ما هي الخلايا الجذعية وما أهميتها

ما هي الخلايا الجذعية وما أهميتها؟ وما هي أنواعها؟ وهل يمكن استخدامها في علاج بعض الحالات والمشاكل الطبية؟ إن الخلايا الجذعية من أهم المكونات الحيوية داخل جسم الإنسان وتقوم بالعديد من الوظائف، وسوف نعرض لكم عبر موقع زيادة ما هي الخلايا الجذعية وما أهميتها.

ما هي الخلايا الجذعية وما أهميتها؟

بصدد الإجابة عن سؤال ما هي الخلايا الجذعية وما أهميتها، سنقسِّم الإجابة عن هذا السؤال إلى جزئين، الأول نتحدث فيه عن ماهية الخلايا الجذعية، أما الجزء الثاني فسنتحدث فيه عن أهمية الخلايا الجذعية، وهذا ما سنعرضه لكم في الفقرات الآتية:

أولًا: ماهية الخلايا الجذعية

للإجابة عن الجزء الأول من سؤال ما هي الخلايا الجذعية وما أهميتها، نشير إلى تعريف وماهية الخلايا الجذعية كمكوِّن حيوي في جسم الإنسان، في تشكل المادة الخام التي تتشكّل منها كل الخلايا بمختلف أنواعها في جسم الإنسان، وذلك بواسطة تطوير نفسها عن طريق الانقسام لتكوّن أي نوع من أنواع الخلايا.

بالتالي يمكن وصف الخلايا الجذعية بأنها مصنع لخلايا الجسم، كما يجدر الذكر بأن الخلايا الجذعية غير متخصصة أو متمايزة على عكس باقي خلايا الجسم، والتي كل منها يختص بوظيفة معينة في الجسم.

فمثلًا خلايا الدم الحمراء لها وظيفة محددة ألا وهي حمل الأكسجين والغذاء لجميع أعضاء الجسم وأجهزته، ولم نجد أن خلايا الدم الحمراء تقوم بوظيفة غير تلك الوظيفة.

كما تجدر الإشارة إلى أن الخلايا الجذعية في بدايتها تكون غير متمايزة أو متخصصة في وظيفة معينة داخل الجسم، ولكنها يمكنها الانقسام لعدد كبير من الخلايا المختصة، وهنا تصبح متمايزة أو متخصصة.

اقرأ أيضًا: بحث عن الخلايا الجذعية وأنواعها

ثانيًا: أهمية الخلايا الجذعية

ضمن إطار الإجابة عن الشق الثاني من سؤال ما هي الخلايا الجذعية وما أهميتها، يجب الإشارة إلى أهمية الخلايا الجذعية للجسم، حيث إنها تساهم في:

1– معرفة طريقة حدوث الأمراض

يتم ذلك عن طريق تتبع مراحل نضج الخلايا الجذعية الغير متمايزة حتى تصبح خلايا متمايزة في نسيج العظام أو الجهاز العصبي أو عضلة القلب أو غيرها من الأنسجة في باقي الجسم.

من خلال ذلك يتمكن الطب الحديث من معرفة السبب وراء المرض وكيفية حدوثه، وبالتالي يساهم هذا في إيجاد علاج لهذا المرض.

2-علاج فعال في مجال الطب التجديدي

حيث إنها أفادت الطب التجديدي أو التوليدي في استبدال الخلايا الضعيفة أو المريضة بالخلايا الصحيحة والسليمة، كما استخدم هذا النوع من الطب الخلايا الجذعية أيضًا في تحويلها لخلايا نوعية تعمل على ترميم وإصلاح أنسجة الجسم التالفة.

3- علاج العديد من الأمراض والمشاكل الصحية في الجسم

تساعد الخلايا الجذعية متعددة الاستخدامات في علاج بعض المشاكل الصحية، من أبرز إسهاماتها في علاج بعض الأمراض الآتي:

  • داء السكري: أثبتت إحدى التجارب التي تم إجراؤها على فئران التجارب أنه يمكن الاستعانة ببعض العينات من الخلايا الجذعية من جلد الشخص المصاب بداء السكري واستخدامها في إنتاج خلايا متمايزة تنتج هرمون الإنسولين المفيد لعلاج السكر في الدم.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية: يمكن الاستفادة من الخلايا الجذعية في حالة معاناة الشخص من تلف النسيج العضلي للقلب، وذلك عن طريق زراعة الخلايا الجذعية في أنسجة القلب؛ حيث يساعد هذا في ترميم تلك الأنسجة.

فضلًا عن أنها تعالج أمراض تضرر خلايا الدم وتلفها، مثل: مرض الثلاسيميا، كما يمكنها تعويض فقدان الجسم لكرات الدم الحمراء الناجم عن الإصابة ببعض الأمراض، مثل: مرض السرطان، حيث يمكن استخدام الخلايا الجذعية وتحويلها إلى خلايا تنتج كرات الدم الحمراء السليمة في الجسم.

  • علاج التنكس البقعي المتعلق بالعمر: حيث إن هذا المرض يتمثل في توقف بعض البقع في شبكية العين عن أداء وظائفها، مما يتسبب في الإصابة بفقدان البصر والعمى، فيمكن الاستعانة بالخلايا الجذعية عن طريق استبدال الأنسجة التالفة في شبكية العين بالخلايا الجذعية.
  • زرع الأعضاء وتجديد خلايا الجلد: حيث يمكن الاستعانة بالخلايا الجذعية في حالة تلف إحدى أعضاء الجسم وتوقفها عن العمل، فيتم استخدام الخلايا الجذعية التي تعمل على تنشيط عملية إنشاء عضو جديد بدلًا من العضو التالف ثم زراعته، وهي إحدى اختصاصات الطب التجديدي.

كما يمكن استخدامها في علاج تضرر أنسجة وخلايا الجلد الناتج عن الحروق من الدرجة المتأخرة، وذلك بواسطة استخدامها كبديل عن خلايا الجلد التالفة.

4- المساهمة في علاج بعض الحالات الأخرى

لم ينتهي الحديث عن فوائد الخلايا الجذعية المتعددة، حيث إنها تعمل على علاج المزيد من الحالات الصحية، فضلًا عن أهميتها في الطب الدوائي، وهذا ما سنعرضه لكم على النحو التالي:

  • علاج مرض التصلب اللويحي المتعدد: أثبتت بعض الدراسات أنه يمكن استخدام الخلايا الجذعية في تثبيط نشاط مرض التصلب اللويحي المتعدد.

يتم ذلك عن طريق الاستعانة بها في التعويض عن التلف الناجم عن مهاجمة الأجسام المضادة للجهاز المناعي أنسجة الجهاز العصبي والغلاف الذي يغطي الدماغ والذي يُعرف بالمايلين.

  • علاج بعض الأمراض الاستقلابية: حيث إن هذا النوع من الأمراض يتسبب في خلل بعض إنزيمات الجسم في أداء وظائفها، فيتم الاستعانة بالخلايا الجذعية لتعويض هذا الخلل أو تقليل أعراضه الخطيرة على الجسم.
  • التأكد من فاعلية الأدوية وتطويرها: يمكن اللجوء للخلايا الجذعية في استخدامها للتحقق من فاعلية الدواء على الحيوانات قبل تجربتها على الإنسان، كما أنها تساهم في إيجاد علاجات جديدة ذات فاعلية كبيرة.
  • الاستفادة في عملية زراعة نخاع العظام: حيث إنه أثناء استخدام العلاج الكيماوي والعلاج بالإشعاع في عملية زراعة النخاع، يحدث تلف لخلايا الدم البيضاء والنخاع العظمي.

فيقوم الطبيب بأخذ عينة من نخاع العظام أو عينة من الخلايا الجذعية من الحبل السري لشخص سليم، ثم يقوم بزرعها في النخاع العظمي كتعويض للتلف الناجم عن العلاج الكيماوي والإشعاعي.

لكن يجدر الذكر بأن العينة يجب أن تكون متطابقة مع خلايا المريض، بهدف عدم اعتبار الجهاز المناعي بأنها أجسام غريبة وبالتالي يقوم بمهاجمتها، كما يجب التحقق من فاعلية عينة الخلايا الجذعية في تحولها إلى النوع المراد من الخلايا.

  • كما تساهم في علاج أمراض أخرى، مثل:
  • مرض الزهايمر.
  • داء باركنسون.
  • التشوهات الخلقية.
  • إعادة تنشيط بصيلات الشعر في حالة لمعاناة من الصلع.
  • علاج التوحد.

اقرأ أيضًا: مريض سرطان الدم كم يعيش؟

أنواع الخلايا الجذعية ومصادرها

بعد معرفة ما هي الخلايا الجذعية وما أهميتها، تجدر الإشارة إلى أنواع الخلايا الجذعية، وهي التي سنعرضها لكم كما في التالي:

1- الخلايا الجذعية الجينية

هي نوع من الخلايا الجذعية الذي يتم الحصول عليه من خلال الجنين البشري في الفترة العمرية التي تتراوح بين 3 إلى 5 أيام، وهذا بواسطة خضوع المرأة للتخصيب في المعمل، فيقوم الطبيب بأخذ عينة من الخلايا الجذعية للجنين.

2- الخلايا الجذعية الغير جينية

الخلايا الجذعية الغير جينية أو البالغة لدى البالغين، ولكن يمكن الحصول عليها من الأطفال أيضًا، كما أنها تتمركز في الأعضاء والأنسجة المتطورة في الجسم، مثل: النخاع العظمي.

حيث يستفيد منها الجسم في استخدامها بدلًا من الأنسجة الغير سليمة الموجودة في نفس موضع تواجد الخلايا الجذعية، كما تجدر الإشارة إلى أن الفرق بين الخلايا الجينية والغير جينية أن الأولى لا تنقسم أو تتمايز إلى خلايا أخرى متعددة الأنواع.

وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن الحصول على هذا النوع من الخلايا الجذعية عن طريق عدة مصادر في جسم الإنسان، مثل:

  • المخ.
  • النخاع العظمي.
  • خلايا الدم.
  • الأوعية الدموية.
  • خلايا الجلد.
  • خلايا الكبد.

3– الخلايا الجذعية المجددة عالية الجودة

يتم إنشاء هذا النوع من الخلايا بواسطة الطب التجديدي، حيث يقوم هذا النوع من الطب على تحويل الخلايا الجذعية الغير جينية أو البالغة إلى خلايا جديدة عالية الجودة.

حيث يمكن لهذا النوع الأخير أن ينقسم أو يتمايز إلى العديد من الخلايا التي تعوض النقص أو التلف في أي نسيج من أنسجة الجسم، ويتم ذلك عن طريق إعادة برمجة الخلايا الجذعية الغير جينية لتقوم بوظيفة الخلايا الجذعية الجينية.

4- الخلايا الجذعية قبل مرحلة الولادة

هذا النوع من الخلايا الجذعية يتم الحصول عليه من دم الحبل السري، كما يمكن أخذها أيضًا من السائل الأمينوسي أو ما يُسمى بالسائل السلوي وهو السائل المحيط بالجنين في قناة الرحم.

فيمكن الاستفادة من تلك المصادر في الحصول على خلايا الدم الجذعية والاستفادة منها في علاج الأمراض، مثل: مرض سرطان الدم لدى الأطفال، أو الاحتفاظ بها بواسطة تجميدها والاستفادة منها في العلاجات المستقبلية.

5- الخلايا الجذعية بعد الولادة

يتم الحصول على هذا النوع من الخلايا عن طريق دم الحبل السري للرضيع بعد خروجه من الرحم، وهي تنقسم لنوعين:

  • خلايا جذعية متخصصة في تكوين خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء.
  • خلايا جذعية متوسطية تتخصص في تكوين أنسجة نخاع العظام والغضاريف وغيرها.

6- الأنسجة المتمايزة الدهنية

هي مصدر من مصادر الخلايا الجذعية القادرة على الانقسام والتمايز لعدد غير محدود من الخلايا متعددة الوظائف، فمن الممكن أن تنقسم لتتحول إلى:

  • خلايا عضلية.
  • خلايا في النسيج الدهني.
  • خلايا غضروفية.
  • خلايا عظمية.
  • خلايا عصبية.
  • خلايا الدم البيضاء. خلايا الدم الحمراء.

اقرأ أيضًا: مراحل تكوين كريات الدم الحمراء

كيفية أخذ الخلايا الجذعية للنخاع العظمي من الشخص المتبرع

بجانب الإجابة عن سؤال ما هي الخلايا الجذعية وما أهميتها، يجب أن نسلط الضوء على الطريقة التي يتم اتباعها من قبل الجهات المختصة في الحصول على الخلايا الجذعية للنخاع العظمي من المتبرع، وهذا يتم عن طريق الخطوات الآتية:

  1. يتم إدخال الشخص المتبرع إلى غرفة العمليات، ثم تخديره كليًا.
  2. قيام الجراح بسحب عينة من خلايا النخاع العظمي للورك أو عظام الحوض معتمدًا على وزن الشخص المتبرع.
  3. تستغرق عملية سحب العينة فترة تتراوح بين ساعة إلى ساعتين يأخذ فيها الجراح حوالي 10 % من النخاع العظمي للمتبرع.
  4. يتم استخدام هذه العينة في منح الخلايا الجذعية للمريض حسب النسيج الذي يعاني من التلف فيه، ويتم الاحتفاظ بباقي العينة عن طريق التجميد لاستخدامها مستقبليًا.
  5. بعد الانتهاء من العملية قد يغادر المتبرع المشفى في اليوم التالي صباحًا، وعليه أن يطمئن لأن جسمه سيقوم تلقائيًا بتعويض النقص الناتج عن التبرع في فترة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع.

حالة المتبرع بعد العملية

بعد انتهاء الشخص من الخضوع لعملية التبرع، تجدر الإشارة إلى أنه قد يتعرض لبعض الأعراض السلبية بعد مرور عدة أيام من العملية، فقد يشعر بالألم الشديد في مكان الجراحة والشعور بالتهاب تلك المنطقة.

فيمكنه بصدد ذلك تناول مسكنات الألم غير الستيرويدية، مثل: النابروكسين، والأسبرين والإيبوبروفين، بالإضافة إلى أن المتبرع قد يعود لممارسة حياته بصورة طبيعية بعد حوالي أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.

كيفية أخذ الخلايا الجذعية الطرفية من الشخص المتبرع

في إطار الإجابة عن سؤال ما هي الخلايا الجذعية وما أهميتها، يجب أن نشير إلى الطريقة التي يتم اتباعها من قبل الجهات المختصة في الحصول على الخلايا الجذعية الطرفية من المتبرع، وهذا يتم عن طريق الخطوات التالية:

  1. القيام بحقن الشخص المتبرع بعدد من الحقن التي تحتوي على عقار يُدعى الفليغراستيم، وهذا قبل عدة أيام قبل الخضوع للعملية، حيث إن هذا العقار يساعد في تنشيط خلايا النخاع العظمي في عملية إنتاج عدد كبير من الخلايا الجذعية في جسم الشخص المتبرع.

يجدر بالذكر أن هذا العقار قد يتسبب في بعض الأعراض الجانبية للمتبرع، مثل: الشعور بالألم في العظام والمعاناة من صداع الرأس والأرق والشعور بالدوار والغثيان والحمى الطفيفة، وفي تلك الحالة يمكنه استخدام مسكنات الألم الغير ستيرويدية، مثل: النابروكسين، والإيبوبروفين والأسبرين.

  1. تستغرق عملية سحب الخلايا الجذعية الطرفية حوالي ما يتراوح بين ساعتين إلى أربع ساعات، ومن الممكن أن يخضع المتبرع لهذا السحب بشكل يومي حتى الانتهاء من سحب الكمية المناسبة من الخلايا الجذعية.
  2. قد يشعر المتبرع ببعض الأعراض أثناء عملية السحب، مثل: الغثيان والدوار وانقباضات العضلات والقشعريرة، ولكنها سرعان ما تتلاشى بانتهاء التبرع.
  3. يعطي الشخص القائم على السحب عقار بليريكسافور للمتبرع، كما أنه يجب على المتبرع أن يخبر الطبيب في حالة المعاناة من ألم في الجانب الأيسر من الجسم، مثل: ألم الكتف الأيسر وألم أسفل القفص الصدري الأيسر.

اقرأ أيضًا: كم خلية دم حمراء يستطيع إنتاجها الجسم في اليوم الواحد؟

بعض الأمور الواجب مراعاتها أثناء سحب العينة

يجب على الطبيب عندما يقوم بسحب العينة من المتبرع أن يتأكد من بعض الأمور، مثل:

  • توافق الخلايا الجذعية التي يتم سحبها من الشخص المتبرع مع نوع الخلايا الجذعية للشخص المريض، وهذا لأنه إذا كانت الخلايا الجذعية عند كلٍ منهما مختلفة سيتسبب ذلك في مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا المُتبرع بها باعتبارها أجسام غريبة، وبالتالي تصبح عملية الزراعة والتبرع بلا جدوى.
  • أنه كلما كان المتبرع متطابقًا في جيناته مع المريض كلما زادت جودة النتيجة، حيث يُفضّل أن يكون المتبرع أحد أقارب المريض من الدرجة الأولى، مثل: الأب والأم أو الأخوة، أو الدرجة الثانية، مثل: الأخوة الغير أشقاء، أو الدرجة الثالثة، مثل: الأخوال والأعمام وأبنائهم، فإذا لم يجد الطبيب متبرعًا للمريض من أقاربه يتم التوجه لسحب عينة من شخص يتطابق مع المريض من ناحية الخلايا الجذعية.

إن إجابة سؤال ما هي الخلايا الجذعية وما أهميتها أتاحت لنا معرفة أن الخلايا الجذعية تُعد المادة الخام لخلايا الجسم، كما يمكن من خلالها علاج العديد من الحالات وإنشاء أنواع جديدة من الأدوية المفيدة مستقبلًا.

قد يعجبك أيضًا