قصة خلف بن دعيجا الحقيقية

قصة خلف بن دعيجا الحقيقية تعد من القصص المهمة والمؤثرة بشكل كبير في التاريخ العربي والإسلامي، حيث عرف بالشجاعة والإقدام والشهامة والكرم حيث خاض العديد من المعارك، وقام بالعديد من الانتصارات المختلفة التي تركت بصمتها في التاريخ العربي الإسلامي، ومن خلال موقع زيادة سنوافيكم بقصة خلف بن دعيجا الحقيقية.

قصة خلف بن دعيجا الحقيقية

يعد خلف بن دعيجا من أعظم وأشهر الفرسان والشيوخ العرب الذين ذاع صيتهم قديمًا، وكان خلف بن دعيجا معروف بالفروسية والشجاعة والإقدام وخوض المعارك وكان لا يخشى الحرب بل كان قائد مقدام وجندي شجاع في ساحات المعارك، ويشهد له الكثير من العرب بالشهامة والكرم وحسن المعاملة.

من المعروف عنه أيضًا الوفاء بالعهود والبسالة في الحروب، والجد والسعي وراء المعالي وكان من الشعراء العرب المشهورين، وكان يتسم بالعديد من الصفات والخصال الكريمة والنبيلة فقد كان صادق العهد.

بالإضافة إلى ذلك فقد كان إنسان يتمتع بقدر كبير من الحكمة والرزانة، وكان من متخذي القرارات السليمة وكان كثير ما يتم استشارته في الكثير من الأمور، فقد كان من الشخصيات أصحاب المعرفة الواسعة في مختلف المجالات.

كما أنه كان يدير أمور القبائل بحكمة وتدبير جيد لجميع الأمور، ومن أشهر الخصال التي اشتهر بها العفة فقد كان عفيف النفس غني عزيز النفس، كم أنه كان يتمتع بالنخوة والمروءة، وكل هذه الخصال والسمات اجتمعت في فارس وقائد واحد وهو خلف بن دعيجا.

كانت النتيجة من اجتماع تلك الصفات والخصال في قائد وزعيم وفارس واحد، سبب في تخليد ذكره في الأذهان والعقول، فقد تركت تلك السمات علامة وبصمة كبيرة في الأجيال التي جاءت بعده، فمن الصعب أن يتم نسيان قائد مثل هذا لا على مدار الجيل الذي يلي ولا حتى العصور التي خلفته.

اقرأ أيضًا: قصة امرؤ القيس مع حبيبته

القصص التي رويت عن صفات خلف بن دعيجا

هناك الكثير من القصص التي تحدثت عن صفات هذا القائد المقدام خلف بن دعيجا، من تلك القصص التي كانت تروى عنه قصة صداقته مع نمر بن عدوان وأبا الغنم، وهو من أحد الزعماء والشيوخ في دولة الأردن.

1- قصة الصداقة بين خلف بن دعيجا وأبا الغنم

أول قصة خلف بن دعيجا الحقيقية معه كبار أمراء دولة الأردن، سمع أبا الغنم عن خلف ابن دعيجا الكثير من الحديث عن صفاته وخصاله التي يتميز ويشتهر بها، وتعجب كثيرًا مما سمعه عنه لذلك قرر أن يقوم بالتعرف إليه.

فقام برحلة مع أكبر وجهاء الأردن الأول الشيخ نمر بن عدوان والثاني الشيخ بن جديد، فذهب الثلاثة أبا الغنم ونمر بن عدوان والشيخ بن الجديد إلى موطن وأرض خلف بن دعيجا، وكان أول ما شاهدوه من الصفات الحسنة الذين سمعوها عنه هي صفة الكرم حيث قام بتقديم ضيافة حسنة وكريمة لهم.

أمر خلف بن دعجا أن يتم ذبح ثلاثة من النوق حتى تقدم لضيافة الثلاث شيوخ من أهل الأردن، وقام الخدمة عنده بتقديم ثلاثة من الصواني المحملة بالخيرات من اللحوم وكافة أنواع الطعام ذات الألوان الزاهية والفاتحة للشهية، وهذا من كرم ضيافته وحسن أخلاقه.

كان عدد الصواني ثلاثة حتى تقدم صينية لكل شيخ من الشيوخ الثلاثة، وعندما رأوا الشيوخ الثلاثة ما قام به خلف بن دعيجا وخاصة أبا الغنم، زال تعجبه مما سمعه عنه وتأكد من تلك الأمور، ومن هنا بدأت الصداقة بين أبا الغنم وخلف بن دعيجا والشيخ نمر بن عدوان، وأطلق أبا الغنم على خلف بن دعيجا اسم أبا الإبل، وذلك نظرًات لما رأه منه نمن كرم الضيافة.

من الأمور التي قالها أبا الغنم ي حق خلف بن دعيجا: (أنا إن كرمت جبت من الغنم اجلها أما هذا البدوي أتى بما لم آت به من قبل).

2- قصة الصداقة بين خلف بن دعيجا مع الشيخ نمر بن عدوان

قصة خلف بن دعيجا الحقيقية الثانية مع أحد شيوخ الأردن، بدأت العلاقة بين خلف بن دعيجا والشيخ نمر بن عدوان بعد أن ذهب إليه مع أبا الغنم بعد امر الاستضافة وما رأه منه من الكرم والمعاملة الحسنة التي تنم على أنه من الرجال النبلاء.

في نفس السنة قام الشيخ نمر بن عدوان باستضافة خلف بن دعيجا عنده، وقرر الشيخ نمر بن عدوان أن يقوم بتأمين التبن والشعير لإبل خلف بن دعيجا.

كانت هذه الاستضافة خلال فصل الصيف، لذلك قرر الشيخ نمر أن يؤمن طعام الإبل حتى فصل الصيف التالي، وبعد تلك الضيافة التي قدمها نمر بن العدوان للشيخ خلف بن دعيجا قدم ابن دعيجا عرض على الشيخ نمر وهو أن يصاحبه قفي رحلة للصيد.

بعد انتهاء هذه الرحلة قرر الشيخ خلف أن يقوم بتجهيز وجبة الإفطار لأهله وأهل الشيخ نمر بن عدوان، وعرض على ضيفه أن يقوم بتجهيز الطعام الذي اصطاده أيضًا إلا أن الشيخ نمر رفض ذلك؛ لأنه أراد أن يقوم بذلك بنفسه وأصر على أنه هو الذي سيقوم بصنع الطعام الذي اصطاده هو، والذي اصطاده الشيخ خلف أيضًا.

فوافق الشيخ خلف وقدم له كل ما يملك من الغزلان والضباء وجميع ما قام بصيده أثناء الرحلة، وأثناء صنعه للطعام انتابه النعاس فنام قليلًا وعندما استيقظ اكتشف أن كلا من خلف بن دعيجا وجماعته قد رحلوا بالفعل، مع تركهم له لكل ما تم صيده من متاع خاص به وخاص بهم.

قصيدة الشيخ نمر بن عدوان في حق خلف بن دعيجا

قال نمر بن عدوان كلمات تشهد بحبه لخصال الشيخ خلف بن دعيجا، وإليكم من خلال الفقرة التالية القصيدة التي قام بتأليفها في حق خلف بن دعيجا:

قلبي برمني وابترم من خديني

برم البريم مسالع القطن للصوف

واتفل وريقي قطنة ما تليني

وإطا وكني واطيا فوق مرضوف

طقيتهم حد الكهف مقرشيني

وبدلت ركضي عقب الاهذال بوقوف

ونكست الولح بندقي في يميني

مثل الرديف اللي على الورك منسوف

واقول واغبني على المتحيني

غباين اللي فوقه الطي منسوف

يابن دعيجاء بعدكم هم عيني

اعيش بالبلقاء وكني على الجوف

حالوا قرود الناس بينك وبيني

اللي بحكي السو مصخر ومكلوف

اقرأ أيضًا: قصة سيدنا موسى عليه السلام

3- قصة حب خلف بن دعيجا وسعدا

قصة خلف بن دعيجا الحقيقية الثالثة مع محبوبته سعدا، عرف الشيخ خلف بنى دعيجا بالغزوات والبطولات الكبيرة والصعبة التي أثبت فيها جدارة وبسالة وشجاعة، حيث كان يفتك بأعدائه ويهزمهم هزيمة ساحقة، وكانت إحدى الغزوات مع القبيلة التي توجد فيها سعدا.

سعدا هي أحد النساء التي تنتمي إلى أحد القبائل التي يغزوها خلف بن دعيجا، وقد كانت سعدا معجبة بخلف بن دعيجا وليس إعجاب فقط ولكن حب أيضًا، وكانت جولاته وصولاته مع تلك القبيلة من كر وفر لفترات طويلة على الرغم من ذلك لم يكن يعرف سعدا ولا يعلم بوجودها.

كانت سعدا الوحيد التي تعلم شكل خلف بن دعيجا؛ لأن من عادة الفرسان قديمًا أنهم كانوا يقوموا بتغطية وجوههم أثناء القتال فلم يكن يعرف شكله أحد غير سعدا، وذلك لأنها رأته في أحد الممرات الموجودة في القبيلة، ولكن كان ذلك دون علم منه.

مع استمرار الكر والفر تمكن كبار زعماء قبيلة سعدا من الوصول إلى الشيخ خلف والقبض عليه، ولأن سعدا تعرفه أمور أن يقوم الجنود بإحضارها حتى يتأكدوا أنه هو الشيخ خلف بن دعيجا بحد ذاته.

لكن عندما رأته تنكر انه ليس هو خلف بن دعيجا فلم تفشي سر أنها تعرفه، ولم تعترف أنه بالفعل خلف بن دعيجا، لأنها كانت تحبه وتخاف عليه فقامت بإخفاء شخصيته على زعماء القبيلة، ولذلك قام الزعماء بإصدار أمر إطلاق سراحه.

على الرغم من ذلك فقد رفض خلف بن دعيجا أن يتم إطلاق سراحه بالكذب والباطل، وذلك لما يتمتع به من صفة الشهامة والشجاعة فرفض أن يكذب واعترف أنه هو الشيخ خلف بن دعيجا.

كان رد فعله مفاجأ جدًا للقبيلة فقد تعجبوا من جرأته وشجاعته لذلك قاموا بإطلاق سراحه.

السبب وراء تسمية خلف بن دعيجا بذبحان الشيخ

استمرارًا لحديثنا عن قصة خلف بن دعيجا الحقيقية اشتهر خلف بن دعيجا بلقب بذبحان الشيخ، ويرجع سبب التسمية بهذا اللقب، شهرته بقتل الشيوخ العرب في ذلك الوقت، فقد كان عندما يخوض أي معارك أو قتال معهم، كان دائمًا ينتصر عليهم ويهزمهم شر هزيمة، وأثناء ذلك كان يقوم بقتل شيوخ القبائل التي ينتصر عليها، ومن خلال النقاط التالية سنعرض لكم أبرز أسماء الشيوخ الذي قام بقتلهم خلف بن دعيجا:

  • الشيخ طعان الحبيلي.
  • الشيخ أبو عمود الأول.
  • الشيخ أبو سعدا.

من الجدير بالذكر أن القبائل العربية اشتهرت قديمًا بخوض الكثير من المعارك بين بعضهم البعض، فقد كانت تقوم القبيلة بغزو قبيلة أخرى، وفي حال انتصرت عليها تقوم بنهب جميع خيرتها وتقوم بأسر جميع رجالها.

اقرأ أيضًا: قصة قصيرة عن حادث سير 

القبيلة التي ينتمي إليها خلف بن دعيجا

في إطار حديثنا عن قصة خلف بن دعيجا الحقيقية فإن الشيخ خلف بن دعيجا أحد أبناء قبيلة الشرارات، فهو من الدعاجين الذين ينتمون إلى الحلسة، والحلسة تعرف بأنها إحدى أقسام قبيلة الشرارات، وسبب تسمية قبيلة الشرارات بذلك الاسم أنها تنسب إلى “شرار بن سلمان بن هلال بن مكلب”، وهي من نسل بنو كلب بن وبرة بن قضاعة.

توجد هذه القبيلة في منطقة تسمى الجوف في شمال الجزيرة العربية، وتتواجد أبناء قبيلة الشرارات بأعداد كبيرة في السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين والكويت وقطر.

شعر من أشعار الشيخ خلف بن دعيجا

من بعض الأشعار التي ألفها الشيخ خلف بن دعيجا ما يأتي:

نيران قلبي بالحشـا يلـتهـبـنـي … مفـطـر وكني بليال الصيامـــي

كلمات من قلب الفهيم انسكبني … كن حل باللولو خرز بإنـتـظـامــــي

معـجـنـات بالعسل بـه يـذبـنـي … قولات قرما ً بارعاً بالكلامـــي

يـا راكب اللي للجلب ما جلبني … ولا حافهن راعي السحاحير شامي

شيب الغـــــوارب بينـــهن يرتهبني …  يدعن حيطان القرايا حطامــــــي

سحابتين من أزرق الماء شربني … يسقن قراح الضبا بالمضامـــــــي

شـيهانـتـيـن بالهوى يلـتـعبـنـــي … عـذَّبـن قراط العلف بالحيامــــــــي

بنات هرشـاً بالهدد له يجبنــــي … يطلق عليهن يـــوم كلاً يـنـامــــي

اقرأ أيضًا: قصة حمزة بن عبد المطلب كاملة

المسلسل الذي يحكي قصة الشيخ خلف بن دعيجا

تُعتبر قصة الشيخ خلف بن دعيجا الحقيقة من الملاحم القوية المليئة بالانتصارات والبطولات، لذلك تم تقديم بعض الأعمال الفنية التاريخية التي تحكي قصته، ومن أبرز تلك الأعمال مسلسل “الوعد” حيث قام بتقدم قصة خلف بن دعيجا الحقيقية الفارس والقائد الشجاع.

كان هذا العمل من تأليف محمد العبادي وكان الإخراج لمحمد عبد العزيز، وقام الفنان الأردني ياسر المصري بتقديم دور الشيخ خلف بن دعيجا، وقدمت الفنانة رؤى الصبان شخصية حبيبته سعدا، وشاركهم الفنان محمد العبادي والفنانة نادرة عمران والفنان مارجو حداد، وتم عرض هذا المسلسل لأول مرة في عام 2014م، وحقق المسلسل نجاحًا كبيرًا وانتشر في كثير من البلدان.

وفاة خلف بن دعيجا

توفى خلف بن دعيجا عن عمر يناهز تسع وخمسون عامًا، وكانت وفاته بعدما التقى مع بالأمير فيصل بن تركي، وكان هذا اللقاء في عام 1259هـ.

إن قصة خلف بن دعيجا الحقيقية مليئة بالمغامرات، كما أنها تلونت بالحب، لذا ننصحكم بقرائتها، ومعرفة بواطنها.

قد يعجبك أيضًا