وقت اخراج زكاة الفطر وحكمها

وقت اخراج زكاة الفطر وحكمها تعتبر زكاة الفطر من الأمور الدينية الواجبة على كل مسلم والتي يجب أن يتعرف عليها بشكل كبير وخاصًة الوقت المحدد لإخراجها، ولذلك نقدم لكم هذا المقال عن وقت إخراج زكاة الفطر وتوضيحها بشكل واضح، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع زيادة .

اقرأ أيضا: مقدار زكاة الفطر من الرز

زكاة الفطر

  • إن معنى كلمة زكاة في علم اللغة هو الزيادة والنماء والبركة والطهارة، فعندما يقول الشخص لقد زكى الزرع فهو يعني أن الزرع قد زاد، وتعتبر كلمة الفطر في اللغة اسم مصدر.
  • وفي المجمل تعني كلمة زكاة الفطر التصدق على الجسم والنفس، وعند إضافة كلمة الزكاة قبل الفطر في اللغة يقال عنها إضافة الشيء للمسبب له، وذلك لأن الإفطار في رمضان هو سبب وجوب هذه الزكاة.
  • وتعد زكاة الفطر كما أوضحها الله ورسوله زكاة على بدن الإنسان المسلم، وهي زكاة معروفة بمقدار مالي محدد من شخص بعينه، ولهذه الزكاة شروط معينه ويتم إخراجها من أشخاص بعينهم إلى أشخاص محددين.
  • وتعتبر زكاة الفطر طهارة لمسلم الصائم من الأعمال الصغيرة كاللغو واللهو في رمضان، ويعد وجوبها مع بداية الفطر بعد رمضان أي من غروب شمس ليلة العيد مع نهاية صوم شهر رمضان وإلى قبل صلاة العيد.

اقرأ أيضا: كم مقدار زكاة الفطر

وقت إخراج زكاة الفطر

  • يعتبر الوقت الذي يجب فيه إخراج زكاة الفطر هو من وقت غروب الشمس في آخر يوم من أيام شهر رمضان المبارك، ومن السنة أن نقوم بإخراجها يوم عيد الفطر قبل القيام بصلاة العيد.
  • ولقد أجاز العديد من علماء الدين أنه من الممكن أن نقوم بإخراج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين، حتى يساعد ذلك في إسعاد الأشخاص في يوم العيد بشكل كبير.
  • ولقد انقسم وقت إخراج زكاة الفطر إلى أربعة أقسام أساسية:

القسم الأول

  • هو الوقت الجائز وهو كما أوضحنا قبل العيد بيوم أو يومين، ولا يمكننا أن نخرجها في وقت قبل ذلك.

القسم الثاني

  • هو الوقت المسنون وهو من بعد فجر يوم العيد وممتد حتى قبل صلاة عيد الفطر، وذلك حتى نمنع الفقراء من السؤال في مثل هذا اليوم كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه سلم.

القسم الثالث

  • هو الوقت المكروه وهو أنه من المكروه أن يأجر المسلم إخراج زكاة الفطر إلى أخر يوم العيد.

القسم الرابع

  • هو الوقت المحرم فمن المحرم أن تتأخر عن يوم العيد من دون سبب ولو فات يوم العيد يجب أن نقضيه.

اقرأ أيضا: متى تخرج زكاة الفطر

حكم زكاة الفطر

  • تعتبر زكاة الفطر من الفروض الواجبة والملزمة على كل مسلم، ولقد استدل العديد من أهل العلم على فرضها من الحديث المنقول عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
  • حيث أنه قال:

(فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ).

  • وقد أوضح علماء الدين أن المقصود من قوله طهره للصائم أي أن هذه الزكاة تطهر نفس الشخص الذي صام رمضان، وأن المقصود من قوله رفث وهو كلام الإنسان الفاحش حسب قول ابن الأثير.
  • أما كلمة طعمه والتي تنطق بضم حرف الطاء، فالمقصود منها الطعام الذي يأكل، وكلمة فهي زكاة مقبولة عائدة بشكل صريح على زكاة الفطر، وهو يعني بصدقة من الصدقات أنها تعتبر صدقة عادية مثل باقي صدقات العام.
  • كما استند علماء الدين في فرضهم لزكاة الفطر وعند موعدها الصحيح وعن الحكمة من فرضها على المسلمين، إلى حديث أخر نقل عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال.

(فرض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم زكاة الفطر، صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة).

  • وكذلك استندوا إلى قول أبي سعيد الخدري، أنه قال:

(كنا نخرج صدقة الفطر صاعًا من طعام أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من أقط أو صاعا من زبيب).

  • ولقد قال العديد من علماء الدين أن زكاة الفطر هي المقصودة من قول تعالى في سورة الأعلى

(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى  وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ).

  • ومنهم الإمام الطبري نقلًا عن أبي العالية.
  • ولقد قال الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية أن عمر بن عبد العزيز رض الله عنه كان يقوم بتلاوة هذه الآية وهو يأمر الناس بزكاة الفطر، وقد أتفق معه في القول ابن قدامة والزركشي.
  • حيث قالوا في تفسيراتهم أن سعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز أوضحوا أن المقصود من قول الله قد أفلح من تزكى زكاة عيد الفطر، مما جعل كل علماء الدين يجمعون على أن زكاة الفطر فرض على كل مسلم.
  • وقد أوضح العلماء في قولهم هذا أن زكاة الفطر فرض واجب على كل مسلم قادر، ويجب أن يقوم بتأديتها عن نفسه وعن زوجته وأولاده إذا لم يكن لهم مال ثابت مستقل عن ماله.
  • ولقد تم فرض زكاة الفطر على المسلمين في نفس العام الذي فرض فيه صيام شهر رمضان قبل بداية العيد، أي أن زكاة الفطر قد فرضت على كل فرض مسلم في السنة الثانية هجريًا.

الحكمة من تشريع زكاة الفطر

  • قد يتساءل العديد من الأشخاص عن الحكمة من تشريع زكاة الفطر على المسلمين، وخاصًة أن موعدها يكون بعد شهر رمضان الكريم والمعروف عنه أنه شهر العبادات.
  • والحكمة منها هو إصلاح أي خلل أو إفساد قد حدث في فترة الصيام، مثلها مثل سجود السهو الذي يصلح الخلل الحادث في الصلاة، فمن الممكن أن يقوم الصائم ببعض المخالفات البسيطة خلال شهر رمضان.
  • والتي من الممكن أن تنقص من صحة الصوم سواء من نظرة محرمة أو صخب وسباب أو غيرها من الأمور التي تفسد الصيام، ويعتبر الدليل الواضح على ذلك حديث ابن عباس المذكور في الفقرة السابقة.
  • وكذلك فإن هدف من أهداف زكاة الفطر الأساسية هو أن تشمل الفرحة كل المسلمين في أول يوم العيد، القادرين منهم والغير قادرين وذلك حتى لا يتبقى شخص واحد في يوم العيد بدون طعام.
  • ولقد ذكر سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هذا الفضل في حديثه النبوي حين قال:

(أغنوهم عن المسألة في هذا اليوم).

  • وفي قول أخر:

(أغنوهم عن طواف هذا اليوم).

  • حتى يفرحوا ويسعدوا به مثل باقي المسلمين.

اقرأ أيضا: استعلام عن مستحقات الزكاة والدخل

شروط وجوب زكاة الفطر

  • يوجد العديد من الشروط التي يجب أن تكون متوافرة حتى تصلح زكاة الفطر وتكون سليمة بشكل ديني، فبالطبع من أول هذه الشروط هو أن يكون شخص مسلم ولا يفرق ما بين حر أو عبد أو حتى رجل وامرأه ولا كبير وصغير.
  • واستدلوا على ذلك بحديث ابن عمر رضي الله عنه، أنه قال:

(فرض رسول الله  زكاة الفطر من رمضان، على كل نفس من المسلمين حرٍّ أو عبدٍ، أو رجلٍ أو امرأةٍ، صغيرٍ أو كبيرٍ).

  • وقد فسر الإمام ابن قدامه رحمه الله هذا الحديث، بأن أن مضمونه أن زكاة الفطر واجبة على كل المسلمين، كما أنه تجب على اليتيم والمسؤول عن إخراجها عنه الوالي الذي يتولى مسؤوليته.
  • وزكاة الفطر لا تجوز على الكافر الأصلي ولكن إن كان له قريب مسلم وهو يعوله فيجب عليه إخراجها عنه، والمسلم المرتد تتوقف زكاة الفطر الخاصة به، ولكن إذا عاد إلى الإسلام تكون واجبة عليه.
  • ومن أهم الشروط أيضًا أن تكون زكاة الفطر التي يقوم المسلم بإخراجها زائدة عن حاجته ونفقته في فترة العيد، فيجب أن يكون متوافر له وكل أفراد أسرته الطعام والملابس والنفقات ليخرج زكاة الفطر.
  • كما قال بعض علماء الدين أن زكاة الفطر واجبة على كل شخص مسلم قادر، سواء توافرت معه نفقاتها أو كان لديه القدرة على اقتراضها مع الاتفاق على سدادها في وقت أخر.
  • كما أنه من شروط زكاة الفطر اللحاق بجزء من شهر رمضان وجزء من شهر شوال، وبمعني أوضح أن إذا توفي شخص بعد غروب الشمس في ليلة العيد كان من الواجب إخراج زكاة الفطر عنه.
  • أما إذا توفي هذا الشخص قبل غروب شمس ليلة العيد فلا زكاة فطر عليه، والمولود إذا ولد قبل غروب الشمس في ليلة العيد كانت زكاة الفطر الخاصة به واجبة على والده، والذي يولد بعد غروبها لا تجب زكاة الفطر عليه.
  • ولا توجد شروط في زكاة الفطر لأن يكون الشخص عاقل أو بالغ أو غني حتى يقوم بها، وذلك كما ورد في الحديث الذي رواه أبو داود عن ثعلبة بن أبي صغير الذي نقله عن والده.
  • أن والده قد قال:

(قال رسول الله صاع من بر أو قمح على كل اثنين صغير أو كبير حر أو عبد ذكر أو أنثى، أما غنييكم فيزكيه الله، وأما فقيركم فيرد الله تعالى عليه أكثر مما أعطى).

  • ويعتبر كل مسلم قادر ملزم بإخراج هذه الزكاة عن نفسه وعن أبويه إذا كانوا غير قادرين وعن أبناءه وزوجته، وحتى عن زوجة أبيه الغير قادرة وبناته حتى يتزوجون وكذلك خادمه.

على من تجب زكاة الفطر؟

  • إن زكاة الفطر واجبة على كل شخص بنفسه، كما أنه واجب عليه أن يخرجها عن الأشخاص المسؤول عن نفقاتهم، كالآباء في حالة فقرهم فقط، والأولاد الذكور حتى يبلغون الحلم والبنات حتى يتزوجوا.
  • كما أن كل رجل مسلم مسؤول عن إخراج زكاة الفطر عن زوجته حتى إذا كانت حالتها المادية موفورة، وكذلك خادم الشخص وعبده وزوجته مسؤول عن إخراج زكاة الفطر عنهم.
  • ويعتبر الأب غير ملزم بإخراج زكاة الفطر عن أبنائه الراشدين الذين يكسبون قوت يومهم إلا بإذنهم، وكذلك الحال مع بناته المتزوجات أو الأشخاص الأجانب الذي يعتقد أنهم بحاجة لدفع زكاة الفطر عنهم.

اقرأ أيضا: كم عدد مصارف الزكاة

مقدار زكاة الفطر

  • يعتبر المقدار الصحيح لزكاة الفطر هو أن يقوم كل شخص مسلم بإخراج صاع من الترم أو الزبيب أو القمح أو الشعير أو الأرز، وما يشبه ذلك من الأشياء التي تعتبر طعام بأكله الإنسان.
  • ومن الممكن أن يحسب الدقيق إذا كان مساوي لوزن الحبوب، كما أن الخبز يعتبر من الطعام الذي لا يدخر، ولا يجوز أن يقوم الشخص بإخراج أي نوع من الطعام العائب أو الذي تغير طعمه.
  • واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى:

(لَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُون).

  • كما أنه لا يجوز أن تخرج زكاة الفطر من طعام أو كمية أقل من الذي يأكلها الشخص، ولكن إن كانت أكثر فلها أجرها.
  • ويجب أن يقوم الشخص بإخراج أنواع الطعام المعتاد أن يتناولها الأشخاص في المكان الذي يقيم فيه، وإذا أراد أحد أن يخرج في زكاة الفطر لحم فيجب أن يكون مقدار إشباع شخصين كما هو الحال في مقدار الصاع.
  • ولقد قال البعض أن الصاع يساوي 3 كجم من الحب، وتعتبر نسبة تقديره متفاوتة من شخص إلى آخر ومن مكان إلى أخر، ومن حق كل شخص أن يقدرها بمنظوره ولكن لا تكون أقل مما يأكله هو في اليوم.
  • ولقد اتفق الإمام مالك بن أنس والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل وكل أصحابهم، أنه لا يجوز إخراج قيمة زكاة الفطر بشكل مالي، ولكن أبو حنيفة كان له رأي أخر.
  • فقد أتفق أبو حنيفة مع رأي الحسن البصري وعمر بن عبد العزيز وأصحابهم، أنه من الممكن أن يقوم الشخص بإخراج زكاة الفطر على صورة نقود تساوي مقدار هذا الطعام.

اقرأ أيضا: هل يجوز صيام ثاني ايام عيد الفطر

متى تسقط زكاة الفطر

  • وللعلم إن زكاة الفطر لا تسقط عن المسلم إذا تأخر عن القيام بإخراجها، حيث أنه لو لم يقوم الشخص المسلم بإخراج زكاة الفطر في وقته أصبحت دين في رقبته إلى يوم الدين يجب أن يسدده.
  • ولو توفي الشخص المسلم ولم يقوم بإخراج زكاة الفطر يجب على ورثته أن يدفعنها بدلًا عنه، فلو قامت ورثته بدفعها سقط عنه هذا الدين، وإذا أوصى هو بنفسه بها فيتم إخراجها من الثلث.

لقد أوضحنا لكم في هذا المقال وقت إخراج زكاة الفطر الواجب على كل المسلمين، كما أوضحنا لكم كل المعلومات التي تخص هذه الزكاة والشروط التي تجعلها سليمة وخالصة لوجه الله تعالى.

قد يعجبك أيضًا