ما هو مرض التوحد

ما هو مرض التوحد؟  وكيف يصيب الأفراد؟ حيث يعد ذلك المرض مرضًا شائعًا، وبخاصة لدى بعض الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، فهو يؤثر على علاقات الطفل الاجتماعية وقدرته على التواصل مع المحيطين به، والجدير بالذكر أن هذا المرض في تزايد مستمر، لذا سنقوم الآن بالإجابة عن هذا السؤال ما هو مرض التوحد من خلال موقع زيادة.

ما هو مرض التوحد؟

طيف التوحد أو الذاتوية هو اضطراب عصبي من أنواع الاضطرابات التي تؤثر على الأفراد بدرجات متفاوتة، والتي تقبع تحت مفهوم اضطرابات الطيف الذاتوي، وهو نوع من أنواع الاضطرابات التي تؤثر على السلوك الاجتماعي في المدرسة أو المجتمع أو بالأحرى في العالم الخارجي.

تظهر أعراضه بين المرضى بشكل متباين ومتفاوت وهو يظهر عادةً على الأطفال قبل سن الثالثة، ويشير مفهوم “طيف” إلى المجموعة الحافلة من الأعراض المختلفة ومستويات خطورتها.

حتى الآن لم نتوصل لأسباب واضحة وكاملة لمرض التوحد فقد يرجع المرض إلى عوامل بيئية أو اجتماعية أو خللًا وراثيًا نتيجة للتاريخ العائلي الحافل، أو حتى حدوث مشكلات أثناء شهور الحمل الأخيرة وأثناء الولادة، وربما كان الجهاز المناعي محفزًا أيضًا لذلك.

اقرأ أيضًا: كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد

أعراض مرض التوحد

من خلال التعرف على الأعراض سنتعرف على ما هو معنى التوحد، فعلى الرغم من اختلاف الأعراض والأنماط من حالة إلى أخرى إلا أن جميع الاضطرابات تؤثر على القدرة الاجتماعية في التواصل مع العالم الخارجي.

من الصعب جدًا تحديد إصابة الطفل بمرض التوحد قبل بلوغه سن ال 12 شهرًا ولكن يمكن تشخيصها بصورة عامة عند بلوغه العامين، وإليكم هذه الأعراض الأكثر شيوعًا، ووفاقًا بين حالات المصابين.

  • لا يكثر من التواصل البصري المباشر ويظهر عليه خللًا في تعابير الوجه.
  • عدم الشعور بالحزن والبكاء عند مفارقة الطفل والديه، كما أنه لا يبادلهم الابتسامة ولا يتفاعل مع اهتمامهم وعنايتهم به.
  • لا يستطيع الاستمرار في محادثة قائمة بالإضافة إلى عجزه في المبادرة بالبدء في محادثة.
  • يلعب وحيدًا منطويًا على ذاته متقوقعًا في عالمه الخاص، وقد يكون كثير الحركة.
  • يمتنع عن العناق والاقتراب، فيبدو أنه خاويًا من المشاعر والأحاسيس الإجتماعية، ولكنه فقط يكون غير قادرًا على التعبير عن مشاعره وعواطفه.
  • عدم الاستجابة لمناداة اسمه أو التظاهر بعدم سماعه.
  • تكرار الكلمات بصورة هيستيرية بدون مناسبة أو حتى إدراك لكيفية استخدامها، فقد يستعمل كلمات متضادة مع المعنى الذي يريد إيصاله وهذا ما نطلق عليه “اللفظ الصدوي”.
  • يبدو متعلقًا ومتأثرًا بالحركات النمطية المتكررة، فيدور في دوائر أو يهتز سريعًا أو يلوح بيديه بلا توقف، وينمي تلك العادات ويكررها دومًا، ويتفاعل بعدائية ضد التغييرات المساهمة في تعديل سلوكه.
  • يتحدث بنبرات وإيقاعات صوتية غريبة وكأنه إنسان آلي “روبوت” بالإضافة إلى الجمود السلوكي.
  • أذى الذات مثل عض اليد او ضرب الرأس.
  • اتباعه للأسلوب القهري في الالتزام بالقواعد على سبيل المثال ترتيب الأشياء على هيئة أكوام أو صفوف.
  • ينبهر من أجزاء معينة من الأغراض مثل عقارب الساعة أو دوران إطار سيارة اللعبة.

كيفية علاج مرض التوحد والوقاية منه

إلى الآن يقف العلم عاجزًا مكتوف الأيدي أمام مرض التوحد فلا يوجد علاج واحد فعّال يتفق عليه كل المصابين، فالعلاج يشمل إخضاع المريض لبرامج تأهيل وتعليم خاصة من علاج السلوك والنطق واللغة، إلى جانب العلاج الدوائي، بالإضافة إلى العلاج التعليمي والتربوي، بالإضافة أيضًا إلى العلاجات البديلة.

على سبيل المثال.. اتباع نظام غذائي خاص، وهناك علاجات بديلة أخرى وبالطبع كل تلك العلاجات تختلف من حالة إلى أخري تبعًا لتصنيفات الطبيب المعالج المباشر على الحالة، لذا لابد من توافر البيئة المناسبة للعلاج كمراكز التأهيل الخاصة بمعالجة مرض التوحد.

أما عن الوقاية منه فلا يوجد طريقة محددة لذلك، ولكن الكثير من الأطباء قد ينصحون الأم بتجنب تناول الأدوية خلال فترة الحمل إلا بالرجوع إلى الطبيب، والمواظبة بعد الولادة على إعطاء الطفل المطاعيم المخصصة والمناسبة له.

يجب على الأسرة التي تلاحظ اضطراب في سلوكيات طفلهم وتطوره الغير طبيعي سرعة التوجه للطبيب، والمهم هنا بالطبع العلم بأن الكشف المبكر يساعد على تحقيق أفضل الإحتمالات لتحسين، وعلاج الحالة وكل ذلك يقوم بناءً على التشخيص الدقيق والصائب.

مراحل الفحص الطبي لمريض التوحد

نظرًا لأن مرض التوحد لا يتشابه بين حالة وأخرى، فليس هناك فحص طبي محدد للكشف، ولكن أكثر خطوات الكشف شيوعًا في الإطار العام لمعرفة ما هو مرض التوحد ودرجته وخطورته هي:

  1. رؤية، وفحص الطبيب المختص بالحالة.
  2. إخضاع المريض لعدة فحوصات كتقييم قدراته اللغوية والسلوكية وبالطبع فحوصات تلعب على أوتار الجوانب النفسية.
  3. المحادثة مع أسرة مريض التوحد عن قدراته السلوكية واللغوية والاجتماعية الملاحظة من قبلهم ومراحل تغير هذه العوامل مع الوقت.

هل التوحد يعد تأخرًا عقليًا؟

ما هو مرض التوحد يردد الكثيرون هذا السؤال سخرية اعتبارًا أن مفهوم مرض التوحد يعني تخلف عقلي، ولكن على العكس تمامًا فالعديد من المصابين بمرض التوحد يتمتعون بقدرات عقلية ومواهب مثل أي شخص، وربما أيضًا لا يملكها كثير من الأصحاء.

مثال على ذلك: “تمبل غراندين” الحاصلة على شهادة الدكتوراه في علم الحيوان، لذا يجب على الطبيب المعالج والأسرة العمل على تنمية تلك المهارات وتطويرها وتوفير لها الجو المناسب.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع طفل التوحد في المنزل والمدرسة

العوامل التي تعزز الإصابة بمرض التوحد

هناك العديد من العوامل التي تعزز الإصابة بمرض التوحد، وقد تكون عوامل وراثية أو اجتماعية أو حتى بيئية، ومن خلال تلك العوامل سنعي ما هو مرض التوحد.

  • فيروس الحصبة الألمانية، وفيروس الهيربس، والفيروسات التي تؤدي إلى تكاثر الخلايا، وتكاثر عددها.
  • شعور الطفل بالرفض من والديه وذلك الشعور يكون نابعًا من المشكلات الأسرية فيؤدي ذلك بالطبع إلى خوفه وانسحابه وانطوائه على نفسه.
  • التدخين له تأثير ضار في الإصابة بالتوحد.
  • تعاطي الوالدين الخمر والمخدرات من بين عوامل إصابة الأطفال بالتوحد وهذا ما أثبتته الدراسات الحديثة تحت مسمى “متلازمة الكحول الجيني والتوحد” فقد تتسبب الأم الحامل التي تتعاطى الكحوليات الى إلحاق الضرر بالجنين، والإيصال به لمختلف أنواع اضطرابات طيف الكحول الجينية.
  • ترك الطفل فترات طويلة منفردًا أمام الشاشات المضيئة سواء كانت التلفاز أو حتى الموبايل وذلك يساعد على الإنطواء والتوحد.
  • حتى الآن يدرس الباحثون ما إذا كانت العوامل مثل: التصلب الحدبي، أو العدوى الفيروسية، أو عمر الوالدين، أو الأدوية، أو المخاطرة والمضاعفات أثناء الحمل، أو ملوثات الهواء، أو الولادة قبل اكتمال فترة الحمل، أو التاريخ العائلي، تلعب دورًا في اضطراب طيف التوحد.

دور الأهل تجاه طفلهم المريض بالتوحد

يبدأ دور الأهل في الاكتشاف المبكر للمرض، فبما أنهم البيئة الأساسية المحيطة بالطفل فهم أول من يلاحظ عليه أعراض المرض الغير مألوفة وظهورها، وهنا يجب عليهم سرعة التوجه للطبيب لفحص الطفل وتشخيص حالته.

على الرغم من ضرورة مراكز التأهيل وفاعليتها في العلاج، إلا أن دور الوالدين لا يقل أهمية عنها، فعليهم التعرف على ما هو مرض التوحد وعلى حالة الطفل، وتفهمها جيدًا.

علاوةً على التحلي بالصبر لمساعدة طفلهم على تخطي المشكلات التي يعانيها، وعليهم تعلم مهارات للتعامل مع طفلهم والتركيز على إيجابياته، ومتابعة تطبيق كل ما يتعلمه الطفل في مركز التأهيل ومتابعة تلك السلوكيات وتطبيقها أيضًا في المنزل.

مع ضرورة اصطحاب الطفل معهم في أنشطتهم اليومية لمحاولة تطبيق تلك السلوكيات التعديلية تدريجيًا في العالم الخارجي.

السن الأكثر احتمالية للإصابة بمرض التوحد

كما تعرفنا على ما هو مرض التوحد يجب أن نعرف أن غالبية المرضى المصابين بهذا المرض هم الأطفال وخاصة من هم في المراحل المبكرة للنمو.

حيث تظهر بعض الإحصاءات أن من بين كل 1000طفل في الولايات المتحدة 6 منهم يصابون بهذا المرض، وأيضًا يصاب من كل 1000شخص حوالي1:2 في جميع أنحاء العالم، والحالات في تزايد.

تؤكد أيضًا بعض الإحصاءات على أن الأطفال الذكور أكثر عُرضة لذلك المرض من الإناث بمعدل 4:5، وأن الأطفال من سن 6:11 عام أكثر عُرضة أيضًا للإصابة بالمرض.

مقارنةً بالذين تتراوح أعمارهم بين 15:17 عام، ووفقًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن طفل واحد من بين كل 160طفل يصاب بالتوحد.

الفرق بين مرض التوحد ومتلازمة أسبرجر

سابقًا عرفنا ما هو مرض التوحد، وهناك فرق بالطبع بينهما فلا شك أن متلازمة اسبرجر هي نمط من أنماط التوحد ولكن أعراضها تظهر بصورة أقل حدة من التوحد.

فقد يصل مريض متلازمة أسبرجر لمراحل متقدمة في اللغة والذكاء الإجتماعي لكن تظهر في سلوكياته غرابة تتشابه نوعًا ما مع أعراض التوحد ولكن لايزال حتى الآن بعض الأفراد يستخدمون مصطلح “متلازمة أسبرجر” بوجه عام على اضطرابات طيف التوحد.

اقرأ أيضًا: الفرق بين التوحد وطيف التوحد

اليوم العالمي الأزرق لمرض التوحد

بعدما تعرفنا على معنى مرض التوحد وأعراضه، علينا أن نذكر اليوم العالمي للتوحد، حيث يحتفل العالم بأسره بمرض التوحد في اليوم العالمي له ألا وهو الثاني من إبريل ويتم ذلك الإحتفال من خلال تلوين السماء باللون الأزرق.

على سبيل المثال، ما حدث في فرنسا حين أضاءت العديد من المعالم الأثرية للإشارة بشكل رمزي إلى ضرورة معاملة الناس لمرضى التوحد بشكل طبيعي، وبأن المصابين بمرض التوحد هم أشخاص طبيعيون وكاملون، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة “سي ان نيوز” الفرنسية.

فالعديد من الناس لديهم معلومات مغلوطة حول هذا المرض وحول المصابين به، ويظهر ذلك جليًا في تعاملهم مع مرضى التوحد، مما يؤثر ذلك بالسلب على مرضى التوحد حيث يؤثر على نفسيتهم ويجعل اندماجهم الاجتماعي بشكل أكبر وأكثر سوءًا.

لا يزال هناك عديد من المفاهيم المغلوطة حول طيف التوحد، ولكن تسعى منظمات العالم لحقوق الإنسان إلى تصحيح الأخطاء المرتبطة بمريض التوحد وتعزيز دوره في المجتمع من خلال استيضاح ماهية مرض التوحد.

قد يعجبك أيضًا