تزيد درجة الحرارة كلما ارتفعنا عن سطح البحر بنحو 150 متراً .

تزيد درجة الحرارة كلما ارتفعنا عن سطح البحر بنحو 150 مترا،ً هل هذه العبارة صحيحة أم خاطئة، هذا السؤال من منهج العلوم الخاص بطلاب المرحلة الابتدائية، وفي مقالنا هذا من موقع زيادة، سوف نجاوب لكم على هذا السؤال، بالإضافة إلى شرح تفسيره العلمي والمنطقي.

تزيد درجة الحرارة كلما ارتفعنا عن سطح البحر بنحو 150 متراً.

يأتي هذا السؤال ضمن أسئلة ضع علامة صح أمام العبارة الصحيحة وعلامة خطأ أمام العبارة الخاطئة، تحت الصيغة الآتية، تزيد درجة الحرارة كلما ارتفعنا عن سطح البحر بنحو 150 متراً، عبارة صحيحة أم خاطئة؟؟

في الواقع العبارة خاطئة تماماً، حيث إنه لا تزيد درجة الحرارة كلما ارتفعنا عن سطح البحر بنحو 150 متراً، بل تقل، بمعدل درجة مئوية واحدة، كلما ارتفعنا 150 متراً فوق سطح البحر، والعكس صحيح بكل تأكيد، فإن درجة الحرارة تزداد بمعدل درجة مئوية واحدة كلما انخفضنا مسافة 150 متر، وفيما يلي سنتعرف على السبب العلمي لهذه الظاهرة.

تعبر الحرارة عن تحرك الذرات داخل جسم ما، ودرجة الحرارة للمناخ هي من أشكال الطاقة النظيفة المستمدة من إحدى أكثر مصادر الطاقة المستدامة قوةً في الكون، ألا وهي الشمس، ويمكن وصف الحرارة أنها طاقة محسوسة وغير مرئية، ومن خصائصها أنها قابلة للإنتقال من الوسط الأكثر حرارة إلى الوسط الأقل حرارة.

تقل درجة الحرارة بمعدل درجة واحدة مئوية كلما ارتفعنا فوق سطح الأرض بما يقدر بـ 150 متر، يطرح ذلك في أذهاننا سؤالاً قد يبدوا منطقياً ألا وهو، كيف من الممكن أن تقل درجة الحرارة باقترابنا من الشمس؟، وللإجابة على هذا السؤال علينا في البداية التعريف بالعوامل التي تتسبب في إنخفاض درجة الحرارة.

اقرأ أيضًا: لماذا لون السماء أزرق

أسباب إنخفاض درجة الحرارة

يرجع التغير في درجة الحرارة إلى العديد من الأسباب والعوامل، نذكرها بالتفصيل في السطور القادمة.

1- خطوط العرض

خطوط العرض من أكثر العوامل المؤثرة على درجة الحرارة، حيث هناك علاقة طردية بين ارتفاع درجة الحرارة واقتراب موقع خطوط العرض للمكان الذي تتواجد فيه من خط الاستواء.

2- التيارات البحرية والمحيطية

التيارات المحيطية أو التيارات البحرية هي حركة مباشرة لمياه البحر والمحيط بشكل مستمر، وهي تيارات يزيد عمقها عن 100 متر، ويحدث ذلك نتيجة عوامل القوى المؤثرة على متوسط التدفق، أمثلة ارتطام الأمواج وتأثير كوريوليس، والتيارات المحيطية تندفع لمسافات كبيرة، وتشكل الاندفاع الكبير للحزام الناقل العالمي، وهو ما يلعب دوراً هاماً ورئيسياً في تحديد المناخ في العديد من بقاع الأرض، مثل تيار همبولت أو تيار بيرو، وهو تيار محيطي بارد يسير بمحاذاة شواطئ شيلي وبيرو.

اقرأ أيضًا: نسبة الغازات في الهواء

3- الرياح

هبوب الرياح من أكثر العوامل التي تؤثر في درجة الحرارة، حيث تزيد من درجة الحرارة أو تقلل، وهذا تبعاً لمكان قدوم هذه الرياح سواء كانت تهب من مناطق باردة أو دافئة.

4- الاقتراب من البحر

دائما ما تتميز المناطق الأقرب للبحر بمناخ رطب وبارد.

اقرأ أيضًا: ما هي مكونات الهواء وخصائصه

5- الارتفاع لأعلى

علمنا أن الإرتفاع لأعلى يقلل من درجة الحرارة، والسبب في ذلك يرجع إلى الإبتعاد عن سطح الأرض، قد يكون التفكير المنطقي أن الإقتراب من الشمس يزيد من درجة الحرارة، ولكن في الواقع الإبتعاد عن سطح الأرض يجعلنا نبتعد عن تأثير الأشعة الشمسية، إضافة إلى أن هواء الطبقات العليا يتميز بضعف قدرته على امتصاص أشعة الشمس على عكس الهواء المقارب للأرض.

تأثير أشعة الشمس يجعل سطح الأرض أكثر حرارة، وكما ذكرنا أعلاه، فإن الحرارة طاقة تتميز بانتقالها من الوسط الأكثر حرارة إلى الوسط الأقل حرارة، مما يجعل للهواء المقارب للأرض نصيب الأسد في حرارة الأرض المرتفعة، حيث تزيد درجة حرارة الأرض من الكتل الهوائية المقاربة لها، وتبعاً لقوانين الفيزياء، فإن كتل الهواء هذه تتمدد كلما ارتفعت لأعلى مما يقلل من درجة حرارتها بسبب الضغط الجوي.

هذا بالإضافة إلى وجود العوالق الهوائية، وتعتبر العوالق الهوائية من أشكال الكائنات الحية الدقيقة، وتطفو العوالق الهوائية وتنجرف مع الهواء، وقد تمنع هذه العوالق صعود الحرارة لأعلى مما يجعل الحرارة بجوار الأرض أكثر إرتفاعاً.

إذا قمت يوماً ما بتسلق جبل مرتفع، فسوف تلاحظ انخفاض درجة الحرارة كلما ارتفعت لأعلى، على الرغم من أن قمة هذا الجبل تعتبر مثل الأرض، وهي أقرب لأشعة الشمس عما هو الحال أسفلها، ومن المفترض أن الهواء الدافئ أخف وزناً من الهواء البارد الكثيف، ويمكنك ملاحظة هذا بعينك، ففي حالة ما كنت تقوم بتحضر كوبٍ من الشاي أو القهوة، ستلاحظ أن هناك أبخرة متصاعدة، وتلك الأبخرة حارة جدا بكل تأكيد، فمن المنطقي أن تكون قمم الجبال أكثر حرارة.

في الواقع هذا صحيح، الهواء الدافئ أقل كثافةً وأخفُ وزناً، وهنا يأتي دور العامل الذي له مفعول السحر هنا، وهو الضغط الجوي، والذي يقل كلما إرتفعنا لأعلى، وهذا يؤدي إلى تشتت وتبعثر الهواء الدافئ، مما يعمل على إبطائه.

وقد ذكرنا سابقاً أن الحرارة طاقة ناجمة عن تحرك الجزيئات، فكلما أصبحت حركتها أبطأ، كلما قلت الحرارة المنبعثة من حركة تلك الجزيئات.

كل ما سبق صحيح طالما نحن ما زلنا ضمن حدود طبقة الستراتوسفير البالغة عشرة كيلومترات، طالما أنت داخل هذه الحدود فإن كل تلك المبادئ تبقى صالحة وصحيحة، حيث إنه بعد تخطي هذا الإرتفاع تنعكس جميع هذه المبادئ.

طبقة الستراتوسفير تشتمل على طبقة الأوزون، وهي الطبقة التي تحمينا من أشعة الشمس فوق البنفسجية وتعمل على امتصاصها، وكما هو الحال مع الهواء القارب لسطح الأرض حيث يكون أكثر دفئاً وحرارة، فإن الهواء المحيط بطبقة الأوزون تكون درجة حرارته مرتفعة بشكل كبير.

من كل ما سبق نستنتج أنه لا تزيد درجة الحرارة كلما ارتفعنا عن سطح البحر بنحو 150 متراً، بل على العكس تماماً فإن درجة الحرارة المتصاعدة من حركة جزيئات أي جسم تتبدد كلما ارتفعت لأعلى إلا في حالة تخطيك لطبقة الستراتوسفير بكل تأكيد.

المقياس المئوي لدرجات الحرارة يسمى مقياس سيليسيوس، وهذا تيمناً بالعالم الرياضي والفيزيائي السويدي أندريس سيليسيوس (باللغة الإنجليزية Anders Celsius)، والدرجة الواحدة على مقياس سيليسيوس تعادل 273 درجة تقريباً على مقياس الفيزيائي البريطاني اللورد ويليام تومسون كيلفن (William Thomson).

قد يعجبك أيضًا