الحزم في معالجة المواضيع المختلفة، والاهتمام بالالتزام والانضباط، مما يعود بالفائدة الكبيرة على جميع من بالمجتمع.
  • أخذ القرار الحاسم والسريع بدون تأخر، ومعاقبة أي شخص من المخالفين، ولو تم ذلك في مجتمعاتنا الحالية، لن يكون هناك أي فساد، وسوف يساعد ذلك على تقدم المجتمع بشكل كبير.
  • يجب أن يتابع الحكام بشكل دائم جميع أحوال الرعية، ومعاقبة المقصرين في الالتزامات المنسوبة إليهم، وضرورة التقصي والتحقق، وجمع الدلائل، وعدم التسرع قبل اتخاذ القرار.
  • أن العدل هو أساس الملك، وذلك من الأشياء المستفادة من قصة سيدنا سليمان مع الهدهد، فقد كان عادلاً معه بشكل كبير، وبالرغم من التهديد بذبحه ومعاقبته، ولكنه تراجع عندما علم المبرر وراء غيابه، وذلك في قوله تعال {لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِين}.ٍ
  • صدق الهدهد وشجاعته مثالاً يجب أن يُحتذى به في العديد من الأمور، وكذلك الثقة بالنفس، وتقديم الأدلة من الأشياء الهامة لرفع العقاب، وذلك في قوله تعالى{ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ}.
  • تقديم الدلائل بشكل قوي، حيث كان سيدنا سليمان في ذلك الوقت له كلمة قوية تُلقي بالرعب في القوب، ولكنا تعلمنا من قصة الهدهد، هو تنازل الحاكم حتى لا يُعرض أي مخلوق للظلم، خاصة عند تقديم حجة كافية، وعدم الخجل من إقرار العدل مهما كانت الأسباب.
  • مواجهة الحاكم لتحقيق الصالح العام، وذلك عندما قال له الهدهد أنه يعلم ما لا يعلمه، وأنه أتى له بخبر يقين، وعن وجود امرأة تحكم قوم لها ملك وعرش عظيم، وأنه استنكر عبادة هؤلاء القوم للشمس.
  • منح الفرصة للرعية للدفاع عن أنفسهم، لاتخاذ القرار المناسب، والدفاع عن قضايا الرعية، عن طريق إعطاء الفرصة للهدهد لتقديم الأسباب عن تأخيره، وتفنيد دلائل غيابه.
  • الحرية في تقديم الأسباب وإبداء الرأي، فكيف يمكن لحاكم في منزلة سيدنا سليمان إعطاء الفرصة للهدهد لتقديم رأيه ومجادلته، لدرجة أن يقول له لقد أحطت بما لم تُحط به علما، فكيف لو حدث ذلك في زماننا هذا وقال أحد الرعية ذلك للحاكم، فالجميع يعرف إلى أين سوف يذهب.
  • أهمية تواضع الحاكم وتحليه بسعة الصدر، حتى مع كائن بسيط لا يملأ كف اليد مثل الهدهد، حيث نرى طريقة معاملة سيدنا سليمان له، وكيف كان متسع الصدر معه، ومتواضع بشكل كبير، وهي من الصفات التي يجب أن تتوفر في أي حاكم.

ونرشح لك أيضًا المزيد من التفاصيل: قصة سيدنا نوح عليه السلام والدروس المستفادة منها
وإلى هنا نكون قد وفرنا لكم قصة سيدنا سليمان مع الهدهد وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

قد يعجبك أيضًا