آيات السكينة مكتوبة كاملة

آيات السكينة مكتوبة كاملة تبعث إلى نفس العبد السكون والراحة، فلا يتزعزع إيمان عبدًا استعان بالله في شدته.

لذلك من خلال موقع زيادة سوف نعرض آيات السكينة مكتوبة كاملة لتكون سندًا للفرد في لحظات المحن والشدائد.

آيات السكينة مكتوبة كاملة

إن السكينة والطمأنينة والسلام الداخلي والصفاء كلها صفات مكتسبة يكتسبها العبد وينزلها الله على نفس من آمن واستعان به في شتى أموره، فمن منا لم يشعر بالخوف والرهبة الداخلية قط.

هذه هي طبيعة نفوسنا لذلك من رحمة الله علينا أن أنزل لنا آيات قرآنية لسكينة القلوب، تكون لنا راحة عند الشقاء وأمن عند الخوف وسلام عند الفزع فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) التوبة/26.

فمن آيات لسكينة ما ورد في سورة البقرة بقوله تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) 248.

الخوف والفزع هي مشاعر إنسانية نشعر بها جميعًا، فنستشهد هنا بهجرة النبي –صلى الله عليه وسلم- مع رفيقه أبي بكر، عندما كان الكفار ورائهم يلاحقونهم مريدين قتلهم وبتر الرسالة قبل أن تكتمل.

فكان الرسول وأبي بكر مختبئين في غار ثور والكفار ورائهم، فأنزل الله السكينة على قلوبهم:

“إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة/40.

قد أوضح الله في آياته إنزال السكينة على قلوب المؤمنين ليكونوا ومؤمنين واثقين فالمؤمن الحق الواثق في رحمة وعدالة ربه لا يخاف من بشر وهو مستعين بالله عز وجل فمن آيات السكينة مكتوبة كاملة هي الآية الرابعة من سورة الفتح فيقول الله تعالى:

(هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما).

اقرأ أيضًا: آيات السكينة والانشراح والأمن من الخوف

آيات السكينة في سورة الفتح

نكمل عرض باقي آيات السورة الجليلة لتكون للمؤمنين سكينة عند النوازل.

عند طرد المسلمين من مكة ظلت قلوبهم معلقة بترابها ويحلمون بالطواف حول كعبتها، فكانت نفوسهم متزلزلة بالبعد عن ديارهم فقد بشرهم رب العالمين على لسان نبيه بالخير، لتنزل على قلوبهم السكينة من آيات الله، لتكون تلك الآية سكينة لكل المسلمين مع تتابع الأزمنة:

(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) الفتح/18.

نكمل آيات السكينة مكتوبة كاملة بآية أخرى من آيات سورة الفتح، وهي الآية رقم ستة وعشرين، التي نزلت في صلح الحديبية عندما استكبر الكفار وغالوا في تشرطهم على المسلمين.

فغضب معظم المسلمين وعلى رأسهم الفاروق عمر –رضي الله عنه- لكن الله أنزل عليهم السكينة وبشرهم على لسان نبيه بنصرًا قريب، لتكون تلك الآية من آيات السكينة لكل المسلمين:

(إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما).

فما تفعله الدنيا بنفوس العباد من فزع واضطراب تصلحه آية من آيات الله سبحانه وتعالى.

السكينة في آيات سورة البقرة

سورة البقرة من أحب وأعظم سور القرآن الكريم فهي سورة تحمل في آياتها السكينة والسلام والأمان لكل العالمين، سورة البقرة الآية 248: ” وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين”.

فكانت من آيات سورة البقرة آية 255 وهي آية الكرسي التي قال عنها رسول الله:

“منْ قرأَ آيةً الكُرسِيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ، لمْ يمنعْهُ من دُخُولِ الجنةَ إلَّا أنْ يمُوتَ”

الراوي: أبو أمامة الباهلي | المحدث: السيوطي | المصدر: الجامع الصغير

فآية الكرسي من الآيات التي تبعث السلام في نفوس العباد عند الوقائع:

اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚلَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗمَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖوَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖوَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ”

مازالت آيات السكينة مكتوبة كاملة مستمرة معنا، لتكون دومًا سلامًا للمذعورين.

أية السكينة في سورة الرعد

في حياتنا الدنيوية نشعر بالأمان عندما نكون بصحبة من نحب ونثق في قدرته على حمايتنا.

فما بالك عندما يكون مصدر أماننا في الدنيا هو خالقها، فنكون دومًا في أمان عند تذكر كوننا في رحابه، فيكفي ذكره لتهدئ كل النفوس فلا فزع لعبد استعان بآيات الله عز وجل

فجاء قول الله تعالى في سورة الرعد الآية 28 ” الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.

سكينة القلوب من سورة الشرح

عند تأمل سورة الشرح نجد أن كل آية منها هي من آيات السكينة مكتوبة كاملة، فقد جاءت أمان لبال العباد أجمعين، فهو من شرح صدورنا للإيمان وغفر لنا ذنوبنا ورفع عنا همومنا، واستجاب لدعائنا، فيطمئن قلوبنا أن مع العسر يسرًا قريب بإذن الله:

“أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴿1﴾ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ﴿2﴾ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ﴿3﴾ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴿4﴾ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴿5﴾ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴿6﴾ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ﴿7﴾ وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴿8﴾سورة الشرح

اقرأ أيضًا: آيات قرآنية لتهدئة النفس والروح

الأمان من الخوف في سورة قريش

قد اختلفت الأقوال في تلك الجزئية فهناك من قال إن الخوف هو خوف آل قريش من هجوم الحبشة ويقال خوف الجذام، في النهاية النتيجة واحدة.

فقد ذكر الأمان من الخوف مقترنًا بالإطعام، فلا يذاق طعام بدون أمان، فكانت تلك السورة هي توضيح لفضل الله على عباده بالأمن والأمان لتكون من آيات السكينة مكتوبة كاملة:

سورة قريش “لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)”

إنزال الأمان في سورة آل عمران

جاءت الآية 154 من سورة آل عمران لتكون إحدى آيات إنزال الأمان على قلوب المسلمين لتقول:

” ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ”.

ربط القلوب في سورة الأنفال

سورة الأنفال إحدى السور التي تحتوي آياتها على معاني الأمان التي ينزلها الله على المؤمنين، فجاء قول الله تعالى:

“إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)سورة الأنفال.

دعاء الرسول لنزول السكينة على القلوب

لا يميز الفزع والاضطراب بين أحد، فلكل يمر عليه لحظات رهبة وخوف، لكن الحكمة في كيفية التعامل مع تلك اللحظات بخير صورة فلا نتركها تجتاحنا لكن نجتاح خوفنا بالإيمان ونستعين برب العالمين فهو سيد الملكوت.

فيكون لنا في رسولنا أسوة حسنة في التعامل مع لحظات الخوف والرهبة فجاء في الحديث عن رسولنا:

“رَأَيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنقُلُ مِن تُرابِ الخَندَقِ، حتى وارى التُّرابُ جِلدَ بَطنِه، وهو يَرتجِزُ بكَلِمةِ عبدِ اللهِ بنِ رَواحةَ: اللَّهُمَّ لَولا أنت ما اهتَدَينا … ولا تَصدَّقْنا ولا صَلَّيْنا، فأنزِلَنْ سَكينةً علينا … وثَبِّتِ الأقدامَ إنْ لاقَيْنا، إنَّ الأُلى قد بَغَوا علينا … وإنْ أرادوا فِتنةً أبَيْنا”.

الراوي: البراء بن عازب | المحدث: شعيب الأرناؤوط | المصدر: تخريج المسند.

فمن الحديث نتأمل كيفية التعامل مع لحظات الفزع من سيد البشر، فقط الاستعانة بالله فهو خير الحافظين.

دعاء الحسن البصري للسكينة

حدثت القصة الشهيرة عندما شيد الحجاج قصر وطلب من الناس أن تخرج لتراه، فخرج الإمام البصري وقال في العامة: “قد نظرنا فما أبتنى أخبث الناس. فوجدنا أن فرعون قد شيد أعظم مما شيد. وبنى أعلى مما بنى. ثم أهلك الله فرعون. وآتى على ما بنى وشيد

فغضب الحجاج وأمر بإحضاره له، فعندما دخل الحسن البصري وقف يردد كلمات ثم دخل مجلس الحجاج شامخًا ويخطو بعزة، فتعجب الحجاج من هيبته وأخذ يمدحه ليكسب وده وتركه يرحل بسلام.

عندما سأل أحد الحراس الإمام البصري عما كان يردد بشفتيه قال: كنت استعين بالله وأقول “يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي، اجعل نقمته بردًا وسلامًا عليّ كما جعلت النار بردًا وسلامًا على إبراهيم”

فأنزل الله على قلبه السكينة وحفظه من أي سوء.

اقرأ أيضًا: عبارات عن الهدوء وراحة البال تشير إلى السكينة وصفاء القلب

أدعية لإنزال السكينة

بعد أن قدمنا آيات السكينة مكتوبة كاملة، سوف نقوم بذكر بعض الأدعية التي اجتهد الصالحين في عرضها لتخرج من قلوبها رجاءً لرب العالمين، فلا يجعل في قلوبنا خوفًا إلا من معصيته:

  • اللهم سخر لي جميع خلقك كما سخرت البحر لسيدنا موسى، وألن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداود فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك وقلوبهم في تصرفها كيف شئت يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك.
  • اللهم أشغل الظالمين بالظالمين وأخرجني من بينهم وأعني، بجنود أراها وجنود لا أراها يارب اربط على قلبي واجعلني من المؤمنين، بقضائك وقدرك
  • اللهم إني ضعيف فقوني وإني ذليل فأعزني، وإني فقير فأرزقني وأسألك خير الأمور كلها وخواتم الخير وجوامعه.

سبحان الله من خلق في النفس البشرية الخوف، وأنزل لنا آياته لتكون خير سكينة لنا، فلا نجعلها تفارق ذهننا أبدًا.

قد يعجبك أيضًا