ما معنى الشعور بالذات

ما معنى الشعور بالذات؟ وما الفرق بين الشعور والاحساس؟ فكثيرًا ما يخلط الناس بين تلك المصطلحات، حتى أن البعض يظنون بأنه لا يوجد فرق بينهما، ومن خلال موقع زيادة سنشير إلى مفهوم الشعور بالذات، كما سنتعرف على مفهوم بعض المصطلحات المشابهة له، والتي تملك صلة وثيقة بهذا المفهوم.

ما معنى الشعور بالذات؟

ما معنى الشعور بالذات

بعض الأفراد يظنون بأنه لا يوجد فارق بين الشعور والمشاعر، إلا أنه يوجد فارق بينهما بالطبع، لكن دعونا نشير إلى أن كلا المصطلحين هو ناتج عن تفاعل الحالة النفسية الخاصة بالإنسان، كما أنها نتاجًا عن عواطفه التي يشعر بها.

من ثم فإن الشعور هو ذلك الإحساس الذي يراود الفرد، بينما المشاعر فهي نتاجًا عن ذلك الشعور وبمثابة توجيه يقوم به الفرد ليعبر عما يدور داخله.

أما عن مفهوم الشعور بالذات أو ما نشير إليه بمصطلح آخر وهو معنى الوعي الذاتي، فإنه يتمثل في تلك الحالة من الإحساس التي تلحق بالفرد فتتسبب في حدوث بعض التغيرات الجسدية والنفسية.

كما أن الشعور بالذات من شأنه أن يساهم في التأثير على الأفعال والتصرفات والسلوكيات التي يقوم بها الفرد، وتجدر الإشارة إلى أنه يوجد بعض الفئات التي تملك الشعور بالذات بشكل أكبر من المحيطين بهم.

اقرأ أيضًا: أفضل الكتب لتطوير الذات

مفهوم الوعي الذاتي

ضمن إطار الإجابة عن سؤال “ما معنى الشعور بالذات؟” نشير إلى أنه توجد علاقة وثيقة بين إثارة الجهاز العصبي وفيزيولوجيا المشاعر، وهو ما يحدث بالتزامن مع حالات الإثارة المتعلقة بالعواطف، والذي يتأثر بدرجة تلك المشاعر من حيث القوة أو الضعف.

تجدر الإشارة إلى أن المشاعر تربطها علاقة بما يميل إليه السلوك البشري، فحين يكون الشخص انطوائيًا لا يملك القدرة الكافية للتعبير عن المشاعر، على العكس تمامًا في حال كان هذا الشخص اجتماعيًا فسيتمكن من الإفصاح عما يشعر به في سهولة ويسر.

الفرق بين الشعور والإحساس

عقب التعرف على ما هو الشعور الذاتي، ينبغي التفريق بينه وبين مصطلح الإحساس؛ حتى نتجنب الخلط الخاطئ بينهما، وتجدر الإشارة إلى أن الإحساس هو عبارة عن انطباع يكونه العقل نتيجة لما تستقبله الحواس؛ وعليه فإن الأحاسيس عادةً ما تكون قابلة للتغيير.

بينما الشعور فإنه يتمثل في كل ما يدور داخل النفس البشرية، والذي يظهر على ردود الأفعال الناتجة عما يصيب القلب والروح من بعض المواقف، والجدير بالذكر أن الفرق بين الإحساس والشعور يتمثل في أن الإحساس قابل للتغير بشكل سريع.

أما الشعور فإنه قد يدوم مع الشخص مطولًا، وهو بمثابة عملية معقدة تحتاج إلى وقت طويل حتى يتمكن الشخص من التخلص منه أو تغييره.

الفرق بين الضمير والشعور

من خلال التعرف على معنى الشعور بالذات، يمكننا أن نفرق بينه وبين معنى الضمير، ذلك الوازع الداخلي الذي يجعلك تتجنب ارتكاب الأفعال الخاطئة، ومن ثم فهو بمثابة الوجدان الذي يساعدك على التفريق بين الخير والشر.

كما أن دور الضمير يتمثل في كونه يعاونك على التمييز بين الحق والباطل والصواب والخطأ، ولا تقتصر وظيفته على مجرد التمييز فقط، بل إنه يتسبب في ذلك الشعور بالندم الذي تشعر به عقب ارتكاب الأخطاء، والذي يكون له دور كبير بالتبعية في جعلك تجنب الوقوع بها مجددًا.

أنواع الشعور بالذات

إن الإجابة عن سؤال “ما معنى الشعور بالذات؟” تتطلب منك التعرف على الأنواع التي يتضمنها، وهي تلك المشاعر العاطفية التي تتمثل في الشعور بالقلق أو الغيرة أو السعادة، وإليك بعض التفاصيل عن كل نوع على حِدة.

الشعور بالسعادة

أحد المشاعر التي يمكن من خلالها التعرف على معنى الشعور بالذات، كما أنها أحد الأنواع التي تندرج تحته، ونشير إلى هذا النوع من المشاعر بتلك الحالة من الحب التي تغمر الفرد والتي يليها مشاعر البهجة والفرحة.

كما أن الشعور بالسعادة من شأنه أن يجعل الفرد يود الاستمتاع بالمزيد من الوقت وقضاءه مع شريك الحياة أو الأهل والأصدقاء، وهو ما ينعكس بالإيجاب على حياته بشكل عام وعلى حالته النفسية بشكل خاص.

الشعور بالغيرة

أحد المشاعر التي تراود الفرد والتي عادةً ما تكون ناتجة عن الحب الصادق، كما أن الغيرة يمكنها ألا تقتصر على العلاقة بين الرجل والمرأة فقط، وعليه فإنها قد تشمل في بعض الأحيان الأهل والأصدقاء أيضًا، ومن ثم فهي بمثابة تلك الرغبة في امتلاك كلًا منهما الآخر.

الشعور بالقلق

أحد أبرز المشاعر التي يمكن أن تراود الفرد بعدة صور وفي العديد من المواقف المختلفة، إلى جانب ذلك فإن الشعور بالقلق يمكنه أن يُصيب الفرد في بداية العلاقة العاطفية على سبيل المثال؛ وعادةً ما يكون ناتجًا عن الخوف من فشل تلك العلاقة.

مصادر الشعور بالذات

بعد أن تعرفنا على معنى الشعور بالذات، نشير أيضًا إلى أنه ذلك الإحساس الذي يراود الفرد بأنه ذو قيمة وأنه قوي يمكنه تحقيق ما يردي من أمنيات وأحلام، لكن هل يوجد مصادر للشعور بالذات؟

بالطبع يوجد بعض المصادر التي يمكن للفرد أن يستمد منها هذا الشعور، وتلك المصادر تتمثل في القدوة التي يقتدي بها الشخص والشعور بالذات من خلال المجتمع، والشعور بالذات من خلال امتلاك السلطة والقوة، وإليكم بعض الشرح لكل نوع في الفقرات المقبلة.

الشعور بالذات من السلطة والنفوذ

هذا النوع من مصادر الشعور بالذات يمكن للفرد فيه الشعور بنفسه وقيمته من خلال امتلاكه للسلطة والقوة، حيث إنه يملك العديد من الصلاحيات التي تمكنه من التحكم واتخاذ القرارات المختلفة، من ثم فإن أولئك الأشخاص عادةً ما يهتمون كثيرًا بالألقاب والمسميات.

كما أن هذا النوع من البشر يشعر بذاته من خلال التحكم والأمر والنهي والتواجد على كرسي السلطة، وعلى الرغم من ذلك إلا أن هذا الشعور قد يكون سببًا في عدم تمكنهم من إضافة أي جديد إلى المناصب التي يشغلونها، وفي تلك الحالة ينعكس الشعور بالذات بالسلب على صاحبه.

الشعور بالذات في المجتمع

من خلال النظر على إجابة ما معنى الشعور بالذات؟ يمكنك أن تجد أنه يوجد بعض الأفراد الذين يمكنهم تدعيم وتحفيز ذلك الشعور، حيث إن التواجد بين الأهل والأصدقاء من شأنه أن يجعلك تشعر بذاتك وقيمتك أكثر من أي وقت آخر.

كما أن هذا النوع يطلق عليه النوع الاجتماعي، وعليه فإن نتيجة هذا النوع دائمًا ما تنعكس على صاحبها بشكل إيجابي فيتمكن من الإنتاج والنجاح والتفوق على كافة الأصعدة المختلفة، كما أن هذا الشخص عادةً ما يسعى إلى نشر البهجة والسعادة في الأرجاء.

ناهيك عن قدرته على التقرب إلى من حوله والتودد إليهم؛ وذلك ينبع من حالته النفسية المتزنة، فيشعر بالراحة على المستوى النفسي والمعنوي، وهو ما يدفعه للتصرف بطريقة جيدة وسليمة مع كل من حوله.

اقرأ أيضًا: دور الشباب في بناء المجتمع

فقدان الشعور بالذات

ضمن إطار الحديث عن معنى الشعور بالذات، نشير إلى أنه يوجد نوع من الأمراض النفسية وهو الذي يعرف باسم فقدان الشعور بالذات، كما يعرف أيضًا باسم اضطراب الآنية، ففي تلك الحالة المرضية يشعر الفرد بانفصال جسده عن أفكار.

الجدير بالذكر أن هذا المرض ينتمي إلى مجموعة الاضطرابات الانشقاقية، كما أن تلك الاضطرابات هي نوع من الأمراض العقلية التي عادةً ما تتضمن بعض الأعراض المصاحبة لها، والتي تتنوع بين اضطرابات الهوية والإدراك، بالإضافة إلى اضطرابات الذاكرة والشعور والوعي.

من ثم فإن تلك الحالة بالطبع تؤثر بالسلب على صاحبها، وتجعله يعاني من بعض المشكلات الخاصة بالأداء الوظيفي، كما أن تلك الحالة عادةً ما يُصاب بها الشخص حين يدخل في مرحلة من الغربة عن الواقع فينفصل عنه بشكل أو بآخر.

فيشعر الفرد حينها وكأنه قد انفصل عن جسده وتواجد بالقرب منه ليقوم بمراقبته، كما أن تلك الحالة قد تتمثل في انفصال الفرد عن البيئة المحيطة به، وادعائه إلى أن تلك الأشياء التي تراها عينيه ليست حقيقية.

على الرغم من ذلك إلا أن الشخص المصاب لا زال يملك القدرة على الاتصال بمن حوله، إلى جانب ذلك فإنه يستمر في التوهم في كون بعض الأمور ليست حقيقية، وذلك الشعور من المرجح أنه ناتجًا عن إصابته ببعض الأمراض الدماغية أو اضطرابات النوبات.

الجدير بالذكر أن أولئك المصابين عادةً ما يواجهون صعوبات في العمل والقيام ببعض الواجبات اليومية، كما أن أكثر المعرضين للإصابة به هم الأشخاص الذين مروا بتجارب مؤلمة لا زالت تؤثر على حياتهم حتى الوقت الحاضر.

أعراض الإصابة بفقدان الشعور بالذات

ضمن إطار الإجابة عن سؤال “ما معنى الشعور بالذات؟” نشير إلى أنه توجد بعض الأعراض التي يمكن من خلالها الاستدلال على أن الفرد يعاني من اضطراب الآنية السابق الإشارة إليه، ومن تلك الأعراض ما يلي:

  • أعراض تبدد الشخصية تتمثل في شعور الفرد بأنه يتواجد خارج جسده، كما لو كان ينظر إلى نفسه من الأعلى.
  • الشعور بفقدان التحكم في الأفعال والأقوال.
  • الإحساس بافتقار الذاكرة إلى العاطفة.
  • الشعور بأن الجسم يمتلك بعض الأجزاء التي تظهر بالحجم الخاطئ.
  • الإحساس ببعض الخدر في العقل أو الجسم.
  • الشعور بالانفصال الكامل عن الجسد.
  • بعض أعراض الغربة عن الواقع تتمثل في وجود صعوبة في التعرف على البيئة المحيطة بالمريض.
  • الإصابة بالتشويش في إدراك الوقت وتحديده.
  • الشعور بأن العالم المحيط بالشخص المريض ما هو سوى وهم مصنوع من الضباب.
  • في تلك الحالة عادةً ما يراود الشخص المصاب أحساس بأن جدار من الزجاج يفصله عن العالم الخارجي الحقيقي، والذي من المفترض أنه يتواجد به ليعيش.

أسباب الإصابة باضطراب الآنية

ضمن إطار الحديث عن تعريف الشعور بالنفس نشير إلى أن لفقدان هذا الشعور أو ما يعرف باسم اضطراب الآنية بعض الأسباب، والتي سنتعرف عليها عبر النقاط التالية:

  • العوامل الوراثية.
  • إصابة الشخص ببعض المشكلات النفسية.
  • وجود بعض المسببات البيئية التي تؤثر بالسلب على حالة الفرد وصحته.
  • الإصابة بالتوتر الشديد.
  • التعرض إلى بعض الصدمات الغير محتملة، والتي من الممكن أن تنتج عن الحروب والخلافات الشديدة، أو سوء المعاملة أو العنف الشديد الذي يتعرض له الفرد.

عوامل خطر فقدان الشعور بالذات

بعض العوامل من شأنها أن تزيد من خطورة حالة الشخص المصاب بمرض اضطرابات الآنية أو ما يعرف باسم فقدان الشعور بالذات، كما أن تلك العوامل من شأنها أن تعمل على تحفيز الحالة، ومن تلك العوامل ما يلي:

  • تناول المواد المخدرة المنشطة يمكنها أن تعمل على تحفيز الشخصية المتبددة.
  • امتلاك بعض الصفات الشخصية يمكنها أن تجعل الفرد يرفض العيش في الواقع وتقبل بعض الحقائق القائمة بالفعل، ومن ثم فإنه عادةً ما يلجأ إلى إحدى الحيل الدفاعية التي تتمثل في القيام بإنكارها.
  • الضغوطات الشديدة تؤثر بالسلب على الحالة، والتي تتمثل في القضايا المالية أو العلاقات الاجتماعية، كما أن بعض المشكلات المتعلقة بالعمل من شأنها أن تزيد الأمر سوءً.
  • الشعور بالقلق والإصابة بالاكتئاب، كما أن الإصابة بنوبات الهلع والخوف الشديد تعمل على تحفيز الحالة.
  • الصدمات الشديدة التي يتعرض لها الفرد، والتي يمكن أن تحدث له خلال فترة الطفولة أو تلك التي يمر بها خلال التجارب المختلفة في حياته بشكل عام.

علاج مشكلة فقدان الشعور بالذات

بالإجابة عن سؤال “ما معنى الشعور بالذات؟” نشير إلى أن فقدان هذا الشعور من شأنه أن يعرض الفرد المصاب إلى الكثير من المشكلات في حياته بشكل عام، ومن ثم فإن الطريقة المثلى للتخلص من تلك الاضطرابات تتمثل في تلقي العلاج الصحيح.

بالاستناد إلى ما سبق ذكره نجد أن العلاج النفسي هو الحل الأمثل لتلك المشكلة، كما أن العلاج السلوكي المعرفي والأدوية الطبية والتنويم المغناطيسي السريري كلها ضمن الوسائل المستخدمة للتخلص من تلك المشكلات النفسية، وإليكم بعض التفاصيل في التالي.

علاج اضطرابات الآنية بالتنويم المغناطيسي السريري

أحد أشهر الوسائل المستخدمة في علاج مشكلة فقدان الشعور بالذات، كما أن هذا النوع من العلاجات الهدف منه الوصول إلى تغيير الوعي الذي يملكه الفرد المريض.

كما أن تلك الوسيلة عادةً ما تعتمد على التركيز والاسترخاء بشكل مكثف والاهتمام للوصول إلى النتائج المرجوة؛ من ثم فإنه يمكن للفرد في تلك الحالة استكشاف بعض المشاعر والأفكار والأحاسيس المدفونة في ذاكرته، والتي يعمل عقله الواعي على إخفائها باستمرار.

العلاج النفسي لفقدان الشعور بالذات

إن العلاج النفسي هو الحل الأمثل في تلك الحالة، كما أنه يشير إلى العلاج من خلال الحوار القائم بين المريض والمعالج؛ وعليه فإنه من الممكن أن يستطيع المريض التعرف على الأفكار والذكريات والمشاعر ذات الصلة بتلك الصدمة التي تسببت له بهذا المرض.

كما أن العلاج من خلال الحوار من شأنه أن يساعد مريض فقدان الشعور بالنفس على التعبير عن ذاته وما يشعر به بشكل أفضل، كما أنه سيتخلص من تلك النوبات المرضية التي كان يعاني منها فيما سبق.

العلاج السلوكي المعرفي لاضطراب الآنية

بالحديث عما هو معنى الشعور بالذات نشير إلى أنه يمكن علاج فقدان هذا الشعور الذي يعاني منه بعض الأفراد من خلال الاعتماد على العلاج السلوكي المعرفي، والذي يعد أحد الأنماط العلاجية المندرجة تحت العلاج النفسي.

حيث إن هذا النوع من العلاجات عادةً ما يعتمد على التركيز على تغيير أنماط التفكير والسلوك لدى المريض، كما أنه يعتمد على تعديل تلك المشاعر التي تؤثر على الفرد بالسلب وتعيقه عن العيش بشكل طبيعي.

اقرأ أيضًا: مفهوم العلاج السلوكي المعرفي

العلاج الدوائي لفقدان الشعور بالذات

أحد الوسائل التي يلجأ إليها الأطباء لعلاج حالات اضطرابات الآنية تتمثل في استخدام بعض الأدوية الطبية، والتي دائمًا ما يقوم الأطباء بوصفها إلى المريض للتخلص من الأعراض المصاحبة لهذا المرض، والتي تتمثل في الشعور بالقلق والإصابة بالاكتئاب.

الجدير بالذكر أن تلك الأدوية المضادة لتلك الأعراض السابق الإشارة إليها قد تتضمن بعض الأعراض الجانبية على صحة المريض، وعليه فينبغي الالتزام بالجرعة التي يصفها الطبيب، كما أن تلك الأدوية هي بمثابة مضادات يتم تناولها للمساعدة على عدم تفاقم الحالة الصحية.

إن معرفة معنى الشعور بالذات تتطلب النظر إلى بعض المصطلحات الأخرى؛ حتى يتسنى لك إمكانية التفريق بين كل مفهوم على حِدة ومن ثم التعرف على جوهره.

قد يعجبك أيضًا