ماذا يغطي جسم السمكة

ماذا يغطي جسم السمكة؟ وهل له أهمية وتأثير على حياتها؟ تُعد الأسماك من أجمل المخلوقات التي تتميز بمجموعة كبيرة من الخصائص تُميزها عن غيرها من الكائنات البحرية، فيستخدمها الإنسان بغرض التزيين، أو الحصول على الفائدة العظيمة التي تحتوي عليها عناصرها الغذائية، ومن خلال موقع زيادة نتعرف سويًا على أبرز ما يُميزها عن غيرها في شكل جسمها الخارجي وما يُغطيه تفصيليًا.

ماذا يغطي جسم السمكة؟

تتعدد أنواع الأسماك بشكل كبير وفقًا لعدة عوامل، من أبرزها الشكل واللون والحجم، لكن ما نجده مشتركًا بين العديد من الأنواع هو الغطاء الخارجي لجسمها، والذي يدفع الكثيرين للتساؤل ما الذي يغطي جسم السمكة؟

لذا جدير بالذكر أن غطاء جسم السمكة هو عبارة عن قشور تُعرف باسم “الحراشف”، ووظيفتها الأساسية هي حماية جلد الأسماك من العوامل الخارجية التي قد تؤثر عليه بشكل سلبي.

في عالم الحيوان تكون القشور عبارة عن أجزاء صغيرة تجتمع مع بعضها البعض لتكوّن جزء من طبقات الجلد الخارجية للكائن الحي، وفي الأسماك نجد أن القشور تُمثل طبقة عميقة من الجلد، موّجهة نحو الذيل.

اقرأ أيضًا: كم مرة يأكل سمك الزينة

أهمية القشور السمكية

معرفة ماذا يغطي جسم السمكة غالبًا ما يقود إلى التساؤل عن أهميته، فجميعنا نعلم أن الله لم يخلق شيئًا عبثًا، وإنما لكل شيءٍ حِكمة، وبالفعل نجد أن هناك العديد من الفوائد العائدة على الأسماك من القشور التي تغطيها، من أبرزها:

1- تاريخ تطور الأسماك

تزداد فائدة القشور السمكية لدى أنواع الأسماك طويلة العمر بشكل خاص، حيث يزداد القشر مع التقدم في العمر، ونتيجة لذلك تظهر خطوط دائرية مترابطة على القشر، تُعرف باسم خطوط النمو.

تظهر أيضًا هذه الخطوط عندما يتغير النمو الجسدي للسمكة وفقًا لإتيان المواسم المختلفة، حيث يتوقف نمو القشور السمكية تمامًا في فصل الشتاء، مما يؤدي إلى ظهور خط كبير في الغطاء الخارجي لها يُعرف باسم الحلقة.

في هذه السلالات تشيع تربية الأسماك ذات النمو الموسمي، علاوة على ذلك تتميز قشور فصيلة السلمون الأطلسي بأشكال التفريخ التي يُمكن الاستعانة بها لمعرفة عدد المرات التي تبيض فيها السمكة، كما أن التكاثر يُحدث تغيير بالدائرة الموجودة في القشور بشكل مفاجئ.

2- تصنيف الأسماك

نظرًا لأن هناك اختلافات في خصائص القشور بين كل نوع وآخر غيره من الأسماك، فإن القشور عامل مساعد على تصنيفها بسهولة، حيث يتم ذلك وفقًا لطول الخط الجانبي للسمكة، من خلال استخدام صفوف من القشور الموجودة أعلى وأسفل لتحديد نوع السمكة وجنسها في التسلسل الهرمي لفصيلتها من الكائنات البحرية.

3- التكيّف على الحياة البحرية

دائمًا ما تساعد القشور السمكية على جعل الأسماك أكثر قُدرة على التكيّف في البيئات البحرية المختلفة دون مواجهة أي عوائق.

4- المساعدة على الحركة

لدى الكثير من أنواع الأسماك المختلفة تكون القشور وسيلة للتحرك داخل الماء بسهولة، من أبرزهم الأسماك العظمية، أو الأسماك العادية، فإنها تساعد على تقليل احتكاك جسم السمكة مع الماء، وبالتالي السباحة بشكل أفضل وأسرع.

5- الدفاع عن النفس وصيد الطعام

بمرور الوقت وزيادة نمو قشور الأسماك تتكوّن شوكة يستخدمها السمك بشكل دائم في الدفاع عن النفس من هجوم الأسماك الأخرى، خاصةً الطفيليات التي تكون القشور بالنسبة لها الطبقة الواقية للأسماك، وتلعب أيضًا دور هام في صيد الأطعمة المختلفة.

6- عملية التكاثر

تسهّل القشور عمليات التكاثر بين الأسماك بمختلف أنواعها، حيث يكون لكل نوع ألوان قشور مختلفة، كذلك يُمكن الاستدلال بها على وقت التكاثر، وبالتالي معرفة الذكور الناضجة أثناء مواسمه.

7- حماية حياة السمكة من الميكروبات

هناك العديد من الجراثيم والميكروبات التي إذا وصلت إلى جسم السمكة الداخلي تُحدث فيه قدر كبير من الضرر والإصابات المرضية قد تصل خطورته إلى موت السمكة، وهنا تكمن أهمية القشور وهي تحتوي على مادة شبه مخاطية تعتبر واقية لجسم السمكة، تمنع الجراثيم والميكروبات من الوصول إلى الجزء الداخلي منها.

اقرأ أيضًا: لماذا يعيش السمك في الماء

أنواع القشور السمكية

تُعد القشور الإجابة العامة لسؤال ماذا يغطي جسم السمكة، لكن هناك العديد من أنواع القشور السمكية التي يختلف كلًا منها عن الآخر، والتي تتوقف على نوع السمكة نفسها، حيث جاءت على النحو التالي:

أولًا: القشور الدائرية

إذا كان نوع الأسماك المقصود من سؤال ماذا يغطي جسم السمكة هو الأسماك الرئوية، أو أسماك القد، أو أسماك الكارب، فإنها تكون مغطاة بالقشور الدائرية التي تأتي على هيئة خطوط مستديرة متحدة المركز، وتكون متداخلة فيما بينها بطريقة منتظمة للغاية.

يُمكن الاستدلال على هذا النوع من الأسماك من خلال الطبقة العلوية والسفلية منه، حيث تتكون الطبقة العلوية من عِظام رقيقة، بينما الطبقة السُفلية من نسيج ضام ليفي، مع العلم أن عدد القشور الدائرية هو دلالة على عمر الأسماك وفقًا لعلاقة طردية بينهما.

ثانيًا: القشور البرّاقة

هي القشور المتواجدة لدى الأسماك المتكونة من الهيكل العظمي، الذي يكون عبارة عن مجموعة من الغضاريف، ومن أبرز أنواعها: أسماك الغانويد، وأسماك الحفش.

تكون القشور في هذا النوع على شكل ألماس متلاصق بجانب بعضه البعض، ليُشكّل في النهاية غطاء عظمي يتشابه مع بلاط الأرضية بشكل كبير، على أن يتكون هذا الغطاء من ثلاث طبقات.

  • الطبقة الأولى هي الطبقة الخارجية المتكوّنة من مادة المينا.
  • الثانية هي الوُسطى المتكونة من مادة الكوزمين التي تتشابه مع العاج.
  • الثالثة هي الداخلية التي تتكون من مادة الإيزوبودين، وهي طبقة عظمية.

ثالثًا: القشور المشطية

تتشابه مع القشور الدائرية من حيث الشكل، والترتيب، والهيكل، لكن ما يُمكن استخدامه للتمييز بينهما هو أن القشور المشطية بها مجموعة من النتوءات الظاهرة على شكل أشواك خلفية صغيرة مفصولة عن بعضها البعض مثل أسنان المشط، ومن هنا نُسب اسمها لها، مع العلم أن هذا النوع من القشور يظهر في أنواع معينة من الأسماك:

  • سمك الشمس.
  • أسماك الفرخ.
  • السمك المفلطح.

رابعًا: القشور الشعاعية

قد ينسى البعض إدراج القشور الشعاعية ضمن أنواع القشور التي تُغطي جسم السمكة، نظرًا لأنها كانت تتواجد بكثرة في أسماك الأوستراكوديرمات المنقرضة، لكن تم العثور عليها أيضًا في الأسماك ذات الزعانف، والأسماك الرئوية، علمًا بأن هذا النوع من القشور يتكون من أربع طبقات:

  • الطبقة الخارجية: طبقة رقيقة تتكوّن من مادة الفيترودينتين، لكنها صلبة وتُشبه المينا بعض الشيء.
  • الطبقة الوُسطى: طبقة صلبة وغير خلويّة، وتتكون بشكل أساسي من مادة الكوزمين.
  • الطبقة الثالثة: تتواجد داخل الطبقة الوُسطى، وتتكوّن من مادة الإيزوبيدين.
  • الطبقة الداخلية: الطبقة العظمية والأخيرة، تتواجد مع القناة لتكوّن الطبقة الثالثة.

خامسًا: القشور القرصيّة

يشيع وجودها فقط في الأسماك الغضروفية، التي تعتبر أسماك القرش أفضل مثال عليها، فتبدو السمكة وكأنها مُغطاة بحبيبات الرمل، حيث تظهر القشور على شكل صفوف فردية، تكوّن الهيكل العظمي الخارجي للسمكة.

الجزء السفلي من كل قشرة قرصيّة يحتوي على قاعدة وشوكة مدببة على شكل منحنى خلفي، تتكوّن من مادة شبيهة للعاج، أما غلافها فهو مادة المينا، مع العلم أن تلك القواعد تتكوّن في الأساس من أنسجة مليئة بكميات من عنصر الكالسيوم.

أنواع الأسماك على حسب لون قشرها

الإجابة على سؤال ماذا يغطي جسم السمكة سهلة للغاية، لكن تحمل بين طياتها عدة تفاصيل يجب التركيز فيها، فإن لقشور كل نوع من الأسماك لون معين، يختلف وفقًا لمكان عيشها في البحار أو الأنهار، مثلًا:

  • سمك المرجان: لون القشور برتقالي، والبطن والذيل بلون أبيض.
  • أسماك الكلف: لون نحاسي.
  • سمك السلمون: لون فضي لامع.
  • سمك حريد: لون لبني ممزوج ومتداخل مع ألوان أخرى.
  • أسماك الشعور: لون فضي داكن.
  • سمك ناجل: لون بني صخري.
  • سمك القاطرين: لون أصفر به نقط سوداء.
  • أسماك فاسكر: لون أبيض يتخلله خطوط برتقالية وسوداء.

خصائص تتميز بها الأسماك

القشور هي إحدى الخصائص المستخدمة في التمييز بين الأسماك وغيرها من الكائنات البحرية، كذلك نجد أن للأسماك خصائص أخرى تساعدها على الاستقرار داخل المياه، والعيش بشكل أفضل، وفي نفس الوقت فهي تميزها عن غيرها من الكائنات، من أبرزها:

  • لا يدخل دم إلى جسم السمكة سوى غير المؤكسد، نظرًا لأن قلبها يتكون من سبع حجرات، ثلاثة منها في العظم، والأربعة الباقون في الغضروف.
  • تستخدم الأسماك الخياشيم للتنفس تحت الماء من خلال الأكسجين الذائب فيه، حيث تحتوي تلك الخياشيم على شعيرات دموية دقيقة للغاية.
  • يساعد جسم السمكة في توفير أفضل شكل ممكن من الحياة تحت الماء بشكل دائم لها.
  • تضع الأسماك كمية كبيرة البيض تحت الماء.

اقرأ أيضًا: أنواع سمك الزينة

فوائد قشور الأسماك للإنسان

قد يُصاب البعض من الاستغراب عند المعرفة بأن تناول قشور الأسماك له فوائد عديدة على الإنسان، لكنها الحقيقة التي تُخبرهم بأن فائدة القشور لا تقتصر على حياة السمك فحسب:

  • تقوية النظر: حيث يحتوي قشر السمك على نسبة من الأوميجا 3 وفيتامين أ، مما يجعله عامل مساعد على دعم شبكية العين، وبالتالي تحسين القدرة على الرؤية.
  • تخفيف حِدة أعراض الحساسية الصدرية: خاصةً قشور الأسماك الزيتية، مثل سمك التونة والسلمون، فهو مساعد لتخفيف الأعراض لدى الأطفال المُصابين أكثر من غيرهم.
  • الوقاية من السرطان: تساعد نسبة الأوميجا 3 الموجودة في السمك وقشوره على تقليل فرصة الإصابة بالسرطان في الثدي والقولون، لتصبح أقل بنسبة 50% عن المعدل الطبيعي.
  • تعزيز صحة الجهاز المناعي: تحتوي قشور الأسماك على نسبة كبيرة من البروتينات، وهو ما يجعلها عامل مساعد على تعزيز الجهاز المناعي.
  • تخفيف الاضطرابات الدماغية: يُفيد الأوميجا 3 الموجود في قشور الأسماك أيضًا في الحماية من اضطرابات الدماغ مثل التشنجات والصرع والزهايمر، من خلال تعزيز صحة أنسجة الدماغ.
  • تقليل آلام المفاصل الروماتويدي: يُعد تناول قشر ولحوم السمك أسبوعيًا بمثابة علاج مسكن لتخفيف الأعراض المصاحبة لآلام المفاصل، مثل الالتهابات.
  • تعزيز صحة القلب: يساعد البروتين الموجود في قشور السمك على زيادة نسبة الكوليسترول النافع في الجسم، وهو ما يجعل الإنسان أقل عُرضة للإصابة بأمراض القلب، والجلطات.
  • علاج للاكتئاب: يُعد انخفاض مستوى الأوميجا 3 في الدماغ من مسببات الإصابة بالاكتئاب، لذا عند تناول قشور السمك ولحمه تقل حِدة الإصابة.

لقد خلق الله كل شيء في هذا الكون بحساب ودقة شديدة، فنجد أن لكافة التفاصيل الصغيرة في جسم الكائن الحي أهمية كبيرة تؤثر على حياته بشكل ملحوظ.

قد يعجبك أيضًا