ما هي الكبائر التي لا تغفر

ما هي الكبائر التي لا تغفر؟ إن الكبائر من الذنوب التي يقع بها الكثير من المسلمين، وهي بلا شك تؤدي بصاحبها إلى نار جهنم، ودعونا نقوم من خلال موقع زيادة اليوم بمعرفة ما هي الكبائر التي لا تغفر.

ما هي الكبائر التي لا تغفر؟

  • الله سبحانه وتعالى بين لنا في هذا الدين أن هناك ذنوب كبائر وذنوب صغائر، وهذا من رحمة الله علينا فإنه لم يتركنا سدى.
  • فيجب علينا كمسلمين أن نكون على دراية بهذه الذنوب؛ حتى لا نقع فريسة لها، ونندم كل الندم.
  • فالكبائر المقصود بها هو كل معصية كبرت وذنب عظم، أما الصغائر فهي الذنوب التي يقع فيها الإنسان ما عدا ذنوب الكبائر.
  • بالنسبة لسؤال ما هي الكبائر التي لا تغفر؟ فالإجابة هي كبيرة الشرك بالله، وهذا يعد أعظم ذنب اقترفه الإنسان.
  • والدليل على ذلك: ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن)‏[النساء‏:‏ 48، 116‏]‏.
  • وهذا دليل آخر فقال – تعالى-: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ) [المائدة: 72].
  • وقال النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((ألاَ أُنبِّئكم بأكبرِ الكبائر؟ الإشراك بالله))؛ متفق عليه.
  • ولكن ننتبه أن الشرك نوعان: شرك أكبر والمقصود به عبادة غير الله، وأيضًا تصرف العبادة لغير الله.
  • والشرك الأصغر وهذا النوع الثاني، والمقصود منه الرياء في الحديث القُدسي: ((أنا أغْنَى الشُّركاء عنِ الشرك، مَن عمِل عملاً أشْرَك معي فيه غيري تركتُه وشِرْكه))؛ رواه مسلم.
  • ولكن يمكن للمشرك بالله أن يغفر الله له، وهذا في حالة إذا رجع وتاب وندم قبل موته، فبإذن الله يغفر له.

للمزيد من الإفادة يمكنك معرفة: ما هي الكبائر وما هي مكفراتها بالأدلة من السنة النبوية والقرآن الكريم

ما هي الكبائر السبع؟

  • يقصد بها الموبقات السبع، التي ينبغي أن نبتعد عنها، حتى نفوز برضى الرحمن ودخول الفردوس الأعلى.
  • وقد أوضح لنا رسولنا الكريم هذه الموبقات السبع في هذا الحديث فقال: “اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات”.
  • فإن دخول الجنة ليس من السهل، فلا بد من الصبر والمجاهدة والاحتساب، حتى ندخلها بسلام.
  • فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة فقيل له ادخل بسلام”.

يرشح لك موقع زيادة قراءة: شروط قبول التوبة وهل تقبل التوبة من الكبائر؟

هل يتوب الله عن جميع الكبائر؟

  • نشكر الله ليل ونهار الذي جعل لنا باب التوبة مهما بلغت ذنوبنا صغيرها أو كبيرها، فرحمت الله وسعت كل شيء.
  • فلا نقنط من رحمة الله ونتضرع إليه ونذل وننكسر حتى يقبل توبتنا، ونعزم على عدم العودة مرة أخرى.
  • فالإجابة عن سؤال ما هي الكبائر التي لا تغفر؟ أن هناك نوعان من المعاصي.
  • المعاصي التي تكون في حق الله سبحانه وتعالى، فلا بد من توبة، ولا تقبل التوبة إلا بثلاث شروط:
  1. الشرط الأول: الإقلاع والبعد نهائيًا عن الذنب مباشرة.
  2. الشرط الثاني: الندم والحسرة على فعله.
  3. الشرط الثالث: العزم على عدم العودة مرة ثنية.
  • أما المعاصي التي تكون في حق العباد، فمثل ما قلنا سابقًا من الشروط، ونضيف إليها رد المظالم إلى صاحبها.
  • فالخلاصة مهما فعلنا من الذنوب وكبر عظمها، فالتوبة ثم التوبة حتى يرى الله صدق توبتنا، فيتوب علينا ويغفر ما تقدم من ذنوبنا.
  • والدليل على ذلك فقال تعالى:(إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا)[مريم:60].

يمكنك الآن قراءة: دعاء التوبة من الكبائر وأنواعها وفضله والتكفير منها

عمل يمحو جميع الذنوب

  • يحرص المسلم التقي في البحث والسؤال عن الأعمال التي تساعده في محو ذنوبه، بعد أن عرف ما هي الكبائر التي لا تغفر.
  • فديننا دين الأمل والنور لا دين اليأس والقنوط، فهناك أعمال بينها لنا الشرع تمحوا ذنوبنا وتجدد الأمل في نفوسنا.
  • فقد قلنا من قبل لا بد من التوبة وتحقق شروطها.
  • فقال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) (الزمر: 53-54).
  • وقال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم عن التوبة: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له” رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
  • المداومة على الاستغفار، ففيه تنزل الرحمات والبركات، وتزول الهموم، ويفرج الكروبات وتمحى الذنوب.
  • فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر الله لهم”.
  • أيضًا بالمداومة على الأعمال الصالحة، فقال تعالى: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) (هود: 114).
  • وقال صلى الله عليه وسلم: “الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر”.
  • أيضًا دعاء المؤمنين للمؤمنين، فيجب على المسلم أن يحرص على التحلي بالأخلاق الحسنة، ويترك أثر حسن في دنيا، حتى يجد من يدعو له عند موته.
  • فعن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه” رواه مسلم.
  • كذلك شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: “خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة فاخترت الشفاعة”.
  • أيضًا المصائب تعد مكفرات للذنوب، فأي شدة أو حزن أو هم أو ضيق، فالله تعالى يغفر لك بها.
  • فيجب أن تكون وقت الابتلاء والمصيبة صابرًا ومحتسبًا؛ حتى تنال الغفران والرحمة.
  • فقال صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”.

للمزيد من الإفادة يمكنك معرفة: ما هي شروط التوبة؟ وفضائلها وحكم التوبة في الدين الإسلامي

نصائح نافعة لاجتناب الوقوع في الكبائر

  • تجنب الوقوع فيما اقترفته من الذنوب، الالتجاء إلى الله وسؤاله بإلحاح أن يصرف عنك طرق الضلال، ويحفظك من الشيطان.
  • يجب أيضًا البعد عن الصحبة السيئة، فإنها من أهم الأمور التي تساعدك في أن تضل الطريق وتقع في الكبائر.
  • في المقابل عليك أن تشغل نفسك مع صحبة صالحة، تحميك من نفسك، وتعينك على فعل الطاعات.
  • فقال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾[الكهف:28].
  • المداومة على تدبر وتلاوة القرآن فهو النور الذي أرسله الله لنا، فتجد فيها انشراح الصدر، فهو خير معين ورفيق لك في طريق الهداية.
  • أيضًا الحرص على تلقى العلوم الشرعية، فتزيدك من الإيمان والقوة، وتستطيع أن تقف أمام أي شيء يعرقلك.
  • المحافظة على أذكار الصباح والمساء، فهي بمثابة حصن قوي أمام الشيطان.
  • حدد ورد للذكر المطلق، فاجعل لسانًا دائمًا رطب بذكر الله، فهذا أيضًا يمنعك من ارتكاب الكبائر.
  • تعلم عن سيرة الحبيب المصطفى، وتعلم منه ما كان يفعله في حياته صلى الله عليه وسلم، فهو القدوة لنا، فيجب أن نقتدي به.

لقد قمنا في هذه المقالة بمعرفة ما هي الكبائر التي لا تغفر؟ وما هي الكبائر السبع، وتعرفنا على إجابة سؤال هل يتوب الله عن جميع الكبائر، وقدمنا نصائح نافعة لاجتناب الوقوع في الكبائر.

قد يعجبك أيضًا