ما هي الزكاة المفروضة

ما هي الزكاة المفروضة هو سؤال يحتاج البعض إلى معرفة الإجابة عنه حتى يعرف ما له من حقوقٍ وما عليه من واجباتٍ في دينه، فالزكاة فرضها الله لكي يوجد التوازن المادي في حياة البشر، فإذا أخرج الغني زكاة ماله وأغْدَقَ بها على غيرها من الفقراء واستمروا على ذلك فإنه قد يحث رخاءٌ اقتصادي في الدولة حتى لا تكاد تجد فيها فقيرًا واحدًا، وهذا ليس بمستحيل، فقد حدث ذلك زمن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، فقد مات وليس في دولته فقيرٌ واحد.

ولذلك سوف نتعرف في موضوعنا اليوم على معنى الزكاة المفروضة على المسلم وشروطها ولمن يجب أن تُنْفَق؟.

ما هي الزكاة المفروضة

كلمة الزكاة لها أصولٌ عدة في لغة العرب، ومنها:

  • الطهارة والنماء، كما قال الله تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) ومعناه: طهّر نفسه من كل ما هو باطل.
  • ويمكن أن تكون الزكاة بمعنى الثناء والإطراء، كما قال –تعالى-: (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ)، أي: فلا تُثْنوا على أنفسكم.
  • ويجوز أن تكون الزكاة بمعنى الهداية والصلاح، كما قال –تعالى-: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، أي: لما اهتدى منكم أحدًا.

وأما التعريف الشرعي والذي اتفق عليه جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة فهي: “عبادة الله بإخراج حقٍ معينٍ من مالٍ بلغَ نصابًا معينًا بشروطٍ مخصوصة لطائفةٍ مخصوصة”.

وهذا هو التعريف الجامع لكل ما قيل في الزكاة من شروطٍ وواجبات.

وقد وردت تعريفات أخرى للكثير من العلماء في تعريف الزكاة، ومنها أن الزكاة هي:

  • “حقٌ إلزاميٌ في المال”.
  • “جزءٌ تقديريٌ شرعيٌ من أموال معينة تنفق على طائفة معينة”.
  • “إعطاء جزء من مالٍ شرعيٍ معينٍ لمن يستحقه”.

وكلها كما ترون تعطي نفس معنى التعريف الجامع الذي ذكرناه.

اقرأ أيضًا: الفرق بين زكاة المال وزكاة الفطر وما هي مصارفهمها

ما هي الزكاة المفروضة وما أحكامها وأدلتها

الزكاة واجبة على كل مسلم ومسلمة بشروطها وأركانها، والدليل على ذلك في القرآن والسنة النبوية متوافر بكثرةٍ لإظهار أهمية هذه العبادة:-

أدلة القرآن الكريم على حكم الزكاة

قال تعالى: (وَآتُوا الزَّكَاةَ)، وصيغة الأمر هنا تدل على وجوب الزكاة.

وقيل أيضًا: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)، فلفظ الصدقة يدل على الزكاة أيضًا.

أدلة السنة النبوية على حكم الزكاة

  • ما رُوي في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا”.
  • ما روي أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعَثَ معاذًا إلى اليمَنِ فقالَ لَه: “إنَّكَ تأتي قومًا أهْلَ كتابٍ فادعُهُم إلى: شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنِّي رسولُ اللَّهِ فإِن هُم أطاعوا لِذلِكَ، فأعلِمهُم أنَّ اللَّهَ افتَرضَ عليهم خمسَ صلواتٍ في اليومِ واللَّيلةِ فإن هُم أطاعوا لذلِكَ، فأعلِمهُم أنَّ اللَّهَ افترضَ عليهِم صدَقةَ في أموالِهِم تؤخَذُ من أغنيائِهِم وتُردُّ علَى فُقرائِهِم، فإن هُم أطاعوك لذلِكَ فإيَّاكَ وَكَرائمَ أموالِهِم واتَّقِ دَعوةَ المظلومِ ، فإنَّها ليسَ بينَها وبينَ اللَّهِ حجابٌ”.

فضل الزكاة من القرآن والسنة

كانت الزكاة ولا تظل ركنًا من أهم أركان الإسلام بعد الصلاة وشهادة الشهادتين، فقد أكد الله على وجوبها مراتٍ عدة في القرآن الكريم، بل وكانت الزكاة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالصلاة في كثيرٍ من آيات القرآن الكريم، فلم يأتي أمرٌ بإقامة الصلاة إلا وصاحبه أمر بإيتاء الزكاة في معظم الآيات التي تحدثت عن ذلك، ومن هذه الآيات ما جاء في سورة البقرة حيث قال: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ).

وجاء أيضًا في ذات السورة قوله –تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).

ثواب مؤدي الزكاة

يحفِّز الله –تعالى- عباده المؤمنين ويشجعهم على بذل الغالي والنفيس في سبيله بالكثير من الأجر والثواب على تأدية الزكاة، وقد وردت كثيرٌ من الأحاديث والآيات في أجر الذي ينفق ماله في سبيل الله سواءً كان ذلك زكاةً أو صدقة، ومن هذه الأدلة على ثوابها ما يلي:

  • قال –تعالى-: (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ).
  • قال –تعالى-: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
  • قال –تعالى-: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).
  • رَوَت أم المؤمنين أم سلمة –رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السُّوءِ والصَّدَقةُ خفيًّا تُطفِئُ غضَبَ الرَّبِّ وصِلةُ الرَّحمِ زيادةٌ في العُمُرِ وكلُّ معروفٍ صدَقةٌ وأهلُ المعروفِ في الدُّنيا أهلُ المعروفِ في الآخِرةِ وأهلُ المُنكَرِ في الدُّنيا أهلُ المُنكَرِ في الآخِرةِ وأوَّلُ مَن يدخُلُ الجنَّةَ أهلُ المعروفِ”.

هذه الآيات والأحاديث وغيرها الكثير تدل على أن ثواب مؤدِّي زكاة ماله عظيم عند الله، حتى أنه يدخل الجنة ويكون من أول داخليها.

عقاب مانع الزكاة

توعد الله -تعالى- بأقسى وأشد أنواع العذاب في الدنيا والآخرة لمن لا يخرج الزكاة، فقد قال: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).

وقال أيضًا: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ)، أي أنه سيتحول ما كانوا يكنزونه لأنفسهم في الدنيا إلى جحيمٍ يحرقهم في الآخرة جزاءًا على ما فعلوا.

وتأكيدًا لمعنى هذه الآية الكريمة جاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ما مِن صاحِبِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ صُفِّحَتْ له صَفائِحُ مِن نارٍ فَأُحْمِيَ عليها في نارِ جَهَنَّمَ، فيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبِينُهُ وظَهْرُهُ، كُلَّما بَرَدَتْ أُعِيدَتْ له، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إمَّا إلى الجَنَّةِ وإمَّا إلى النَّارِ”.

وفي السنة أيضًا أحاديثٌ كثيرةٌ تدل على عذاب من لا يخرج الزكاة، منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن آتاهُ اللَّهُ مالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكاتَهُ، مُثِّلَ له مالُهُ شُجاعًا أقْرَعًا، له زَبِيبَتانِ يُطَوَّقُهُ يَومَ القِيامَةِ، يَأْخُذُ بلِهْزِمَتَيْهِ -يَعْنِي بشِدْقَيْهِ- يقولُ: أنا مالُكَ أنا كَنْزُكَ ثُمَّ تَلا هذِه الآيَةَ: (وَلا يَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ) إلى آخِرِ الآيَةِ”، وقد قال أهل الحديث أن الشجاع الأقرع هو ثعبانٌ سام رأسه أبيض، وهو من الثعابين الخطرة على البشر، فيأتي ماله الذي ادخره ومنع إخراج زكاته في صورة هذا الثعبان فيطوِّق رقبته ويفرغُ سُمَّه فيها، ثم يقول له: “أنا مالُكَ أنا كَنْزُكَ”.

وهذان الحديثان من أقوى الأحاديث الواردة في عذاب من لا يخرج الزكاة من حيث صحة السند والمتن.

مصارف الزكاة

ذكر الله –تعالى- مصارف الزكاة مجتمعةً في قوله: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).

ومن هذه الآية يتبين لنا أن مصارف الزكاة ثمانية عَدَّها الله –تعالى- في هذه الآية وهي:

  • الفقراء: وهو من لا يملك مالاً يسد به حاجته وحاجة من يعولهم، فلا يملك طعامًا أو شرابًا أو لباسًا أو مسكنًا، أو أنه يجد أقل مما يكفي حاجته بكثير.
  • المساكين: والمسكين من كان أقل فقرًا من الفقير، ولكنه ليس غنيًا أيضًا، فهو يجد ما يسد نصف حاجته أو أكثر قليلًا، وتجب الزكاة لهم لأنهم يتعففون عن سؤال الناس فلا يسألون حاجتهم رغم احتياجهم، وقد روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليسَ المسكينُ الَّذي يَطوفُ علَى النَّاسِ تردُّهُ اللُّقمةُ واللُّقمتانِ، والتَّمرةُ والتَّمرتانِ، ولَكِنِ المسكينُ الَّذي لا يجدُ غنيا يُغنيهِ، ولا يُفطَنُ فيتصدَّقُ علَيهِ ولا يقومُ فيسألُ النَّاسَ”.
  • العاملين عليها: وهم الذين يجمعون الزكاة من الأغنياء لإخراجها للفقراء، والزكاة تجب لهم ولو كانوا أغنياء جزاءً على ما يصنعون من خير، والعاملون عليها هم كل من يجمعها ويقوم على حراستها ومن يوزعها أيضًا.
  • المؤلفة قلوبهم: وهؤلاء هم الرجال الذين كانوا سادة قبائلهم والذين يأخذون الزكاة بحيث تكون سببًا في حبهم للإسلام وفهم تعاليمه أو إبعاد شرهم عن الإسلام أو حتى تكون قلوبهم مليئة بالإيمان إذا كانوا من ضِعاف الإيمان.

ما هي الزكاة المفروضة وما هي مصارفها

  • في الرقاب: والمقصود بالرقاب هنا العبيد، أي أنه يجوز إنفاق بعضٍ من مال الزكاة لتحرير العبد المسلم من عبوديته وإعتاقه لوجه الله، أو إذا اتفق العبد مع سيده على مبلغ من المال ليحرره، فيدفع له المسلمون هذا المبلغ من مال الزكاة ويخرج، وكذلك يقصد بها الأسير المسلم عند الكفار، فيجوز إنفاق بعض مال الزكاة لفك أسره وتحريره.
  • الغارمين: وهم الذين يدينون ببعض من المال لشخص آخر، ولا يمكنهم سداد هذا الدين، فيسدد هذا الدين من زكاة أموال المسلمين ويُقضى عنه، بشرط ألا يكون قد استدان هذا المبلغ لإنفاقه في معصية.

وقد روى الصحابي الجليل عطاء بن يسار –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تحلُّ الصدقةُ إلَّا لخمسةٍ: لغَازٍ في سبيلِ اللهِ أو لعاملٍ عليها أو لغارمٍ أو لرجلٍ اشتراها بمالِه أو لرجلٍ كان له جارٌ مسكينٌ فتصدَّق على المسكينِ فأهدَى المسكينُ للغنيِّ”.

  • في سبيل الله: والمراد بها أن ينفق المسلم ماله في الأعمال الصالحة كبناء المدارس والمستشفيات والمساجد وغيرها، وقيل أن المراد بها أن يُنْفق مال الزكاة على المجاهدين في سبيل الله، وكلا المعنيين صحيح.
  • ابن السبيل: هو من ترك بلده وذهب إلى بلاد بعيدة واحتاج إلى من يقرضه ليكمل رحلته، فما دامت رحلته تلك فيها خير له وللمسلمين كطلبٍ للعلم أو ما شابه فتجب له الزكاة.

وهذا تفصيل من يستحقون الزكاة كما ورد في آية سورة التوبة.

من لا تدفع إليهم الزكاة

لا يجوز دفع الزكاة لخمسةِ أصنافٍ من الناس، وهم:

  • مَن كان على غير دين الإسلام: ففي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم لِمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إلى اليَمَنِ: “إنَّكَ سَتَأْتي قَوْمًا مِن أهْلِ الكِتَابِ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إلى أنْ يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ طَاعُوا لكَ بذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ طَاعُوا لكَ بذلكَ فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم صَدَقَةً، تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ …” إلى آخر الحديث.

ووجه الاستدلال أنه قال: “تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ”، أي يتم أخذها من أغنياء المسلمين وإعطائها لفقرائهم أيضًا، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم بمعاذٍ إلى اليمن ليعلم المسلمين هناك تعاليم دينهم.

  • الأغنياء ممن يملكون كسبًا وربحًا دائمين يكفيهم لسد احتياجهم وزيادة، لما رواه أبو هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تَحِلُّ الصَّدقة لغنيٍّ، ولا لِذي مِرَّةٍ سَويٍّ”، وذو المِرَّة هو القادر على الكسب من عمل يده.
  • من يجب على الإنسان نفقته عليهم، كالزوجة والأولاد وغيرهم.
  • من ينفق ماله على ما فيه معصية لله كشربٍ للخمر أو ما شابه لئلا يكون المال عونًا له على فعل ذلك.
  • آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم من أشراف الناس، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تحِلُّ الصَّدقةُ لآلِ محمَّدٍ”.

شروط الزكاة

قبل أن نتعرف على مقدار الزكاة التي يجب أن يخرجها الغني للفقير، يجب علينا أن نعلم الشروط التي إذا توافرت في المال وجب إخراج زكاة عنه، وهي كما ذكرها العلماء أربعة:

  • أن يكون المال مملوكًا للشخص الذي يخرج الزكاة منه، فلا تجوز إخراج الزكاة من أحدهم على وديعةٍ أو أمانة عنده لأنها ليست بملكه ولا يملك حق الإنفاق منه.
  • أن يكون مالًا منتفعًا به قابلٌ للزيادة، كأن يكون رأس مالٍ لتجارةٍ كبرى أو ما شابه، فهذا المال لا يظل على حاله أو ينقص بل يزيد كل يوم باستمرار فتجب فيه الزكاة، وهذا هو المقصود بالحديث النبوي الشريف القائل: ” ما نقص مالٌ من صدقةٍ”، فالزكاة إذا خرجت من المال الذي لا يزيد كانت سببًا في نقصانه، بخلاف ما إذا كان المالُ زائدًا باستمرار فإنه سيزيد أكثر وأكثر ما دام محافظًا على حق الله فيه.
  • أن يكون المال الذي ستخرج عنه الزكاة فائضًا عن الحاجة، بمعنى أن الإنسان يكتنزه ولا ينفق منه حتى يحل عليه الحول.
  • أن يحيل الحَوْلُ على المال، والحَوْلُ هو السنة الهجرية كاملة، فإذا مر على المال سنة هجرية كاملة لم ينفق منه شيئًا وكان فائضًا عن حاجته، فتجب فيه الزكاة لذلك مع تحقيق باقي الشروط الأخرى.
  • أن يبلغ المال النِّصَابَ، والنصاب هو المقدار المعلوم عند فقهاء المذاهب الأربعة، والذي إذا وصل إليه مال أحدهم وجب عليه إخراج زكاة منه مع تحقق الشروط الأخرى.

مقادير الزكاة

يجب أن نعلم أولًا أن فقهاء الأئمة اتفقوا على أن الزكاة تجب في كل ما ينتفع به من الذهب والفضة والبضائع التجارية والأموال النقدية والزروع والثمار وما إلى ذلك، ولكلٍ واحدةٍ منها تفصيل سنذكره في السطور القادمة، وسنذكر أيضًا حديثًا يجمع كل ما يجب في مقادير الزكاة.

اقرأ أيضًا: الفرق بين زكاة المال وزكاة الفطر وما هي مصارفهمها

حديثٌ جامعٌ لمقادير الزكاة كلِّها

حُكِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ بِكِتَابٍ فِيهِ الْفَرَائِضُ، وَالسُّنَنُ، وَالدِّيَاتُ، وَبَعَثَ بِهِ عَمْرَو بْنَ حَزْمٍ، فَقُرِئَتْ عَلَى أَهْلِ الْيَمَنِ وَهَذِهِ نُسْخَتُهَا: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إِلَى شُرَحْبِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ، وَنُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ قَيْلِ ذِي رُعَيْنٍ، وَمَغَافِرَ، وَهَمْدَانَ. أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ رَجَعَ رَسُولُكُمْ، وَأُعْطِيتُمْ مِنَ الْمَغَانِمِ خُمْسَ اللَّهِ، وَمَا كَتَبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْعُشْرِ فِي الْعَقَارِ، وَمَا سَقَتِ السَّمَاءُ، أَوْ كَانَ سَبْخًا، أَوْ كَانَ بَعْلًا فِيهِ الْعُشْرُ إِذَا بَلَغَ خَمْسَةَ أَوْسُقٍ، وَفِي كُلِّ خَمْسٍ مِنَ الْإِبِلِ سَائِمَةٍ شَاةٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ، فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةً عَلَى أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ فَفِيهَا بِنْتُ مَخَاضٍ. فَإِنْ لَمْ تُوجَدْ بِنْتُ مَخَاضٍ فَابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ، إِلَى أَنْ تَبْلُغَ خَمْسًا وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا بِنْتُ لَبُونٍ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ، فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةً عَلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ فَفِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الْجَمَلِ، إِلَى أَنْ تَبْلُغَ السِّتِّينَ فَإِنْ زَادَتْ عَلَى سِتِّينَ وَاحِدَةً فَفِيهَا جَذَعَةٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ خَمْسًا وَسَبْعِينَ، فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةً عَلَى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ فَفِيهَا بِنْتَا لَبُونٍ، إِلَى أَنْ تَبْلُغَ تِسْعِينَ، فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا حِقَّتَانِ طَرُوقَتَا الْجَمَلِ، إِلَى أَنْ تَبْلُغَ عِشْرِينَ وَمِائَةً، فَإِنْ زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ، وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةً طَرُوقَةُ الْجَمَلِ، وَفِي كُلِّ ثَلَاثِينَ بَاقُورَةً بَقَرَةٌ جَذَعٌ أَوْ جَذَعَةٌ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بَاقُورَةً بَقَرَةٌ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ شَاةً سَائِمَةً شَاةٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ عِشْرِينَ وَمِائَةً. فَإِنْ زَادَتْ عَلَى الْعِشْرِينَ وَمِائَةِ شَاةٍ فَفِيهَا شَاتَانِ، إِلَى أَنْ تَبْلُغَ مِائَتَيْنِ، فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا ثَلَاثُ شِيَاهٍ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ ثَلَاثَمِائَةٍ، فَإِنْ زَادَتْ فَفِي كُلِّ مِائَةِ شَاةٍ شَاةٌ. وَلَا يُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ مُحْفِلَةٌ وَلَا هَرِمَةٌ وَلَا عَجْفَاءُ وَلَا ذَاتُ عُوَارٍ، وَلَا تَيْسُ الْغَنَمِ، وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ، وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعِ حَسَنَةُ الصَّدَقَةِ، وَمَا أُخِذَ مِنْ خَلِيطَيْنِ فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بِالسَّوِيَّةِ، وَفِي كُلِّ خَمْسِ أَوَاقٍ مِنَ الْوَرِقِ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ، وَمَا زَادَ فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمٌ. وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ شَيْءٌ. وَفَى كُلِّ أَرْبَعِينَ دِينَارًا دِينَارٌ. وَالصَّدَقَةُ لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلَا لِأَهْلِ بَيْتِهِ، إِنَّمَا هِيَ الزَّكَاةُ تُزَكَّى بِهَا أَنْفُسُهُمْ وَلِلْفُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا فِي رَقِيقٍ، وَلَا فِي مَزْرَعَةٍ، وَلَا عُمَّالِهَا شَيْءٌ إِذَا كَانَتْ تُؤَدَّى صَدَقَتُهَا مِنَ الْعُشْرِ، وَإِنَّهُ لَيْسَ فِي عَبْدٍ مُسْلِمٍ وَلَا فِي فَرَسِهِ شَيْءٌ”.

وتفصيل هذا الحديث يأتي في السطور القادمة.

أولًا: مقدار الزكاة من الذهب والفضة

قدَّر العلماء النصاب من الذهب والفضة الذي تجب فيه الزكاة كالآتي:

  • النصاب من الذهب

اتفق الفقهاء على تقديره بـ(عشرين دينارًا من الذهب)، أو قالوا (عشرون مثقالًا من ذهب)، وهو ما يساوي في تقديرنا اليوم ما يلي:

  • الذهب من عيار 24 يكون النصاب فيه 85 جرامًا تقريبًا.
  • الذهب من عيار 21 يكون النصاب فيه 97 جرامًا تقريبًا.
  • الذهب من عيار 18 يكون النصاب فيه 113 جرامًا تقريبًا.
  • نصاب الفضة

قدَّر علماء الأمة نصاب الفضة بـ(مائتي درهم من فضة)، وهو ما يساوي في زمننا الحالي 595 جرامًا من الفضة تقريبًا.

فإذا بلغ الذهب أو الفضة هذا المقدار وحققت باقي الشروط وجب إخراج مقدار الزكاة وهو ربع العشر كما اتفق عليه العلماء، فيخرج ما نسبته 2.5% من إجمالي ما معه من مال تنطبق عليه شروط الزكاة.

وقد دل على وجوب إخراج الزكاة من الذهب والفضة المنطبق عليها الشروط ما ذكرناه في عقاب مانع الزكاة وهو قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)، فتوعده مانعها بالعذاب على عدم إخراج زكاتها يعني أنها تجب فيها الزكاة.

وقد جاء أيضًا حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال: “ما مِن صاحِبِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ صُفِّحَتْ له صَفائِحُ مِن نارٍ فَأُحْمِيَ عليها في نارِ جَهَنَّمَ …” إلى آخر الحديث الذي ذكرناه سابقًا.

ثانيًا: مقدار الزكاة من الأموال النقدية

يكون حساب النصاب من النقود والأوراق النقدية بمختلف عملاتها بحساب ثمن نصاب الذهب أو الفضة، فيكون ثمن نصاب أحدهما هو مقدار الزكاة من العملات الورقية والأوراق النقدية، فعلى سبيل المثال:

إذا كان سعر جرام الذهب من عيار 24 يساوي 200 جنيهًا مصريًا، وبعد إجراء العملية الحسابية (24 x 200) يكون نصاب الذهب 2400 جنيهًا مصريًا.

وعلى ذلك يكون مقدار المال الذي تجب فيه الزكاة 2400 جنيهًا مصريًا، ويخرج المُزَكِّي أيضًا ما نسبته 2.5% من إجمالي المبلغ.

ثالثًا: مقدار الزكاة من البضائع التجارية

حدد العلماء مقدار الزكاة على البضائع بنفس الطريقة التي حددوا بها مقدار الزكاة على الأوراق النقدية، فيقوم المُزَكِّي بحصر قيمة تجارته ويقارنها بقيمة 85 جرامًا من الذهب، فإذا بلغت تجارته قيمة نصاب الذهب وجب إخراج الزكاة بعد تحقيق باقي شروطها.

ولا تجب الزكاة في البضائع التجارية إلا بتحقيق شروط الزكاة السابق ذكرها بأن تبلغ النِّصَاب ويحول عليها الحَوْل.

كيفية حساب التاجر زكاة تجارته

  • يقوم بعدِّ كل الأموال التي يمتلكها في يده، من أموال في البنوك أو أمانات له عند آخرين أو ودائع.
  • بعد فعل ذلك يسدِّد ما عليه من ديون إذا كانت عليه ديون.
  • يبدأ بعد ذلك بحساب ما تبقى له من مال، فإذا بلغ الباقي نصاب الذهب أخرج منه ربع العشر وهو 2.5%، ويجوز إخراج الزكاة مما يملك من بضائع تجارية كالأغذية والمعلبات وغيرها، أو أن يخرجها نقدًا من مال تجارته.

رابعًا: الزكاة في الزروع والثمار

لا تجب الزكاة على كل أنواع الزروع والثمار جميعًا ولكنها تجب في أنواعٍ محددة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المروي عن أبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبلٍ –رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثهما إلى اليمن ليُعلمان الناس أمر دينهم هناك فقال لهما: “لا تَأْخُذُوا الصَّدَقَةَ إلَّا من هذه الأربعَةِ: الحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ”.

فالزكاة تجب على الزروع والثمار في أربعة محاصيلٍ فقط هي (الحنطة – الشعير- التمر – الزبيب)، والحنطة هي القمح، ولكنه نوعٌ أكثر طولًا من بقية أنواع القمح كقمح الخبز والقمح وحيد الحبة وغيرها.

ولا تجب الزكاة في غيرها من الزروع والثمار كذلك، فلا تجب في الخضراوات والفاكهة بمختلف الأنواع فيها، ويستثنى من ذلك فاكهة العنب حيث تجوز عليه الزكاة.

يختلف حساب نِصاب الزكاة في الزروع والثمار عن حساب نِصابها في الذهب والفضة ونحوها، فنصابها في الزروع والثمار (خمسة أَوْسُق)، وهذا المقدار يعادل في عصرنا الحالي (50 كيلة مصرية) والتي تساوي (647 كيلو جرامًا) أو ما يعادله، ففي الحديث الصحيح عن أبي سعيدٍ الخدريِّ -رَضِيَ اللهُ عنه- قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: “ليس فيما دونَ خَمسِ أواقٍ صَدَقةٌ، وليس فيما دونَ خَمسِ ذَودٍ صَدقةٌ، وليس فيما دونَ خَمسِ أوسُقٍ صَدَقَة”، فقد أكدَّ عليها في هذا الحديث مرتين.

ويشترط في من يخرج زكاته من محصول الزروع والثمار ألا يخرجها حتى يخرج الحبوب ويُقدر احتياجاته واحتياجات من يعولهم.

مقدار الزكاة من الزروع والثمار

يختلف مقدار الزكاة التي يُخرجها المُزَكِّي إذا بلغ الزرع النِّصاب على حسب المؤنة وأجور من يقوم عليها من عمال ونحوه إلى قسمين:

  • ما كانت سُقياه تحتاج إلى المؤنة والعمَّالٍ والآلات والماء ونحوه فإنه يجب فيها نصف العشر أي مقدار 1 إلى 20 من المحصول بعد قطفه وإخراج حبوبه وثماره وإخراج حاجة المزَكِّي منه، وهو ما نسبته 5% من إجمالي المحصول، ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: “فِيما سَقَتِ الأنْهارُ، والْغَيْمُ العُشُورُ، وفيما سُقِيَ بالسَّانِيَةِ نِصْفُ العُشْرِ” والسانية هي الساقية التي تسقي الزرع.
  • ما كانت سُقياه لا تحتاج إلى المؤنة والعمَّالٍ والآلات والماء ونحوه، كأن يُسقى النبات من ماء المطر أو يكون على ضفتي نهرٍ جارٍ أو نحو ذلك، فيكون مقدار الزكاة فيه العشر كله أي مقدار 1 إلى 10 من المحصول بعد قطفه وإخراج حبوبه وثماره وإخراج حاجة المزَكِّي منه، وهو ما نسبته 10% من إجمالي المحصول.

خامسًا: مقدار الزكاة في الغنم

في الحديث الصحيح الجامع لمقادير الزكاة، ورد في كِتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن: “وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ شَاةً سَائِمَةً شَاةٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ عِشْرِينَ وَمِائَةً. فَإِنْ زَادَتْ عَلَى الْعِشْرِينَ وَمِائَةِ شَاةٍ فَفِيهَا شَاتَانِ، إِلَى أَنْ تَبْلُغَ مِائَتَيْنِ، فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا ثَلَاثُ شِيَاهٍ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ ثَلَاثَمِائَةٍ، فَإِنْ زَادَتْ فَفِي كُلِّ مِائَةِ شَاةٍ شَاةٌ”.

وتفصيل الحديث كالآتي:

  • إذا بلغ عدد الشياه عند صاحبها أقل من 40 شاةً سائمة فلا تجب فيها الزكاة مطلقًا، والسائمة هي التي ترعى العشب ولا تأكل من القمامة أو ما شابه.
  • إذا كان عددها عند صاحبها من 40 وصولًا إلى 120 شاة فيجب فيها شاةٌ سائمةٌ واحدة.
  • إذا كان عددها عند صاحبها من 121 وصولًا إلى 200 شاة فيجب فيها شاتان سائمتان.
  • إذا كان عددها عند صاحبها من 201 وصولًا إلى 300 شاة فيجب فيها ثلاث شياه.
  • إذا بلغ عددها 300 شاةٍ فأكثر فيجب على كل 100 شاةٍ شاةٌ واحدة فقط.

سادسًا: مقدار الزكاة في البقر

مقدار الزكاة في البقر سنوضحه في الجدول التالي:

نصاب البقر مقدار الزكاة منها
من إلى
1 29 لا تجب فيها الزكاة مطلقًا.
30 39 يجب فيها تبيعٌ أو تبيعة.
40 59 يجب فيها بقرةٌ مُسنَّة
60 69 يجب فيها تبيعان.
80 89 يجب فيها بقرتان مُسنَّتان.

 

ويتضح لنا من الجدول السابق أن الزكاة على كل 30 بقرة تكون (تبيعًا)، والتَّبيع من أتم السنة من عمره.

ويجب أيضًا على كل 40 بقرةٍ زكاة، وتكون (بقرة مُسِنَّة)، والمسنة هي من أتمت السنتان من عمرها.

ثم إذا زادت عدد أبقاره عن ذلك فعلى كلِ 30 بقرة يخرج تبيعًا، وعلى كل 40 بقرة يخرج مُسنَّة وهكذا.

ويؤيد ذلك ما رواه معاذ بن جبلٍ –رضي الله عنه- فقال: “بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى اليَمَنِ وَأَمَرَنِي أَن آخُذَ مِنَ البَقَرِ مِن كُلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنَّةٍ، وَمِن كُلِّ ثَلَاثِينَ تَبِيعًا أَوْ تَبِيعَةٍ”.

اقرأ أيضًا: متى فرضت الزكاة وما هي شروط وجوب الزكاة

بعض الكتب التي ورد فيها باب الزكاة بالتفصيل

هناك الكثير من كتب الفقه التي ورد فيها تفصيل ما هي الزكاة المفروضة بشروطها ومستحقيها وغير ذلك، ومنها:

  • الفقه الميسر، إعداد نخبةٍ من علماء المسجد الحرام.
  • الفقه الميسر للأطفال، للشيخ محمود المصري.

وهناك الكثير أيضًا لكن هذه أيسرها لغة وأسهلها فهمًا لمن يقرأها.

إلى هنا نكون قد قدمنا لكم خلاصة القول وأجبنا على سؤال ما هي الزكاة المفروضة وذكرنا شروطها ومصارفها وثواب مؤدِّيها وعقاب مانعها، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم وزدنا من معلوماتكم بالشيء الكثير إن شاء الله.

قد يعجبك أيضًا