أنواع الحال في اللغة العربية

أنواع الحال في اللغة العربية معروفة لدى الناس بشكل سطحي، والغالبية العظمى يصعب عليها استخراجه، كما يتعذر عليها إعرابه أيضًا، فقواعد النحو في اللغة العربية لا حصر لها، ولا مدى لتشعبها وغِناها.

لذا سنتعرف الآن من خلال موقع زيادة إلى كل أنواع الحال في اللغة العربية، حتى يتثنى على الدارس أن يتعرف إليها بصورة تفصيلية لتعم الفائدة.

أنواع الحال في اللغة العربية

إن الحال هو وصف منصوب يبين حالة صاحبه هذا بحسب تعريف النحاة، والحال مختلف كل الاختلاف عن النعت وله في اللغة العربية ثلاثة أنواع وهي:

أولًا: الحال المفرد

إن أكثر أنواع الحالة شهرة هو الحال المفرد، والحال المفرد لا يمكن تصنيفه حالًا مفردًا إذا لم تتوافر فيه الشروط الآتية:

  • أن يكون نكرة أي غير معرف بأل: وهذا هو الأمر السائد وفي بعض الأحيان قد يأتي الحال معرفًا بأل، ولكن هذا بشرط وجود إمكانية لردها إلى حالة النكرة من دون أن يتغير مدلول الجملة.
  • أن يكون متنقلًا: بمعنى أن يكون وصفه مؤقتًا وليس ثابتًا، على سبيل المثال “ظهر القمر إلى الناس مضيئًا”، والحال هنا هو كلمة “مضيئًا” وهو وصف مؤقت وليس ثابتًا، ولكن علماء اللغة العربية قاموا بوضع استثناءً لهذا الشرط، ألا وهو حال ثابت ولكنه قليل الكلام ومثال على ذلك قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا) وكلمة مفصلًا هنا وصف لكتاب الله، بأنه وصف ثابت وليس مؤقتًا.
    • أن يكون الحال مشقتًا وليس جامدًا، وهذا لأن الحال المفرد عادًة ما يكون مشتقًا، ولكن علماء اللغة العربية أجازوا أن يأتي الحال جامدًا، ولكن بشرط أن يتم تأويله إلى مشتق، ولهذا الشرط ثلاثة حالات ذكرها النحاة، ألا وهي:
  1. أن يدل على ترتيب/ مثل: “قلب المدرس الكتاب صفحة صفحة” بمعنى قلب المعلم الكتاب بالترتيب.
  2. أن يدل على تفاعل أو مفاعلة، مثل: “لاقيتهم وجهًا لوجه” بمعنى لاقيتهم متواجهين.
  3. أن يدل على تشبيه، مثل: “ظهر السر بدرًا” بمعنى ظهر واضحًا.
    • أن يكون الحال هو نفس صاحبه، مثل: “جاء الرجل باكيًا”

ملاحظة هامة: إن الحال المفرد قابل للتعدد ولا يشترط ألا يكون متعددًا، ويبقى صاحب الحال واحدًا، مثل: “رجع أبي ضاحكًا متبسمًا” وقد يتعدد صاحبه ويظل الحال واحد، مثل: “أتى محمد وإبراهيم فرحين” وربما يتعدد الحال وصاحبه بكلمات أو ألفاظ مختلفة، مثل: “أتى أبي وأمي فرحين متفائلين”.

اقرأ أيضًا: أمثلة على الحال في النحو

إعراب الحال المفرد

إن إعراب الحال المفرد في جملة مثل “أتى الولد فرحًا” تعرب كلمة فرحًا في هذه الجملة على أنها حالًا منصوبًا، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

مثال: استخرج الحال المفرد من الآية التالية واعربه.

(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ)

ج- لاعبين: حال منصوب وعلامة نصبه الياء، لأنه جمع مذكر سالم.

ثانيًا: الحال الجملة

إن الحال الجملة هو النوع الثاني من الحال، حيث يأتي الحال على هيئة جملة مكتملة الأركان تعود إلى صاحب الحال وتعبر عن حالته، وهذه الجملة إما أن تكون أسمية (وركنيها هما المبتدأ والخبر)، وإما أن تكون فعلية (وركنيها هما الفعل والفاعل، وفيما يلي سنوضح لكم الحال الجملة إن كان جملة أسمية أو فعلية.

1ـ حال الجملة الأسمية

إن حال الجملة الأسمية هو واحد من أنواع الحال في اللغة العربية، ويأتي فيه الحال على هيئة جملة أسمية قابلة للتأويل بمفرد، مثل “أتي أبي وثغره ضاحك” وجملة وثغره ضاحك هنا يمكن تأويلها إلى المفرد، مثل أن يقال ضاحكًا أو ضاك الثغر، ولكن لكي تصبح الجملة الأسمية في محل نصب حال، يجب أن تتوافر فيها بعض الشروط، وهي تتمثل في:

  • ألا تكون الجملة إنشائية بل خبرية، وأن يشمل الإنشاء الطلب سواء كان أمر أو نهي.
  • أن تحتوي الجملة على رابط يربطها بصاحب الحال، وذلك الرابط قد يكون ضميرًا ظاهرًا أو ضميرًا مستترًا فلا فرق، وإما أن تكون واو الحال وإما أن يكون الضمير والواو معًا.
  • أن تكون الجملة بادئة بما يدل على الاستقبال، والأدوات المستخدمة في الدلالة على الاستقبال هي السين ولن وسوف وأدوات الشرط.
  • ألا تكون الجملة دالة على حالة تعجبية، مثل “جاء محمد، أنعم به” فذلك التركيب لا يمكن اعتباره حال جملة أسمية.

إعراب حال الجملة الأسمية

إن إعراب الحال في الجملة أسمية يمكن تلخيصه في “جاء الرجل وهو يلهث“، فجملة الحال هنا هي “وهو يلهث”، وهي مكونة من مبتدأ وخبر وهناك إمكانية لتأويلها إلى مفرد، وإعرابها هو جملة أسمية في محل نصب حال.

مثال: استخرج حال الجملة من الآية التالية واعربه:

(لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ)

ج- جملة وأنتم سكارى تعرب جملة أسمية في محل نصب حال.

اقرأ أيضًا: أمثلة على النعت في اللغة العربية

2ـ حال الجملة الفعلية

إن الجملة الفعلية تعد هي القسم الثاني من تكوين الجملة في اللغة العربية، ولقد أكد علماء وأساتذة النحو على أن الجملة الفعلية تأتي في محل نصب حال إن أتت بعد معرفة، مثل “جاء الرجل يضحك” فهناك إمكانية لتأويل جملة “يضحك” بكلمة أخرى مفردة وهي ضاحكًا، ولكي تصبح الجملة الفعلية حالًا، يجب أن تتوافر بها بعض الشروط، ألا وهي:

  • أن تكون الجملة خبرية.
  • ألا يسبق الجملة الفعلية تسويفًا، مثل دخول السين أو سوف أو أي، وأي شيء يدل على الاستقبال على الجملة الفعلية.
  • أن يتواجد رابط يربط بينها وبين صاحب الحال، ولقد ذكر هذا الشرط سابقًا في حال الجملة الأسمية، ولكن الاختلاف أن الرابط ها هنا لا يمكن أن يكون غير الضمير، مثل “رأيت الولد يسرع الخطى” في هذه الجملة كان الرابط ضميرًا مستترًا تقديره هو، وذلك الرابط نجح في الربط بين جملة الحال “يسرع” وبين صاحب الحال نفسه “الولد”

إعراب حال الجملة الفعلية

إن إعراب حال الجملة الفعلية كواحد من أنواع الحال في اللغة العربية، يمكن تلخيصه في “جاء الرجل يضحك“، إن الحال في تلك الجملة هو جملة الفعل “يضحك” مع الضمير المستتر هو، وتعرب جملة فعلية في محل نصب حال.

مثال: أعرب الجملة الفعلية في العبارة التالية:

“جاء الولد يحمل حقيبته

ج- جملة “يحمل حقيبته” هي جملة الحال وتُعرب كالآتي:

يحمل: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره “هو”، والجمل من الفعل والفاعل في محل نصب حال.

حقيبته: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة، والهاء ضمير مستتر مبني في محل جر مضاف إليه.

اقرأ أيضًا: من اول من تكلم العربية

ثالثًا: الحال شبه الجملة

إن شبه الجملة يعني الجار والمجرور أو الظرف، فهم لا يمكن أن يتموا معنى الجملة، حيث تحتاج إلى ما يتمم معناها، ويعني بالحال شبه الجملة هو تعلق شبه الجملة بحال محذوف، فحينما يأخذ الحال شكل شبه الجملة يتم حذفه من الجملة وتعلق به شبه الجملة، مثل “شاهدت الهدهد فوق الشجرة” والظرف في هذه الجملة يتعلق بحال محذوف تقديره “مستقرًا”.

إعراب الحال شبه الجملة

في جملة “شاهدت الهدهد على الشجرة” وجملة “شاهدت الهدهد فوق الشجرة” يوجد شبه الجملة في الجملة الأولى على هيئة جار ومجرور، وفي الجملة الثانية في كلمة فوق أي على هيئة ظرف، ويعرب الحال هنا ظرف أو جار ومجرور متعلق بحال محذوف تقديره “مستقر”.

مثال: استخرج الحال شبه الجملة، من العبارات التالية واعربه.

  1. رأيت الدولفين في الماء.

ج- “في الماء” جار ومجرور متعلق بحال محذوف تقديره سابحًا.

  1. رأيت التفاح فوق الشجرة.

ج- “فوق” ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، متعلق بحال محذوف تقديره “مستقر”.

تعرفنا إلى جميع أنواع الحال في اللغة العربية، ويجب أن ننوه على أن للحال أربع هيئات، وهي الحال المبين للهيئة، والحال المؤكد لعامله، والحال المؤكد لصاحبه، والحال المؤكد لمضمون الجملة.

قد يعجبك أيضًا