ما هو النجم الطارق

ما هو النجم الطارق سورة الطارق هي احد السور المكية التي نزلت على الرسول الكريم فى مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة وفى هذا المقال يقدم موقع زيادة معلومات قيمة تهم كل مسلم عن سورة الطارق وما هو النجم الطارق.

ما هو النجم الطارق

  • أقسم الله تعالى في سورة الطّارق بالسّماء والطّارق فهذا أمر عظيم أقسم به الله عزّ وجلّ، فالسّماء فيها آية ليتأمل الإنسان في خلقها، فحجمها يبلغ بكثير ضعف حجم الأرض، ولقد خلقت في سبع سماواتٍ طباقاً، فهي تحتوي على الشّمس والنّجوم والكواكب والمجرّات وغيرها من الأجسام السّماوية الّتي نعرفها وما لا نعرفها، وبالرّجوع إلى السّورة الفضيلة عندما أقسم الله تعالى بالطّارق يوجد في الآيات علاقة واضحة ما بين السّماء وخلق الإنسان.
  • وتم ذكر من هو الطارق حسبَ ما جاء في تفاسير القرآن الكريم، حيثُ يعرف الطارق بما أشارت به الآيتان الثانية والثالثة يفسران للآية الأولى، فقال تعالى: {النجم الثاقب}، وهو الطارق، وقال مجاهد مفسِّرًا للنجم الثاقب: “أي النجم المضيء المنير أو المتوهِّج”، وهو أيضًا النجم المضيء الذي يطرقُ ظلام الليل ويخترق السماء ليُرى في الأرض ويختفي في النهار، وقال الطبري في تفسيره: “أقسم ربنا بالسماء، وبالطارق الذي يطرق ليلًا من النجوم المضيئة، ويخفى نهارًا، وكلُّ ما جاء ليلًا فقد طرق”، وكذلك قال قتادة من العلماء وغيره نحو ذلك: “إنَّما سُمِّي النجم طارقًا، لأنَّه إنَّما يرى بالليل ويختفي بالنهار”.

سورة الطّارق

سورة الطارق هي من السور المكية، من المفصل، آياتها 17، وترتيبها في المصحف 86، في الجزء الثلاثين، بدأت باسلوب قسم {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}، ولم يُذكر فيها لفظ الجلالة، نزلت بعد سورة البلد، بها 61 كلمة، ومائتان وتسعة وثلاثون حرفاً، وتحوي هذه السورة على عديد من الحقائق الكونيّة العظيمة التي أشار الله عنها قبل 14 قرنًا.

معنى سورة الطارق

  • سبب تسمية سورة (الطارق) بهذا الاسم، لذكر لفظ  كلمة الطارق في مستهلها، كما أن للسورة ثلاثة مقاصد الأول الإيمان بالملائكة، والمقصد الثاني الإيمان بالبث، والمقصد الثالث الإيمان بالقرآن.
  • كما أن يدل معنى هذه السورة بأنها تشكل طرقات على الحس، طرقات عنيفة قوية عالية ،وصيحات عنيفة قوية كبيرة، وصيحات بنوم غارقين في النوم، تتوالى تلك الطرقات والصيحات بإيقاع واحد، ونذير واحد، ( اصحوا، تيقظوا، انظروا، تلفتوا، تفكروا، تدبروا ) إن هناك إلهاً، وإن هناك تدبيراً، وإن هناك تقديراً، وإن هناك ابتلاء، وإن هناك حساباً وجزاء، وإن هنالك عذاباً شديداً ونعيماً كبيراً.
  • وفي هذه السورة إيقاعات فيها حدة يشارك فيها شكل المشاهد، ونمط الإيقاع الموسيقي، وجرس الألفاظ، وتوصيل المعاني، ومن مشاهدها: (الطارق، و الثاقب، والدافق، والرجع، والصدع).
  • ومن معانيها الرقابة على كل نفس، {إن كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}، ونفي القوة والنصر {يوم تُبْلَى السَّرَائِرُ}، فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِر، والوعيد فيها يحمل الطابع نفسه {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا َوأَكِيدُ كَيْدًا فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}.
  • وتكاد تشمل تلك الموضوعات التي تم الإشارة إليها: ( إن هنالك إلهاً، وإن هنالك تدبيراً، وإن هنالك تقديراً، وإن هنالك ابتلاء، وإن هنالك تبعة، وإن هنالك حساباً وجزاء)، وبين الرؤى الكونية و المؤكدات الموضوعية في السورة تناسق شامل دقيق بشكل ملحوظ يظهر في استعراض السورة في سياقها القرآني الرائع.

تفسيرات أهل العلم والفقهاء حول الطارق

التّفسير الأول

  • بداية بعد القسم بالطّارق تابعها آية فضيلة حيث قال الله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطّارق) تدل هذه الآية إلى إبهام في ما يقصد وكيفيّة الطّارق، فالطّارق اسم فاعل من الفعل طرق، والطّرق معناها أحدث نقراً وتدخّل في معنى أحدث ثقباً بفعل الصّدع والشّق من أثر الطرق، فاسم الفاعل وهو الطّارق يدل على القيام بحدث الطّرق.
  • وفي هذا التّفسير أشارت بعض تفاسير العلماء بترابط كلمة الطّارق بالحيوان المنوي، فهذا الحيوان الذّكري الّذي خلقه الله تعالى في الرّجل يكون لديه القدرة على اختراق البويضة الأنثوية وإحداث ثقبٍ فيها حتّى تبدأ في الانقسام و التّلقيح داخل هذه البويضة، وبعد التّلقيح سوف تتحول البويضة إلى جنين ينمو وينمو داخل رحم المرأة حتّى يخرج هذا الطفل إلى خارج رحم أمه على شكل مولود صغير تعايش أنفاسه حياة الدّنيا.
  • كما تمت الإشارة إلى هذا التّفسير عند أمر الله تعالى الإنسان حتى يتفكّر ويتأمل من ماذا خلق؟ وكيف خلق؟ وهو بالتأكيد عندما يشقّ الحيوان المنوي مسلكه من خلال السّائل المنوي الذّكري والأنثوي كي يصل للبويضة للتلقيح داخلها ويتكوّن الجنين، ففي هذا دليل واضح لحدوث عمليّة ثقب عندما قال الله سبحانه وتعالى ( النّجم الثّاقب ).

التّفسير الثّاني

  • وقد فسر البعض إلى أنّ الطّارق عبارة عن نجم هائل ذات حجم كبير في السّماء سقط على الأرض وطرقها طرقاً أحدث ثقباً فيها، ومن خلال هذا التّفسير سنقوم بتوضيح مسألة يجب التأّمّل في التّفكير بها، نذكر إنّه عندما نزلت الآيات القرآنية على سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم لم يكن هناك أي اكتشافات عظيمة كما تطرّق إليها علماء العصر الحالي، حيث قام العلماء بالكثير من البحوث، ومن بين تلك البحوث والاكتشافات هو اكتشافهم لثقب كبير في أحد المحيطات القريبة لخليج المكسيك، حيث تخيل العلماء على أنّ هناك نجماً كبيراً طرق سطح الأرض في العصور الحديثة لخلق الحياة على الأرض، وعندما سقط على الأرض أحدث ثقباً عظيماً واحتراقاً خلّف حريقاً ضخماً دمّر الحياة الّتي كانت على سطح الأرض في هذا الوقت، وبحجم الأرقام الضخمة الّتي تمّ الحديث عنها في تلك الدراسات يثبت لنا أنّ هناك قوّة خارقة لو سقطت على الأرض بشكل فعلي كما يقولون لدمّرت وقضت وقامت بإزالة الكرة الأرضيّة.
  • فبناءً على التفسيرين السابقين يعد التّفسير الأوّل لكلمة الطّارق هو الصحيح والله أعلم عندما قال: (وما أدراك ما الطّارق)، فهذا شيء عظيم أقسم الله به ودعوته عزّ وجلّ للإنسان حتّى يتأمل بخلقه، وتعتبر مسألة عظيمة عندما تحدثّت الآيات القرآنية عن الطّارق وهو النّجم الثاقب سواءً القادم من السّماء والحيوان المنوي القادم من الرّجل وفي هذا صفة واضحة مشتركة في الطّرق والدّق وإحداث ثقب والله تعالى وجل.

تفسيرات لبعض الألفاظ في الآيات

  • {الطَّارِقِ} كُلُّ مَا يَطْرُقُ وَيَأْتِي لَيْلًا، وعرف باسم النجمُ طَارِقًا لِطُلُوعِهِ في الليل.
  • ﴿النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾ أي: الثُّرَيَّا، وَالثَّاقِبُ: المضيءُ الَّذِي يغطي الظلامَ بِنُورِهِ.
  • ﴿إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾ أي: إلا عليها حافظٌ من الملائكةِ يَحْفَظُ أعمالَها الصالحةَ والسيئةَ.
  • ﴿مِن مَّاء دَافِقٍ﴾ أي: مِنْ مَاءٍ له انْدِفَاقٍ وهو بمعنى مَدْفُوقٍ، أي: مَصْبُوب في الرَّحِمِ.
  • ﴿يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ الصُّلْبُ: عَظْمُ الظَّهْرِ من الرَّجُلِ، وَالتَّرَائِبُ: هي عِظَامُ الصَّدْرِ، والواحدةُ: تَرِيبَةٌ.
  • ﴿تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ أي: يتم اختبار ضمائرُ القلوبِ في العقائدِ والنِّيَّاتِ، والسرائرُ جمع سريرةٍ كَالسِّرِّ.
  • ﴿وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ﴾ الرَّجْعُ مِنْ أسماءِ المطرِ، والمقصودُ: ذاتُ المطرِ لِعودته كلَّ عَامٍ.
  • ﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ أي: التصدع والتَّشَقُّقِ بِالنَّبَاتِ.
  • ﴿لَقَوْلٌ فَصْلٌ﴾ أي: إِنَّ القُرْآنَ لَقَوْلٌ يَفْصِلُ بَيْنَ الحقِّ والبَاطِلِ.
  • ﴿وَمَا هُوَ بِالهَزْلِ﴾ أي: باللَّعِبِ والباطلِ بل هُوَ الجِدُّ كُلَّ الجِدِّ.
  • ﴿يَكِيدُونَ كَيْدًا﴾ أي: يَعْمَلُونَ المَكَائِدَ.
  • ﴿وَأَكِيدُ كَيْدًا﴾ لإظهارِ الحقِّ ولو كَرِهَ الكَافِرُون، وَلِدَفْعِ ما جَاءُوا به من الباطلِ وَيُعْلَمُ بهذا مَنِ الغَالِبُ، فَإِنَّ الآدَمِيَّ أضعفُ وَأَحْقَرُ من أن يُغَالِبَ القَوِيَّ الْعِلْمِ في كَيْدِهِ.
  • ﴿أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ أي: قَلِيلًا، فَسَيَعْلَمُونَ عَاقِبَةَ أَمْرِهِمْ، حين ينزلُ بهم العقابُ.

اقرأ أيضًا: فوائد سورة الفاتحة لقضاء الحوائج

تناولنا فى هذا المقال ما هو النجم الطارق وتعرفنا على قدر كبير من العلومات الهامة والقيمة التى يجب على كل مسلم ان يكون ملما بها كما تناولنا فى هذا المقال تفسيرات لبعض الألفاظ في الآيات وتفسيرات أهل العلم والفقهاء حول الطارق.

قد يعجبك أيضًا