أبيات شعر عن الظلم والقهر

أبيات شعر عن الظلم والقهر تعبر عن حالة كاتبها، عن تلك المشاعر الكامنة بداخله ولا يستطيع التعبير عنها سوى بالكلمات وبعض الأبيات الشعرية، ما إن قرأتها تنتقل إليك حالة الشاعر الوجدانية، ومن خلال موقع زيادة سنعرض لكم بعض أبيات شعر عن الظلم والقهر من خلال الفقرات القادمة.

أبيات شعر عن الظلم والقهر

قد تتعرض للظلم من قبل حبيب أو صديق وكثير ما يأتيك الظلم من أقرب الأشخاص إليك، فتجرح أشد أنواع الجراح، لأن الظلم والقهر من أسوأ المشاعر التي قد يمر بها أحدهم.

هناك الكثير من القصائد المعبرة عن مشاعر الظلم، يُمكنك قراءتها ليصل إليك هذا الشعور، منها ما يلي:

1– أبيات من قصيدة إلى الله أشكو للشاعر الأعمى التطيلي

الشاعر الأعمى التطيلي هو أبو جعفر، أحمد بن عبد الله بن أبي هريرة القيسي وهو شاعر ووشاح أندلسي عُرف بالأعمى وبالأُعَيمى بسبب إعاقته في فقده بصره، وفي الواقع كانت إعاقته عنصر مهم في بناء شخصيته ولم يشكُ الشاعر التطيلي من هذه الإعاقة إلا في القليل من الشعر الذي كتبه.

عُرف بالتُّطِيْليّ نسبة إلى مسقط رأسه تُطِيلة وهي مدينة توجد بالأندلس شرق مدينة قرطبة، وغالبًا ما نرى في قصائده بعض مظاهر الظلم والأسى والألم، وفي أشعاره نراه يشكو من الضيق والسخط الذي ساد مجتمعه في إشبيلية.

واحدة من أشهر قصائده قصيدة “إلى الله أشكو التي تتحدث عن تفشي الظلم والظالمين” والتي يقول فيها:

إلى الله أشكو الذي نحن فيه، أسىً لا يُنَهنِه منهُ الأسى

على مثلها فلتشقَّ القلوبُ، مكانَ الجيوبِ وإلا فلا

فشا الظلمَ واغترَّ أشياعُهُ ولا مُسْتَغاثٌ ولا مُشْتَكى

وساد الطَّغَامُ بتمويههمْ وهل يَفْدَحُ الرزءُ إلا كذا

وطالت خُطَاهُم إلى التُّرَّهاتِ، ألا قصّر الله تلك الخُطا

وأعْجَبُ كيفَ نضلُّ السبيلَ ولم نأتِهِ واهتدته القطا

وكيف تَضاحَكُ هذي الرياضُ وكيف يصوبُ الغمامُ الحصى

وهيهات لم يعتمدْ أن يجودَ ولكن لما نحن فيه بكى

وماذا بحمصٍ من المضحكاتِ ولكنَّه ضحكٌ كالبكا

وذا اليومُ حَمَّلنا فادحاً خَضَعْنا له وانتظرنا غدا

وَنُغْضِي على حُكْم صَرْفِ الزمان وبين الجوانح جَمْرُ الغَضَا

ويا رُبَّ إلبٍ على المسلمين زَوَى الحقَّ عن أهله فانْزَوى

هو الكلبُ أَسَّدَهُ جَهْلُهُ وطال فخالُوْهُ ليثَ الثَّرى

وراعهمُ زأرُهُ فيهمُ ولو كانَ في غيرهمْ ما عوى

اقرأ أيضًا: ابيات شعر مشهورة

2– قصيدة لقد كان فينا الظلم فوضى فهذبت

الشاعر حافظ إبراهيم من أحد شعراء العرب المعاصرين ويحمل العديد من الألقاب مثل: شاعر النيل وشاعر الشعب، وولد حافظ إبراهيم في بلدة ديروط التابعة لبلدان الصعيد في محافظة أسيوط، ويعد حافظ إبراهيم من عجائب عصره بسبب جزالة شعره.

امتلك حافظ إبراهيم ذاكرة قوية بقيت معه حتى مماته وتأثر شعره بأحداث البلاد في ذلك الوقت وأهمها الاحتلال الإنجليزي.

من قصائده المشهورة التي تحدث فيها عن الظلم قصيدة “لقد كان فينا الظلم فوضى فهذبت” وتحمل أبيات شعر عن الظلم والقهر وكتبها حافظ إبراهيم في يناير 1907 ولخص في هذه الأبيات جوهر المسألة المصرية والتي يقول فيها:

لقَد كانَ فينا الظُلمُ فَوضى فَهُذِّبَت

حَواشيهِ حَتّى باتَ ظُلماً مُنَظَّما

تَمُنُّ عَلَينا اليَومَ أَن أَخصَبَ الثَرى

وَأَن أَصبَحَ المِصرِيُّ حُرّاً مُنَعَّما

أَعِد عَهدَ إِسماعيلَ جَلداً وَسُخرَةً

فَإِنّي رَأَيتُ المَنَّ أَنكى وَآلَما

عَمِلتُم عَلى عِزِّ الجَمادِ وَذُلِّنا

فَأَغلَيتُمُ طيناً وَأَرخَصتُمُ دَما

إِذا أَخصَبَت أَرضٌ وَأَجدَبَ أَهلُها

فَلا أَطلَعَت نَبتاً وَلا جادَها السَما

نَهَشُّ إِلى الدينارِ حَتّى إِذا مَشى

بِهِ رَبُّهُ لِلسوقِ أَلفاهُ دِرهَما

فَلا تَحسَبوا في وَفرَةِ المالِ لَم تُفِد

مَتاعاً وَلَم تَعصِم مِنَ الفَقرِ مَغنَما

فَإِنَّ كَثيرَ المالِ وَالخَفضُ وارِفٌ

قَليلٌ إِذا حَلَّ الغَلاءُ وَخَيَّما

3– قصيدة معرة الظلم على من ظلم لخليل مطران

يلقب الشاعر خليل مطران بشاعر القطرين وهو شاعر لبناني شهير عاش معظم أيام حياته في مصر وعرف خليل مطران بعلمه الغزير وكان ملمًا بالأدب الفرنسي والعربي.

يقصد بلقب شاعر القطرين مصر ولبنان، وبعد وفاة الشاعر حافظ إبراهيم والشاعر أحمد شوقي أطلق عليه لقب شاعر الأقطار العربية.

دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان من أحد رواد الشعر الذين أخرجوا الشعر العربي من الأغراض التقليدية والبدوية التي كانت فيه إلى أغراض حديثة تتناسب مع تقدم وثقافة العصر.

لم يمنعه ذلك من الحفاظ على أصول اللغة العربية والتعبير، وأدخل خليل مطران الشعر التصويري والقصصي للأدب العربي، ومن قصائده الجميلة التي تحوي أبيات شعر عن الظلم والقهر قصيدة “معرة الظلم على الظالم” التي يقول فيها:

مَعَرَّة الظلْمِ عَلَى مَنْ ظلِمْ

وَحُكْمُ مَنْ جَارَ عَلَى مَنْ حَكَمْ

وَإِنَّ مَا أُوخِذْتَ زُوراً بِهِ

بَرَاءةُ الصِّدْقِ وَغُرُّ الشِّيَمْ

وَمَا عَلَى النورِ إِذَا سَطَّرُو

عَلَيْهِ عَيّباً بِمِدَادِ الظُّلَمْ

وَفِتْيَةٍ إِنْ تَتَنَوَّرْ تَجِدْ

وِي قُضَاةٍ خَدَمْ

هَمُّوا بِأَنْ يَنتَقِصُوا فِي الوَرَى

خُلُقاً عَظِيماً فَسَمَا وَاسْتَتمّْ

وَحَاوَلُوا أَنْ يَصِمُوا فَاضِلاً

بِمَا أَبَى الله لَهُ وَالكَرَمْ

فَسَوَّدُوا أَوْجُهَ أَحْكَامِهِمْ

وَابْيَضَّ وَجْهُ الفَاضِلِ المُتهَمْ

اقرأ أيضًا: ابيات شعر عن الحياة الصعبة

4– أبيات شعر عن الظلم والقهر للشافعي

الإمام الشافعي غني عن التعريف هو محمّد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب وهو من نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كذلك فالإمام الشافعي هو أحد أصحاب المذاهب الأربعة وهو المذهب الشافعي وولد في بلاد الشام في مدينة غزة.

الكثير لا يعلم أن الإمام الشافعي كان شاعرًا فصيحًا وبليغًا، وسبب ذلك أنه من قبيلة بني هذيل المعروف عنها بالفصاحة في اللسان ومعظم شعر الإمام الشافعي كان عن التأمل، ولكن له بعض الأشعار عن الظلم ومنها:

بَلَوتُ بَني الدُنيا فَلَم أَرى فيهُمُ

سِوى مَن غَدا وَالبُخلُ مِلءَ إِهابِهِ

فَجَرَّدتُ مِن غَمدِ القَناعَةِ صارِماً

قَطَعتُ رَجائي مِنهُمُ بِذُبابِهِ

فَلا ذا يَراني واقِفاً في طَريقِهِ

وَلا ذا يَراني قاعِداً عِندَ بابِهِ

غَنيٌّ بِلا مالٍ عَنِ الناسِ كُلِّهِم

وَلَيسَ الغِنى إِلّا عَنِ الشَيءِ لا بِهِ

إِذا ما ظالِمُ استَحسَنَ الظُلمَ مَذهَباً

وَلَجَّ عُتُوّاً في قَبيحِ اِكتِسابِهِ

فَكِلهُ إِلى صَرفِ اللَيالي فَإِنَّها

سَتُبدي لَهُ ما لَم يَكُن في حِسابِهِ

فَكَم قَد رَأَينا ظالِماً مُتَمَرِّداً

يَرى النَجمَ تيهاً تَحتَ ظِلِّ رِكابِهِ

فَعَمَّا قَليلٍ وَهُوَ في غَفَلاتِهِ

أَناخَت صُروفُ الحادِثاتِ بِبابِهِ

فَأَصبَحَ لا مالٌ لَهُ وَلا جاهٌ يُرتَجى

وَلا حَسَناتٌ تَلتَقي في كِتابِهِ

وَجوزِيَ بِالأَمرِ الَّذي كانَ فاعِلاً

وَصَبَّ عَلَيهِ اللَهُ سَوطَ عَذابِهِ

اقرأ أيضًا: ابيات شعر للمتنبي

5– مقتطفات من أشعار عن الظلم والقهر

عرضنا لكم أشعار وقصائد لأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران والأعمى التطيلي والإمام الشافعي، وفيما يلي سنعرض لكم بعضًا من المقتطفات لأشعار عن الظلم والقهر منها:

إِياكَ من عسفِ الأنامِ وظلمِهمْ

واحذرْ من الدعواتِ في الأسحارِ

وإِن ابتليْتَ بذلةٍ وخطيئةٍ

فاندمْ وبادرْها بالاستغفارِ

أطلِ افتكاركَ في العواقبِ

واجتنبْ أشياءَ محوجةً إِلى الأعذارِ.

في الأبيات التالية يحذر الشاعر من ظلم الغير، فبعضهم يرد الظلم بالظلم والبعض الآخر يسامح ولكن يكثر رد الظلم بالظلم، فيحذر الشاعر من ظلم الناس، حتى لا يلقى بعد ذلك ما لا يسره ويلقى ما يضيقه، ويقول الشاعر عن ذلك:

لا تأمَننْ قوماً ظلمتَهمُ

وبدأتُهُمْ بالشَّتْمِ والرَّغمِ

أن يأيروا نَخْلاً لغيرِهم

والشيءُ تحقِرُهُ وقد يَنمِيْ

يعد الشعر من أعظم وأسمى فنون الأدب، فهو المعبر عن التعبيرات الإنسانية المختلفة بكافة مدلولاتها.

قد يعجبك أيضًا