إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ

إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ يعتبر في إطار تعلم القواعد النحوية على الطريقة الصحيحة التي تعلم بها الأوّلون ونبغوا في علوم اللغة العربية، وأيضًا يعد هذا الإعراب مهمًا لدى طلاب الأزهر الشريف.

لذلك سنعرض لكم في سطور هذا الموضوع من خلال موقع زيادة إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ، كما ورد في العديد من كتب إعراب القرآن الميسر التي ألفها عباقرة اللغة العربية وعقولها في العصر الحديث للتيسير على الطلاب.

إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ

القرآن الكريم هو الملهم الأول لعلماء اللغة العربية في ابتكار علومها مثل النحو والصرف والبلاغة، لأن القرآن الكريم نزل بلسان عربي لا عوج له، ولاتساع رقعة الدولة الإسلامية ابتكر النحو، وأعُرب القرآن الكريم.

فنجد في إعراب الآية الأولى من سورة الإخلاص “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ“:

الكلمة إعرابها
قل فعل أمر مبني على السكون، وحذفت الألف لعدم التقاء ساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت عائد على رسول الله.
هو ضمير غائب مبني في محل رفع مبتدأ.
الله لفظ الجلالة هو خبر المبتدأ، وقيل هو مبتدأ ثانٍ مرفوع
أحد قيل نعتًا مرفوعًا للفظ الجلالة، وقيل هو خبر المبتدأ الثاني وفي تلك الحالة جملة ” اللَّهُ أَحَدٌ ” خبر جملة أسمية للمبتدأ الأول “هو”.

 

كما جاء في إعراب الآية الأولى من سورة الفلق:

الكلمة إعرابها
قل فعل أمر مبني على السكون، وحذفت الألف لعدم التقاء ساكنين، والفاعل مستتر تقديره أنت.
أعوذ مضارع مرفوع بالضمة، فاعله مستتر تقديره أنا.
برب جار ومجرور.
الفلق مضاف إليه مجرور بالكسرة.

 

إعراب الآية الأولى من سورة الناس جاء على النحو التالي:

الكلمة إعرابها
قل فعل أمر مبني على السكون، وحذفت الألف لمنع التقاء حرفين ساكنين، وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت، وجملة “قل”، جملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
أعوذ مضارع مرفوع بالضمة، فاعله مستتر تقديره أنا، وهي جملة في محل نصب قول القول.
برب الباء حرف جر ورب اسم مجرور جاء مضافًا.
الناس مضاف إليه مجرور بالكسرة لكلمة الناس.

 

عرضنا عليكم في تلك الفقرة إعراب الآية الأولى من إعراب سور الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ، وفي السطور القادمة سنقدم لكم إعراب السور كاملة.

اقرأ أيضًا: أكبر كلمة في القرآن وتحليلها النبوي وإعرابها

إعراب الآية الثانية من سورة الإخلاص

عرضنا عليكم في سطور الفقرة السابقة جزءً من إعراب سور الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم إعراب الآية الثانية من سورة الإخلاص مثلما وردت في كتاب إعراب القرآن الميسر، وكتاب الجدول في إعراب القرآن، وكتاب مجتبى مشكل إعراب القرآن.

أولاً: من إعراب القرآن الميسر

إعراب القرآن الميسر هو كتاب ألف الشيخ السوري محمد الطيب إبراهيم، وذكر فيها إعراب الآية الثانية من سورة الإخلاص “اللَّهُ الصَّمَدُ” على هذا النحو:

الكلمة إعرابها
الله لفظ الجلالة جاء مرفوعًا بالضمة الظاهرة لوقوعها مبتدأً، وليس من الأسماء المصورة أو المنقوصة لتضمر ضمته.
الصمد خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، ثم أضاف الشيخ الطيب أن جملة “اللَّهُ الصَّمَدُ”، جاءت في محل رفع خبر ثاني لضمير الشأن “هو”.

 

ثانيًا: من مجتبى مشكل إعراب القرآن

ألف هذا الكتاب العلامة النحوي السوري الشيخ أحمد بن محمد الخراط، ومما أورده في إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ هو إعرابه للآية الثانية من سورة الإخلاص أن الله لفظ الجلالة يعرب مبتدأ، والصمد خبره، والجملة كلها خبر ثانٍ للمبتدأ هو.

الذي ورد في الآية الأولى من سورة الإخلاص “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ“، على الرغم من هذا فإن إعراب الآية الثانية اتفق فيها إعرابين على العكس من الآية الأولى التي جاء في إعراب بعض من كلماتها رأيان.

ثالثًا: من كتاب الجدول في إعراب القرآن

ألف الشيخ محمود الصافي، وعرض في صفحاته إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ –وسنعرض لكم من إعرابه-، لذلك اقتبسنا منه إعراب الآية الثانية من سورة الإخلاص التي قال في إعرابها، إنها جملة في محل رفع خبر ثانٍ للمبتدأ هو.

إعراب الآية الثالثة من سورة الإخلاص

عرض إعراب الآية الثالثة من سورة الإخلاص “لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ“، في الكتب المختصة في إعراب القرآن الكريم من ضمن إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ، وهو ما سنعرضه لكم في سطور تلك الفقرة.

قال الشيخ محمد الطيب إبراهيم في إعراب القرآن الميسر عن إعراب هذه الآية:

الكلمة إعرابها
لم حرف من حروف الجزم جاء مبنيًا على السكون.
يلد فعل مضارع جُزم بالسكون، أما عن الفاعل فقد جاء مستترًا ومقدر بهو، ويعود على الله سبحانه وتعالى.
ولم الواو هي واو العطف، وجاءت مع حرف الجزم لم لعطف الفعل الذي يليه.
يولد هو فعل مضارع تم جزمه بالسكون لوقوعه بعد حرف الجزم لم، وفاعله مستتر تقديره هو، والجملة معطوفة بالرفع على الجملة التي قبلها.

 

أما الأستاذ قاسم حميدان الدعاس صاحب كتاب إعراب القرآن للدعاس فقد ذكر في كتابه أن الجملة الأولى “ لَمْ يَلِدْ“، إعرابها حرف جزم ومضارع مجزوم، والجملة كلها لا محل لها من الإعراب، بينما الجملة الثانية المضارع مبني للمجهول والجملة معطوفة على ما قبلها.

بينما ذكر الشيخ أحمد محمد الخراط في مجتبى إعراب القرآن أن جملة لم يلد هي خبر ثالث للضمير هو، وجملة لم يولد معطوفة عليها بالرفع.

إعراب الآية الأخيرة من سورة الإخلاص

الآية الأخيرة من سورة الإخلاص هي الأطول من حيث عدد الكلمات، وكما عرضنا لكم في السطور السابقة من إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ، سنعرض لكم إعراب الآية الأخيرة من سورة الإخلاص، لنكن أنهينا الثلث الأول من إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ.

ما جاء في إعراب القرآن الميسر

الكلمة إعرابها
ولم الواو جاءت واو عاطفة، ولم من حروف الجزم المبنية على السكون.
يكن الأصل يكون وحذفت الواو بعد جزم المضارع بالسكون لعدم التقاء ساكنين.
له اللام من حروف الجر، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بكلمة كفوًا.
كفوًا نصبت لأنها خبر الفعل الناقص يكن، وجاءت مقدمة لغرض بلاغي.
أحد اسم الفعل الناسخ يكن، وجاء مؤخرًا لغرض بلاغي، أما الجملة فهي معطوفة على جملة لم يلد.

 

اتفق ما ذكره الصافي في جدوله لإعراب القرآن الكريم، وما ذكره الدعاس في إعرابه للقرآن الكريم أن الجملة معطوفة على جملة لم يلد في الآية الثالثة من السورة، والدعاس ذكر الإعراب كاملاً مثل ما ورد في كتاب إعراب القرآن الميسر.

اقرأ أيضًا: رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي.. تفسير الأيةوإعرابها

إعراب الآية الثانية من سورة الفلق

سورة الفلق هي السورة الموجود في الرقم مائة وثلاثة عشر من أصل مائة وأربعة عشر سورة في المصحف، وقد عرضنا لكم في فقرة سابقة أجزاء من إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ، بعد أن أتممنا لكم إعراب سورة الإخلاص كاملة سنبدأ في استكمال إعراب سورة الفلق.

أورد الشيخ محمد الطيب إبراهيم في سطور كتابه الإعراب الميسر للقرآن الذي طُبع في شركة الدار العربية إعراب الآية الثانية من سورة الفلق “مِن شَرِّ مَا خَلَقَ” على النحو الآتي:

الكلمة إعرابها
من حرف جر مبني على السكون.
شر اسم مجرور وعلامة جره الكسرة، والجر والمجرور متعلقان بكلمة “أعوذ” في فاتحة السورة.
ما قيل ما الموصولة بمعنى الذي وتكون واقعة محل المضاف إليه فهي مجرورة، وقيل أنها ما المصدرية، فيأتي بعدها مصدر مؤول.
خلق فعل ثلاثي ماضٍ مبني على الفتح، وإن كانت ما موصولة فما بعدها جملة صلة، وتكون لا محل لها من الإعراب.

 

أما من النحويين القدماء الذي أعربوا هذه الآية فهو المصري أبو جعفر النحاس، الذي تعلم النحو بعد ذهابه للعراق على يد الأخفش الأصغر، والزَّجَّاج، والمبرد، وقال في إعرابه إن ما مصدرية.

لذلك لا تحتاج إلى عائد، يجوز أن تكون الموصولة بمعنى الذي، فيكون العائد محذوفًا، والجملة يكون لا محل لها من الإعراب.

إعراب الآية الثالثة من سورة الفلق

عرضنا عليكم في السطور السبقة من مجمل إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ حوالي ست آيات من إجمالي خمسة عشر آية للسور الثلاثة، وفي تلك الفقرة سنعرض لكم إعراب الآية الثالثة من سورة الفلق “وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ“.

ذكر الطيب إبراهيم في إعرابه لتلك الآية في الجدول التالي:

الكلمة إعرابها
ومن قال صاحب الإعراب الميسر، إن الواو حرف عطف، ومن حرف جر بُني على السكون.
شر من الجذر ش. ر. ر، وهو اسم مجرور لوقوعه بعد حرف جر، وشبه الجملة معطوفة على ما تقدم، أما الجار والمجرور متعلقان بـ “أعوذ”.
غاسق الغاسق هو الليل المظلم، وإعرابه مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
إذا ظرف مبني على السكون، وهو ظرف زمان لأن الغسق وقت في اليوم.
وقب فعل ماضٍ مبني على الفتح.

 

أما الشيخ الخراط فقد ذكر مجتبى مشكل إعراب القرآن، أن الظرف إذا متعلق بـ “أعوذ”.، والمقصود أعوذ بالله من كذا في وقت كذا.

أما ذكر صاحب الدر المصون أبو العباس أحمد بن يوسف بن مسعود المعروف بالسمين الحلبي فجاء صرفيًا، وموضحًا لبعض المعاني فقيل الغاسق القمر، وقال الليل، واتفق الدعاس مع قول الشيخين الخراط والطيب إبراهيم.

إعراب علماء النحو للآية الرابعة من سورة الفلق

من ضمن ما ذكره النحاس، والطيب إبراهيم، والدعاس في إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ، إعراب الآية الرابعة من سورة الفلق، وكالعادة سنبدأ الإعراب بما جاء في الإعراب الميسر في الجدول الآتي:

الكلمة إعرابها
ومن قال محمد إبراهيم الطيب، إن الواو حرف عطف، ومن حرف جر مبني على السكون لأن نونه ساكنة.
شر من الجذر شرَّ -وهو قول الصرفيين-، وهو اسم مجرور جُرَّ بالكسرة، وشبه الجملة معطوفة على ما تقدم، فالجار والمجرور متعلقان بـ “أعوذ”.
النفاثات النفاثات جمع نفاثة، وهي الساحرة التي تنفث في عقد الخيط “قول البغوي في تفسيره”، وإعرابها مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
في حرف جر مبني على السكون، والقول بأن حرف الجر لا محل له من الإعراب ضعفه العلماء.
العقد العُقد هي عقد الخيط التي تنفث فيها الساحرات، هي اسم مجرور لوقوعه بعد حرف الجر في، وعلامة جر العقد هي الكسرة لأنها جمع تكسير تعامل كالمفرد.

 

قال صاحب الدر المصون إن النفاثات صيغة مبالغة، لتدل على كثرة النفخ في العقد، وذكر الزمخشري إنه نفخ مع ريق، ولم يتطرق الاثنان إلى إعراب للقرآن..

أما قاسم حميدان الدعاس فقد ذكر أن من شر النفاثات معطوف على ما قبله في العقد، وهما متعلقان ببعضهما.

قول النحاة في الآية الأخير من سورة الفلق

في هذه الفقرة سنعرض لكم ما قاله النحاة في إعراب الآية الخامسة من سورة الفلق “وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ“، لنكون قد قدمنا لكم حتى الآن من إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ إعراب سورتي الإخلاص والفلق كاملتين، وكالعادة سنبدأ بالإعراب الميسر لمحمد إبراهيم الطيب:

الكلمة إعرابها
ومن قال الشيخ محمد إبراهيم الطيب صاحب الإعراب الميسر، إن الواو حرف عطف مبنية على الفتح، ومن حرف جر مبني على السكون.
شر وهو اسم مجرور جُرَّ بعلامة الكسرة، وشبه الجملة معطوفة على ما تقدم، كما ذكر الشيخ الطيب أن الجار والمجرور متعلقان بـ “أعوذ” في الآية الأولى من السورة.
حاسد قال الإمام الحافظ البغوي في تفسيره إن الحاسد في الآية الكريمة المقصود بهم اليهود، والحاسد اسم فاعل من الفعل حسد (قول الصرفيين)، وإعرابها مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
إذا ظرف بُني على السكون
حسد هو الحقد البارز من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإعراب حسد فعل ماضٍ مبني على الفتح، الفاعل ضمير مستتر يعود على الحاسد، وهي في محل جر مضاف إليه إذا ما أضيف إليه الظرف إذا.

 

النحاس ذكر تفسيرًا أكثر من الإعراب فقال فذكر قول ابن زيد بأن الحاسد هو اليهودي لبيد بن الأعصم، النفاثات في العقد أو الساحرات، أما الشيخ الصافي صاحب جدول إعراب القرآن فذكر في هذه الآية الصرف.

موضحًا أن الحاسد هو اسم فاعل ثلاثي جاء على الوزن فاعل، أو النفاثات هي الصيغة المؤنثة من صيغة المبالغة على وزن فعَّال، أما الدعاس فقد ذكر أن الجملة مجرورة بالإضافة كما قال محمد الطيب إبراهيم.

اقرأ أيضًا: وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ (التفسير وسبب النزول)

إعراب “مَلِكِ النَّاسِ” حسب ما ذكره النحاة

سورة الناس هي السورة الأخيرة في ترتيب المصحف الشريف، فبإعراب آياتها الخمسة الباقية نكون قد أتممنا لكم إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ، وفي هذه الفقرة سنعرض الآية الثانية معربة من إعراب سورة الناس، والبداية مع الإعراب الميسر:

الكلمة إعرابها
ملك قيل بدل، وقيل عطف بيان (وهو أحد التوابع مثل النعت)، بل وقيل هو النعت ذاته.
الناس مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، لأن كلمة الناس ليست من الأسماء المنقوصة، أو الأسماء المقصورة، ولا تنتهي بياء لتقدر كسرتها.

 

أما صاحب كتاب الكشاف أبو القاسم محمود بن عمر المعروف بالزمخشري فقال إن قول برب الناس مضاف إليهم خاصة، لأن الاستعاذة من شر الموسوس في الصدور، وقال الزمخشري أيضًا أنها قد تكون عطف بيان.

أما صاحب الدر المكنون فقد قال إن “مَلِكِ النَّاسِ” يمكن أن يكونا وصفين لرب الناس، وبدلين، أو كما قال معلمه الزمخشري عطف بيان.

أما صاحب اللباب في علوم الكتاب أبو حفص سراج الدين بن عادل الحنبلي قال في إعراب هذه الآية من إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ، إن على أغلب الظن هما وصفين أي نعتين، وهما ما اتفق عليه معظم النحاة.

قول النحاة في الآية الثالثة من سورة الناس

أما إعراب الآية الثالثة من سورة الناس فكانت من ضمن آيات في إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ اختلف فيها النحاة القدماء مثل ابن عادل، والزمخشري، والمحدثين مثل الشح محمد الطيب إبراهيم، والشيخ الخراط.

قال الشيخ محمد الطيب إبراهيم الإعراب ذاته في قوله تعالى “مَلِكِ النَّاسِ“، أن إله بدل من رب، أو عطف بيان، أو نعت لرب الناس، أما الناس فهي مضاف إليه، بينما ذهب الشيخ أحمد بن محمد الخراط أن إله تعرب بدل والناس مضاف إليه.

أما ابن عادل الحنبلي فوافق قول صاحبه الزمخشري في هذا الإعراب، فقال إن إله عطف بيان، وأبو جعفر الناحس لذهب إلى أن الإله نعت أو بدل -الرأي الذي ذهب إليه الشيخ الخراط من بعده-.

الآية الرابعة من سورة الناس وقول النحاة فيها

الآية الثالثة قم إتمام إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ كاملين، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم إعراب قول الله تعالى مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ “، وسنبدأ بإعراب القرآن الميسر في الجدول الآتي:

الكلمة إعرابها
من الواو حرف عطف تم بناؤه على الفتحة، ومن حرف جر بُني على السكون.
شر اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة لوقوعه بعد حرف الجر مِن، وشبه الجملة معطوفة على ما تقدم، أما الجار والمجرور متعلقان بـ “أعوذ”.
الوسواس مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والمضاف هو الاسم المجرور شر.
الخناس قال أهل الكوفة صفة مجرورة بالكسرة، وقال البصريين نعتًا مجرورًا بالكسرة الظاهرة.

 

أما أبو العباس المعروف بالسمين الحلبي فذكر في هذه الفقرة من إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ، جزءً متعلقًا بالصرف لا النحو، وشابه في قول محمود بن عمر الزمخشري، فقال إن الوسواس اسم، ومصدره بكسر الواو.

أما عن لفظة الخناس فتعني المتراجع، فهو يرجع بعد ذكر الله جل في علاه، وهو صيغة مبالغة على الوزن فعَّال.

إعراب الآية الخامسة من سورة الناس

بتمام إعراب هذه الآية يتبقى آية واحدة على الانتهاء من إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ بشكل كامل، وقال الله عز وجل في هذه الآية “”، وأعربها الشيخ الطيب على هذا النحو:

الكلمة إعرابها
الذي اسم موصول مبني على الجر لأنه إما نعت للوسواس، أو عطف بيان لأنه من الجوامد في اللغة العربية، أو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف للعلم به، أو في محل نصب على الذم بفعل محذوف المراد به ذم الموسوس في النفوس.
يوسوس فعل مضارع رُفع بالضمة لعدم وجود حرف نصب أو حرف جزم قبله، والفاعل هو ضمير مستتر تقديره يعود على الاسم الموصول، وجملة الذي يوسوس لا محل لها من الإعراب لأنها جملة صلة الموصول.
في حرف جر مبني على السكون.
صدور اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وهو متعلق بالفعل المضارع يوسوس.
الناس مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

 

الدعاس ذكر في هذه إعراب هذه الآية من ضمن إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ مثل ماء جاء في إعراب الشيخ محمد الطيب إبراهيم، غير أنه لم يذكر الضمير الذي يعود على الفاعل المستتر ليوسوس.

إعراب آخر آيات المصحف الشريف

بعد قراءتكم لسطور هذه الفقرة نكون قد أتممنا إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ، ومما ورد في إعراب قول الله تعالى “مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ” في الإعراب الميسر للقرآن:

الكلمة إعرابها
من من حرف جر تم بناءه على السكون، لانتهاء الحرف بنون ساكنة.
الجنة اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من يوسوس، لأنها مفهومة من سياق الكلام.
والناس الواو حرف عطف مبني على الفتحة، والناس اسم معطوف إما على الجنة، أو اسم معطوف على الوسواس، وفي الحالتين هو اسم معطوف مجرور وعلامة جره الكسرة.

 

قال ابن عادل أن الجنة هم قبيلان من الناس، وقال الإمام الحافظ أبو محمد بن الحسين البغوي إن الجِنة من الجن.

اقرأ أيضًا: اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون تفسير الآية حسب آراء الفقهاء

إعراب القرآن الكريم ليس بالأمر العسير، ولا بالأمر المفرط في اليسر، بل هو بينهما، فإن أتقنته فقد استطعت أن تملك الكثير من علم النحو في عقلك.

قد يعجبك أيضًا