قصة صاحب الجنتين

قصة صاحب الجنتين سورة الكهف من السور المكية والتي تضمنت على عدد من القصص منها قصة أهل الكهف وقصة صاحب الجنتين وقصة موسى عليه الصلاة والسلام وفى هذا المقال يقدم لكم موقع زيادة موجز بأحداث قصة صاحب الجنتين وما يمكن ان يستفاد منها.

تعرف على قصة يوسف عليه السلام والدروس المستفادة منها من خلال قراءة هذا الموضوع: قصة يوسف عليه السلام وما هي الدروس المستفادة منها

سورة الكهف

  • هي السورة التي يكون عدد ترتيبها في المصحف الشريف السورة الـ ١٨، أما في ترتيب نزولها فقد كانت نزلت بعد سورة الغاشية، وعدد آياتها يبلغ ١١٠ آيات، وهي من السور التي تبدأ بجملة الحمد لله، كما أنها تضمنت العديد من القصص، وهي متواجدة ضمن الجزء الـ ١٦ من القرآن، وفي الحزبين الثّلاثين والواحد والثّلاثين، وقد سميّت بذلك الاسم للمعجزة الإلهية التي كانت في قصة أصحاب الكهف، وهي من السور المِئين، أي يقصد من ذلك أنها من السور التي يزيد عدد آياتها عن مئة أو ما يقرب من المئة، وتأتي بعد هذه السور السبع الطوال.
  • وقد قيل عن ابن عباس وعن ابن الزبير رضي الله عنهما أن سورة الكهف قد نزلت في مكة المكرمة، وقد اختلف الفقهاء في عدد آيات سورة الكهف، وجاء هذا الاختلاف وفقا لاختلاف ما أثبت من قرّاء كل بلدة في وجود الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال النقل، وقد اختلفوا في عدد آياتها وقيل أن عدد آيات سورة الكهف عند الكوفيين: مئة وعشر آيات، وعند البصريين: مئة وإحدى عشر آية، وعند الشاميين: مئة وست آيات، وعند الحجازيين: مئة وخمس آيات.

يمكنك التعرف على قصة ابراهيم عليه السلام والدروس المستفادة منها من خلال قراءة هذا الموضوع: قصة ابراهيم عليه السلام وما الدروس المستفادة منها

قصة صاحب الجنتين

  • قد ذكرت قصةُ صاحب الجنتين في المصحف الشريف في سورة الكهف، قال تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا*كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا).
  • وهذه القصة تُقدِّم لمن يقرأها رائيين مختلفين لمظاهر الحياة، وما فيها من أرزاق وخيرات متفاوتة بين الناس، بين الثراء والفقر لحكمة إلهية عظيمة، فالقصة تتحدث بشكل واقعي عن وجهة نظر عبد مسلم فقير، ولكنّه متوكّلٌ على ربه في كل شيء، مؤمنٌ بالله وحده لا شريك له، لأنّه يعرف يقيناً أنّ الحياةَ الدنيا لا تساوي شيئاً لو تم مقارنتها بالآخرة، وما أعطاه الله تعالى للمؤمنين في جنات النعيم.
  • أما الرجل الآخر في هذه القصة هو صاحب الجنتين الذي فتنته أمواله والأملاك فظنّ أن هذا الغناء الدنيوي غناء دائمٌ، وهو رجلٌ كافرٌ بنعم الله، فقد أنعم عليه اللهُ جنتين وبستانين عظيمينِ رائعيين، وكانت تلك الجنتانِ مزروعتين بفاكهة واعناب وتحيط بجوارهما أشجار من النخيل.
  • ولكنَ هذا الرجل بالجهل والكفار الذي ملئ فكره وعقله فُتن بهذه النعمة العظيمة، وفُتِن بهاتين الجنتين وما تنتجه من جميع أنواع المزروعات والفواكه، حيث أمرَ اللهُ الجنتين بأن ينتجوا لذلك الرجل صاحب الجنتين كافة أنواع الفواكه فاستجابت الجنتانُ لأوامر الله، فأنتجت الجنتان ثماراً يافعة ناضجةً، تسرُّ الناظرين، ومن الجدير بالذكر أن يكون موقف صاحب هاتين الجنتين هو أن يحمد الله على هذه النَعم الجميلة العظيمة، ولكنّه بدل من أن يشكر ربه قد تجاوز وكفر عن نعم الله الكثيرة، وأخذ يتعالى على الرجل الفقير(وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا )، فإنه لم يؤمن، ولم يشكر الله على هذه النعم، لم يتصدّق، ولم يقُم بما ينبغي عليه فعله، بل كفر ومنع وتكبّر، ونسب هذا الرزق والنعم لنفسهِ، بدل أن ينسبها لله المنعم سبحانه وتعالى الذي له الفضل في كل شيء على وجه الأرض.
  • كما ظنَّ أن هذهِ النعم لن تزول أبداً، بل ادّعى أيضاً أنّه إن عاد إلى الله فسوف يجد أفضل من هذه الجنات، وليس إيماناً بربه بل كفراً وتكبّراً، فهو يظنُ نفسه هو صاحب هذه المكانة المرموقة، وأنه له الفضل والخير على ذلكَ الرجل الفقير ومن في مثل حاله، (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا*وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا)، وجاء ردُّ الرجل المسلم الثابت على إيمانه بالله، المتمسك بفضل الله وخيراته، ولم تخدعهُ الحياةُ الدنيا وشهواتها، فَيردُ على كُفر وتعالي صاحب الجنتين، بكلام صحيح هادف، يُذكّر صاحب الجنتين بحقيقة خلقته من ضعفٍ ومن طين لين فيقول له: (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا)، ويتابع في حديثه أنّه ثابتٌ على الإيمان بالرب الواحد المنعم المتفضّل سبحانه وتعالى، وأنّ من الإيمان أن يتعلق قلبُ العبدِ بالله في الغنى والفقر وفي كل الظروف، وأن من المفروض إذا حصل الإنسانُ على أملاكاً لهُ أن يقول: ما شاء الله، وأن ينسب هذا الرزق والملك والنعمة لله سبحانه وحده فيقول: لا قوة إلا بالله (لَكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا*وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا).
  • ويتابعُ الرجلُ المؤمنُ حديثه بكل ثقة وإيمان موحد بالله ذات ثبات، فيقول المؤمنُ لصاحب الجنتين إن كنتَ تراني فيما يظهرُ لكَ من علمكَ القاصر المتعلق بالظاهرِ، أنك أغنى مني مالاً وأكثر عدداً وقوةً ومنعةً، فإن الله سبحانه وتعالى قادرٌ أن يعطيني خيراً من جنتك، وأخذ المؤمن يحذّر هذا الكافر المتكبر من غضب الله جلا وتعالى فإن عاقبة الكفر والظلم والتكبر بالنعمةِ عاقبةٌ وخيمةٌ، فالله سبحانه وتعالى قادرٌ على أن يهلك هاتين الجنتين ويدمرهما، بسبب اغتراركَ وبغيك وكفرك وعدم حد الله على هذه النعم، (فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا*أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا).
  • ثم يأتي عقابُ الله جلا وعلا لذلك الكافر المتكبر الذي اغترّ بالدنيا ومظاهرها، واغترّ بجنتيه، فقاده هذا الغرور والكفر إلى أن غضب الله عليه، فاستحق عقاب شديد من الله العظيم، جبّار السموات والأرض، فأرسل الله سبحانه وتعالى على جنتين هذا الرجل صاعقةً دمّرت هاتين الجنتين، وأهلكتهما، وأتلفت ما يوجد بها من ثمار، فقد أحس صاحب الجنتين بالندم على ما قدّم، وعلم أنه استحقَ زوال هذه النعم العظيمة، بسبب كفرهِ وتكبره وغروره (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا*وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا).
  • وبالفعل ندم صاحبُ الجنتين على كفره بالله، وندم على عدم شكره بالنعمةِ، ولكنّ هذا الندم أتى بعد هلاك جنتيه وزوالهم لما أنعم اللهُ عليه، وعلمَ وقتها أنه لا عظيمَ ولا رازق غير الله، ولا يستحقُّ العبادةَ إلا الله، وأنّ النعمة يجبُ أن تُقابلَ من أنعم علينا بحمد الله عليها، وأدرك أنهُ قد أخطأ كثيراً حينما منعَ الصدقةَ، وقد حرم الفقراءَ والمساكين من حقوقهم في هذهِ النعمة الذي أمرنا الله بها.

تعرف على قصة الاسراء والمعراج والدروس المستفادة منها من خلال قراءة هذا المقال: قصة الاسراء والمعراج كاملة والدروس المستفادة منها

 حكمة ذكر المصحف الشريف لقصة صاحب الجنتين

  • يَضربُ القرآنُ الكريم أمثال وحكم واقعية لها تأثير كبير للغاية، وفيها العديد من العبر والعظة العظيمة، والمقصود مِن وراءِ وردها في القرآن تثبيتُ إيمان المؤمن بربه، وتقوية قربه وعلاقتِهِ باللهِ، وإزالة الكُفرِ والخبث مِن قُلوبِ العبادِ، فقد ذكر في القرآنِ الكريمِ قصَّةَ رجلٍ كفر عن دعوةِ الحقِّ، وسار في طريق الضلالةَ والكُفرَ على الهُدى والإيمان، وكانَ يملك جنتانِ، وهما عبارة عن بُستانانِ عظيمان، فافتُتِنَ بهم.
  • وأيضاً لم يؤمن هذا الرجل بالبعثَ والآخرة، وضُرِبَ هذا المثل في آيات الله سبحانه وتعالى ليُبيِّنَ عاقبةَ مَن اغرته الحياةُ الدُنيا عن الآخرة ونعيمها، فأعماهُ مالُهُ واملاكه، ولم يستجب لنصيحة الغير، ولم يتَّعِظ بمن سبقهُ، ولم يأخذ العِبرةَ فغواهُ الشيطانُ لمتاع الدنيا، فوقعَ في خطأ الكفر والمعصية بالله عز وجل.

تعرف على قصة النبي ايوب والدروس المستفادة منها من خلال قراءة هذا الموضوع: قصة النبي أيوب وكيف تعامل مع كل ما أصابه ؟

تناولنا فى هذا المقال الكثير من المعلومات الهامة عن قصة صاحب الجنتين وقدمنا لكم  حكمة ذكر المصحف الشريف لقصة صاحب الجنتين نرجو ان يكون هذا المقال قد نال اعجابكم.

قد يعجبك أيضًا