كم مرة اعتمر الرسول

كم مرة اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم ومتى كانت تلك العمرات، وهل عاد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة بعد الفتح، تلك من الأسئلة التي يهم المسلمون التعرف على أجوبتها؛ ذلك لسببين أولهما هو الحب لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وكل ما يتعلق به، والسبب الثاني هو خاص بالأصوليين وأهل الفقه وهو استنباط الأحكام الشرعية من السيرة النبوية.

لذلك يقدم لكم  موقع زيادة في هذا الموضع بعض من أقوال العلماء في إجابة سؤال كم مرة اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم، واستنبطه الفقهاء من ذلك.

كم مرة اعتمر الرسول

قد أجاب الفقهاء على سؤال كم مرة اعتمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مواطن عدة في كتب التفسير وكتب الحديث وكتب الفقه… وكل أقوالهم كانت تُبنى على حديث صحيح عن أنس ابن مالك أنه سأله أحد التابعين يسمى “قتادة بن دعامة” -وهو راوي الحديث عنه- عن عدد العمرات التي أداها النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

” أرْبَعٌ: عُمْرَةُ الحُدَيْبِيَةِ في ذِي القَعْدَةِ حَيْثُ صَدَّهُ المُشْرِكُونَ، وعُمْرَةٌ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ في ذِي القَعْدَةِ حَيْثُ صَالَحَهُمْ، وعُمْرَةُ الجِعِرَّانَةِ إذْ قَسَمَ غَنِيمَةَ -أُرَاهُ- حُنَيْنٍ. قُلتُ: كَمْ حَجَّ؟ قالَ: واحِدَةً” (صحيح البخاري 1778).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء العمرة عند الميقات

شرح الحديث

هذا الحديث ليس مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو من قول الصحابي (أنس ابن مالك) ذاته يحكي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله التابعي “قتادة بن دعاة” كم مرة اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم.

فالعمرة في الاصطلاح الفقهي هي: “زيارة بيت الله لأداء أعمال مخصوصة” أو على قول آخر أكثر تفصيلًا: ” التعبُّدُ للهِ تعالَى بالإحرامِ مِن الميقاتِ والطَّوافِ بالبيتِ، والسَّعْيِ بيْن الصَّفا والمَروةِ، والتحَلُّلِ منها بالحَلْقِ أو التَّقصيرِ، وليس لها وقتٌ مُحدَّدٌ في العامِ”

كانت إجابة الصحاب أنس ابن مالك عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اعتمر أربع عمرات.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مثال التوازن

تفصيل العمرات التي أداها الرسول

قام أنس ابن مالك بتفصيلها على النحو التالي:

  • العمرة الأولى للنبي صلى الله عليه وسلم كانت في صلح الحديبية؛ لأن المسلمين في حينها كانوا محرمين وقد صدهم المشركون عن دخول البيت الحرام، فتحللوا من الإحرام وحسبت لهم عمرة وبالطبع النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، وقد قال انس ابن مالك عن تلك الواقعة: ” قَدْ أُحْصِرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَحَلَقَ رَأْسَهُ، وجَامع نِسَاءَهُ، ونَحَرَ هَدْيَهُ، حتَّى اعْتَمَرَ عَامًا قَابِلًا”

تاريخ تلك العمرة في شهر ذي الحجة في العام السادس من الهجرة، وتقع الحديبية على الطريق بين مكة والمدينة بينها، تبعد عن مكة الآن بقرابة الـ 22 كيلومتر

  • عمرة القضاء التي تصالح فيها النبي صلى الله عليه وسلم مع مشركين على أن يرجع مرة أخرى العام المقبل، فكانت في العام السابع من الهجرة في شهر ذي القعدة أيضًا

كما تسمى أيضًا عمرة القضية والقضاء، لأنها كانت قضاء لعمرة العام الفائت وكانت فيها مقاضاة لقريش.

  • العمرة الثالثة سميت بعمرة الجعرانة، والجعرانة هو موضع بين الطائف ومكة تبتعد عن الثانية بقرابة 11 كيلومتر، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم بها حين عودته من غزوة حنين.

فنزل النبي صلى الله عليه وسلم بها ووزع الغنائم، وأحرم فدخل إلى مكة ليلًا واعتمر وعاد إلى الجعرانة فبات بها، وكان ذلك في العام الثامن للهجرة

  • في رواية الحديث هذا في صحيح البخاري سقطت العمرة الرابعة التي أداها النبي -صلى الله عليه وسلم- من ذكر الراوي، وكانت مع حجته “حجة الوداع” التي كانت في السنة العاشرة للهجرة؛ فقرن بينهما الرسول.

بينما بعض علماء الحديث يرون أن هذا الحديث لم يسقط منه شيء؛ ذلك لأن الحجة الرابعة داخلة ضمن الحج لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان قارنًا والكل يعلم ذلك.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

كم عدد عمرات الرسول

بعد أن أجاب أنس ابن مالك في الحديث السابق “قتادة بن دعامة” سأله أيضًا كم مرة حج النبي، فرد عليه أنه حج مرة واحدة فقط؛ وهي الحجة المشهورة بحجة الوداع في العام العاشر للهجرة.

من ثمار الحديث

كما ذكرنا أن الفقهاء يستنبطون الأحكام من السيرة النبوية، ومن هذا الحديث قد استنبطوا عدة أحكام منها:

  • أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حج مرة واحدة في حياته، وهذا الفرض على المسلمين (من استطاع إليه سبيلًا).
  • يباح الاعتمار في أشهر الحج؛ وذلك خلافًا لقول الكفار.
  • تأكيد على صحة قول جمهور الفقهاء بأنه لا يجب على منع من دخول مكة وصد عنها القضاء، وهذا مخالف لقول فقهاء الحنفية الذين أوجبوا القضاء.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: شروط الحج والعمرة

فقد تم صد النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه عن مكة ولم يوجب على أصحابه القضاء.

قد يعجبك أيضًا