كلمات مؤثرة عن بر الوالدين

كلمات مؤثرة عن بر الوالدين قد تتردد في أسماعنا وكثيرًا ما تبكينا، وتؤثر في نفوسنا وخصوصًا إذا كان أحد والدي الشخص، أو كليهما قد وافته المنية، لذا سنقوم من خلال هذا المقال عبر موقع زيادة، بذكر كلمات في بر الوالدين.

كلمات مؤثرة عن بر الوالدين

ما أعظم تأثير كلمات مؤثرة عن بر الوالدين على من فقد والديه، فيكمن سر تأثيرها ووقعها على النفس في قيمة وعظم مكانتهما وفي التضحيات التي قاما بها في سبيل إنشاءنا على الطريق المستقيم ومن أشهر كلمات مؤثرة عن بر الوالدين التي قد تقرأها يومًا ما سيلي ذكرها:

  • أمي يا من تحت قدميكِ تكمن جنتي، سامحيني إذا قصرت في حقكِ يومًا ما.
  • إن أسهل وأيسر وأقصر الطرق لنيل رضا الله، هو بر الوالدين وإرضائهما.
  • إن فؤاد الأم ما هو إلا حفرة عميقة، دومًا ستجد الغفران في أعماقها.
  • عندما توفت والدة أم إياس بن معاوية، حزن وبكى عليها كثيرًا وقال: كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة، وقد أغلق واحد منهما.
  • ما من مسلم له والدان فيصبح ثم يمسي وهو بار بهما، إلا وفتح له بابين في الجنة.
  • اكسب بر أولادك بك بطاعتك لوالديك، فإذا ما كنت بارًا بهما لن تجد بابًا مغلقًا أمامك، إلا وكان برك بهما هو مفتاحه.
  • إن بر الأبوين هو أحد الأعمال إلى الله تعالى، بعد أداء الصلاة في مواقيتها.
  • احرص على ود والديك واجتهد في إفراح قلبيهما، بعمل كل ما يسعدها منك.
  • كما منحك والديك حقك عندما كنت ضعيفًا، إياك أن تسقط حقهما عليك عند ضعفهما.
  • يا ولدي إن لم تبرني في كهولتي فمتى ستبرني؟ تذكر يا ولدي أن لك أبناء سيكونون معك مثلما كنت معي، فكما تدين تدان.
  • لقد جعلاك والديك أميرًا في صغرك، فتوجهما ملوكًا في كبرهك.
  • إن الله يعجل من هلاك عبده إذا كان عاقًا بأبويه، ليعجل له من العذاب، وأنه ليمد في عمر عبده إذا ما كان بارًا بوالديه، ليزيده خيرًا وبرًا.
  • قال الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه: احذروا دعاء الوالدين، فإن في دعائهما النماء والانجبار، والاستئصال والبوار.

اقرأ أيضًا: كلمات مؤثرة عن موت شخص عزيز

فضائل بر الوالدين

لا يقتصر الامر على مجرد ذكر كلمات مؤثرة عن بر الوالدين، إنما نحن سنستفيض لنذكر فضائل بر الوالدين من الناحية الدينية، ومنها الآتي:

  • بر الوالدين يعد أحد أسباب قبول التوبة عند الله.
  • إن في طاعة وبر الوالدين طاعة لله تعالى.
  • بر الوالدين من أعظم الأعمال التي تقدم لوجه الله ومن أحبها إليه.
  • بر الوالدين سبب في حلول البركة على الرزق والعمر والذرية.
  • بر الوالدين يعد مفتاحًا لتفريج الكرب وجلاء الهم.
  • بر الوالدين سببًا في سرعة إجابة الدعاء.
  • دعاء الوالدين لولدهم البار مستجاب لا يرد.

آيات قرآنية عن بر الوالدين

حدثنا الله كثيرًا في كتابه العزيز عن فضائل بر الوالدين، لذلك فلن نجد كلمات مؤثرة عن بر الوالدين، أفضل من تلك الآيات المعظمة، التي وردت في كتاب الله العزيز.

(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) سورة الإسراء، الآيات رقم 23،24

(قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) سورة مريم، الآيات 30:34

(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة العنكبوت، الآية رقم 8

(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة لقمان، الآيات رقم 14،15

تأكيد الله سبحانه وتعالى على بر الوالدين

إن الله تعالى قد تحدث في عدة مواضع بكتابه العزيز، موصيًا إيانا بألا نقصر في حق آبائنا وألا نعقهم، وأن نستوصي بهم خيرًا ومن أعظم آيات الله في بر الوالدين:

(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ * وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ) سورة الأحقاف، الآيات 15:18

(يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا) سورة مريم، الآيات 12:14

بالرغم من أن سيدنا يحيى عليه السلام كان نبي ابن نبي إلا أن الله أوصاه ببر والديه ومصاحبتهما في الدنيا بالمعروف، كما أنطق المسيح عليه السلام في المهد وعهد إليه ببر والدته العذراء عليها السلام، بالرغم من أنه كلمة الله وروح القدس إلا أن بر الوالدين يبقى برًا حتى لأنبياء الله.

اقرأ أيضًأ: كلمات عن الأب المتوفى

القرآن الكريم وطاعة الوالدين

إن الله قد أوصى ببر وطاعة الوالدين على الدوام، ولم تقتصر تلك الوصية على البشر العاديين فحسب، بل أنها شملت الأنبياء كذلك، فلقد أوصى الله سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام خيرًا بوالده المشرك، كما أوصى يحيى عليه السلام ببر والديه.

(وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا) سورة الكهف، الآيات 81،82

(قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) سورة الأنعام، الآية رقم 151

(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) سورة البقرة، الآية رقم 83

(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) سورة النساء، الآية رقم 36

أحاديث صحيحة عن بر الوالدين

إن أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تعد دستورًا ثانيًا بعد القرآن الكريم، وما كلام النبي محمد إلا كلام الله المبلغ على لسانه.

فالأحاديث النبوية الشريفة التي أخبر بها رسول الله المسلمين هي كلمات الله وليست من تلقاء نفسه (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علَّمهُ شديد القوى) سورة النجم، الآيات 3:5

لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الأحاديث، التي تحث على بر الوالدين وتظهر مدى أهميته، وتعد من أفضل كلمات مؤثرة عن بر الوالدين أو أشد تأثيرً أيضًا، ومن تلك الأحاديث الشريفة:

“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ” رواه أبو هريره، المصدر: صحيح مسلم.

“سأل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب العمل إلى الله، فرد النبي وقال: الصلاةُ على وقتِها، قلتُ: ثم أيُّ قال: برُّ الوالدِّيَنِ قال قلتُ: ثم أيُّ قال: الجهادُ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ ولو استزدتهُ لزادنيرواه عبد الله بن مسعود، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح الأدب المفرد.

“عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رضا الربُّ في رضا الوالدينِ، وسخطُهُ في سخطِهمارواه عبد الله بن مسعود، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح الجامع.

طاعة الوالدين عند النبي محمد

إن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بالرغم من أنه ولد وعاش ومات يتيمًا ولم يذق يومًا حنان الأب أو الأم، إلا أنه أوصانا بهما خيرًا في أكثر من حديث نبوي شريف له.

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أسمى مثال في الخلق والعطاء والرحمة، فقد كان رحيمًا ومعطاءً ولطالما منح ما لم يُمنح له يومًا، فلقد أعطانا مفتاحًا لباب الجنة ليضمن دخولنا منه، وهذا المفتاح هو بر وطاعة الوالدين الذي لم يشهدهما أبدًا.

“جاء رجُلٌ إلى النَّبيِّ فقال: يا رسولَ اللهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسنِ صَحابَتي؟ قال: أمُّكَ، قال: ثمَّ مَن؟ قال: أمُّكَ، قال: ثمَّ مَن؟ قال: أمُّكَ، قال: ثمَّ مَن؟ قال: أبُوكَ، ثمَّ أدناكَ فأدناكَحدثه الألباني، المصدر: مشكلة الفقر.

“عن عبد الله بن عمرو قال: جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يَسْتَأْذِنُهُ في الجِهَادِ فَقالَ: أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَفِيهِما فَجَاهِدْرواه عبد الله بن عمرو، وحدثه مسلم، المصدر: صحيح مسلم.

“عن معاوية بن جاهمة السلمي قال: أنَّ جاهِمةَ جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُك؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمٍّ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيهارواه معاوية بن جاهمة السلمي، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح النسائي.

اقرأ أيضًا: كلمات رائعة عن الأم

موقف لبر الوالدين

هناك أكثر من موقف في الإسلام يحث على بر الوالدين وأبرزها الآتي:

“روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: بيْنَما ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَتَماشَوْنَ أخَذَهُمُ المَطَرُ، فَمالُوا إلى غارٍ في الجَبَلِ، فانْحَطَّتْ علَى فَمِ غارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فأطْبَقَتْ عليهم، فقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أعْمالًا عَمِلْتُمُوها لِلَّهِ صالِحَةً، فادْعُوا اللَّهَ بها لَعَلَّهُ يَفْرُجُها. فقالَ أحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي والِدانِ شيخانِ كَبِيرانِ، ولِي صِبْيَةٌ صِغارٌ، كُنْتُ أرْعَى عليهم، فإذا رُحْتُ عليهم فَحَلَبْتُ بَدَأْتُ بوالِدَيَّ أسْقِيهِما قَبْلَ ولَدِي، وإنَّه ناءَ بيَ الشَّجَرُ، فَما أتَيْتُ حتَّى أمْسَيْتُ فَوَجَدْتُهُما قدْ ناما، فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أحْلُبُ، فَجِئْتُ بالحِلابِ فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما، أكْرَهُ أنْ أُوقِظَهُما مِن نَوْمِهِما، وأَكْرَهُ أنْ أبْدَأَ بالصِّبْيَةِ قَبْلَهُما، والصِّبْيَةُ يَتَضاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ دَأْبِي ودَأْبَهُمْ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ فافْرُجْ لنا فُرْجَةً نَرَى مِنْها السَّماءَ. فَفَرَجَ اللَّهُ لهمْ فُرْجَةً حتَّى يَرَوْنَ مِنْها السَّماءَ. وقالَ الثَّانِي: اللَّهُمَّ إنَّه كانَتْ لي ابْنَةُ عَمٍّ أُحِبُّها كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرِّجالُ النِّساءَ، فَطَلَبْتُ إلَيْها نَفْسَها، فأبَتْ حتَّى آتِيَها بمِئَةِ دِينارٍ، فَسَعَيْتُ حتَّى جَمَعْتُ مِئَةَ دِينارٍ فَلَقِيتُها بها، فَلَمَّا قَعَدْتُ بيْنَ رِجْلَيْها قالَتْ: يا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، ولا تَفْتَحِ الخاتَمَ، فَقُمْتُ عَنْها، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي قدْ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ فافْرُجْ لنا مِنْها. فَفَرَجَ لهمْ فُرْجَةً. وقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنِّي كُنْتُ اسْتَأْجَرْتُ أجِيرًا بفَرَقِ أرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قالَ: أعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عليه حَقَّهُ فَتَرَكَهُ ورَغِبَ عنْه، فَلَمْ أزَلْ أزْرَعُهُ حتَّى جَمَعْتُ منه بَقَرًا وراعِيَها، فَجاءَنِي فقالَ: اتَّقِ اللَّهَ ولا تَظْلِمْنِي وأَعْطِنِي حَقِّي، فَقُلتُ: اذْهَبْ إلى ذلكَ البَقَرِ وراعِيها، فقالَ: اتَّقِ اللَّهَ ولا تَهْزَأْ بي، فَقُلتُ: إنِّي لا أهْزَأُ بكَ، فَخُذْ ذلكَ البَقَرَ وراعِيَها، فأخَذَهُ فانْطَلَقَ بها، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ، فافْرُجْ ما بَقِيَ. فَفَرَجَ اللَّهُ عنْهمْ

رواه عبد الله بن عمر، وحدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري.

بعد عرض كلمات مؤثرة عن بر الوالدين، يجب علينا أن نغتنم كل لحظة ننعم فيها بصحبة والدينا في هذه الدنيا، فعند فقد أحدهما تفقد حياتنا معنى الحياة.

قد يعجبك أيضًا