ما هو الطلح المنضود

ما هو الطلح المنضود المذكور في سورة الواقعة وما هو السِدْر مَّخْضُود التي أعدها الله لعباده الصالحين من أهل اليمن من المترادفات اللفظية التي تناولها المفسرون وعلماء اللغة منذ القدم؛ ذلك لأن الألفاظ غريبة على ألسنتنا وأسماعنا حاليًا لكنها في عهد العرب القدامى كانت ألفاظ مستخدمة، لذلك في هذا الموضوع على موقع زيادة سنتناول أقوال الفقهاء في إجابة السؤال ما هو الطلح المنضود.

ما هو الطلح المنضود

ما هو الطلح المنضود

ورد لفظ “الطلح المنضود” و”السِدْر مَّخْضُود” في سورة الواقعة حينما يصف الله تعالى حال أصحاب اليمين فقال:

“وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33)…”

قد فسر الفقهاء قوله تعالى ” وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ” على شقين:

التفسير الأول

أهل التأويل يرون أن الطلح المنضود هو الموز، يستندون في ذلك إلى قول لعبد الله بن عباس أن الطلح هو الموز، وقال الطبري في تفسيره لهذه الآية أن الطلح هو الموز عند بعض المفسرين وأن منضود أي أنه قد نض بعضه على بعض (جُمع) فأصبح جميل، وهذا قول لعبد الله بن عباس أيضًا.

الطلح عند العرب يُطلق على كل طعام لا جوف له و مُصْمَت.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هو الطلح الذي هو من ثمار الجنة؟ وفوائد الطلح المنضود

التفسير الثاني

يرى بعض المفسرين مثلما قال أبي عبيدة في (مجاز القرآن) أن الطلح هي شجرة تنبت بطون أودية الحجاز صلبة وبها أشواك ويُستخرج منها الصمغ، وأن الليث قال: “الطَّلْـحُ شجرُ أُمِّ غَيْلانَ”.

كما أن بعض المفسرين يرون تناسب هذا الرأي مع اللاحقة ” وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ”، كذلك الموز من الأشجار قصيرة العمر وأشجار الجنة دائمة الخضرة، والموز له قشور تٌرمى والجنة ليس بها شيء يرمى، وأن الموز لا يمكن أكله إلا بعد قطفه وتركه ليتخمر فترة في مكان حار.

على هذا بنوا رأيهم أن الطلح المقصود في الآية هو الشجر الأخضر ذو الظل وتحبه الإبل الموجود في البادية العربية، كما أنهم استدلوا بقول الشاعر:

“بشرها دليلها وقالا غدا *** ترين الطلح والجبالا”

لكن يجب الانتباه إلى إننا لا نرجح تفسير عن الآخر، فالقرآن الكريم لا يتكلم فيه إلا عالم، فقط ننقل أقوال المفسرين وكلا الفريقين لديهم أدلتهم وعلى صواب، وندع الله لكم ولنا أن يجعلنا من أهل اليَمين ونرى الطَلْح المَّنضُود.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كم عدد الفواكه التي ذكرت في القران الكريم وفوائدهم

السدر المخضود

بعدما نقلنا أقوال المفسرين في إجابة السؤال ما هو الطلح المنضود المذكور نكمل حديثنا عن السدر المخضوض، فيقول المفسرون أن السدر المقصود هو نبات السدر الذي منه في الدنيا (يشبه النبق) لكن سدر الجنة غيره.

بينما في تفسيرهم لكلمة “مخضوض” أي أنه قد خُض فلم يبقى فيه شوك، أي أن نبات السدر في الجنة لا يوجد به الشوك، وقال آخرون مخضوض أي موقر ومنحني من كثر الحمل عليه (كثرة الثمار).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: شرح قصيدة كعب بن زهير بانت سعاد (البُردة) وتوضيح لمعاني كلماتها

خلاصة الموضوع في 5 نقاط

بعد أن نقلنا أقوال الفقهاء في إجابة السؤال ما هو الطلح المنضود المذكور في سورة الواقعة، نكون قد تعرضنا إلى:

  1. يرى بعض المفسرين أن الطلح المنضود هو الموز.
  2. كان رأي فريق آخر من المفسرين أن الطلح المنضود هي شجرة تنمو في وديان العرب.
  3. لا يمكن تفسير القرآن دون علم ولذلك نأخذ أقوال الفقهاء المشهود لهم بالعلم فيه بأدلتهم.
  4. السدر المخضود هو نبات السدر مثل الذي في الدنيا لكن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؛ فهو سيكون مختلف.
  5. في وصف السدر بمخضوض قال البعض أنه دون شوك وقال البعض أنه به ثمار كثيرة فانحنى الساق.
قد يعجبك أيضًا