ما هو التنفيس الانفعالي

ما هو التنفيس الانفعالي؟ وما هي طرق القيام به؟ فظروف الحياة التي نعاصرها اليوم قد فرضت علينا الكثير من الضغوط والمتاعب التي علينا مقاومتها، والتنفيس عنها بشكل سليم، كما يساعد التنفيس الانفعالي في حل الضغط الكامن داخل الفرد.

لهذا نحن في موضوعنا هذا، ومن خلال موقع زيادة سنساعدك في معرفة ما هو التنفيس الانفعالي؟، وكيفية القيام به بشيءٍ من التفصيل.

ما هو التنفيس الانفعالي؟

إن الإرشاد النفسي له الكثير من الأساليب التي يقوم بها المرء حتى يصل إلى نتائج مرجوة تمنح الشخص الشعور بالراحة والرضا، ويعد التنفيس الانفعالي أحد أساليب الإرشاد النفسي، الذي يسعى كثير من الأشخاص لتجربته ومعرفة ما هو التنفيس الانفعالي؟ ليتمكنوا من ممارسته بأمان.

يتم تعريف التنفيس الانفعالي على أنه التطهير الانفعالي، أو عملية التفريغ الانفعالي، وهو من الإجراءات المهمة التي يتم استخدامها في مجال الإرشاد النفسي للأشخاص، ويقصد بالتنفيس الانفعالي بأنه السماح للشخص بالتنفيس عن الخبرات والمواد المشحونة بداخله انفعاليًا.

كذلك يشتمل على تفريغ كل ما بداخل الشخص من انفعالات، إذ أنه عبارة عن تطهير للشحنات الانفعالية الكامنة، وتفريغ للحمولات النفسية لدى الإنسان، وهو أحد الطرق الأكثر فعالية في تحسين الحالة النفسية للفرد، وذلك لأنه يُخرِج من داخله مسببات حزنه، وغضبه، وكل الطاقة السلبية.

تساهم تلك الطريقة أيضًا في جعل علاقة الإنسان مع الآخرين تتحسن، وهذا لأن المشاكل النفسية لدى كل إنسان تعيق تعامله بشكل سليم في علاقاته الاجتماعية، وهو ما يتسبب في ابتعاد الكثير عنه، أما التنفيس عن الانفعالات فهي تطرد جميع الضغوط والشحنات السلبية من داخل كل فرد.

اقرأ أيضًا: كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ

عملية التنفيس الانفعالي

يتم التنفيس الانفعالي بإدارة الضغوط داخل الشخص بصورة إيجابية، كي يبدأ بعدها الطبيب أو المرشد النفسي في بدأ التعامل مع المشاكل التي تواجه المريض، ويساعده على مواجهة الصراعات بداخله بشكل إيجابي، حتى يحصل الشخص على الراحة النفسية.

إن أحد مظاهر التنفيس الانفعالي هو بكاء الشخص على كتف المرشد النفسي، حيث يلاحظ من خلال التنفيس الانفعالي محاولة المريض بالإفضاء عما بداخله أو بكائه أو غضبه أو ثورته، واعترافه بشكل مفاجئ بكل شيء يجول في خاطره، فيفرغ ما بداخله كالبركان الذي ينفجر فجأة.

مما يساعد على تخفيف ما بداخله، فالتنفيس الانفعالي يشبه سحب الروح أو الشحنة الانفعالية الناتجة عن الخبرات، والتجارب الصعبة التي مر بها هذا الشخص، لأنها مثل الحيوان المفترس الذي ينقض على صاحبه، بينما يعتبر التنفيس تحنيط لهذا الحيوان وصيده وإدارة ما يسببه من ألم.

إن أهم وسائل التنفيس الانفعالي هو أن يتيح المرشد النفسي للمريض الفرصة لتفريغ ما بداخله عن طريق الكلام والتداعي الحر، والتعبير عن كل مشاعره دون قيود، وتركه ليخبره بإحباطاته وصراعاته، وحاجاته، ومشاكله، ومخاوفه، وجوانب قلقه وتوتره، وسلوكياته المنحرفة بأشكالها.

هنا لا بد أن يكون المرشد النفسي مصغي جيدًا له، ويستمع له دون أن يتطرف إلى أي نقد، ويعبر عن تعاطفه معه، ودعمه له، وتشجيعه على إكمال الحديث دون خوف، وخلق أجواء دافئة بينهم خالية من أي حكم أخلاقي أو عقاب أو لوم، مع إمكانية توضيح حالة المريض له ليفهم نفسه.

عوامل نجاح عملية التنفيس الانفعالي

في سياق موضوعنا ما هو التنفيس الانفعالي؟ يجب أن نعرف ما هي عوامل نجاح عملية التنفيس الانفعالي.

حيث إن أهم عوامل نجاح عملية التنفيس الانفعالي هي أن يقوم الطبيب بتوثيق العلاقة الإرشادية الصحية بينه وبين المريض، وخلق مناخ سلبي ولكنه صحي وخالي من الضغوط أو الرقابة، حتى لا يضطر المريض لاتباع حيل الدفاع النفسي تجاه المرشد أثناء الجلسة العلاجية.

يجب أن يخلق الطبيب جو مناسب يريح المريض، حتى يتجنب أن ينفعل المريض بشكل سلبي، ويعبر عن انفعالات ومشاعر سلبية مثل العار أو الاشمئزاز أو الخري، أو انعدام القيمة وفقدان المعنى والشعور بالذنب، فهذه المشاعر كلها من الوارد أن تحدث، وهو ما يحدث نتائج عكسية.

حيث يبدأ المريض بتكوين حيل للدفاع النفسي ضد تلك الانفعالات المؤذية، مثل التكوين العكسي أو الإنكار أو الإلغاء وما إلى ذلك.

يفضل أن يقوم المرشد النفسي بالاستعانة بوسائل أثناء عملية التنفيس الانفعالي، فقد كان الطبيب النفسي فرويد يستعمل الإيحاء خلال التنويم، ومن بعدها استخدم الإيحاء خلال اليقظة، ثم انتقد نفسه على هذا الأسلوب لأن هناك الكثير من المرضى لا يمكن تنويمهم.

هذه الطريقة تضمنت إدخال مؤثرات نفسية خارجية على المريض من الضروري أن يتقبلها دون أي جدال فيها، فهي تشبه التضليل النفسي، وهو ما دفع فرويد إلى أن يلجأ للترابط الطليق أو التداعي الحر، كأحد الوسائل المساعدة في إنجاح عملية التنفيس الانفعالي.

طرق التنفيس الانفعالي

بعد أن عرفنا ما هو التنفيس الانفعالي؟ من المهم أن نتعرف على أهم الطرق التي تساعد على تفريغ الجسم من الضغوطات والمشاكل، وتطهيره من الحمولات التي كونتها التجارب السلبية، والظروف الصعبة، ومن هذه الطرق ما يلي:

ممارسة الرياضة

إن كثير من الذين يمارسون الرياضة يعرفون ما هو التنفيس الانفعالي؟ حيث يمكننا سماعهم يتحدثون عن مدى تأثير الرياضة على صحتهم النفسية، وأنها تساعدهم في التخلص من الشحنات السلبية، وتفريغ ما بداخلهم من طاقات سلبية، وهذا هو الهدف من عملية التنفيس الانفعالي.

لذلك إن كنت تريد التخلص من الطاقات الكامنة بداخلك، عليك الاعتياد على تحريك جسمك طوال الوقت، وذلك من خلال ممارسة أنواع مختلفة من الرياضة، حتى وإن كانت بسيطة، فأنت لست مضطر للذهاب إلى الصالات الرياضية، بل يمكنك أن تمارس رياضة المشي من يوم إلى آخر.

يمكنك كذلك لعب الرياضة في المنزل، أو ممارسة رياضة نط الحبل في الحديقة أو في البيت، والهرولة، يمكنك كذلك ممارسة السباحة، فهي تفرغ أيضًا الطاقة السلبية المدفونة داخل كل إنسان، يمكنك كذلك ممارسة تقنية breath of fire، حيث إنها تساعد على تنفس الشخص بهدوء وراحة.

ممارسة الاسترخاء

إن نفس الإنسان وجسده مرتبطان ببعضهما البعض، وبينهما علاقة وثيقة جدًا، حيث يتأثران ببعضهما بشكل لا يمكن تخيله، ويفسر لنا هذا الارتباط مدى تأثير استرخاء الجسد على استرخاء النفس، فاسترخاء الجسد يعمل على تهدئة العقل والجسد.

لذلك إن كنت تحب ممارسة تقنية الاسترخاء، كل ما عليك فعله هو أخذ نفس عميق من الأنف وإخراجه من الفم ببطء، وخلال الإخراج حاول أن تغمض عينيك واسترخي تمامًا، وأشعر بنفسك وجسدك وهما يسترخيان تمامًا، وأكمل ذلك التمرين بعد استراحة خفيفة بين كل نفس.

يمكن كذلك أن تستخدم بعض الكلمات وأنت تقوم بالتمرين، كأن تقول هدوء وأنت تخرج الهواء من فمك أو سلام، مع إبقاء العينين مغمضتين، ومواصلة التمرين لعدة دقائق.

سرد قصتك

إن إخبار قصتك من الأشياء التي تساعد على التنفيس الانفعالي حتى بدون اللجوء إلى مرشد نفسي، حيث يمكنك إخبار شخص قريب منك أو أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك بما حدث معك أو تشعر به، حتى تخرج ما بداخله من خبرات متراكمة، وتفرغ الشحنات الكامنة فيك.

كما يمكنك الاعتماد على نفسك، وعدم الاستعانة بأحد، من خلال تدوين ما تشعر به وكتابته، أو القيام بإجراء تسجيل صوتي بينك وبين نفسه، دون أن تشاركه مع أحد، تساهم هذه الوسيلة في تطهير النفس من العديد من المشاعر السلبية المدفونة، والتخلص من الطاقات السلبية المؤذية.

لكن بالطبع الاختيار الأنسب في هذا الصدد أن تقوم بمراجعة مرشد نفسي أو طبيب معالج، لأنه هو الأكثر خبرة ودراية بطبيعة حالتك، وسيوضح لك رؤيته، ووجهة نظره فيما تشعر به، الأمر الذي يساعدك في تجاوز آلامك، وفهم حالتك، وبالتالي التمكن بسهولة من التعامل معها، وتقليل قلقك.

كما إن ممارسة التنفيس الانفعالي مع أشخاص غير متخصصين، قد تزيد من حالتك النفسية سوء، لأنهم لن يتمكنوا من تحليل حالتك بشكل علمي سليم، بل على العكس من الممكن لهم أن يمنحوك تحليلات خاطئة، وتفسيرات مغلوطة فيسبب لك ذلك أذى نفسي.

القيام بالتلوين

إن التلوين من الأشياء التي تساعد على التنفيس الانفعالي، والأشخاص الذين يقومون بالرسم والتلوين يعرفون جيدًا ما هو التنفيس الانفعالي؟، إذ أنه يساعد على تفريغ الشحنات السلبية من الشخص، ويعمل على تزويد الشخص بالطاقة الإيجابية، والتحسين من مزاجه وصحته النفسية.

إن التلوين ليس شيء محصور على الأطفال، كما أنه لا يتطلب منك أن تجيد فن الرسم ولا حتى التلوين نفسه، فهناك نماذج كثيرة جاهزة ومرسومة مثل المانديلا، ونماذج مخصصة للكبار كذلك، وبعض منها يمكنك أن تحصل عليه من خلال بعض التطبيقات على الإنترنت.

الخروج عن التوقعات

قد يكون ذلك غريبًا لبعض الناس الذين لا يعرفون ما هو التنفيس الانفعالي؟ لكن الخروج عن التوقعات التي ينتظرها البعض منك، وتشكل ضغط عليك كبير، يمكنها أن تساعدك في عمل تنفيس انفعالي لما بداخلك، مما يساعدك في الشعور بالراحة والاسترخاء بعدها.

إنك لست مضطرًا لأن ترهق روحك وتجهدها بإشباع توقعات ورغبات فرضها الآخرون عليك، لأن هذا يتسبب في ضغط نفسي إضافي عليك، مما يحتم عليك ضرورة قول لا في الكثير من الأوقات حينما لا تمتلك الطاقة الكافية لتلبية توقعاتهم واحتياجاتهم.

التنفيس بالبكاء

إن كثير من الناس يعرفون ما هو التنفيس الانفعالي؟ بشكل ضمني، دون معرفة المصطلح العلمي له، حيث نجد الكثير منهم ينصحون بالبكاء كي يفرغ ما بداخله، لإيمانهم أن البكاء يحسن من الحالة المزاجية ويخفف من الضغوط التي يشعر بها الشخص، وهذا يعد أسلوب من أساليب التنفيس.

إذ أن البكاء يساعد على إخراج المشاعر التي كُبِتَت في نفس الشخص، ويجعله يشعر بالراحة من بعد أن يقوم به، خاصة إن كان صاحب هذا البكاء بحالة من الانفعال والغضب والكلام عن كل ما يعتري الشخص من مشاعر سلبية.

أسلوب النوم

قد يكون الكثير منا يعرف ما هو التنفيس الانفعالي؟ بشكل ضمني، حيث إننا كثيرًا ما نلجأ إلى النوم عند الشعور بالاكتئاب أو العصبية أو القلق والتوتر، حتى يتحسن مزاجنا، ونتخلص قليلًا من المشاعر السلبية التي يشعر بها قلبنا، وتعتبر هذه الطريقة من طرق التنفيس الانفعالي.

حيث يساعد النوم على تخلص الشخص من الشحنات السلبية التي تمتلئ بها نفسه، بعد أن تعرض لموقف سيء أو صدمة ما، وهو ليس هروبًا من الواقع في كل الحالات كما يعتقد البعض، وإنما وسيلة لتخفيف الغضب والانفعال.

كثرة الضحك

إن كثرة الضحك يمكننا أن نستشف منها ما هو التنفيس الانفعالي؟ حيث إن الضحك يساعد في التخلص من المشاعر السلبية، ويمكنك أن تتأكد من ذلك بعد جلوسك مع مجموعة من الأصدقاء والمزاح معهم، ومراجعة شعورك وإحساس قلبك حينها، ستشعر بالتأكيد أنك بذلت مجهود ما لا تدري ما هو.

حيث إن فور التوقف عن الضحك، يشعر الإنسان كأنه ولد من جديد، أو كأنه استراح بعد قطع طريق سفر شاق، لذلك إن كنت تريد ممارسة التنفيس الانفعالي بشكل لطيف، أحرص على الاجتماع مع أصدقائك المبهجين، أو اجتمع مع أفراد أسرتك وأرخي أعصابك تمامًا.

يمكنك كذلك مشاهدة المقاطع المرئية على الإنترنت أو المقاطع الصوتية المضحكة، دون الاضطرار للجوء إلى أحد، أو مشاهدة إحدى المسرحيات أو المسلسلات أو الأفلام الكوميدية على التلفاز، وقم بصنع بهجتك، وساعد نفسك بتفريغ شحناتك السلبية دون الحاجة إلى أحد.

اقرأ أيضًا: فن التعامل مع الناس وأخطاء يجب تجنبها

فوائد التنفيس الانفعالي

في سياق موضوعنا ما هو التنفيس الانفعالي؟ نتطرق إلى فوائد التنفيس الانفعالي كأحد أساليب الإرشاد النفسي، ومن هذه الفوائد ما يلي:

  • يعمل التنفيس الانفعالي على تخليص الشخص من التوتر والقلق الانفعالي، فيحدث للشخص ما يسمى بالانفتاح الانفعالي، فبدلًا من كبت تلك المشاعر يقوم بتفريغها بطريقة صحية، تساعد حالته النفسية في التحسن بشكل ملحوظ.
  • يساعد التنفيس الانفعالي في تخفيف ضغط الكبت، فبدلًا من أن يحدث انفجار أو انهيار أو أي حالة من حالات الهستيريا للشخص، ويطهر نفسه بأي أسلوب من أساليب التنفيس الانفعالي التي ذكرناها لكم، من الضغوط والمشاكل والمشاعر السلبية المكبوتة بداخله.
  • تساعد عملية التنفيس الانفعالي في جعل أعراض العصبية تختفي، وهو ما يجعل من الضروري توعية الناس بطرق التنفيس الانفعالي وما هو التنفيس الانفعالي؟ حتى يتمكنوا من علاج مشاكلهم وضغوطهم النفسية عن طريقه، فالإرشاد النفسي مهم للغاية.
  • يعمل التنفيس الانفعالي على إزاحة الحمل النفسي الزائد عن عاتق المرء، حيث إن الخبرات الشخصية، والأحداث النفسية، والصراعات اللاشعورية، والذكريات لدى كل إنسان، بالطبع يصاحبها بعض الانفعالات المكتوبة، وهو ما يجعلها حمل شخصي، وبالطبع فإن هذا الحمل يختلف من شخص لآخر.
  • يفيد التنفيس الانفعالي في تخليص الشخص من الشحنات الانفعالية الزائدة عن طاقة الإنسان، ومساعدته في تحسين حالته المزاجية، خاصة إن كانت معظم خبراته سيئة وصعبة للغاية.

أنواع التنفيس النفسي

يوجد لعملية التنفيس الانفعالي عدة أشكال وأنواع، وفي سياق عرضنا لموضوع ما هو التنفيس الانفعالي؟ سنقوم بعرض تلك الأنواع لكم فيما يلي:

عملية التنفيس الانفعالي الفردية

يتم ذلك التنفيس من خلال جلوس الشخص مع المرشد النفسي، أو الطبيب المعالج في عيادته أو في المشفى، ومن ثم يبدأ الطبيب بسؤاله والتحدث معه، وخلق جو مناسب للمريض، وتهيئته لتفريغ ما بداخله من مشاعر، ويتم ذلك بصورة فردية تمامًا من دون وجود أي شخص.

عملية التنفيس الانفعالي العائلية

يتم القيام بالتنفيس الانفعالي هنا، في صورة عائلية، وهو من الأنواع التي توفر للشخص المزيد من الدعم النفسي، وتساعد عائلته في التعرف على ما يجول في خاطره، وبالتالي يساهم ذلك في جعله قادر على التحسن بشكل أسرع، لكن قد لا يناسب ذلك كل الحالات.

حيث إن بعض المرضى قد يكون السبب وراء حالتهم النفسية السيئة هم عائلتهم، وبالتالي تكون قدرتهم على التنفيس الانفعالي أصعب بكثير، مقارنة بالتنفيس الفردي.

حيث سيشعر بالبعض بالإحراج من الإفصاح عما بداخله، وقد يدلي الشخص بمعلومات ناقصة أو مغلوطة بسبب وجودهم.

عملية التنفيس الانفعالي الإجرائية

إن هدف عملية التنفيس الإجرائي هو تقييم المريض وحالته، وتمارس في ذلك الإجراء بعض الأهداف التعليمية مع المتطوعين والمتخصصين، كما يمكن أن تتم عملية التنفيس الإجرائي بصورة وقائية، كما أنها تعمل على قياس مدى تأثر العاملين أو المتطوعين بما سمعوه.

تلك العملية تساعد في تعزيز القوة النفسية عند جميع المشاركين، وتجعلهم يبحثون عن المعاني المشتركة فيما بينهم حول الحياة، والتجارب والخبرات، وتساعدهم في معرفة ما التنفيس الانفعالي ومدى أهميته؟

أهمية التنفيس الانفعالي وأهدافه

في سياق موضوعنا ما هو التنفيس الانفعالي؟ لا بد من ذكر أهمية هذه العملية، إذ يساعد التنفيس الانفعالي في تحسين الحالة النفسية للشخص، وتجعله قادر على تجاوز الاضطرابات والمشاكل النفسية الداخلية التي يكابد مرارتها، وتجعله يحسن علاقاته مع الآخرين.

كما أنها مهمة في جعل الشخص يعرف كيف يبتعد عن الشخصيات السامة، وألا يتطرق إلى الدخول في علاقات غير صحية، وأن يتعامل مع من حوله بشكل أفضل.

تهدف كذلك عملية التفريغ الانفعالي إلى حصول الشخص على الاستقرار النفسي والسلام الداخلي، كما أن له فوائد طبية أهمها أنه يقي من إصابة الشخص بالعديد من الأمراض، مثل مرض العصاب، ومشاكل الصداع بكل أنواعه، وكذلك يقي من الإصابة بالشلل والأزمات القلبية، والجلطات.

تهدف عملية التنفيس الانفعالي إلى تخفيف معاناة الإنسان، والحد من الآلام التي تعتريه، وتجعله يكتسب مناعة قوية ضد الصدمات والخبرات السلبية، والتي من الممكن أن يتعرض لها فيما بعد.

يهدف التنفيس التفاعلي إلى تمرين الأشخاص على التحدث عن مشاعرهم بطلاقة وحرية تامة دون أي قيود، حتى يخففوا ما بهم، حيث إن هناك بعض الأفراد الذين لا يمتلكون المهارة الكافية للإفصاح عن مشاعرهم سواء إيجابية أو سلبية، وهو ما يجعلهم يكبتونها ويكبحونها بداخلهم.

مما يتسبب في مشاكل نفسية وعضوية كثيرة، تقود بالإنسان في النهاية إلى الانهيار أو الانفجار أو حتى الإصابة بمرض عضوي خطير، فيستسلم المريض له وييأس، بسبب الطريق الطويل الذي قطعه في الكبت.

تقرأ أيضًا: كيف تتعامل مع شخص يكرهك ومجموعة نصائح للتعامل مع الناس

مراحل التنفيس الانفعالي

في سياق عرضنا لموضوع ما هو التنفيس الانفعالي؟ نعرض لكم أهم مراحل عملية التنفيس الانفعالية، وهي ما يلي:

المرحلة التعريفية

يقوم في تلك المرحلة المرشد النفسي أو الطبيب، وكذلك المساعدين له بتقديم أنفسهم، مع شرح الكثير من الأشياء عن الجلسة العلاجية ومدتها، بالإضافة إلى شرح بعض المعلومات عن ما هو التنفيس الانفعالي؟ إذا لم يكن المريض على دراية كافية به.

كما يتم عرض ما الذي سيستخلصونه في نهاية الجلسة، ويوضح الطبيب طبيعة الجلسة هل هي مغلقة وفردية أم جماعية.

فإن كانت جماعية لا بد أن ينصح كل شخص بالتركيز على نفسه فقط، وعدم التأثر بشؤون الآخرين، وإعطاء الكل فرصة كافية للتحدث عن أنفسهم، والتزام آداب الحوار، وعدم الضحك أو الاستهزاء بأحد، وعدم إطلاق الأحكام، مع ضرورة عدم مقاطعة أحد خلال الحديث.

مرحلة التحاور

يقوم الأشخاص في تلك المرحلة بشرح واقعة أليمة أو صدمة نفسية تعرضوا لها، وسببت هذا الألم النفسي الذي بداخلهم، فهذه المرحلة تسمى أيضًا بمرحلة الحقيقة، ويقوم فيها الطبيب النفسي بطرح الأسئلة حول هذه الصدمة وتفاصيلها، وشعور الأشخاص بخصوصها.

مرحلة رد الفعل

تعتبر هذه المرحلة من أهم مراحل عملية التنفيس الانفعالي، فمن الممكن فيها أن يستمر رد فعل الشخص لفترة طويلة نسبيًا، حيث تلازمه لعدة أيام، مثل فقدان الشهية، وعدم القدرة على التركيز، وكثرة السرحان، والتشتت، وعدم القدرة على النوم، وغيرها من المشاكل النفسية المؤرقة.

مرحلة التعلم

في تلك المرحلة يتعلم الأشخاص معلومات كثيرة وهامة عن الحياة، ويتعلمون مدى أهمية اللجوء إلى القرارات المصيرية أثناء الأزمات، وطريقة تجاوز الصدمات والأزمات التي من الوارد أن تقابلهم في حياتهم المستقبلية، وطريقة التواصل الجيد مع الآخرين.

سيتم إخبار المرضى كيف يمارسون أساليب التنفيس الانفعالي، وأشكال الاسترخاء بأنواعها، حتى يتمكنون من ممارستها واللجوء إليها عند الحاجة، والتخلص من الطاقة السلبية.

نتعرض جميعًا للكثير من المشاكل والأحداث السلبية، التي قد تدمر شخصيتنا وقدرتنا على الاستمرار، لذلك قد يكون التنفيس الانفعالي وسيلة لحل مشاكلنا أو التخفيف منها.

قد يعجبك أيضًا