فيمن نزلت سورة المجادلة

فيمن نزلت سورة المجادلة؟ وما هي قصة سورة المجادلة؟ إن آيات القرآن الكريم قد نزلت بناءً على بعض المواقف، والقصص المختلفة، وأحداث نأخذ منها العبرة، والعظة، ومنها ما يعلمنا القيم الإسلامية الجميلة، لذا لنتعرف سويًا إلى واحدة من تلك القصص، وفيمن نزلت سورة المجادلة من خلال موقع زيادة.

فيمن نزلت سورة المجادلة

لنا في القرآن كثير من القصص التي ترشدنا في الحياة، كما أن الآيات القرآنية تتضمن فصاحة لغوية، وتعاليم دينية، ودنيوية إن أعارها المسلم حق الاهتمام أدرك معانيها الجميلة، واحدة من سور القرآن الكريم التي نزلت على الرسول هي سورة المجادلة.

قد نزلت سورة المجادلة على الرسول (عليه الصلاة والسلام) في المدينة المنورة، بسبب المرأة التي كانت تجادل الرسول (عليه الصلاة والسلام)، والتي تسمى خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها وتلك هي إجابة سؤال فيمن نزلت سورة المجادلة.

إن السيدة خولة بنت ثعلبة بن أصرم بن فهد بن ثعلبة بن غنم بن عوف، هي ذات نسب رفيع، كما أنها كانت على قدر من الجمال لا يضاهيها فيه أحد، بالإضافة إلى أنها كانت فصيحة اللسان.

قد يختلط الأمر على البعض عند سماع كلمة تجادل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فكيف تجادل النبي؟ فيرى أن الموقف كان سيئًا، لكنه ليس كذلك وسنعلم قصة تلك السورة في الفقرات القادمة.

اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة المجادلة

قصة سورة المجادلة

إن سورة المجادلة هي السورة رقم 58 في سور القرآن الكريم، فقد نزلت على الرسول (عليه الصلاة والسلام) بعد سورة المنافقون ـ بعدما سمع الله عز وجل قول خولة رضي الله عنها ـ بعدد آيات 22 بعدد كلمات حوالي 473 كلمة، تكريمًا من الله عز وجل لسماعه لشكوى المرأة من زوجها أمام الرسول (عليه الصلاة والسلام).

حتى أن عائشة رضي الله عنها قد استعجبت، وتأملت في مدى عظمة الخالق الذي استطاع سماع ما لا تقوى هي على تذكره وكانت حاضرة للموقف، فعن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ في حديث صحيح:

تبارَكَ الَّذي وسِعَ سمعُهُ كلَّ شيءٍ، إنِّي لأسمعُ كلامَ خَولةَ بنتِ ثَعلبةَ ويخفَى علَيَّ بعضُهُ، وَهيَ تشتَكي زَوجَها إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهيَ تقولُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَكَلَ شَبابي، ونثرتُ لَهُ بَطني، حتَّى إذا كبُرَتْ سِنِّي، وانقطعَ ولَدي، ظاهرَ منِّي، اللَّهمَّ إنِّي أشكو إليكَ، فما برِحَتْ حتَّى نزلَ جِبرائيلُ بِهَؤلاءِ الآياتِ: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ

يوضح الحديث شكوى خولة بنت ثعلب إلى الرسول والتي كانت تخص زوجها أوس بن الصامت، والذي كان ابن عمها في نفس الوقت، بأنه قد حرمها على نفسه، وقد علِم الجميع بهذا الأمر، وبعدما هدأ، واستعاد عقله وزال غضبه، فأراد أن يعود إليها مرة أخرى، فرفضت خولة ذلك.

حيث قال له: ” والذي نفس خويلة بيده لا تخلص إلى وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا”، ورفضت أن تملكه من نفسها سوى بحكم رسول الله عليه الصلاة والسلام، فذهبت واشتكت له، فقال لها رسول الله عليه الصلاة والسلام أن تعود إلى زوجها، وتتقي الله فيه.

أسباب نزول سورة المجادلة

بعد معرفة فيمن نزلت سورة المجادلة، يأتي ذكر أسبابها، فبعدها أنزل الله على نبيه آيات سورة المجادلة، بعد سماعه جدال المرأة، وأوضح للنبي الحكم الشرعي فيما فعله أوس بن الصامت مع امرأته خولة بنت ثعلب، بعدما خرجت من عنده، ليوضح لنا أحكام في الدين، والسبب وراء نزول السورة الذي سيتم توضيحه في الفقرة القادمة.

فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في حديث صحيح عن أسباب نزول سورة المجادلة: الحمدُ للَّهِ الَّذي وسِعَ سمعُهُ الأصواتَ، لقد جاءتِ المُجادِلةُ إلَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، وأَنا في ناحيةِ البَيتِ، تَشكُو زوجَها، وما أسمَعُ ما تَقولُ، فأُنزِلَ اللَّهُ: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا

فبعد معرفة فيمن نزلت سورة المجادلة والقصة التي دارت فأنزل الله على نبيه آياتها بسببها، يأتي الذكر بخصوص الأسباب وراء نزول تلك السورة، وهي أن الله عز وجل قد أوضح لنبيه حكم شرعي وهو الذي يسمى حكم الظهار.

ذلك الحكم ما أمر به رسول الله عليه الصلاة والسلام أوس بن الصامت زوج خولة بنت ثعلب بالأحكام التي أخبره الله بها تجاه الفعل الذي ارتكبه تجاه زوجته، وعاهد الرسول في النهاية بعدم تكراره مرة أخرى.

اقرأ أيضًا: ماهي السورة التي يطلق عليها المنجية

ما هو حكم الظهار؟

قد أنزل الله عز وجل آيات سورة المجادلة تكريمًا لشأن المرأة، والزوجة بالأخص، وليحرم شرعًا أن يقوم الرجل بتحريم زوجته على نفسه لأن ذلك من أكثر الأمور كراهية في دين الإسلام، ويتمثل الظهار في أن يقول الرجل لزوجته أنت مثل أمي، أو أختي، أو أن يحرمها على نفسه كمحارمه، ولذلك كفارة سنتعرف عليها.

كفارة تحريم الرجل زوجته على نفسه “الظهار”

قد أنزل الله عز وجل على الرسول عليه الصلاة والسلام بعد ان ترك خولة بنت ثعلب تعود إلى زوجها، الكفارة الواجب على الزوج القيام بها لتعود الزوجة إلى ذمته مرة أخرى، ويزول تحريمه لها على نفسه، فذهب بعدها النبي عليه الصلاة والسلام إلى أوس بن الصامت فقال له أنه يلزمه عتق رقبة، فلم يقدر على ذلك.

فلأن الإسلام دين يسر، قد جعل هناك كفارة أخرى لذلك الفعل المكروه، فأمره النبي (عليه الصلاة والسلام) أن يصوم لمدة شهرين متتاليين، ويزول التحريم، فقال له أنه لن يقدر على الصيام.

فأمره النبي (عليه الصلاة والسلام) بآخر كفارة لذلك الفعل وهي أن يقوم بإطعام عدد 60 مسكين، فقال إنه لن يستطيع فعل ذلك، فساعد الرسول معه في الإطعام، على أن يعاهده بعدم العودة لتكرار الأمر مرة أخرى.

كما وقد قال ظهرت تلك الأوامر في الآيات الأولى من سورة المجادلة فقال الله تعالى بالقرآن الكريم بالآيات الأربع الأولى من السورة: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ.

نقاط تكفير الظهار

لتوضيح الجزء السابق نجد أن تكفير الظهار في الإسلام يتمثل في ثلاث نقاط هامة، فقد جعل الله عز وجل بابًا مفتوح بشكل دائم للتوبة، والرجوع عن الخطأ، خاصةً إن كان الإنسان لا يعلم بحكم الدين، وهم:

  • صيام الزوج لمدة شهرين متتاليين.
  • عتق رقبة.
  • إطعام 60 مسكين.

اقرأ أيضًا: فضل قراءة سورة الملك قبل النوم

الاستفادة من قصة سورة المجادلة

إن سورة المجادلة حملت في آياتها عبر لكثير من الأمور الدنيوية، كما تتضمن جميع سور وآيات القرآن الكريم، وترتبط بواقعنا في الحياة، فقد تناولت سورة المجادلة الأمور التالية:

  • أوضحت سورة المجادلة حكم التناجي في الإسلام.
  • قد بينت سورة المجادلة حكم الظِهار وكفارته.
  • تطرقت سورة المجادلة لآداب المجلس كذلك في آياتها.
  • قد حذرت آيات سورة المجادلة من الأعداء الذين يخفون عدواتهم وراء ساتر المودة.

كما وقد بينت قصة خولة بنت ثعلب رضي الله عنها مدى سمو طباع النبي عليه الصلاة والسلام، وأنه أشرف الخلق في أثناء انشغاله بأمور أكبر من الاستماع إلى المرأة، ومدى مكانته، إلا أنه عليه الصلاة والسلام قد أنصت باهتمام لمشكلة خولة وزوجها.

إن سورة المجادلة تحتوي على عدة أحكام شرعية، وقد نزلت في خولة بنت ثعلب، لتكريم المرأة، ووضع حكم وتكفير للظهار.

 

 

قد يعجبك أيضًا