ما هي التراكمات النفسية

ما هي التراكمات النفسية؟ وما هي طرق التخلص منها؟ حيث إن التراكمات النفسية من أصعب ما قد يمر به الإنسان، فهي تشعره بثقل شديد على نفسه، كما أن من يعاني من كل هذه التراكمات يشعر بالاستسلام للواقع وبالاكتئاب، لهذا السبب قد قررنا من خلال موقع زيادة الإجابة على سؤال ما هي التراكمات النفسية وتوضيح كل ما هو متعلق بها.

ما هي التراكمات النفسية

يمكن أن نتعرف على ما هيه التراكمات النفسية من خلال النظر إلى تصرفاتنا ومعرفة لما قد تصرفنا في هذا الموقف بهذه الطريقة.

فقد نجد أننا أحيانًا تحدث لنا مواقف تقوم باستفزازنا وتحريك اضطراباتنا، فنقوم بالتصرف فيها بطرقة عنيفة جدًا قد تكون أعنف مما تستحقه، أو أعنف من التصرف الطبيعي الذي ربما كنا سنقوم به.

قد وجد أطباء علم النفس أن من العوامل الأساسية المؤثرة في ردة الفعل هذه هو التراكمات النفسية التي قد تراكمت بداخل الشخص، وقد تراكمت نتيجة للأزمات والمشاكل التي قد مر بها هذا الشخص، ولكنه لم يتعامل معها بطريقة صحيحة تساعده على التخلص منها دون ترك آثار نفسية أو تراكمات.

تلك التراكمات النفسية تجعل صاحبها في حرب ومعارك شديدة لكي يتمكن من التعامل معها، وأن يكون متزن نفسيًا وعقليًا في إصدار أحكامه.

قد تكون هذه التراكمات بمثابة بركان خامل قد يثور في وجه من يوقده، هذا البركان عبارة عن كتل من المشاعر السلبية والأفكار المغلوطة المرتبطة فقط بالمشاكل والأزمات التي قد مر بها هذا الشخص.

بناءً على ما سبق من الممكن أن نعني بالتراكمات النفسية تتلخص في الآثار الناتجة من التعاملات الخاطئة مع المشاكل التي تحدث لنا في الحياة.

لا تتراكم بداخلنا هذه التراكمات بعد موقف واحد أو مشكلة واحدة، وإنما تتجمع بعد مرور زمن أو مشاكل كثيرة لم يتم التعامل معها بطريقة صحيحة، لذا في حالة حدوث أي موقف يستفز صاحبه يؤدي إلى إثارة بركان التراكمات والاضطرابات الموجودة بداخله.

اقرأ أيضًا: ما هو التنفيس الانفعالي

أسباب التراكمات النفسية

بعد أن تمكنا من التعرف على ما هي التراكمات النفسية يجب أن نتعرف على أسباب هذه التراكمات، فقد نجد أنها قد تكونت بداخلنا بسبب عوامل عديدة، فليس كل المواقف تؤدي بنا إلى إخفاقات نفسية، لذا سنتعرف على بعض مسببات هذه التراكمات فيما يأتي:

عوامل النشأة المؤثرة في التراكمات النفسية

قد تتضح إجابة ما هي التراكمات النفسية، عندما ننظر إلى تلك العوامل التي تؤثر على الفرد من صغره، ففترة الطفولة تكون فترة خصبة جدًا في حياة الإنسان إما أن تزرع بالورد أو تزرع بالشوك.

المقصود هنا أن هذه الفترة قد تمتلئ بالمواقف والذكريات الجميلة التي تؤثر في صاحبها مدى الحياة، وتؤدي إلى تكوين شخصيته بالشكل الذي يخرج لنا إنسان سوى وناضج ومتزن نفسيًا وعقليًا.

لكن ربما تكون فترة الطفولة مليئة بالمواقف السيئة التي تؤثر في صاحبها بشكل سلبي للغاية، مما يؤدي إلى تكوين تراكمات سلبية جدًا بداخله، مما يؤدي إلى خروجه للمجتمع كشخصية غير متزنة نفسيًا.

كما أننا في مرحلة الطفولة لا نتمكن من التعامل مع المواقف بطريقة صحيحة نظرًا لقلة خبراتنا في الحياة، وخوفنا من المجتمع، مثال على ذلك التعامل مع التنمر ورفضه واتخاذ موقف واضح بطريقة صارمة، لكن الأطفال تكتفي بالصمت والكبت، مما يتسبب في تراكمات عديدة، وغيرها من المواقف الأخرى.

كما أن تعامل الأهل مع أطفالهم بطريقة خاطئة سواء كان ضربهم أو التفرقة بينهم في المعاملة، كذلك المشاكل الموجودة بين الأبوين تؤدي إلى تراكمات كثيرة وأزمات نفسية لا تظهر إلا مع مرور الوقت أو حين تبدأ شخصية الطفل في الظهور والتكوين.

لذا فمعرفة ما هي التراكمات النفسية يفتح لنا الأفق لمعرفة الأسباب وكذلك طرق التخلص منها.

الكبت والكتمان من أسباب التراكمات النفسية

إذا أردنا أن نتحدث عما هي التراكمات النفسية يجب أن نتحدث عن كتم المشاعر سواء كانت مشاعر كره أو حب أو فرحة أو حزن، فأي نوع من المشاعر كتمانه يؤدي إلى تراكمات كثيرة داخل نفس الإنسان وفي عقله الباطن.

لقد تربينا جميعنا على كتم المشاعر وهي مع الأسف من الأشياء الخاطئة، فمثلًا التربية على أنه من العيب أن يبكي الرجل وكأنه يجب أن يدفن مشاعره ولا يعبر عنها، كما أنه لا يحق له أن يظهر ضعفه أو قلة حيلته، ويجب أن يظهر قويًا طوال الوقت.

قد تؤدي هذه التراكمات إلى تحول صاحبها إلى شخص انطوائي لا يجيد التعامل مع الناس ويخاف منهم ولا يحب الاختلاط بهم، لأن ذلك قد يؤدي إلى مشاكل نفسية يصعب علاجها.

بعد أن تمكنّا من توضيح الإجابة على ما هي التراكمات النفسية وكذلك كل الأسباب المؤدية لها، يجب أن نعرف كيف يمكن أن نتعامل معها والتخلص منها.

كيفية التعامل مع التراكمات النفسية

بعد علمنا بمفهوم التراكمات النفسية، يجب أن يتعامل الإنسان مع ما يحدث له من تراكمات حتى لا تتزايد، مما يؤدي إلى حدوث أمراض نفسية أخرى ويخرج الأمر خارج نطاق التراكمات متحولًا إلى مرض نفسي.

فلا يسعنا الحديث عما هي التراكمات النفسية دون التطرق إلى طرق التعامل معها مما يساهم في التخلص منها.

الاستعانة بالطبيب النفسي

إذا كانت هذه التراكمات نتيجة لما قد تعرض له الشخص من كتمان للمشاعر وعدم إخراجها في الوقت المناسب، فعليه أن يحتضن مشاعره ويقوم بإخراجها والبوح بها لمن يريد، لذا فيمكن أن الاستعانة بطبيب نفسي والتحدث معه عما يدور في داخلك.

اقرأ أيضًا: ما هو الوسواس القهري

معرفة سبب التراكمات النفسية

يجب أن تعرف ما الذي قد تسبب لك في هذه التراكمات والضغوطات وتقوم بالتخلص منها بشكل سريع، لأن هذه التراكمات كما تحدثنا من قبل ما هي إلا مشاكل قد تُركت بلا حل أو تم حلها بطريقة خاطئة.

حيث إن معرفة المشكلة يعتبر هو النسبة الأكبر من حلها، فقد يحتاج الحل بعض الوقت والمجهود الذهني والعقلي، ولكن نتائجه ستكون مبهرة.

الاهتمام بالصحة البدنية

ممارسة الرياضة من الأمور الرائعة التي تؤدي إلى التخلص من الطاقة السلبية الكامنة بداخلنا بسبب الكثير من الضغوطات التي نمر بها في حياتنا أو التراكمات التي تجمعت في داخلنا، أو بسبب المحيط الذي نعيش فيه الممتلئ بالطاقة السلبية.

ستؤدي الرياضة إلى التخلص من كل ذلك أو على الأقل الحصول على طاقة إيجابية تعادل الطاقة السلبية الموجة في داخلك، مما سيؤدي إلى تحسين حالتك المزاجية والنفسية إلى حد كبير.

حيث إن الرياضة تساعد وتحفز الجسم على إفراز هرمون الدوبامين المسمى بهرمون السعادة.

التقرب إلى الله

من كان قريبًا من الله لا يجد نفسه تحت طائلة الهموم، فالعبادات التي نؤديها تطهر قلوبنا ونفوسنا وتجعلنا في أجواء الراحة والسكينة، فتأدية الصلاة من الأمور التي تساعد على التخلص من التراكمات والمشاكل النفسية، وذلك لأنه قد تم إجراءات كثيرة على المخ وعلى تأثير الصلاة عليه.

فقد وجد أن الصلاة تقوم بتغيير نشاط الدماغ وسلب الطاقة السلبية منه، كما أنها تعمل على تنقية القلب من الضغائن التي توجد بداخله نتيجة التعرض للظلم أو ما إلى ذلك، كما أنها تعمل على تصفية الذهن وراحة البال من كل ما يمر به الإنسان.

لذا فالصلاة تعد من أكثر الطرق التي تؤدي إلى حل المشاكل النفسية، فضلًا عن الأخذ بالأسباب والاستعانة بطبيب إذا لزم الأمر، ولكن بالقرب من الله كل شيء سيصير أفضل.

السيطرة على النفس

من الضروري أن يكون لديك الوعي لكي تتحكم في ردود أفعالك تجاه ما يحدث حولك، وذلك لأن رد الفعل الذي سوف تصدره قد يتسبب لك في ضغوطات أخرى نتيجة عدم قدرتك على التعامل مع الآخرين بشكل صحيح، لذا فالتحكم في ردود أفعالك يجعلك لا تتسبب في أذى لغيرك.

يجب على الشخص الذي يمتلك تراكمات نفسية أن يعمل على تدريب عقله الباطن على السيطرة على النفس والتخلص من كل ما هو متراكم داخل عقله، لتكون هي أول خطوة يُمكن للفرد القيام بها لمساعدة نفسه على التخلص من التراكمات النفسية.

اقرأ أيضًا: ما هو الفرق بين الوحدة والعزلة

كثيرٌ منا يعاني من التراكمات النفسية، وقلّما يتم إيجاد حلول لها عند الاستسلام لجعلها تتفاقم، لذا يُنصح بتجديد الطاقة الإيجابية والعمل على التخلص من تلك التراكمات.

قد يعجبك أيضًا