ما هي الضروريات الخمس في الاسلام

ما هي الضروريات الخمس في ديننا الحنيف الإسلام؟ وما أهمية تطبيقها في حياة كل مسلم؟ وما رأي علماء المسلمين وتحليلهما لهذه الضروريات؟ من خلال السطور المقبلة ستتغير وجهة نظرك كثيراً بعد معرفة هذا المفهوم الشرعي الذي سيضُبط حياتك ومصالحك الدنيوية، وكذلك واجباتك الدينية، وهو ما سنتعرف عليه في مقالنا من خلال موقع زيادة.

ومن هنا سنتعرف على: ما هي مراتب الدين؟ وشرح حديث جبريل

الهدف من حفظ الضروريات الخمس

ما هي الضروريات الخمس

قبل البدء بالإجابة عن سؤال: ما هي الضرورات الخمس نتحدث قليلاً عن أهداف حفظ الضروريات الخمس، وأهمها:

  • الهدف من حفظ الضروريات الخمس هو رعاية مصالح الدين والدنيا، حيث إنها لا تتحقق إلا بتحقق تلك الضروريات الخمس.
  • وحفظ تلك الضروريات الخمس هام لضمان استقرار المجتمعات وبقائها وضياعها يعني يفقد المجتمع توازنه، ويفقد الإنسان الغاية إلى كينونته ووجوده وهو إعمار الأرض ووظيفة الاستخلاف والتكليف التي بعث لأجلها.
  • وقد ذكر الغزالي أن الغرض من الشرع خمسة كليات هي حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ المال وحفظ العرض، فكل ما يمس تلك الكليات فهو يهدف إلى الفساد، وأن كل من يحرص على قيامها فإنما يريد مصلحة العباد.
  • وينبغي حفظ كل ضرورة من تلك الضروريات الخمس مستقلة، بحيث لا يقصر في واحدة منها، فما عليك إلى أن تتصور معي مجتمعا، لا تحفظ فيه أية ضرورة من تلك الضروريات الخمس، فبالتأكيد سوف يكون هذا المجتمع مضطربًا غير متوازن.

ما هي الضرورات الخمس

ما هي الضرورات الخمس هذا سؤال  تحتوي إجابته على كليات الإسلام ومقاصده، وفيما يلي نتعرض بالتفصيل عن الضروريات الخمس التي اشتملت عليها كل نصوص الشريعة من قرآن وسنة، لأن الإسلام ما شرع أصلاً إلى لكي يحفظ تلك الضروريات الخمس وهي:

الضرورة الأولى: حفظ الدين

  • ويكون حفظ الدين عن طريق الحفاظ على أركان، وتنظيم ركائزه الرئيسية، التي تضمن حماية الإسلام وعدم تعرضه لتزييف أو التحريف.
  • ويقوم حفظ الدين كذلك على قواعده وأحكامه الأساسية من خلال حماية وجوده والمحافظة عليه من العدم والتلاشي والاستهانة به أو برموزه وكتابه وكلياته وجزئياته.
  •  ويكون حفظ الدين كذلك عن طريق حفظه من الفساد والبدع التي تهدمه، فلابد من الاحتفاظ به نقيًا كما أنزل من عند رب العالمين .
  • وقد توارترت النصوص التي تدعوا إلى توضيح قيمة الدين وأهمية حمايته كقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }، وقوله تبارك وتعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُر بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَريعُ الْحِسَابِ}.

ومن هنا يمكنكم التعرف على: هل يقبل الصيام بدون صلاة ؟ وحكم صيام تارك الصلاة وآراء الأئمة في حكم الصيام بدون صلاة

الضرورة الثانية: حفظ النفس

  • ويكون حفظ النفس بحمايتها من الهلاك وتوفير الأمن المناسب لها والذي يحافظ عليها من القتل بغير وجه حق وقد توعد الله تعالى كل من يمس النفس بسوء أو يزهقها فقال تعال: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}.
  • ويكون حفظ النفس أيضًُا عن طريق تهذيبها بمكارم الأخلاق وفضائل القيم التي تجعلها طائعة لربها ويحميها من الوقوع في الذنوب والمعاصي التي قد تستوجب عقابها بالإزهاق.
  • أيضًا يكون حفظ النفس عن طريق عدم تناول ما حرمه الله من الطعام والشراب الذي قد يضر بها ومن ثم حرم الله تعالى بعض الأطعمة حتى يحافظ على النفس فقال: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ وَٱلْدَّمَ وَلَحْمَ ٱلْخنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
  • وحرم بعض المشروبات كذلك حفاظًا على النفس كالخمر فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

الضرورة الثالثة: حفظ العقل

  • وهو أهم الملكات التي وهبها للإنسان، بل وميزه بها عن كافة خلقه، ومن خلاله كان التكليف، لأنه يستطيع التفريق بين الصواب والخطأ والصلاح وغيره، وقد أمر الإسلام بحفظه عن طريق استخدامه الاستخدام الأمثل بالتفكر والتأمل في آلاء الله وفي النفس قال تعالى: { فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}.
  • وحفظ العقل تكون من خلال المحافظة عليه من كل ما يتلفه أو يفقده وعيه كالخمر والمسكرات، قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَ}.
  • وأمر الإسلام بدوام العبادة وطلب العلم وأن يشاغل تلك الملكة في العلم النافع الذي يخدم الدين والدنيا وقد بين الله أن درجة العلماء ليست كدرجة غيرهم فقال: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب}.

ومن هنا يمكنكم الاطلاع على: حكم إتيان الزوجة من الدبر في الشريعة الإسلامية هل يجوز؟

الضرورة الرابعة: حفظ العرض

  • ما هي الضرورات الخمس من الضرورات أمر الإسلام بالمحافظة عليه حفظ العرض والنسل، وهو من أهم ما أمر الإسلام بحفظه ولا يكون ذلك إلى ببقاء النسل نقيًا خاليًا من الخلط قال تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.
  • ويكون حفظ النسل والعرض عن طريق تكوين الأسرة الصالحة التي تكون وعاءً للتنشئة الصالحة ونواة للمجتمع الصالح، ومن ثم أمر الإسلام بالزواج فقال تعالى: {فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}.
  • أمر الإسلام الشباب بالمسارعة إلى الزواج وعدم تأجيله للمحافظة على قوام المجتمع والفواحش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»
  • ونهى الإسلام عن الاختلاق وإيذاء الناس في أعراضهم وتوعد على ذلك بأشد العقاب فقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً}

الضرورة الخامسة: حفظ المال

  • ومن خلال الإجابة عن سؤال: ما هي الضرورات الخمس نجد أن الضرورة الخامسة التي حفظها الشرع هي المال، وذلك بحمايته من الإتلاف ذلك أنه سبب ازدهار الأمم والمجتمعات، وبدونه تحدث المجاعات وتنهار الأنظمة والمجتمعات، ومن هنا أمر الإسلام بالحفاظ عليه.
  • ويكون حفظه بعدم أكله بالباطل وضمان وكفالة حق كل شخص في التملك، وعدم الاعتداء على الأموال، وقد حرم الإسلام ذلك فقال الله تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}.
  • وشرع البيع وحرم الربا وحرم كل وسائل إتلاف المال وأخذه دون وجه حق فقال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ َ}.

ومن هنا سنتعرف على: فضل كل يوم من عشر ذي الحجة وحكم الصيام في العشر الأوائل من ذي الحجة

وفي ختام هذا المقال الذي كان محاولة للإجابة عن هذا السؤال الهام لكل مسلم: ما هي الضروريات الخمس وقد عرفنا أن الضروريات الخمس أو الكليات الخمس هي حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ العرض وحفظ المال، وهي الأمور التي نزلت شريعة الإسلام لحمايته والحفاظ عليها، وأن بقاء الأمة والدين مرهون بحماية تلك الضروريات، فإن حدث فيها اضطراب أو هدم كان ذلك بانهيار المجتمع وزوال الأمة.

قد يعجبك أيضًا