علاج اليأس من رحمة الله

علاج اليأس من رحمة الله يشمل طرق عديدة، فمن المتعارف إليه أن اليأس من الخصال القبيحة التي تقود أصحابها إلى حيث المعاناة من الحزن والقلق إلى جانب ضياع الأمل، وبالتالي حدوث أمورًا لا يحمد عواقبها كعدم الفلاح في الدنيا والآخرة، لذا ومن خلال موقع زيادة سوف نعرض لكم اليوم علاج اليأس من رحمة الله.

علاج اليأس من رحمة الله

اليأس والقنوط هما أمرنا يصنفان على أنهما من مساوئ الأخلاق وخصلتان من قبيح الخصال، ويقصد بهما سد باب التفاؤل والشعور بالأمل والتوجه إلى توقع الخيبة وكذلك الفشل.

إلى جانب النظر بنظرة تشاؤمية حول استبعاد الفرج وحلول اليسر بعد العسر، فضلًا عن ذلك قد يقود اليأس إلى تغييب الرجاء في عفو الله – عز وجل- وطلب رحمته وغفرانه.

عادةً ما ينتج اليأس عن كثرة الذنوب، أو ربما توالي الهموم، فهي أمور بالطبع تؤدي إلى عدم توقع الخير أو تمني الفرج، وقيل عن بعض الفقهاء أن اليأس من رحمة الله كبيرة من الكبائر نظرًا لتسببه في الضلال والانسياق وراء الكفر.

كما أنه ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات القرآنية التي تشير إلى أن من يتبع اليأس نهايته الضلال عن السبيل، والبعد عن رجاء الله وطلب رحمته، ومن هذه الآية ما قاله الله تعالى على لسان سيدنا إبراهيم: (قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) [الحجر: 56].

بالإضافة إلى ذلك قوله تعالى: (…إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87]، ومن الجدير بالذكر قول إن اليأس بمثابة الداء العضال، أو ربما المرض الفتاك، ولكل داء دواء.

لذلك فإننا في السطور التالية سوف نعرض لكم وسائل الوقاية من هذا الداء، فهناك مجموعة من النصائح التي صُنفت على أنها الأفضل على الإطلاق لعلاج اليأس من رحمة الله، وهي كالآتي:

1- الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته لكبح اليأس

إن الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته هو أفضل وسيلة لعلاج اليأس من رحمة الله، وذلك الأمر يتم من خلال الآتي:

  • يعمل المسلم المصاب باليأس من رحمة الله على تعلم أسماء الله – عز وجل- وصفاته وتدبرها لا سيما تلك التي تشير إلى رحمته، وكرمه، ومغفرته حتى لا ييأس مطلقًا من رحمة الله التي لا حدود لها.
  • يدرك أنه قادر – عز وجل- على إجابة الدعاء، ويؤمن بقوله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ…) [غافر: 60]، فكلما ارتكب أي ذنب يدعوا الله باليقين أنه سوف يعفو عنه ويلطف به ويغفر له.
  • حتى لا يجد اليأس طريقًا إلى قلب المسلم عليه أن يطمع فيما عند الله – سبحانه وتعالى- من ستر ولطف بعباده، وذلك الأمر سوف يكسبه الرجعة والأوبة بشكل دائم إلى الله- عز وجل- كلما أذنب.
  • ينبغي أن يعلم أن المؤمنين لا يجوز لهم اليأس من رحمة الله الذي يتسم بالكرم والجود والعطاء.
  • الإيمان بما قاله الله تعالى في كتابه العزيز توضيحًا لفضله وإحسانه بالمسلمين وذلك في قوله: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (26)) [الشورى].

اقرأ أيضًا: علاج وقف الحال والإحباط

2- علاج اليأس من رحمة وفضل الله بحسن الظن به

ينبغي على الراغبين في علاج اليأس من رحمة الله أن يحسنوا الظن به ويرجون رحمته، ويتدبرون المعجزات التي لا حصر لها، ويدركون كرمه وعفوه ورحمته مع الأخذ بالأسباب لكل الأمور التي اقتضتها حكمة الخالق – عز وجل-.

فلا ينبغي أن ييأس المكروبون من الفرج، ولا المبتلين في الأبدان أو في الأموال أو في الأولاد من سعة الرزق، فإن فضل الله – عز وجل- جليل وعظيم، وينبغي أن يكون الأمل في رحمته كبير.

فهناك العديد من الأقاويل والأحاديث الشريفة النبوية التي توضح ضرورة إحسان الظن بالله – عز وجل- ورجاء رحمته، وهي كالآتي:

  • قال السفاريني الحنبلي – رحمه الله عليه- ” حال السلف رجاء بلا إهمال، وخوف بلا قنوط. ولابد من حسن الظن بالله تعالى“.
  • عن أبو هريرة – رضي الله عنه- قال عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه قال ” قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي، واللَّهِ لَلَّهُ أفْرَحُ بتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن أحَدِكُمْ يَجِدُ ضالَّتَهُ بالفَلاةِ، ومَن تَقَرَّبَ إلَيَّ شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، ومَن تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإذا أقْبَلَ إلَيَّ يَمْشِي، أقْبَلْتُ إلَيْهِ أُهَرْوِلُ“.
  • عن أنس بن مالك- رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال ” قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدَمَ، إنَّك ما دَعَوتَني ورَجَوتَني غَفرتُ لك على ما كان منكَ ولا أُبالي، يا ابنَ آدَمَ، لو بلغتْ ذُنوبُك عَنانَ السماءِ، ثم استغفَرْتَني غَفرتُ لك ولا أُبالي، يا ابنَ آدَمَ، إنَّك لو أتيتَني بقُرابِ الأرضِ خَطايا، ثم لَقيتَني لا تُشرِكُ بي شيئًا، لأتيتُكَ بقُرابِها مَغفِرةً”.
  • عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما- قال في الصحيحين ” أنَّ ناسًا مِن أهْلِ الشِّرْكِ قَتَلُوا فأكْثَرُوا، وزَنَوْا فأكْثَرُوا، ثُمَّ أتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: إنَّ الذي تَقُولُ وتَدْعُو لَحَسَنٌ، ولو تُخْبِرُنا أنَّ لِما عَمِلْنا كَفَّارَةً، فَنَزَلَ: {والذينَ لا يَدْعُونَ مع اللَّهِ إلَهًا آخَرَ ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ ولا يَزْنُونَ ومَن يَفْعَلْ ذلكَ يَلْقَ أثامًا} [الفرقان: 68] ونَزَلَ {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا علَى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53]“.
  • قال الإمام الشافعي:

ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي … جعلت رجائي دون عفوك سلما

تعاظمني ذنبي فلما قرنته … بعفوك ربي كان عفوك أعظما

فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل … تجود وتعفو منة وتكرما

فإن تنتقم مني فلست بآيس … ولو دخلت نفسي بجرمي جهنما

ولولاك لم يغو بإبليس عابد … فكيف وقد أغوى صفيك آدما

وإني لآتي الذنب أعرف قدره … وأعلم أن الله يعفو ترحما.

3- الإيمان بالقضاء والقدر لمحاربة اليأس من رحمة الله

إن أبرز طرق علاج اليأس من رحمة الله هي الإيمان بالقضاء والقدر، فعلى المسلم أن يدرك بأن كل ما يحدث له من عند الله، وأن ما عند الله – عز وجل- هو الخير، فإذا أدرك ذلك استراح قلبه وهدأ.

فلم يمتلأ مطلقًا باليأس لفوات أي شيء كان يرجوه، أو حتى لوقوع أمورًا كان يحذر منها، فإنه تعالى قال في كتابه العزيز: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [الحديد: 22].

كما في قوله تعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التغابن: 11].

4- معالجة اليأس من رحمة الله بالصبر عند البلاء

استكمالًا لموضوعنا الذي يعرض لكم علاج اليأس من رحمة الله، فإن أهم هذه الطرق هي الصبر عند البلاء، وهذا الأمر عرضته السنة النبوية وكذلك القرآن الكريم كما هو في الآتي:

  • قال تعالى في كتابه العزيز مبينًا ذمه لليائسين من رحمته في حالة البلاء: (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) [هود: 10].
  • نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم عن تمني المسلمين الموت بسبب إصابتهم بالبلاء، فإن أنس بن مالك – رضي الله عنه- روى قوله في الحديث الشريف لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي.
  • روى صهيب بن سنان الرومي عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه قال عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له.

5- الدعاء واليقين بالإجابة لمنع اليأس من رحمة الله

كيف ترغب في علاج اليأس من رحمة الله وأنت لم تتحلَ بالصبر واليقين بإجابة الدعاء، ففي حقيقة الأمر قد يتركز العلاج بشكل أساسي على اليقين، فإذا كنت واثقًا في قدرة الله في الأساس فلن يملأ اليأس قلبك.

على أي حال يمكن زيادة اليقين في قلب المسلمين حول أن الله – عز وجل- قادرٌ على تبديل الأحوال إلى أفضل حالة، واستجابة الدعاء من خلال الاقتداء بأنبيائه ورسله، فهم خير مثال للصبر والثبات وعدم الانسياق وراء اليأس.

فلقد قال الله تعالى عن سيدنا يعقوب -عليه السلام- في قرآن الكريم عندما عاتبه أبناؤه على تذكره لسيدنا يوسف -عليه السلام- بعد انقطاع الأمل وحلول اليأس.

أنه كان يدعوه بلسان مؤمن وعلى قدر كافٍ من اليقين والثقة في وعد خالقه برفع البلاء ومنح الثواب للصابرين إلى جانب إجابة دعاء المضطرين، وذلك في قوله تعالى: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [يوسف: 86].

كما أن أبو هريرة – رضي الله عنه- روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ للعبدِ ما لم يَدْعُ بإثمٍ أو قَطِيعةِ رَحِمٍ، ما لم يَسْتَعْجِلْ، يقولُ: قد دَعَوْتُ وقد دَعَوْتُ فلم يُسْتَجَبْ لي، فيَسْتَحْسِرُ عند ذلك، ويَدَعُ الدعاءَ .

اقرأ أيضًا: دعاء يوم عرفة لقضاء الحاجة

6- الأخذ بالأسباب للسيطرة على اليأس من رحمة الله

يمكن علاج اليأس من رحمة الله من خلال المداومة على الأخذ بالأسباب، فذلك الأمر يظهر لنا جليًا، وتتضح أهميته في قصة سيدنا يوسف – عليه السلام.

فلقد عزم سيدنا يعقوب عندما جاءه نعي موت أقرب الأولاد وأحبهم إليه يوسف – عليه السلام- على ألا يفقد صوابه ولا يستسلم لليأس من رحمة الله، بل إنه استعانة به كما جاء في قوله تعالى: (وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ) [يوسف: 18].

كما أنه لما ازدادت عليه المصيبة وعظمت بفقد ابنه الثاني لم يهتز لذلك بل ازداد صبره، وهذا كما قال الله – عز وجل- في كتابه العزيز عن سيدنا يعقوب: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف، 83].

فضلًا عن ذلك عمل سيدنا يعقوب – عليه السلام- بالأخذ بالأسباب وهذا الأمر يتجلى في قوله تعالى: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87].

فكانت نتيجة صبره في الآخر وأخذه بالأسباب ويقينه باستجابة الدعاء أن الله طمأن قلبه، وذلك عندما أرسل سيدنا يوسف – عليه السلام- له بشيرًا ليخبره بأنه حي، وليسترد له بصره، فقال تعالى (فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ…) [يوسف، 96].

نتعلم من قصة سيدنا يوسف أن الله قادر على زوال الكرب، وإرضاء المسلم، واستجابة دعائه ما دام يأخذ بالأسباب واليقين يملأ قلبه، وهكذا فعل سيدنا يعقوب كما في قوله تعالى: (…قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [يوسف: 96].

7- القضاء على اليأس من رحمة الله بزهد الدنيا

من أبرز أسباب الشعور باليأس من رحمة الله هي انشغال القلب وتعلقه بأمور الدنيا، وذلك من خلال الفرح والسرور بأخذها والحزن والندم على فوات كل ما فيها، فينبغي على المسلم أن يدرك بأن الله – عز وجل- يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب.

بينما يعطي الآخرة لمن أحب فقط، لذلك لا بد أن يعلق المسلم قلبه بالله -–عز وجل- وحده لا شريك له، ويركز ثقته في رحمته لأن اليأس يضعف النفس، والقلب ويهوي بالمسلم إلى الكفر وبالتالي إلى جهنم.

أسباب الشعور باليأس من رحمة الله

بعد أن تعرفنا إلى كيفية علاج اليأس من رحمة الله، فدعونا نتطرق في الموضوع بشكل أكثر، وذلك من خلال عرضنا لكم أسباب الشعور بالقنوط واليأس من رحمة وفضل الله – عز وجل-:

  • الجهل بالله – عز وجل- وعدم معرفة أن رحمته وفضله وكرمه وإحسانه لا حصر لهم.
  • الإفراط في الخوف من الله – سبحانه وتعالى- إلى الحد الذي يجعل الشخص يقع في اليأس ويقنط من رحمته، فعلى الله من أن الخوف منع عن المعاصي إلا أنه تسبب في فقدان الأمل في رحمة الله.
  • مصاحبة الأشخاص اليائسين والقانطين وكذلك المتصفين بأنهم من المقنطين والإنصات إليهم بتمعن مع الاستسلام لكل كلامهم.
  • قلة الصبر وعدم القدرة على التحمل إلى جانب استعجال النتائج، فهذا طريق ضعف النفس واليأس من رحمة الله لا سيما إذا حدث ذلك عند اشتداد البلاء.
  • التعلق بشدة بالدنيا، والحزن على كل ما يفوت فيها من جاه وأولاد وأموال، وكذلك سلطان.

ذلك كما أوضح الله – عز وجل- في قوله تعالى: (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ) [الروم: 36].

أيضًا في قوله تعالى: (لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ) [فصلت: 49]، وفي قوله تعالى: (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ) [فصلت: 51].

اقرأ أيضًا: علاج التوتر العصبي بالقرآن

آيات قرآنية تدل على رحمة الله

اليقين بقدرة الله هو أبرز الطرق لعلاج اليأس من رحمة الله، فهناك بعض الآيات القرآنية التي تتجلى فيها قدرة الله – عز وجل- ورحمته، وإليكم بها في النقاط التالية:

  • لقد أنزل الله – عز وجل الماء من السماء بعد فترة من القحط والجفاف كما في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) [الشورى: 28].
  • كشف الله – عز وجل- الضر عن سيدنا أيوب، كما في قوله تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ (84)) [الأنبياء].
  • لقد رزق سيدنا زكريا بغلام بعدما بلغه الكبر نتيجة ليقينه به، كما في قوله تعالى: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)) [الأنبياء].
  • نجى الله تعالى نبيه موسى من كيد فرعون ومن معه: (فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66)) [الشعراء].
  • سيدنا إبراهيم – عليه السلام- نجا من النار المشتعلة بفضل الله ورحمته ودعائه له، فالدعاء هو أفضل وسيلة لعلاج اليأس من رحمة الله، (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (69)) [الأنبياء].
  • تتجلى رحمة الله في قوله تعالى (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) [النمل، 62].

إن علاج اليأس من رحمة الله يكون من خلال التعرف إلى أسمائه وصفاته وتدبرها، واليقين في استجابته للدعاء، وملء القلب بحبه والزهد في الدنيا، إلى جانب الصبر عند البلاء والإيمان بالقضاء والقدر.

قد يعجبك أيضًا