ما هي أسباب هزيمة المسلمين في معركة أحد؟

ما هي أسباب هزيمة المسلمين في معركة أحد؟ يمكنك التعرف عليها عبر موقع زيادة ، حيث  خاض النبي صلى الله عليه وسلم حروبًا كثيرة لنشر الإسلام وتثبيت دعائم الدولة الإسلامية، وقد كان الجيش الإسلامي يعرف بقوته وجسارته بالإضافة إلى حسن تنظيمه، وفي كل الحروب كان يحرص النبي صلى الله عليه وسلم على إرشاد المسلمين إلى ما ينبغي عليهم فعله ويضع لهم معالم وقواعد الحرب، وربما يكون السؤال الذي يتبادر إلى الذهن الآن هو ما هي أسباب هزيمة المسلمين في معركة أحد؟، لمعرفة الإجابة، تابع قراءة المقال.

كما أدعوك للتعرف على: اول معركة في الاسلام وما هي أحداثها والدروس المستفادة منها

ما هي غزوة أحد؟

ما هي أسباب هزيمة المسلمين في معركة أحد

هي ثاني أكبر غزوة للمسلمين، وقد كانت بين المسلمين وكفار قريش، وقعت هذه الغزوة بعد عام واحد من غزوة بدر الكبرى، في يوم السبت السابع من شوال من العام الثالث للهجرة، وقد سميت بهذا الاسم، نسبة إلى جبل أحد الذي وقعت عنده، فقد كان موقع الغزوة في أحد السفوح الجنوبية للجبل، وهي أول غزوة يهزم فيها المسلمين.

ما هو سبب غزوة أحد؟

يعتبر السبب الرئيسي لغزوة أحد هو رغبة المشركين في الانتقام من المسلمين، بعدما ألحق المسلمين بهم هزيمة فادحة في العام الذي يسبقه في غزوة بدر، فقامت قريش بجمع حلفائها.

بغرض مقاتلة ومحاربة المسلمين في المدينة المنورة بعدما نالوا منهم في بدر، وكانت هذه الغزوة بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم لجيش المسلمين، وبقيادة أبي سفيان بن حرب لجيش قريش.

وقد جمعت قريش جيش يبلغ 3000 مقاتل منها ومن حلفائها، بينما كان عدد المسلمين 1000 مقاتل، وقد انسحب منهم بعد ذلك ما يقرب من 300 مقاتل ليبقى العدد الفعلي هو 700 مقاتل فقط.

وقد بلغ عدد شهداء المسلمين في أحد 70 شهيد منهم مجموعة من كبراء الصحابة وعلى رأسهم حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، بينما قتل من المشركين 237 فقط.

نتيجة غزوة أحد

يجدر بنا القول، أن هزيمة المسلمين كانت هي النتيجة التي أسفرت عنها غزوة أحد، وعلى الرغم من ذلك، فقد ظفر المسلمون كثير من الأشياء، وقد عد المؤرخين أحد بأنها أحد المصائب الكبرى التي أصابت المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنها كانت بمثابة صفعة الحياة، ومن أهم النتائج لغزوة أحد:

  • مقتل عدد ليس بالقليل من كفار قريش، بالإضافة إلى مقتل بعض رؤوس الفساد لكفار قريش.
  • لم يؤسر أحد من المسلمين، بل قتل من قتل، وعاد من عاد.
  • حاول المسلمين مطاردة المشركين في اليوم التالي، وفر المشركين خائفين إلى أراضيهم.
  • أسر المسلمون مشرك واحد فقط وهو أبو عزة الجمحي.
  • محص الله تعالى القلوب لنبيه صلى الله عليه وسلم، وأظهر خفايا القلوب المنافقة .
  • كسر رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسالة بعض دمائه، يعتبران من أسواء أحداث هذا اليوم.

اقرأ أيضاً للتعرف على: متى كانت غزوة أحد؟ وكيف تم الإستعداد لها ومجريات الغزوة من البداية حتى النهاية

ما أسباب هزيمة المسلمين في معركة أحد؟

يرجع السبب الرئيسي لهزيمة المسلمين في معركة أحد، إلى وجود الخلل في بعض مباديء المسلمين المقاتلين، لاسيما الرماة، حيث تمكنت الدنيا من قلوب بعضهم وخالفوا أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجدر بنا القول أن المعركة بدأت بنصر المسلمين، وقد فر المشركين فزعًا وخوفًا بعدما رأوا قوة المسلمين.

وقد وقعت الفتنة في قلوب بعض الرماة عندما رأوا الغنائم ونزلوا لجمع الغنائم، كما يجدر القول أن عدد كبير من الرماة، التزموا بأوامر النبي وثبتوا على ثغورهم ومنهم أنس بن النضر وأبي طلحة وثابت بن الدحداح وغيرهم، وقد كونوا ما يشبه الحصن بأجسادهم لحماية جسده الطاهر صلوات ربي وسلامه عليه، إلا أنه قد أصيب في هذه الغزوة، بل وقد أشيع مقتله.

رجال صدقوا

لا يمكن أن نذكر غزوة أحد دون أن نتطرق للصحابي الجليل أنس بن النضر الذي صدق ما عاهد عليه الله ورسول، وثبت في مكانه وقاتل إلى أن قتل، وقد كان جديرًا بنزول

قول الله تعالى فيه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً).

كما جاء عنه أيضًا عن أنس -رضي الله عنه- قال: غاب عمي أنس بن النَّضْرِ -رضي الله عنه- عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله، غِبْتُ عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين لَيُرِيَنَّ الله ما أصنع. فلما كان يوم أُحُدٍ انْكَشَفَ المسلمون، فقال: اللَّهم أعْتَذِرُ إليك مما صنع هؤلاء – يعني: أصحابه – وأبرأُ إليك مما صنع هؤلاء – يعني: المشركين – ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: يا سعد بن معاذ، الجنَّة وربِّ الكعبة إنِّي أجِدُ ريحها من دونِ أُحُدٍ. قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع! قال أنس: فوجدنا به بِضْعَا وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة بِرُمْح، أو رَمْيَة بسهم، ووجدناه قد قُتل ومَثَّل به المشركون فما عَرفه أحدٌ إلا أُختُه بِبَنَانِهِ. قال أنس: كنَّا نرى أو نَظُنُّ أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه).

ومن هنا يمكنكم التعرف على: معركة قادها سعد بن أبي وقاص وأسباب معركة القادسية

الدروس المستفادة من غزوة أحد

ما هي أسباب هزيمة المسلمين في معركة أحد

على الرغم من هزيمة المسلمين في معركة أحد إلا أنها كانت من أكثر الغزوات التي استفاد منها المسلمون في حياتهم العسكرية والعملية، إن لم تكن أكثرها على الإطلاق، ومن أهم الدروس المستفادة في غزوة أحد كما صنفها أهل العلم والتاريخ:

1ـ معرفة المنافقين

فمن أهم الدروس المستفادة من غزوة أحد هي بيان الفئة المنافقة، وتقسيم الناس على حسب ما تحتويه قلوبهم إلى ثلاث فئات، فئة مؤمنة خالصة وأخرى كافرة في الظاهر والباطن والثالثة منافقة تظهر الإيمان وتخفي الكفر، وذلك بعد عودة عبد الله بن أبي بن سلول بما يقرب من ثلث جيش المسلمين قبل بدء المعركة، مما سبب كثير من الإحباط والخوف لبعض المقاتلين.

وقد أنزل الله تعالى في ذلك الأمر قرآن يتلى وهو

قوله (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّـهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ* وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ).

2ـ وجوب الطاعة

كذلك من الدروس المستفادة هي بيان أهمية طاعة القائد، وأن عدم الالتزام بالقواعد مدعاة للهزيمة والفشل، وأن على المسلمين في كل زمان ومكان التمسك بأمر الله وأمر نبيه، فبهما تطيب الحياة ويظفرون بخير الدنيا والآخرة.

حيث قال تعالى (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا لَقيتُم فِئَةً فَاثبُتوا وَاذكُرُوا اللَّـهَ كَثيرًا لَعَلَّكُم تُفلِحونَ* وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصّابِرينَ).

3ـ بيان سنن الله بين خلقه

تعتبر غزوة أحد درسًا عمليًا عن سنن الله في خلقه، حيث أن طبيعة الدنيا أن النصر لا يمكن أن يظل حليف الشخص طيلة حياته، وكذلك الهزيمة، فمن سنن الله تعالى بين خلقه بل وبين الرسل الذين هم أفضل الخلق أجمعين، أن يمسهم الحزن والفرح والهزيمة والنصر.

كما دلت الغزوة على أن الأيام دول، لكن لا شك أن النصر في النهاية لجند الله ورسله.

حيث قال تعالى (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).

4ـ بيان حب الله لرسوله والمؤمنين

على الرغم من ما حدث من المسلمين لمخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن الله تعالى أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم بعض الآيات التي تبين مدى حب الله تعالى لرسوله والمؤمنين ولعل الحكمة في ذلك هي تسلية المؤمنين والتخفيف عنهم.

ومن هذه الآيات قول المولى عز وجل :(ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّـهِ).

5ـ دور المرأة في الإسلام

أظهرت غزوة أحد أن للمرأة دور في الإسلام لا يقل عن دور الرجل في نشر الدعوة، بل إن بعض النساء ضربن مثالًا رائعًا في القوة والشجاعة، كنسيبة أم عمارة رضي الله عنها، التي ثبتت هي وزوجها وأولادها مع النبي صلى الله عليه وسلم، بل ودافعن عنه بأنفسهم ودمائهم.

6ـ ضرب النبي المثل الأعلى في الشجاعة

من أهم الدروس المستفادة من غزوة أحد للمسلمين منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، أن طريق الدعوة مليء بالأذى والتعب، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد شق وجهه وكسرت رباعيته.

وعلى الرغم من ذلك لم يفر ولم يتراجع، بل ثبت كالأسود وأخذ ينادى على المسلمين أن أقبلوا ولا تدبروا فتخسروا، وقد استجاب عدد كبير من المسلمين لدعوى النبي.

ننصحكم بزيارة مقال: من هو قائد معركة اليرموك الذي قال أبو بكر الصديق أن النساء عجزت أن تلد مثله

وإلى هنا نكون قد تناولنا موضوع ما أسباب هزيمة المسلمين في معركة أحد، وتحدثنا عن أهمية طاعة الله تعالى وطاعة نبيه، كما بينا بعض الدروس المستفادة من غزوة أحد، هذا وينبغي أن يعرف المسلمون أن النصر سيظل حليفهم طالما يتمسكون بأوامر الله وأوامر نبيه، أما من مال منهم وزاغ واتبع هواه، فلا مال ولا مئال له.

قد يعجبك أيضًا