ما هو انفصام الشخصية

ما هو انفصام الشخصية؟ وما هي الأعراض المصاحبة له؟ وهل هو مرض عقلي أم نفسي؟ حيث إن هناك العديد من الأمراض التي يخلط بينها البعض ولا يعرفون حتى ماهيتها، إلا أن هذا المرض على وجه التحديد يجعل الفرد معرضًا إلى الوصمة الاجتماعية، والتي تظل ملازمة له لباقي العمر، ومن خلال موقع زيادة سنتعرف على مفهوم مرض فصام الشخصية.

ما هو انفصام الشخصية؟

إن انفصام الشخصية هو نوع من الأمراض العقلية التي تشير إلى وجود اضطراب وخلل يعاني منه الفرد المريض، والذي ينتج عنه العديد من السلوكيات الغير طبيعية التي تظهر على الفرد، ومن هنا تبدأ أعراض الانفصام بالظهور، والتي من أشهرها الأوهام والهلوسة.

كما أن تلك الأعراض تشمل بعض الجوانب ذات الصلة بالتفكير والسلوكيات، وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الأمراض العقلية يتطلب الخضوع إلى العلاج ما دام الفرد على قيد الحياة، ومن الممكن أن يؤدي التشخيص المبكر له إلى الحصول على النتائج المثمرة، بذلك تكون قد تعرفت على ما هو انفصام الشخصية.

اقرأ أيضًا: ما هو انفصام الشخصية وما هي أعراضه وطرق علاجه

حقائق حول مرضى انفصام الشخصية

عقب الاطلاع على إجابة سؤال “ما هو انفصام الشخصية؟” نشير إلى أنه يوجد بعض الخرافات والأساطير حول مرضى هذا النوع من الاضطرابات، إذ أنه من المتداول أن المريض في تلك الحالة يملك العديد من الشخصيات.

لكن دعونا نشير إلى أن هذا النوع من الاضطرابات عادةً ما يُصيب عدد يتخطى الـ 21 مليون شخص في مختلف بلدان العالم، كما أن لهذا النوع من الاضطرابات العديد من المضاعفات التي من شأنها التأثير على حياة الفرد بشكل واضح، وجعله لا يقدر على التصرف بشكل طبيعي.

إلى جانب ذلك فإن المصابين بهذا النوع من الأمراض عادةً ما يحظون بقلة الرغبة في التعامل معهم من قِبل الآخرين، ناهيك عن تلك الألقاب والمواقف المزعجة التي يتعرضون إليها باستمرار.

أعراض انفصام الشخصية

بالنظر إلى مفهوم انفصام الشخصية نجد أن لهذا النوع من الاضطرابات العديد من الأعراض التي يمكن من خلالها التنبؤ بالإصابة به، والتي تتنوع بين الأعراض الإيجابية الظاهرة، وتلك الأعراض السلبية المتخفية، والتي تتطلب التشخيص الدقيق للتأكد من الإصابة أو سلامة الحالة.

الأعراض الواضحة لانفصام الشخصية

ضمن التعرف على إجابة ما هو انفصام الشخصية، يجب مراعاة أن الأعراض الإيجابية تتنوع بين الوهام أو ما يعرف بالتصديق والاعتقاد بأمور لا أساس لها من الصحة، وفي أغلب الحالات قد يعتقد الفرد كونه معرضًا إلى المراقبة من جهة معينة، والعديد من الأمور المشابهة لذلك.

كما أن الهذيان والهلوسة من الأعراض المصاحبة للإصابة بهذا النوع من الأمراض، ومن ثم فإن المريض عادةً ما يبدأ بسماع أصوات غير موجودة أو شم روائح غريبة، كما يمكنه الإحساس بمذاق طعام لم يتناوله في الحقيقة أيضًا.

إلى جانب ذلك فإن التفكير والحديث غير المنتظم من أشهر الأعراض التي تشير إلى الأمر ذاته، وفي بعض الأحيان قد يلجأ المريض إلى اختراع بعض الكلمات الغير متداولة ومعروفة، كما أنه يتفوه ببضع كلمات لا معنى لها.

الأعراض السلبية للإصابة بانفصام الشخصية

عقب الاطلاع على إجابة سؤال “ما هو انفصام الشخصية؟” نود أن نشير إلى أنه يصعب التعرف على ما إن كان الفرد مصابًا بالفعل من خلال الاستناد على تلك الأعراض، حيث إنها قد تشير في بعض الأحيان إلى الإصابة بمرض آخر.

أما عن تلك الأعراض فإنها تتمثل في فقدان الرغبة في التواجد مع الآخرين أو حتى الاستماع إليهم، كما أن الافتقار إلى التعبير عن المشاعر والتعبير عنها وكبت تعبيرات الوجه من الأعراض السلبية المصاحبة لهذا النوع من الاضطرابات.

الجدير بالذكر أن عدم التحدث أو التحرك بشكل منتظم وفقدان الرغبة في الحفاظ على النظافة الشخصية، من الأمور التي تشير إلى أن الفرد قد يكون مصابًا بهذا النوع من الأمراض.

اقرأ أيضًا: أسباب تعدد الشخصيات وعلاجه

أعراض الانفصام الانفعالية

إلى جانب تلك الأعراض السابق الإشارة إليها، نشير إلى أن الإصابة بالقلق والاكتئاب ضمن الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بالانفصام، كما أن تلك الأعراض تتفاوت حِدتها من فرد إلى آخر.

الجدير بالذكر أن تلك الأعراض عادةً ما تظهر على الرجال المصابين بهذا المرض في فترة العشرينات، وبالنسبة إلى السيدات فإنها عادةً ما تظهر في أواخر الفترة ذاتها، وفي بعض الأحيان قد يصاب بها الأطفال أيضًا، والأشخاص البالغين عمر الخمسة وأربعون عامًا.

الأعراض الإدراكية لمرض انفصام الشخصية

في بعض الأحيان يمكن الاستدلال على الإصابة بانفصام الشخصية من خلال ظهور بعض الأعراض الإدراكية، والتي تتمثل في فقدان القدرة على حل المشكلات والتعلم والاستذكار.

كما أن تلك الأعراض تشمل وجود بعض الصعوبات في استيعاب المعلومات الجديدة، وفهم الحديث والمغزى من بعض الكلمات والعبارات.

أعراض انفصام الشخصية لدى المراهقين

في بعض الأحيان قد تتشابه تلك الأعراض السابق الإشارة إليها بين الأفراد البالغين والمراهقين، لكن دعونا نشير إلى أن أعراض انفصام الشخصية الواضحة لدى المراهقين تتنوع بين الافتقار إلى الحافز وسهولة الاستهتار، والتعرض إلى الاكتئاب.

بالإضافة إلى ذلك فإن تلك الأعراض تشمل أيضًا الانعزال عن الأهل والأصدقاء والرغبة في التواجد في عزلة عن الجميع، بالإضافة إلى الأرق والاضطرابات في النوم وتراجع مستوى التحصيل الدراسي.

في بعض الأحيان قد يكون المراهق يعاني من الأوهام والهلوسات البصرية، ولكنها عادةً ما تكون أقل حِدة من الدرجة التي يعاني بها الأشخاص البالغين.

أسباب الإصابة بانفصام الشخصية

عقب التعرف على إجابة سؤال “ما هو انفصام الشخصية؟” نشير إلى أن السبب في الإصابة بهذا النوع من الأمراض لا يزال غير واضحًا حتى الآن، إلا أنه توجد بعض الأبحاث والدراسات العلمية التي تشير إلى أن أحد العوامل قد تتمثل في البيئة المحيطة بالفرد.

كما أن العوامل الوراثية والجينية من ضمن العوامل التي يمكنها زيادة فرص الإصابة بهذا المرض، ناهيك عن العوامل الاجتماعية والنفسية التي يمكنها أن تقود إلى النتيجة ذاتها في كثير من الأحيان.

كيفية تشخيص انفصام الشخصية

عقب الاطلاع على إجابة سؤال “ما هو انفصام الشخصية؟” نشير إلى أنه توجد بعض الوسائل التي يمكن من خلالها تشخيص الحالة؛ للتأكد من أن تلك الأعراض السابق الإشارة إليها تدل على أن الفرد يعاني منه.

تتنوع تلك الوسائل بين الكشف البدني والفحوصات الطبية، التي يمكن من خلالها التأكد أن تلك الأعراض     ليست نتيجة لتناول الكحوليات أو المواد المخدرة، كما يمكن إجرائها بالاعتماد على التصوير المقطعي أو الفحص باستخدام الرنين المغناطيسي.

كما أن التقييم النفسي من ضمن الوسائل التي يتم الاعتماد عليها في الفحص للاطمئنان على الصحة النفسية والعقلية للفرد، ومن خلال تلك الجلسات يتم التعرف على ما إن كان هناك تاريخ مرضي يشير إلى الإصابة بالمرض عينه.

الجدير بالذكر أن المعايير الخاصة بهذا المرض والتي يتم الاعتماد عليها عند التشخيص، عادةً ما تختلف من طبيب معالج إلى آخر، ومن ثم فإن الفيصل هنا يكون الفحوصات السابق الإشارة إليها والنتائج المترتبة عنها.

عوامل خطر الإصابة بانفصام الشخصية

إلى جانب الأعراض التي تظهر على الفرد المصاب بهذا النوع من الاضطرابات، فإنه توجد بعض العوامل الخطرة التي قد تصاحب المرض نفسه، والتي تتمثل في وجود تاريخ مرضي للعائلة تشير إلى الإصابة بالمرض ذاته.

كما أن المضاعفات الناتجة عنه وخاصةً في حال الحمل يمكنها أن تكون ضمن عوامل الخطر التي تؤثر بالسلب على الفرد، وتناول بعض الأدوية والعقاقير يمكنها أن تزيد من تلك العوامل.

مضاعفات الإصابة بالانفصام

عقب الاطلاع على إجابة سؤال “ما هو انفصام الشخصية؟” نشير إلى أن تلك المضاعفات عادةً ما تظهر على هيئة ذلك السلوك العدواني الذي قد يسلكه الفرد، سواء فيما يخصه أو مع الأفراد المحيطين به.

بالإضافة إلى ذلك فإن مضاعفات انفصام الشخصية تشمل أيضًا التفكير في الانتحار والإصابة بالاكتئاب الشديد، ناهيك عن الاضطرابات النفسية والقلق والتوتر والوسواس القهري الذي يمكن أن يُصيب الفرد، إلى جانب ذلك فإن التعرض إلى الإيذاء والمشاكل الصحية وسوء التغذية من المضاعفات أيضًا.

كما أن المشاكل المادية والتشرد من المضاعفات أيضًا، ففي تلك الحالة عادةً ما يكون المرء عاجزًا عن أداء المهام الوظيفية المنوط به تنفيذها في بيئة العمل، ناهيك عن الاتجاه إلى تعاطي المواد المخدرة والعزلة الاجتماعية التي يعاني منها الفرد في تلك المرحلة من حياته.

علاج انفصام الشخصية

عقب التعرف على إجابة ما هو انفصام الشخصية، نشير إلى أن علاج هذا النوع من الاضطرابات يتطلب التحلي بالصبر، كما أنه عادةً ما يعتمد على تعاطي بعض الأدوية التي يصفها الطبيب إلى المريض، لكي تساعده على الحد من الأعراض المصاحبة لهذا المرض.

إلى جانب ذلك فإن تقديم الدعم النفسي والرعاية اللازمة من قِبل الأسرة والأشخاص المقربين إلى المريض من العوامل المساعدة على سرعة الشفاء، أو على الأقل الحد من الأعراض.

ما لا تعرفه عن انفصام الشخصية

يشير البعض إلى هذا النوع من الاضطرابات بمصطلح النفس المنقسمة، وهو من المصطلحات المغلوطة، حيث إن هذا المرض يمكن التخلص منه من خلال الخضوع للعلاج النفسي وإعادة التأهيل.

كما أن البعض يقول بأن الشخص المصاب بهذا النوع من الاضطرابات عادةً ما يمثل خطر على الآخرين من حوله، إلا أن هذا الأمر خاطئ أيضًا ففي أسوأ الحالات قد يتمثل هذا الأذى على هيئة تلك السلوكيات العدوانية التي يقوم بها المريض.

من ثم فإن معاناة الفرد المصاب من فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر، والمظهر الخارجي الذي يظهر به يمنح الحق لأي شخص بالحكم عليه، وجعله يبدو في صورة منفرة تجعله منبوذًا من الآخرين من حوله.

بعض الأفراد يتداولون فكرة أن الانتحار هو المسبب الرئيسي لوفاة المصاب بهذا النوع من الاضطرابات، حتى أن بعض الآراء تقول بأن الانتحار سيكون النتيجة الحتمية لكل المصابين.

إلا أنه بالاستناد إلى تلك البحوث والدراسات العلمية، فإن المصاب عادةً ما تراوده بعض الأفكار بخصوص الانتحار، ولكن ليس بالضرورة أنه سيُقدم على تنفيذها على أرض الواقع.

الجدير بالذكر أن التفكير بالانتحار في تلك المرحلة قد يكون من الآثار الجانبية التي تنتج إثر تناول بعض الأدوية والعقاقير، سواء كان الغرض منها التخلص من انفصام الشخصية أو للعلاج من أيٍ من الأمراض الأخرى.

كما أن أحد أنواع الوصمات الاجتماعية والصورة الذهنية المتكونة في العقول عن مرضى انفصام الشخصية، تتمثل في كونهم مهملين في أنفسهم ونظافتهم الشخصية، إلا أن هذا الأمر يمكن أن يتواجد في بعض الحالات وليس كلها، ومن هنا نجد أن التعميم على كل الحالات جريمة لا تُغتفر.

اقرأ أيضًا: تحليل الشخصية من الخط وشكل الحروف ودلالاتها على الشخصية

تفاصيل حول مرض انفصام الشخصية

يقول البعض أن الذكور هم فقط المعرضون إلى الإصابة بهذا النوع من الأمراض، إلا أن هذا الرأي خاطئ تمامًا إذ نجد أن الإناث أيضًا من المعرضين إلى الإصابة به.

الجدير بالذكر أن الإصابة بهذا المرض يمكنها أن تقود الفرد في بعض الأحيان إلى تعاطي المخدرات، كما أن بعض الأبحاث والدراسات تشير إلى أن المرضى في تلك الحالات غالبًا ما يعيشون فترات قصيرة من الحياة.

السبب في ذلك يرجع إلى أن هذا المرض يمكن أن يتزامن مع الإصابة ببعض الأمراض الأخرى والتي تتنوع بين الأمراض القلبية الخطيرة أو الوعائية، ناهيك عن تلك الأمراض المتعلقة بالمناعة، والميل إلى الانتحار في بعض الأحيان.

بالنظر إلى إجابة سؤال “ما هو انفصام الشخصية؟” نجد أن هذا المرض يمكن أن يكون بسبب وراثي، والتعرف على ماهية انفصام الشخصية والأعراض المصاحبة له من شأنها أن تساعد على العلاج والتخلص منه.

في أغلب الأحيان يكون المريض معرضًا إلى انقطاع الاتصال بين المنطق والناحية العاطفية، إذ أنه يرفض الامتثال إلى العالم الخارجي المحيط به، معتمدًا في ذلك على صنع عالمه الخاص الذي يوفر له تلك البيئة التي كان يتمنى التواجد بها.

لكن في بعض الأحيان قد يتمثل هذا الأمر في بعض الأفكار البعيدة كل البعد عن المنطق، كأن يُفكر الفرد المصاب بوجود بعض الكائنات الفضائية التي تعيش معه على الكوكب، وبعض الأفكار المشابهة.

إن للضغوطات والصدمات المتكررة التي يتعرض لها الفرد على مدار سنوات حياته أكبر أثر في إصابته بالعديد من الأمراض، والتي من ضمنها مرض انفصام الشخصية، ومن هنا يجب مد يد العون إلى الفرد المصاب.

قد يعجبك أيضًا