فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة عبارة عن خير خالص، وحسنات تنتظر أن يتم اغتنامها، وثواب ينادي أن التفتوا إلىَ عباد الله فما من أيام أحب إلى الله فأقبِل، الأمر الذي يعد بمثابة هدية من الله -عز وجل- فما أكرمه من رب، وما أسعدهم من عباد، لهذا سيكون فضل العشر الأوائل من ذي الحجة هو ما سيقدمه اليوم موقع زيادة.

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

أنزل الله على أمة محمد (ص) ما يكفل أن يسعد العبد في الدارين وليس الآخرة فقط كما يتم الاعتقاد، فالقرآن هدية ومعجزة كبرى العمل بما ورد فيه يجعل الإنسان رباني، صابرًا على ما يصيبه، شاعرًا بمعية الخالق، ومن ثم تصغر الدنيا بعينيه وإن كان بها من الأهوال ما يشيب له الولدان، فيخلفه الله في الآخرة جنات النعيم وحياةً أبدية.

من النعم التي أنعم الله بها على عباده المسلمين هي نعمة العشر الأوائل من ذي الحجة، فيا له من فضل متركز في هذه الأيام، ومن فاز بهذا الفضل فكان من ذوي الحظ العظيم، فهذه الأيام غالية على الله، وعندما ينعم الكريم على عباده يكون كرمه سخيًا كريمًا، لهذا سنوضح لكم فضل العشر الأوائل من ذي الحجة فيما يلي:

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: فضل الصدقة في رمضان وأثرها

أولًا: فضل العشر الأوائل من ذي الحجة بأدلة قرآنية 

لم يخص الله هذه الأيام بلفظ في القرآن ولكن كان ذكرها متواريًا وواضحًا في نفس الوقت، حيث إنه عندما أنزل الله هذه الآية على نبيه أدرك الصحابة على الفور أي الأيام يقصد الله، وهذه الآية هي: “وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)” سورة الفجر، ومن ثم أتفق من بعدهم الفقهاء والعلماء أن الأيام المقصودة في الآية الكريمة هي الأيام الأول من ذي الحجة.

نستطيع أن نسرد من فضل هذه الأيام الكثير، ولكن الفضل الحقيقي لهذه الأيام لا يدركه إلا المولى -عز وجل- حيث إن الله ما حلف بشيء إلا وكان ذو أهمية عظيمة وفضل كبير، وفي الآية الكريمة حلف الله بالليالي العشر.

ثانيًا: فضل العشر الأول من ذي الحجة بأدلة من السنة النبوية

كان وعد الله لعباده الذين قاتلوا وجاهدوا في سبيله عظيم، وقد ورد ذلك في عدة مواضع من القرآن والسنة نذكر منها ما ورد في سورة الصف حيث قال -تعالى-:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)”.

هذه الآية قطرة من بحر ما ذُكر في فضل الجهاد في سبيل الله، ولكن هذا ليس مبلغ الفضل وليس منتهى العبادة، فمن عظيم فضل العشر الأوائل من ذي الحجة عند الله جعل العمل الصالح فيها ثوابه أعلى من ثواب الجهاد في سبيل الله، حيث ورد عن النبي (ص):
“ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ” صحيح الإمام البخاري.

كما أن من فضل هذه الأيام أن بها يوم عرفة، وهو أكثر يوم يعتق فيه الله العباد من  النار، وذلك لفضله، كما أنه أفضل يوم عند الله، حيث قال الرسول (ص) في ذلك: “إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ” صحيح أبي داود.

لذا فالمغفرة، وإجابة الدعاء، هما قطرة في بحر فضل هذه الأيام، فربما تعتق رقبتك من النار في هذه الأيام وخاصةً يوم عرفة فتسعد أبد الأبدين.

لا يوجد كلام أكثر يوضح فضل هذه الأيام أكثر مما ذكر الله ورسوله، فما بالنا بفضل وعظمة أيام يحلف بها الله -عز وجل- واتبعه رسوله بأن هذه الأيام أجرها أعلى حتى من الجهاد في سبيل الله إلا من حالة استثنائية، لذا يدفعنا هذا الفضل إلى الاعتكاف على عبادة الله في هذه الأيام فلا ندعها تمر إلا وقد اغتنمنا من فضلها من وفقنا الله له.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  كيفية ختم القران في رمضان وفضل قراءة القرآن الكريم

لماذا لم يُذكر اسم هذا الأيام صراحة في القرآن والسنة؟

نذكر هنا أن الله -سبحانه وتعالى- عندما ذكر هذه الأيام قال “وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)” ولم يقل الأيام الأولى من شهر ذي الحجة، بل جعلها مستترة، واتبع الرسول هذه التورية أيضًا فلم يذكر اسم الأيام صراحةً حيث قال “ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه” لم يسأله الصحابة عن أي أيام تتحدث يا رسول الله بل فهموا ما كان يرمي إليه.

أما بالنسبة لمن أتوا بعد هذا فيظل الأمر مطروحًا للنقاش حتى اليوم، ولو أن جموع الفقهاء اتفقوا أن المقصود بالآية والحديث هي أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، ولكن يظل إخفاء الأمر شيء محير، فلا نتجرأ، ونقول إننا علمنا أو سنعلم حكمة الله فيما يفعل فسبحانه لا يًسأل، حيث قال:

  • “لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)” سورة الأنبياء الآية 23.

لكن على سبيل الاجتهاد ذهب البعض إلى أن من ضمن أسباب عدم ذكر هذه اسم الأيام صراحة، هو أن يظل المسلم متشككًا ما بين هذه الأيام وبين الأيام العشر الأواخر من رمضان، فيحاول الاجتهاد في كليمها فيفوز بالاثنين، فالإنسان أحيانًا يجنح إلى الكسل والتراخي، مما يدفعه إلى الاجتهاد في إحدى الاثنين دون الأخرى، والله أعلم.

رحمة الله بالعباد ما بين آخر رمضان وأول ذي الحجة

العشر الأواخر من رمضان فضلهم عظيم، ففيهم ليلة القدر بإذن الله، حيث قال رسول الله (ص): “أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قَالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ” صحيح الإمام البخاري، لذا يجتهد المسلم في هذه الأيام الأواخر اغتنامًا لفضلها وطمعًا لإدراك ليلة القدر.

من مظاهر هذا الاجتهاد صلاة قيام الليل، وخاصةً الثلث الأخير من الليل، حيث يكون هذا الوقت من أفضل الأوقات لمناجاة الله والصلاة والعبادة ودلائل هذا عدة من القرآن والسنة، إلا أن العكس هو ما يكون في أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، حيث وقتها يكون نهار هذه الأيام أفضل -والله أعلم- ذلك أن:
“ما مِن يومٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن يومِ عرفةَ ينزِلُ اللهُ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ فيقولُ: انظُروا إلى عبادي شُعْثًا غُبْرًا ضاحِينَ جاؤوا مِن كلِّ فجٍّ عميقٍ يرجون رحمتي ولم يرَوْا عذابي فلم يُرَ يومٌ أكثرُ عِتْقًا مِن النَّارِ مِن يومِ عرفةَ” صحيح ابن حبان.

إذًا فالله رحمة بعبادة جعل ليالي رمضان فيها عظيم الفضل، ونهار العشر الأوائل من ذي الحجة له عظيم الفضل، فمن لم يستطع قيام ليله لمرض أو عمل أو الضرب في الأرض من أجل منفعة أو رزق وكان ما بيده حيلة، ففي هذه الأيام جعل الله الفضل في نهارها، فلا حجة على العباد، فإنما من ترك فضل الله إنما تركه بمحض إرادته.

أي رب رحيم يشمل عباده بكل هذه النعم والأفضال، حيث يراعي الله أمورنا ولا يكلفنا إلا ما وسعنا، وعدد لنا الأيام الفضيلة فنغتنم منها ما يسر قلوبنا يوم نلقاه -عز وجل- ويكافئ كل صانعٍ بما صنع.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  اللهم اني نويت صيام رمضان وفضل شهر رمضان وأفضل الأدعية لإستقبال رمضان

حديث ذًكر به اسم الأيام صراحةً

هناك حديث من السنة النبوية عن فضل هذه الأيام إلا إنه تم تضعيفه من قبل العديد، وكان حسن لدى آخرين، وصحيح لدى آخرون، لذا يظل هذا الحديث موضع جدل، ولكن يمكن الاستعانة به كزيادة في الخير، حيث جاء بهذا الحديث اسم هذا الأيام بشكل صريح، ونذكر هذا الحديث فيما يلي:
“ما مِن أيَّامٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن أيَّامِ عشْرِ من ذي الحجَّةِ ) قال: فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ هنَّ أفضلُ أم عِدَّتُهنَّ جهادًا في سبيلِ اللهِ ؟ قال: ( هنَّ أفضلُ مِن عِدَّتِهنَّ جهادًا في سبيلِ اللهِ ؟ وما مِن يومٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن يومِ عرفةَ” صحيح ابن حبان، وضعيف الترغيب.

أحب الأعمال إلى الله في العشر الأوائل من ذي الحجة

هذه الأيام غالية على الله، ومن ثم يستحب فيها العبادة والعمل الصالح بأنواعه، هنا جدير بالذكر أن مفهوم العمل الصالح يختلف عن مفهوم العبادات، كالآتي:

  • العبادة: تتمثل في طقوس الدين من صلوات الفروض والنوافل، وقراءة القرآن، والصيام، والصوم، والحج وهكذا، فهي بين العبد وربه فقط.
  • العمل الصالح: يكون منوطًا بالآخرين، من حيث الإحسان لهم، وتقديم المعروف إليهم، كالابتسامة في وجه الناس، والصدقات، والزكاة، وإطعام المساكين.

لذا فيجب على المرء عدم اقتصار الدين على الطقوس فقط ناسيًا أو متناسيًا حق الناس عليه، وواجبه كمسلم تجاه أخواته المسلمون، خاصةً إذا كان من ذوي السعة، أي مقدر ماديًا، إلا أن العمل الصالح ليس منوطًا بالمادة أو الصدقة فقط فكل ما تستطيع تقديمه للآخرين من عمل خير هو عمل صالح.

لذا إذا أراد المسلم اغتنام فضل العشر الأوائل من ذي الحجة فعليه أن يتناول من العبادات والعمل الصالح ما استطاع، لذا سنعرض لكم مجموعة من العبادات التي يستحب القيام بها في هذه الأيام، وذلك في الآتي:

أولًا: الصيام

الصيام له فوائد جمة على روح الإنسان فهو يعلم الإنسان التقوى، فقد ورد في قوله -تعالى-: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)” سورة البقرة الآية رقم 183، لذا ما إن أراد المسلم تعلم التقوى فعليه بإحسان الصيام.

كما أنه ورد عن ذلك في السنة النبوية في صحيح البخاري عن الرسول (ص): “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به”، أي أن ثواب الصيام هو أمر يقدره الله -عز وجل- بعلمه وحكمته، كما أن في الجنة باب لا يدخل منه إلا الصائمون، كما أنه ورد في بعض أحاديث السنة أن دعوة الصائم مجابة.

آيات وأحاديث فضل الصيام عدة، الأمر الذي يجعله من أفضل العبادات التي يمكن القيام بها في هذه الأيام، ولكن ينبغي إحسان الصيام جيدًا من حيث حفظ الجوارح عن المعاصي وليس حفظ المعدة عن الطعام والشراب فقط حتى يُقبل الصيام -بإذن الله-.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  فضل ختم القرآن الكريم في شهر رمضان

ثانيُا: الذكر

الآيات القرآنية التي تحثنا على الذكر كثيرة للغاية، ومنها: “الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)” سورة آل عمران، هنا يذكر المؤمنون الله في كل وقت وحين، جالسين كانوا أن مضجعين، أي أن الجسم يتحرك واللسان والقلب يذكران.

بالإضافة إلى ذلك، فالذكر واجب في هذه الأيام لقوله تعالى: “لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ” سورة الحج الآية 28، والمقصود بهذه الأيام هنا هي العشر الأوائل من ذي الحجة، والله أعلم.

كما أن الذكر يجعل الله يحفظك ويذكرك مما يخلف معيته وحبه، حيث قال تعالى في سورة البقرة: “فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)”، أيوجد شرف أكبر من أن يذكرنا الله بعظمته وجلاله؟! فماذا إذا اجتمع هذا الفضل مع فضل العشر الأوائل من ذي الحجة؟!

من أفضل الذكر الذي يمكن للمسلم اتباعه في هذه الأيام، هو ما حثنا النبي (ص) عليه ألا وهو:

  • التهليل.
  • التكبير.
  • التحميد.
  • التسبيح.

ثالثًا: الصلاة على أوقاتها

إذا كنت على موعد مع رئيس الجمهورية فإنك ستكون في المكان المتفق عليه قبل المعاد حتى، فماذا عن لقاء الإله العظيم؟! لذا من باب التمسك بأوامر الله وتأدبًا مع رب العزة يجب على المسلم المحافظة على أداء الفروض على أوقاتها، ومن دلائل وجوب المحافظة على أوقات الصلاة من القرآن:

  • “فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103)” سورة النساء الآية 103، هذه الآية تضمن الأمر بذكر الله، وأمر بالصلاة على أوقاتها، لذا ينبغي الحرص على أداء كلاهما قدر المستطاع.

رابعًا: تدبير القرآن

كل عام سواء في رمضان أو العشر الأول من ذي الحجة يتسابق المسلمون في أكبر مارثون لقراءة القرآن الكريم، ثم ما إن تنتهي الأيام المباركة فتجد الشخص يرتشي، أو يغتاب، أو يعبس في وجه الخلق، فكأنه ما خرج من قراءة القرآن بحرف، هذا ليس ما أراده الله، بل أراد الله منا تلاوة القرآن أي التمعن في معانيه.

فالقرآن ليس كتاب لحشد أكبر قدر من الحسنات، ويظل المسلم يقران وهو يحسب في عقله هذه الآية 100 كلمة، وإذا كان كل كلمة بها 3 أحرف على الأقل إذا قد جمعت حسنات رائعة، ثم يخرج من قراءته فيذنب متعمدًا ويأتي من المحرمات ما شاء معتمدًا على عدد الحسنات التي اكتسبها متهاونًا في حق الله لأنه غفور سبحانه.

هذا ليس من سلوك المسلم، يمكن للمرء قراءة القرآن بتدبر واتباع ما استطاع من كتاب الله، فإن عملت بسورة واحدة أو حتى آية واحدة فقد فاز وخرج من القرآن بما أراد الله منه أن يخرج به، لذا لاغتنام فضل العشر الأوائل من ذي الحجة ابدأ من جديد بمفهوم جديد ألا وهو تلاوة القرآن كما يحب الله ويرضى.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هي أفضل طريقة لحفظ القرآن الكريم؟

خامسًا: إطعام المساكين

هو عمل صالح يحبه الله، ومع ازدياد الأزمات الاقتصادية والغلاء يزداد عدد الجائعين، لذا أطعم من الناس ما استطعت، حتى لو أطعمتهم تمرة، فأنفق من فضل الله ما قدرت، فهذا العمل يمكن كتابة العديد من الكتب في فضله، وآثره النفسي والروحاني على المسلم.

سادسًا: إخراج الصدقات

لنيل فضل العشر الأوائل من ذي الحجة يمكنك إخراج ما استطعت من صدقة، فالله يزيد الصدقة ويضاعف آجرها لصاحبها، حيث قال -تعالى- “يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ” سورة البقرة الآية 276، فالصدقات من أحب الأعمال على الله.

جدير بالذكر أن الدين الإسلامي جعل من التبسم في وجه الآخرين صدقة، ووضع الرجل اللقمة في فم زوجته صدقة، ومما ورد في ذلك من كتب السنة النبوية: “إنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ” صحيح البخاري، لذا انفق من الصدقات يرضى الله عنك بإذنه.

سابعًا: العطف على الآخرين

أن تضع نفسك مكان غيرك، أن تمتلك الشفقة والرحمة التي تمكنك من مساعدة ورحمة الآخرين هذا أمر عظيم، ويمكن للإنسان تعلمه بالتدريج حتى تصبح هذه السمة متأصلة بها اقتضاءً بربه وبرسوله، ولن نعدد لك فضل هذا بل ستشعر به في قلبك، وستجد آثره في الدنيا والآخرة بإذن الله، فخفف على الناس ما استطعت يكن الله في عونك.

ثامنًا: إتقان العمل

قد يظن البعض أن العمل في الأيام الأوائل من ذي الحجة هو حائل أمام الفرد والعبادة، إلا أن هذا ليس صحيح، فالعمل في حد ذاته نوع من أنواع العبادة، وقد ورد أن هذا العمل يحبه الله ويرضى عنه، حيث قال رسول الله (ص): “إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ” صحيح الجامع.

لذا من ضمن الأعمال التي يجب القيام بها لاغتنام فضل العشر الأوائل من ذي الحجة هي إتقان العمل.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هو أفضل وقت للحجامة في رمضان؟

تاسعًا: الأضحية

من كان باستطاعته المادية أن يذبح أضحية لله في يوم عرفة، وهو اليوم المتمم لهذه الأيام، فهذا من نسك الله الواجب اتباعها، لذا فالأضحية أمر عظيم يجب أن يحرص عليه المسلم ما إن استطاع، ثم يتحرى قول الرسول في توزيع الأضحية فيعم الخير على الجميع، ويسعد الفقير والمسكين والأقارب وأهل البيت بما أحل الله.

عاشرًا: الحج لمن استطاع إليه سبيلًا

من شرف المسلم أن يقف يوم عرفة في عرفات، فالحج واجب على كل مسلم قادر، ذلك أنه ركن من أركان الإسلام الخمس، والحج من فضل العشر الأوائل من ذي الحجة، حيث تجتمع الأيام المباركة مع توقيت الحج، فيكن الإنسان في وضع روحاني جليل، تتنزل عليه من طيبات الله ما إن رأه بعين الغيب لذاب قلبه من حب الله.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء العشر الأولى من رمضان وأفضل أوقات الدعاء في رمضان
أجمل أيام الأرض، هذا اللقب أطلقه بعض علماء الدين على الأيام الأوائل من ذي الحجة، لعظيم مكانة هذه الأيام عند الله، مما يجعل هذه الأيام فرصة ليغسل الإنسان نفسه من ذنوبه، ويتقرب فيه من الله بصالح الأعمال، لذا قدمنا لكم فضل العشر الأوائل من ذي الحجة، شاملين في موضوعنا كافة الأساسيات التي تتعلق بهذه الأيام حتى يمكن للمسلم أن يحسن استغلال هذه الأيام على أكمل وجه.

قد يعجبك أيضًا