من الذي أُنزل عليه الإنجيل

من الذي أُنزل عليه الإنجيل؟ وكيف كانت نبوته؟ حيث يعد الإنجيل ثاني الكتب السماوية، أي أتى بعد التوراة التي أنزلت على سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ، ونزل بعده القرآن الكريم الذي أُنزل على سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، كما أُنزل الله تعالى الإنجيل لنشر عقيدة التوحيد بالله، لذا سنجيب لكم من خلال موقع زيادة عن سؤال من الذي أُنزل عليه الإنجيل.

من الذي أُنزل عليه الإنجيل

عند إجابة سؤال من الذي أُنزل عليه الإنجيل، سنجد أن الإنجيل نزل على سيدنا عيسى ـ عليه السلام ـ، ليكون منهج نشر عقيدة التوحيد والإيمان بالله بين الناس جميعًا.

الآن سنتحدث بشيء من التفصيل عن سيدنا عيسى ـ عليه السلام ـ فهو ابن مريم العذراء، الذي ولد بمعجزة كبيرة، حيث ولدته مريم البتول، التي حضر إليها سيدنا جبريل أثناء تعبدها، وأخبرها بأنها ستلد ولدًا سيكون ذو قدسية كبيرة، حيث إنه سيكون نبيًا ورسولًا من رسل وأنبياء الله عز وجل، ولن يكون له والدًا.

فتلك هي معجزة سيدنا عيسى ـ عليه السلام ـ الأولى، بأنه لم يولد مثل باقي البشر من أب وأم، ولكن حملت به أمه السيدة مريم العذراء وولدته بشكل استثنائي.

فعندما ذهبت السيدة مريم للاغتسال في مكان بعيد، قامت بوضع ساترًا واغتسلت، ولكن بعد الانتهاء وارتداء ملابسها، حضر إليها سيدنا جبريل ـ عليه السلام ـ في شكل رجل سوي حتى لا تخشاه وتقدر على الحديث معه.

جاء في قول الله تعالى بالقرآن الكريم: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴿١٦﴾ فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴿١٧﴾) [سورة مريم: 16 – 17]، فعندما رأت السيدة مريم جبريل ـ عليه السلام ـ فزعت وأخبرها بأنه ملك من الله الله، وقام بتبشيرها بالولد، وأن ذلك أمر من الله وقد قضي.

قام جبريل ـ عليه السلام ـ بالنفخ في جيب قميص السيدة مريم العذراء ليصل رحمها، للحمل في سيدنا عيسى ـ عليه السلام ـ، ليكون من معجزات الله عز وجل وآية خالدة للناس أجمعين، حيث قال الله تعالى: (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ) [سورة الأنبياء: 91].

اقرأ أيضًا: من الذي جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر

قصة حمل سيدنا عيسى عليه السلام

بعد التعرف إلى من الذي أُنزل عليه الإنجيل، لا بد أن نعلم أن السيدة مريم العذراء كانت عابدة لله تعالى على العفة والطهارة، وأراد لها الله عز وجل أن تحصل على الأجر بالدنيا والآخرة، حيث قام الله تعالى برفع قدرها ومكانتها من خلال تأييدها بالمعجزة الخاصة التي لم تحدث من قبل ولن تحدث من بعد.

في معجزة حمل ولادة سيدنا عيسى ـ عليه السلام ـ دليل قاطع على عظمة الخالق وقدرته على كل شيء خارق للطبيعة، حيث إنه إذا قال لشيء كن فيكون، وكان ذلك الحمل والولادة عبرة لقوم كانوا قد ضلوا طريقهم إلى الله تعالى.

لا يعلم أحد كيف تم حمل السيدة مريم العذراء، فذلك الأمر يعد من الغيبيات التي لم يقم الوحي بذكرها، حتى أن توقف السلف الصالح عند تلك القصة، وقام المسلمون بالإيمان بها دون البحث عن التفاصيل لأنه أمرًا غيبيًا، حيث قال الله تعالى في: (قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 47].

ولادة سيدنا عيسى عليه السلام

عندما شعرت السيدة مريم العذراء بآلام الولادة، قامت بالاستناد إلى جذع نخلة، وولدت سيدنا عيسى ـ عليه السلام ـ، وعلى حسب رواية ابن كثير أنه جاء صوت من تحتها وهو صوت ابنها سيدنا عيسى، ليقول لها بألا تحزن وتأكل الرطب، وتشرب من مياه النهر لتقر عينها، حيث إنها كانت خائفة من كلام البلدة عليها بسبب عفتها وطهارتها.

أمرت السيدة مريم العذراء أيضًا بالامتناع عن الكلام مع الناس، حتى يقوم ابنها سيدنا عيسى بالرد عليهم جميعًا لمنع الحرج عنها، وتحقق معجزة الكلام في المهد.

كان على السيدة مريم العذراء إخبار جميع من تقابله بأنها نذرت لله عز وجل بالصوم، الذي كان مشروعًا عندهم، حيث ذكر الله تعالى تلك الحادثة في القرآن الكريم في قوله تعالى: (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا) [مريم: 26]

حادثة الكلام في المهد

بعدما سردنا إجابة سؤال من الذي أُنزل عليه الإنجيل، نستكمل لكم ما حدث بعد قيام السيدة مريم العذراء بالولادة، والرجوع إلى قومها، وكانت قد نذرت بالصوم عن الكلام إلى البشر بأمر من الله تعالى، فاستنكر قومها ما بها، لأنها تُعرف بنسبها الطاهر الشريف، حيث قالوا لها كما ورد في القرآن الكريم، قال الله تعالى: (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) [مريم: ٢٨].

فقامت بالإشارة إلى وليدها عيسى عليه السلام، وازداد استهجانهم لها، متعجبين من أمرها، لأنهم كيف سوف سيتحدثون ويسمعون من رضيع.

فبأمر من الله تعالى تحركت شفتا الصغير عيسى ـ عليه السلام ـ بالكلمات الفصيحة المؤثرة، التي تشهد على براءة السيدة مريم العذراء، وظهرت مكانة ذلك الرضيع عند الله تعالى، بأنه سوف يكون نبيًا في قومه، وسوف ينزل عليه الكتاب (أي الإنجيل).

اقرأ أيضًا: ما هي الآية التي جمعت كل حروف اللغة العربية

رسالة سيدنا عيسى عليه السلام

في إطار إجابتنا عن سؤال من الذي أُنزل عليه الإنجيل، جاءت رسالة سيدنا عيسى عليه السلام امتدادًا لدعوة ورسالة سيدنا موسى عليه السلام، إلى بني إسرائيل، وتحولت إلى العالمية ولكن على يد الإمبراطور قسطنطين وبولس.

كانت رسالة سيدنا عيسى ـ عليه السلام ـ تحمل مبادئ التوحيد بالله عز وجل، وجاء ذلك في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) [المائدة: 116].

كان النبي عيسى ـ عليه السلام ـ موحدًا بالله الواحد الأحد على دين الله، وعلى دين سيدنا إبراهيم عليه السلام، ولم يدع عيسى عليه السلام قط إلى الألوهية، فكان كبقية الرسل صاحب رسالة، يقوم بإبلاغها إلى البشر كما أمره الله تعالى.

توجه نبي الله عيسى عليه السلام إلى قومه بني إسرائيل، بسبب طغيانهم وابتعادهم عن رسالة سيدنا موسى عليه السلام الذي سبقه في حمل رسالة التوحيد.

سيدنا عيسى عليه السلام والحواريون

ضمن إطار عرضنا لإجابة سؤال من الذي أُنزل عليه الإنجيل، نذكر لكم أن هناك عدد من الرجال وقفوا مع النبي عيسى عليه السلام في دعوته بعد تكذيب بني إسرائيل له ومعارضته وأذيته، حيث قاموا بمناصرته وتأييده، وكان يطلق عليهم بالحواريين، في ذات مرة طلبوا من عيسى عليه السلام أن ينزل عليهم من السماء مائدة ليأكلوا منها، ومن أجل يقينهم بصدق النبي عيسى عليه السلام، والشهادة لله بالنبوة والتوحيد.

قام نبي الله عيسى عليه السلام بدعوة الله عز وجل بأن ينزل عليهم تلك المائدة لتكون بمثابة عيدًا لهم ومعجزة من رب العالمين بعد أمرهم بالصوم لمدة ثلاثين يومًا، وجاء ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى:

(قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أُنزل عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴿١١٤﴾ قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿١١٥﴾) [المائدة: 114 -115].

أعداء سيدنا عيسى عليه السلام

قام بني إسرائيل بصد دعوة نبي الله عيسى عليه السلام، وزادوا في ذلك من خلال احتيالهم له عند الحاكم الروماني، وقاموا بالكيد لتتخلص منه، حيث زعموا عند الحاكم بأن عيسى عليه السلام يسعى إلى القيام بتدمير سلطانه وحكمه.

قام الحاكم الروماني بأمر جنوده بأن يقبضوا على عيسى عليه السلام، ولكن عندما ذهبوا إليه نجاه الله تعالى منهم، من خلال إلقاء شخص آخر يشبهه، وهو الذي أوشى به، ويعرف بأنه من الحواريين الذين قاموا بخيانة النبي عيسى عليه السلام.

يعرف هذا الرجل بيهوذا الأسخريوطي، وبعد ذلك قام الله تعالى بمعجزة رفع نبي الله عيسى إلى السماء.

اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء

معجزات نبي الله عيسى عليه السلام

بعد التعرف إلى من الذي أُنزل عليه الإنجيل، لا بد أن نوضح لكم أن معجزات نبي الله عيسى عليه السلام قد تعددت، سواء كانت قبل نبوته، أو بعدها، حيث كانت قبل نبوته معجزة ولادته وحمل السيدة مريم العذراء به دون أب، والكلام في المهد، أما بعد نبوته فكانت هناك معجزة مائدة الحواريين وغيرها من المعجزات الأخرى التي سوف نعرضها لكم في النقاط التالية:

  • تشكيل الطين في شكل الطير، والنفخ فيه إلى أن يتحول إلى طائر حقيقي يطير في الفضاء.
  • إحياء الموتى.
  • شفاء الأبرص والأكمه.
  • يخبر الناس بما في بيوتهم.

كما أن سيدنا عيسى عليه السلام قد ولد في زمن تطور فيه مجال الطب وانتشر به الأطباء، وعلى الرغم من ذلك التطور إلا أنه لا يوجد أحد استطاع معالجة الأبرص والأكمه، أو إحياء الموتى، فجميعها كانت معجزات من الله سبحانه وتعالى خص بها سيدنا عيسى، وجاء ذكر تلك المعجزات في القرآن الكريم كما قال تعالى:

(وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 49].

معجزة رفع النبي عيسى عليه السلام

بعد التعرف إلى إجابة سؤال من الذي أُنزل عليه الإنجيل، من المهم أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى قام برفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء لحمايته من بطش وكيد قومه، وكان ذلك في جبل طور زيتا.

حيث جاء ذلك في قول ابن الجوزي في كتابه الذي نسبه إلى أبي هريرة، وقال الحسن البصري، بأن عمر نبي الله عيسى عليه عيسى في ذلك الوقت أربعة وثلاثين عامًا، وفي روايات أخرى بأنه كان في عمر الثلاثة والثلاثين عامًا، وذلك استنادًا عما نقل عن التابعي سعيد بن المسيب.

بعد قيام سيدنا عيسى عليه السلام بدعوة قومه بني إسرائيل بالتوحيد بالله عز وجل، آمن بعضهم الذي يعرف بالحواريين، أما الآخرين لم يؤمنوا وأرادوا قتله والتخلص منه، لكن الله تعالوا لم يحقق لهم مبتغاهم، حيث قال الله تعالى: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [آل عمران: 54]، وتجد عدة تفسيرات لما يقصد به بالمكر، ومنها ما يلي:

  • قام الله سبحانه وتعالى بتحكيم ملك فارس، وسلطه عليهم، فتم قتل عددًا منهم.
  • أعلى الله تعالى شأن دينه وشريعته، وقام بذل أعدائه وقهرهم، بعد محاولتهم إخفاء وإبطال الدين.
  • تشبيه الله تعالى لليهود شخصًا بأنه عيسى عليه السلام، فقاموا بقتله وصلبه، أنه عندما ذهبوا إلى بيت النبي عيسى عليه السلام بنية قتله، قام الله تعالى بتشبيه أحدهم به، فظن اليهود أنه عيسى عليه السلام، وقاموا بقتله وصلبه، ولكنه لم يقتل ولم يصلب إنما رفع إلى السماء.

الدليل على ذلك قول الله تعالى: (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٥٨﴾ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴿١٥٩﴾) [النساء: 158 -159].

وفاة عيسى عليه السلام

قال الله تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) [الصف: 6]

كما توجد العديد من التفسيرات من قبل العلماء فيما يخص لفظ “متوفيك”، ويتم تفسير ذلك اللفظ من خلال ما يلي:

  • معنى متوفيك هنا هو النوم وليس الموت، لأنه توجد العديد من الآيات القرآنية التي يذكر فيها الوفاة بمعنى النوم، مثل قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ…) [الأنعام: 60].
  • الوفاة بمعنى النوم هي المعنى المناسب رفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى الله عز وجل، لئلا توجد فائدة من رفعه ميتًا.
  • بشارة الله تعالى لنبي الله عيسى بأنه سوف يطهره وينجيه من اليهود، لذلك تعني الآية الوفاة، لأن ذلك يدل على مساعدة الله تعالى لليهود لكي يتمكنوا من الوصول إلى مبتغاهم، وهو التخلص من سيدنا عيسى بالقتل أو الموت.
  • مقابلة مكر اليهود الذي لا يتناسب مع قيام الله عز وجل برفع عيسى عليه السلام ميتًا، قبل وصول اليهود إليه ويقتلوه، بل رفعه الله عز وجل حيًا.
  • يقصد من التوفي هنا هو الاستيفاء والقبض، مثل قول ابن جرير:” توفيت من فلا مالي عليه“.
  • يوجد تقديم وتأخير في كلام تلك الآية، حيث إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَبعد أن ينزل عليه السلام إلى الأرض في آخر الزمان، وذلك حسب قول قتادة.

اقرأ أيضًا: من الشخص الذي أُنزلت فيه سورة الهمزة؟

نزول سيدنا عيسى عليه السلام في آخر الزمان

في صدد التعرف إلى إجابة سؤال من الذي أُنزل عليه الإنجيل، توجد العديد من الأحاديث النبوية التي تخبرنا عن نزول نبي الله عيسى في آخر الزمان، حيث قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:”والَّذي نفسي بيدِه ليوشِكنَّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريمَ حَكمًا مقسطًا فيَكسرُ الصَّليبَ ويقتلُ الخنزيرَ ويضعُ الجزيةَ ويفيضُ المالُ حتَّى لا يقبلَه أحدٌ” رواه أبو هريرة.

تشير الأقاويل بأن نزول سيدنا عيسى عليه السلام سوف يكون في شرق دمشق في وقت صلاة الفجر عند المنارة البيضاء، وسوف يقوم بقتل المسيح الدجال، وكسر الصليب، ونشر العدل في أرجاء الأرض، والحكم من خلال شريعة الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم-، ويعد نزول سيدنا عيسى عليه السلام من علامات الساعة الكبرى.

إن إجابة سؤال من الذي أُنزل عليه الإنجيل أتاحت لنا معرفة معجزات نبي الله عيسى عليه السلام، قبل النبوة وبعدها، ومنها معجزة الكلام في المهد والمائدة ورفعه إلى السماء، ونزوله إلى الأرض في آخر الزمان.

قد يعجبك أيضًا