ما آثار محبة الله للعبد

ما آثار محبة الله للعبد؟ وهل يمكن إدراكها؟ إن الإنسان غالبًا ما لا يدرك إن كان الله محبًا له راضيًا عنه أم لا، ولا يعرف هل من طريق أو وسيلة يتبعها ليدرك بها هذا.

سنعرف من خلال هذا الموضوع عبر موقع زيادة، ما آثار محبة الله للعبد وكيف يمكن له أن ينال محبة الله، ليرى علامات حبه له بكل وضوح وليدرك بعقله وقلبه ما آثار محبة الله للعبد.

ما آثار محبة الله للعبد؟

إذا تساءل كل منا ما آثار محبة الله للعبد لوجد آلاف بل ملايين الإجابات الطويلة التي لا حصر لها، ولعل أبرز مظاهر محبة الله لنا هو خلقه للإنسان.

فلولا أنه يحب آدم وأبناء آدم عليه السلام ما كان ليخلقهم ويصورهم في أحسن صورة ويستخلفهم في الأرض ويسخر لهم قوى الطبيعة بأكملها لكي تكون في خدمتهم طوال الوقت، ولعل من أبرز مظاهر محبة الله للعبد ورضاه عنه الآتي:

  • أن يكون العبد زاهدًا في الدنيا ومباهجها ومتاعها وشهواتها، وكل همه في الحياة هو التقرب إلى الله بصالح الأعمال، فيثبته الله على ذلك ويحميه من فتن الحياة الدنيا والآخرة، وذلك ما أكد عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

“عن قتادة بن النعمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أحبَّ اللَّهُ عَبدًا حماهُ الدُّنيا كَما يظلُّ أحدُكُم يَحمي سَقيمَهُ الماءَرواه قتادة بن النعمان، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، حكم الحديث: صحيح.

  • التقوى والورع والرغبة المستمرة والمتجددة في الالتزام الديني، باتباع السنة النبوية الكريمة والامتثال إلى أوامر الله والانتهاء عما نهى عنه، ففي ذلك فوز عظيم للعبد، فهو فوز برضا الله وفوز بحب النبي صلى الله عليه وسلم وفوز في الحياة الدنيا وفوز بنعيم الآخرة.

وهي مما اشتملت عليه إجابة “ما آثار محبة الله للعبد؟”، حيث قال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [سورة آل عمران، الآية رقم31].

  • التواضع الدائم مع الجميع عامةً ومع الله سبحانه وتعالى خاصة، فإن الله إذا ما أحب عبده حبب في نفسه التواضع وأبغضه في التكبر، فهو مما تتضمنه إجابة “ما آثار محبة الله للعبد؟”، وقال تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) [سورة النحل، الآية رقم 49].

لقد جعل الله لعبده المتواضع في الدنيا جنة تليق بنفسه السمحة المحبة للتواضع ولين الجانب ولقد أكد الله سبحانه وتعالى على أنه لن يدخل جنته من كان يحمل في قلبه ذرة واحدة من الكبر، قال تعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [سورة القصص، الآية رقم 83].

اقرأ أيضًا: فضل الصدقة في دفع البلاء

مظاهر حب الله للعبد

إن الذي يسأل ما آثار محبة الله للعبد؟ لو نظر لكل ما حوله ومن حوله وإذا نظر إلى نفسه حتى، لوجد أن حب الله له قد غمره من فوق رأسه وحتى أسفل قدميه، فإن الله لم يخلق الإنسان عبثًا ولولا حبه لنا جميعًا لما سخر لنا ما في السماوات وما في الأرض.

إذًا إن من يطرح هذا السؤال سوف يغرق في بحر لا شاطئ له ولا عمق من الإجابات، ولعل من أبرز مظاهر حب الله لعبده التي تضمنتها إجابة “ما آثار محبة الله للعبد؟” ما يلي:

1- عزة النفس من مظاهر حب الله للعبد

تتضمن إجابة “ما آثار محبة الله للعبد؟” إن العبد الصالح الذي نال حب الله يظهر عليه أثر تلك المحبة في كونه عزيز النفس غيورًا على كرامته، ويظهر ذلك جليًا عند تعامله مع شخص قد كفر بالله أو كذبه، قال تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [سورة المائدة، الآية رقم 54].

2- القبول من آثار حب الله للعبد

إن القبول يعد من أبرز مظاهر حب الله لعبده، فإن الله إذا ما أحب عبده جعل في وجهه بشاشة وقبولًا يبعث نفس من يتعامل معه على الشعور بالراحة والأمان والاطمئنان.

القبول هنا لا يقتصر فقط على الوجه السمح البشوش وإنما يشمل الصفات والتعامل الجوهري بين العبد وبين الناس، الذين يشعرون بالود تجاهه ويرغبون في التقرب إليه دون غيره لما فيه من قبول في الوجه والنفس.

“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أحَبَّ اللَّهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ“، رواه أبو هريرة، وحدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري، حكم الحديث: صحيح.

3- حب الطاعة من مظاهر حب الله للعبد

إن الله إذا أحب عبده حبب إليه طاعته ورغبه فيها ونفره من معصيته، فيصبح العبد مسخرًا لكل جوارحه وحواسه في نيل رضا الله فقط، فلا يسمع بأذنيه ما يغضب الله ولا ينظر بعينيه إلى ما لا يحبه الله، ولا ينطق لسانه إلا بما يرضى عنه الله ولا يمشى بقدميه خطوة في طريق أو إلى فعل يغضب الله.

بذلك يصل العبد إلى درجة يصبح فيها وليًا من أولياء الله الصالحين، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ

“فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ رواه أبو هريرة، وحدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري، حكم الحديث: صحيح.

اقرأ أيضًا: خير الناس أنفعهم للناس فمن هم خير الناس؟

4- البلاء دليل على محبة الله للعبد

قد يعتقد الإنسان عندما يمر بأزمة أو ضائقة من أي نوع في مرات متتابعة أن الله غاضب عليه ويود أن يعاقبه ولكن هذا الأمر غير صحيح، إن الله عندما يمتحننا بمحنة قاسية أو يبتلينا كثيرًا فهذا من أسمى وأجمل معاني حب الله لنا، ففي مقابل هذا البلاء نصبح أكثر قوة وأكثر صلابة وأكثر قابلية على مواجهة متاعب ومشاق الحياة.

إن هذا الابتلاء نجزى عنه عند الله خير الجزاء عن صبرنا واحتسابنا ويقيننا بالله تعالى أنه سوف يكشف عنا الضر، فكل لحظة صبرنا وتحملنا فيها هذا البلاء نجد أمامها سيلًا من الثواب والحسنات.

كما أن الابتلاء هو تطهير من الله لنفوسنا عن الذنوب والمعاصي التي ارتكبناها، ولولا حب الله لنا لما ابتلانا لكي نرجع إليه ونتقرب منه مرة أخرى فمن يحبنا لا يحب أن نبتعد عنه أو ننساه ونضل طريقه.

“عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم، فمَن رَضي فله الرِّضَى، ومَن سخِط فله السَّخطُرواه أنس بن مالك، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، حكم الحديث: حسن التصريف والإسناد.

5- الإلهام بالدعاء من آثار محبة الله

إن الإنسان عندما يسأل ما آثار محبة الله للعبد سيجد أن العبد الذي بينه وبين الله صلة من الحب دائمًا ما يكون كثير الدعاء محبًا له لحوحًا فيه.

الدلالة على ذلك أن نجد العبد مهما كثرت ذنوبه وأخطاؤه يبتهل بالدعاء وكلما واجه مصيبة جراء أفعاله وأخطائه تلك ينطق لسانه بالدعاء وذكر الله من دون تفكير ولا يخيب الله ظنه الطيب فيه ولا يرده عن بابه خالي الوفاض.

“عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ ربَّكم حَيِيٌّ كريمٌ، يَستحْيي مِن عبدِه إذا رفَع يدَيْه إليه أنْ يرُدَّهما صفرًا”، رواه سلمان الفارسي، وحدثه شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج سنن أبي داوود، حكم الحديث: صحيح.

إن الإنسان بالرغم من أخطائه يعرف أن الله هو الملاذ الآمن له والملجأ الأول إليه والحل يكمن في الدعاء له من القلب بخشوع ومناجاته سرًا، فلا يردنه الله خائبًا ويستجب له ما دام يدعوه بالخير وما دام صابرًا متيقنًا من روح الله وليس متعجلًا شاكًا في أمر الله.

“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، ما لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، ما لَمْ يَسْتَعْجِلْ قيلَ: يا رَسُولَ اللهِ، ما الاسْتِعْجَالُ؟ قالَ: يقولُ: قدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذلكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَرواه أبو هريرة، وحدثه مسلم، المصدر: صحيح مسلم، حكم الحديث: صحيح.

6- حب العمل من مظاهر محبة الله

إن الله إذا أحب عبده جعله محبًا لعمله راغبًا راضيًا به غير متثاقل منه مهما كان شاقًا أو مخالفًا لطموحاته، فهو يكون راضيًا بما هو عليه مجتهدًا فيه طائعًا لأمر الله الذي حث على العمل وأمر بالاجتهاد فيه فهو يعلم أن في إتقانه للعمل وجده فيه إرضاءً لله، فإن العمل يغني الإنسان عن سؤال الغير ويرفع من شأنه.

” عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن يأخذَ أحدُكُم أحبلَهُ، فيأتيَ الجبلَ، فيجئُ بحزمةِ حطبٍ على ظَهْرِهِ فيبيعَها، فيستغنيَ بثَمنِها، خيرٌ لَهُ من أن يسألَ النَّاسَ، أعطوهُ أو منعوهُرواه الزبير بن العوام، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح ابن ماجه، حكم الحديث: صحيح.

7- حب لقاء الله من مظاهر حب الله للعبد

إن معظم الناس يخشون أن يأتي الموت خوفًا وهربًا من لقاء الله لكونهم غير مستعدين بعد للقائه، ولكن العبد الذي له خصاصة عند الله يترك لديه أثرًا يدل على مدى حبه له ألا وهو الرغبة المستمرة في لقاء الله.

بالرغم من رهبة وخشية الموت إلا أن هذا العبد يطمئنه أنه بالموت سوف يلقى ربه، وكلما أحب لقاء الله في كل وقت في صلاته وفي صومه وفي عمله وفي نفسه أحب الله أن يلقاه أضعاف ما أحب هو.

“عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن أحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ أحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، ومَن كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُرواه أبو موسى الأشعري، وحدثه الإمام البخاري، المصدر: صحيح البخاري، حكم الحديث: صحيح.

8- اللين والرفق من آثار حب الله للعبد

إن الله ما أحب عبدًا قطّ إلا وجعله لين الجانب لطيف الطباع حلو اللسان، وإن الله كلما أحب أحدًا من عباده أدخله إلى محراب حياته شخصًا ممن لهم الخصاصة لديه أو ممن لديهم روح لطيفة هينة لينة، تهون عليهم مشاق ومصاعب الدنيا وابتلاءاتها.

“عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللهَ إذا أحبَّ أهلَ بيتٍ أدخلَ عليهِمُ الرِّفقَ

رواه جابر بن عبد الله، وحدثه الألباني، المصدر صحيح الجامع، حجك الحديث: صحيح.

كما أكد الله سبحانه وتعالى على ضرورة الرفق واللين وتجنب الغلظة في الحديث مع الناس، قال تعالى: (فبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلين) [سورة آل عمران، الآية رقم 159).

9- حب قراءة القرآن من آثار محبة الله

إذا سئل ما آثار محبة الله للعبد لقُلنا أن يحببه الله ويرغبه في قراءة القرآن، فإن الله إذا أحب عبده قرب إلى نفسه القرآن وجعله ربيع صدره وجلاء همه.

فمن أحب قراءة كتاب الله وآياته أحبه الله وخاصةً تلك الآيات التي تذكر صفات الحق سبحانه وتعالى، وتلك الآيات بالذات لها في نفس العبد الصالح الكثير والكثير من الأثر الطيب.

“عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا علَى سَرِيَّةٍ، وكانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ في صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ”

“فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: سَلُوهُ لأيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ؟، فَسَأَلُوهُ، فَقالَ: لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وأَنَا أُحِبُّ أنْ أقْرَأَ بهَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أخْبِرُوهُ أنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ“، روته عائشة بنت أبي بكر، وحدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري، حكم الحديث: صحيح.

10- حب ذكر الله من مظاهر محبة الله

إن الله عندما يرضى عن عبده ويرتضيه لنفسه يزرع فيه حب ذكره على الدوام، فإن الإنسان الذي لا يفتر لسانه عن ذكر الله يجب أن يعلم أن ذلك من فضل الله عليه وحبه فيه، وكلما تقرب العبد من الله بالذكر والاستغفار والدعاء كلما تقرب الله منه وقربه إليه.

قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) [سورة البقرة، الآية رقم 152]، كما أن الرسول عليه أفضل الصلاة وأذكى السلام أوصى بكثرة الذكر، فهو يجلي القلب ويصقله ويجعله عامرًا بحب الله على الدوام.

“عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: أنَّ رجلًا قال يا رسولَ اللهِ إنَّ شرائعَ الإسلامِ قد كثُرت عليَّ فأخبِرني بشيءٍ أتشبَّثُ به قال: لا يزالُ لسانُك رطبًا من ذكرِ اللهِرواه عبد الله بن بسر، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، حكم الحديث: صحيح.

اقرأ أيضًا: لماذا حرم الله الربا؟ وما هو الربا؟ وما هي أنواع الربا؟

كيف ننال محبة الله؟

قبل أن نسأل ما آثار محبة الله للعبد علينا أن نسأل أولًا كيف لنا أن ننال حب الله، وهذا أمر يسير غير عسير فإن الله كريم رؤوف معطاء لمن يطلب.

فإذا تقدم العبد إلى الله بعمل صالح مهما كان صغيرًا متواضعًا في نظره، فهو في عين الله عظيم الشأن عزيز المنزلة، فإذا أردنا أن ننال محبة الله علينا بالآتي:

  • الإلحاح في الدعاء فإن الله سميع مجيب لمن علق أمله عليه وألح في الدعاء، ومن أفضل ما يمكن الدعاء به لنيل محبة الله: “اللَّهمَّ ارزُقني حبَّكَ، وحبَّ مَن ينفعُني حبُّهُ عندَكَ، اللَّهمَّ ما رزَقتَني مِمَّا أُحبُّ فاجعَلهُ قوَّةً لي فيما تحبُّ، اللَّهمَّ ما زَوَيتَ عنِّي مِمَّا أحبُّ فاجعَلهُ فراغاً لي فيما تحبُّ
  • كثرة الاستغفار فهو يمحو الذنوب ويطهر القلب من الآثام ويذهب الغيظ.
  • الإكثار من عمل الخير فمن أحب عمل الخير أحبه الله ويحسن أن يكون عمل الخير في السر وليس في العلن.
  • الصدقة فهي من أحب الأعمال إلى الله.
  • إيتاء الصلوات كلها في مواقيتها بالتزام.
  • أداء النوافل والسنن النبوية وخاصةً في الصلاة.
  • الصيام لوجه الله من دون مناسبة دينية.
  • إخراج الزكاة في موعدها كل عام.
  • الإكثار من ذكر الله بما يحبه من الذكر مثل لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ.

اقرأ أيضًا: من أعان ظالمًا سلطه الله عليه

أحاديث نبوية عن طريقة نيل محبة الله

لقد ورد أكثر من حديث نبوي شريف يتحدث عن فضل الذكر وأثره العميق في محبة الله للعبد الذاكر، ومن بين تلك الأحاديث:

“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُرواه أبو هريرة، وحدثه مسلم، المصدر: صحيح مسلم، حكم الحديث: صحيح.

كما أن التسبيح أيضًا يعد من خير الذكر الذي ينال به العبد لرضا الله على الدوام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“مَن سبَّح اللهَ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ وحمِده ثلاثًا وثلاثينَ وكبَّره ثلاثًا وثلاثينَ فتلك تسعٌ وتسعونَ وقال: تمامُ المئةِ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ غُفِرت له خطاياه وإنْ كانت مثلَ زبَدِ البحرِرواه أبو هريرة، وحدثه بن حبان، المصدر: صحيح بن حبان، حكم الحديث: صحيح.

بعد التعرف على الإجابة المفصلة عن سؤال ما آثار محبة الله للعبد؟ علينا جميعًا أن نعمل على نيل رضا الله عز وجل والفوز بمحبته، لكي تكتب لنا جنته ويمتعنا يوم العرض برؤية وجهه الكريم.

قد يعجبك أيضًا