ابيات شعر عن التعامل مع الناس

ابيات شعر عن التعامل مع الناس فيها نصائح للتعامل مع الآخرين، إذ إن التعامل مع الناس هو الفيصل الذي يحدد ما أنت عليه من أخلاق وعلم ومبادئ والكثير من الأشياء، ونجد الشعر في هذه الحالات أفضل ما يعبر وأكثر فصاحة من أي كلام يمكن أن يصف كيفية التعامل مع الناس، وسنناقش هذا الموضوع الآن خلال موقع زيادة.

ابيات شعر عن التعامل مع الناس

إن أكثر ما يشغلنا جميعًا هو كيفية التعامل مع الآخرين على اختلافاتهم الكثيرة، وما هي الطريقة الصحيحة، والطريقة الأنسب في التعامل ما كل شخص، فكل شخص له شخصيته المميزة والفريدة وله مرجعية فكرية وأخلاقية خاصة تختلف عن الآخرين، والكثير والكثير من الأسئلة حول هذا الموضوع.

وكالعادة نجد أن الشعر يرد على كافة التساؤلات بكل فصاحة وبلاغة وبطريقة السهل الممتنع، فكتب الكثيرون من الشعراء المميزين عن هذا الموضوع، ونعرض لكم ابيات شعر عن التعامل مع الناس في الآتي إذ يقول الإمام الشافعي:

إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الرَدىوَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَيِّنُ

فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِسانُ بِسَوأَةٍ … فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَلسُنُ

وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِباً … فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ

وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى … وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ

يضع الشافعي عدة قواعد هامة للتعامل مع الناس، فيقول إنه إذا أراد الإنسان أن يحيا بين الناس بشرف وبكرامة محفوظة، عليه أن يتمتع بلسان لا يخطئ ولا ينطق كلمة سيئة في حق أحد من الناس، فكما ترى مساوئ الناس، فالناس أيضًا ترى مساوئك، فلكنا مساوئ وليس فينا من هو كامل.

وإن تحدث كل واحد عما ينقص غيره وما عنده من عيوب سيكون الأمر لا يمكن احتماله، فإن كنت لا تحب أن يتكلم الناس عن نواقصك فلا تذكر أنت أيضًا نواقصهم، فافعل بالناس ما تحب أن يفعلوا بك، حتى إن قالت لك عيناك أن هذا ناقص وذاك سيئ، فلا بد أن يقول عقلك لعينك أنك لك عيوب أيضًا وللناس عيون تراها.

وعامل الناس بالود والمعروف، وسامح من أساء إليك، فكلنا يسيء بقصد أو بغير قصد، فالدنيا تكون جحيم إذا ما غضبنا كلنا وانتقمنا جراء أخطاء المخطئين إلينا، ودافع أيضا عن نفسك ضد من يحاول الاعتداء عليك ولكن بشرف وأخلاق.

شعر عن مكارم الأخلاق في التعامل مع الناس

أهم ما يمكن أن يصف الإنسان في غيابه ومن خلال تصرفاته هي الأخلاق، أخلاقك تحكي عنك الكثير، إن التصرفات الأخلاقية للناس يمكنها أن تحكي عن البيئة التي أتوا منها، يمكنها أن تصف شكل الوالدين وأخلاقهم، يمكنها أن تحدد وجود المبادئ من عدمه، وما هي المبادئ نفسها التي يعتنقها الشخص.

الأخلاق هي المفهوم المعنوي الغير الملموس ولكنه قوي جدًّا في الوقت ذاته، فلأخلاق هوية صاحبها، تقول كل شيء عنه وهكذا الناس تتعارف، ويقول شاعر النيل حافظ إبراهيم الآتي عن مكارم الأخلاق:

فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً * فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ

فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا * عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ

وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّنا * بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ

يقول حافظ إبراهيم إن الشخص ذا الخلق العالي يكون كأنه تم اختياره من مقسم الأرزاق ورزقه العظيم هو الخلق، فالرزق يمكن أن يكون على أشكال عدة ويظن البعض أنه فقط في المال والعلم، ولكن الأخلاق أيضًا هي الرزق الأجمل والأفضل.

فالعلم والمال إذا كان صاحبها لا يملك أخلاق فلا قيمة له ولعلمه أو ماله، فتكون مكارم الأخلاق كالتاج الذي يوضع على رأس الملوك للزينة وإضفاء العظمة والجمال.

كما كتب أمير الشعراء أحمد شوقي الكثير من الأبيات والقصائد عن مكارم الأخلاق وسموها، ومنها الأبيات التالية:

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت * فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم * فأقم عليهم مأتما وعويلا

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه * فقوّم النفس بالأخلاق تستقم

يأتي واضحا في الأبيات أن ما يصف حال الشعوب والأمم هي الأخلاق، فلا يهم الكلام عن الأخلاق بل العمل بها، فيقول إن ذهبت أخلاق الشعوب ذهبت الشعوب نفسها، والإصابة في الأخلاق وضعفها تشبه الإصابة في مقتل، فالأخلاق هي ما تقوم النفس والسلوك.

اقرأ أيضًا: ابيات شعر حلوة

أبيات شعر عن الحكمة في التعامل مع الناس

أحيانا نرى الكثير من الصفات والأمور التي لا نحسن التعامل معها لغرابتها علينا، فبعض الصفات الغير محمودة تسبب المتاعب لصاحبها وكل من يتعامل معه، والحسد أحد هذه الصفات المكروهة، فهو يتمثل في كراهة الخير للغير ومحبة النفس وحدها، ونعرض أبيات شعر عن التعامل مع الناس في هذه الحالة فيقول ابن المعتز عن الحسد:

اصبِر عَلى حَسَدِ الحَسودِ … فَإِنَّ صَبرَكَ قاتِلُه

فَالنارُ تَأكُلُ بَعضَها … إِن لَم تَجِد ما تَأكُلُه

فالحسد صفة ذميمة فعلا، وهي مثل النار تريد أن تأكل كل ما تصل إليه، وكذلك لها نفس الأثر على صاحبها وهذا ما لا يفهمه الحاسدون، فمثل هذه الصفات الغير المحمودة تؤثر على صاحبها أولا قبل أن يمتد أثرها لكل من يحيط به، فينصح الشاعر بالصبر في هذه الحالة، فالحاسد أول ما يؤذي، يؤذي نفسه، كالنار التي تأكل بعضها إذا لم تجد ما تحرقه.

اقرأ أيضًا: شعر عن الأصدقاء الحقيقيون

شعر عن الأصدقاء واختيارهم

إن قضية الصداقة وأمور الأصدقاء أهم ما يشغلنا في حياتنا، فالصديق هو رفيق الدرب الذي يرافق كل خطواتك، وهو العون والسند، وهو الأخ الذي ليس من دمك، فنرى شاعر المهجر إيليا أبو ماضي وهو يتحدث عن الأصدقاء ويقول:

يا مَن قَربتَ من الفؤادِ … وأنتَ عن عيني بعيدْ

شوقي إليكَ أشدُّ مِن … شوقِ السليمِ إلى الهُجودْ

أهوى لقاءَكَ مثلَما … يَهوى أخو الظمأِ الورودْ

يقول إيليا أبو ماضي واصفا الغربة والبعد عن الأصدقاء، أنه وإن ابتعدوا عني العين ولا نراهم، فهم دائما من القلب قريبين ولا ننساهم، ولا ينقطع شوقنا لأصدقائنا إلا أن نراهم ويكونوا بجانبنا كما تعودنا، فيصف شدة شوقه للقاء صاحبة، كشوق الأزهار العطشى للماء.

وأهم ما يميز قضية الصداقة هي كيفية اختيار الصديق نفسه، ليس من السهل أن نقول إن هذا صديق وهذا رفيق، فلا بد من توفر عدة الأمور في الصديق، وكذلك احتياطات لا بد من اتخاذها عند اختيار الصديق، نجد الشاعر جهاد جحا يتكلم عن هذه الأمور في الأبيات التالية:

ووجـدت أصـحابيْ كـكنزٍ دائـمٍ … أَلــقــاه عــنـد تَـقَـلُّـبِ الأزْمـــانِ

فاختر لنفسك صحبةً موصوفةً … بـمروءةٍ.. تـخشى مـن الرّحمنِ

واعـلمْ بـأنّ الـنّاس شِبْهُ معادنٍ … فــاحـذرْ تُـغَـرّ بـشـدّ ة الـلّـمعانِ

عـند الـبلاء يَـبينُ منها منْ صَفَا … وكَــذا تَـبـينُ حـقـيقَة الإنـسـانِ

يشبه الشاعر أصدقائه بالكنز الذي ينقذ صاحبه عندما يدور الزمن عليه، ولكي يحدث هذا عليك الاختيار بعناية، وأن تتوفر في الأصدقاء صفات المروءة والشهامة.

فالناس مثل المعادن منها الكريم ومنها الخبيث، والأمر لا يعتمد على ما يظهروه وإنما على ما يبطنوه، وتظهر حقيقة هذه الصفات عند البلاء والمواقف الصعبة، فالمعادن يختبر نقاءها في النار، كذلك يختبر أصل الإنسان في المتاعب والضيقات.

اقرأ أيضًا: ابيات شعر عن الصداقة والاخوة

نصائح عامة في التعامل مع الناس

يجب أن تعرف قبل كل شيء أن الناس مثلهم مثل أي شيء، هناك منه أنواع، ولا يمكن أن تعامل كل الناس بنفس الطريقة، فالمبادئ التي تتعامل بها مع الآخرين هي الشيء الثابت الذي تحدده أخلاقك، ولكن الطريقة هي التي تختلف.

وما يساعد في ذلك هو ما يسمى بالذكاء الاجتماعي وبعض النصائح الأخرى التي نتعرف عليها فيما يلي:

  • كن لطيفا مع الكل، هي أحد القواعد الثابتة في التعامل مع الجميع، فاللطف فضيلة محمودة في الإنسان، وتحكي عنه الكثير.
  • اهتم بوضع الحدود بينك وبين الأخرين، فهناك دائما فرق في مساحة الود والتعامل بين الأهل وبين الأصدقاء، وكذلك فرق بين الأصدقاء وزملاء العمل.
  • ضبط النفس من أهم الأشياء التي عليك تدريب نفسك فيها، فكثيرًا ما تتعامل مع شخص يريد أن يستفزك، ولكن ضبط النفس يعد أحد أهم معاني القوة.
  • قبول الآخرين بالرغم من اختلافهم، فلا يعني قبول الآخر وتقبله أنك تتبنى وجهة نظره، فالإنسان العاقل هو من يعلن وجهة نظرة بوضوح، وكذلك يحترم وجهات نظر الآخرين.
  • الاستماع من أهم السلوكيات التي تعمل على إنجاح العلاقات، فالمستمع الجيد هو شخص مطلوب في كل أشكال العلاقات، ويعبر عن الاحترام والتقبل.
  • عدم إصدار الأحكام على الآخرين من خلال مظهرهم، وكذلك عدم السرعة في إصدار الأحكام التي تدل على شخص غير عاقل وهوائي.
  • الإيجابية صفة من الصفات المحمودة، لا تكن شخص لا يهتم ولا يرى إلا السلبيات، فشخص كهذا لا يرتاح أحد في مصادقته.
  • عدم التلفظ بالألفاظ الخارجة وغير اللائقة، فما يخرج من الفم يصف ما هو في الداخل.

إن الطريقة الصحيحة في التعامل مع الناس هي القضية الدائمة التي تشغل الجميع وتثير تساؤلاتهم، فالأمر حقًا يتطلب الكثير من الحكمة والهدوء وإرشاد العقلاء، ولا شك أن أبيات شعر عن التعامل مع الناس قد جعلت الموضوع أقل صعوبة.

قد يعجبك أيضًا