أسباب هروب الزوجة من بيت زوجها

هروب الزوجة من بيت زوجها أمر يستحق تدقيق النظر بعض الشيء، لطالما ذكرت التهديدات بشيء من هذا القبيل أثناء المشاجرات بين الأزواج، فلماذا تلجأ المرأة إلى التهديد بمثل هذا الأمر، وما هي الأسباب التي تدفعها حقا إلى الهروب و “تخريب” عش الزوجية، و هل هناك حل آخر؟ وما حكم هروب الزوجة من بيت زوجها؟ هذه الأمور هي ما نتحدث عنها في هذا المقال من خلال موقع زيادة.

حكم هروب الزوجة من بيت زوجها

ينبغي أن يكون هناك تحفظ على استخدام مصطلح هروب الزوجة من بيت زوجها، لأن توجهها إلى بيت زوجها لا يعتبر هروبًا وإنما هذا ما ظنته حلا لمشكلتها، وهنا يمكن القول أن خروجها من بيت زوجها بسبب حدوث مشكلة ما تظن أنها سوف تتفاقم إذا استمرت في البيت، لذلك لجأت إلى بيت أهلها حتى تهدأ الأوضاع فهذا الإجراء لا يحتاج إلى فتوى كما قال الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أما إذا عمدت إلى ترك المنزل بدون سبب مقنع وبغير إذن زوجها فهذا الأمر حرام، وهي خطوة تتعدى العقل والشرع  لأنها بذلك تتخلى عن مسؤوليتها في رعاية بيتها، كما ذُكر في الحديث الشريف:

عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنها- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: « كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهو مسؤولٌ عنهم والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلها وولدِهِ وهي مسؤولةٌ عنهم وعبدُ الرجلِ راعٍ على بيتِ سيدِهِ وهو مسؤولٌ عنهُ ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ»، أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.

اقرأ أيضًا: علامات هروب الرجل من حبيبته وما هي أسبابه وهل يحن الرجل؟

أسباب هروب الزوجة من بيت زوجها

قبل الدخول في تفاصيل أسباب هروب الزوجة من بيت زوجها، ينبغي توضيح أنها لن تلجأ إلى أمر كهذا إلا أذا كان هناك سبب قوي يتكرر باستمرار، أما إذا كان مجرد خطأ عابر من الزوج وقام بعد ذلك بالاعتذار والوعد بعدم تكراره، فيمكن القول أن مثل هذه الأخطاء باختلاف حجمها لا يمكن أن تكون سببا في هروب الزوجة من بيت زوجها، لأنها لو فعلت ذلك فقد أوقعت نفسها في خطأ أكبر ومشكلات أعظم والتي من أهمها تدخل أمهات الأزواج في حياة المتزوجين، وبالطبع القصص مشهورة وكثيرة فيما يتعلق بالتدخل في حياة الزوج والزوجة حيث كل طرف يدخل إلى المشكلة يدلو بدلوه فيها مما يزيد القال والقيل.

وهناك العديد من الأسباب المختلفة التي تؤدي إلى هروب الزوجة من بيت زوجها ومنها:

أسباب اجتماعية

التعرض للضرب أو العنف

قد تتعرض المرأة للضرب من زوجها ومع تكرار ذلك الأمر، تشعر بأنه قلل من كرامتها بشكل لا تستطيع الصبر معه على تلك الاعتداءات، وبذلك تفكر في أمر الخروج من منزله والابتعاد عنه.

غياب الزوج الدائم عن منزله

بعض الأزواج لا يعطون الوقت الكافي للبقاء في المنزل، ويتصرفون كما لو كانوا في حياتهم الحرة قبل الزواج، فيزيد من السهر والجلوس مع رفاقه بصورة مبالغ فيها.

خيانة الزوج

لعله واحد من أقوى الأسباب التي تدفع المرأة بعدم البقاء في منزل زوجها، وذلك إذا علمت بأن لديه علاقة مع واحدة غيرها بطريقة غير شرعية.

تدخل أم الزوج في حياته بعد الزواج

يعتبر هذا السبب من أول وأقوى الأسباب، حيث يقود أم الزوج العديد من الدوافع التي تجعلها تتدخل في بعض تفاصيل بيته، ربما يكون هذا الأمر بدافع الغيرة من الزوجة أو بسبب عدم تقبلها لرفع سيطرتها عن ابنها لما هو معروف عنها من حب للتسلط، ومع تكرار هذا التدخل قد تضطر الزوجة إلى ترك البيت برمته لما رأت من شخصية زوجها الضعيفة التي لا تتصدى لمواقف أمه المزعجة.

اقرأ أيضًا: هل تستطيع الزوجة السفر دون موافقة زوجها أم لا وما حكم القانون

أسباب مادية

تحمل المرأة نفقات البيت

في بعض الحالات يترك الزوج كل الحمل على عاتق الزوجة سواء من حيث مصروفات الإنفاق أو إدارة المنزل وتصريفه، ربما يعود ذلك لإهماله أو بخله، وفي تلك الحالة لا تشعر الزوجة بأهمية وجود زوجها، ومع ثقل هذا الحمل عليها ربما تفكر أولًا في الاستغناء عنه وعن نفقته شخصيًا، فإذا لم تستطع حل الأمر تقوم حينها بالتفكير في الخروج من بيت زوجها.

السيطرة على أموال الزوجة

إذا كان للزوجة أموال خاصة بها مثل الراتب أو الإرث وغيره ولا تستطيع التصرف فيه كيفما تريد بحيث لا تكون لديها أي فرصة للحصول على مالها لتدبيره، في تلك الحالة قد لا تطيق الزوجة أمر كهذا.

المسكن الغير لائق بالأسرة

تختلف أشكال مساكن الزوجية باختلاف الحالات الاجتماعية والمادية، ولكن هناك حد أدنى لا تستطيع الزوجة التكيف معه، فمثلًا ربما تضطر إلى الزواج في غرفة واحدة من بيت العائلة ومع كبر أسرتها يوما بعد يوم يصبح المكان أكثر ضيقا، بينما الزوج مكتوف الأيدي لا يتصرف حيال هذا الأمر.

أسباب نفسية

وسوسة النفس

ورغم غرابة هذا السبب إلا أنه حدث من قبل كما تحكي جلسات الاستشارات الزوجية، وهو أن المرأة قد تفكر في أنها لم تعد جميلة وجذابة كما كانت، وترى أن الهروب من الواقع هو حل مناسب لهذا.

تعرضها لأوقات حرجة

هناك بعض الأيام التي لا تستطيع فيها المرأة التحكم في مزاجها ومتطلباتها مثل أوقات الوحم أو الدورة الشهرية عند بعض النساء، فربما ترغب الزوجة بشدة في مثل تلك الأوقات في الخروج من بيت زوجها إلى بيت أهلها، وعند انتهاء تلك الفترة يعود كل شيء لما كان عليه بل ويظهر تمسكها بالمكوث في بيتها كأن شيئا لم يكن.

ومع النظر في تلك الأسباب السابقة نرى أن العامل الأبرز هو شعور المرأة بالتدهور وعدم الأمان سواء من الناحية المادية أو النفسية أو الاجتماعية، وهذا العامل يهدم تمامًا أساس تكوين البيوت وهو أن تكون سكن لكلا الزوجين كما قال الله تعالى: (ومن آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

فالمرأة تحتاج إلى أن يسكن إليها زوجها لتمنحه الراحة والسعادة، ولكن إذا لم تجد نفسها ملاذا لذلك قد تفكر في ترك بيت زوجها بدون إذنه، ولكن ينبغي التنويه هنا إلى أن المرأة العاقلة عليها أن تدرس إيجابيات وسلبيات الخروج من بيت زوجها جيدًا قبل الاقدام على تلك الخطوة.

اقرأ أيضًا: حقوق الزوجة عند الخلع وما هي آثاره على المجتمع وعلى المرأة

بديل هروب الزوجة من بيت زوجها

ربما يكون هروب الزوجة من بيت زوجها هو ما تظنه حلًا مناسبًا لحل المشكلة أو الضغط على الأزواج لتعديل الوضع الذي أدى إلى ذلك، لكن هل فكرت الزوجة جيدًا إن كان هذا بالفعل حلًا يدعم موقفها؟ أم أنه مجرد فخ جديد لمشكلة أكبر قد تندم عليها لاحقا؟

لقد أكد الكثيرين من خبراء العلاقات الأسرية أن المرأة كثيرًا ما تندم على هذا القرار، لأنها لن تجد راحتها إلا في بيتها، بحيث يطاردها كثيرًا شعور أنها حمل على أبيها وأمها فالأمر يختلف كثير عن وضعها قبل الزواج.

لذلك عليها أن تفكر في حل آخر بحيث تمكث في بيتها وتمارس حياتها بطريقة طبيعية، ربما يكون هذا الحل أن تأخذ موقفا واضحًا من زوجها موضحة له أسبابه وطلبها منه، أما إذا استدعى الأمر أن تبتعد عن زوجها فالأولى أن يغادر الزوج وتبقى الزوجة في البيت مع أولادها، لأن مغادرتها للمنزل تضعها في مواقف حرجة وربما بعض المضايقات التي تجعلها تتمنى على إثرها الرجوع إلى بيت زوجها مقدمة الكثير من التنازلات التي كانت في غنى عنها.

وفي نهاية مقالنا نكون عرضنا لكم الأسباب التي تؤدي إلى هروب الزوجة من بيت زوجها كما أننا اخبرناكم بمدى صحة وقبول هذا الأمر في المجتمع، لذلك يجب على كل زوجة أن تفكر جيدًا قبل اتخاذ هذه الخطوة حتى لا تندم فيما بعد.

قد يعجبك أيضًا