ما هو تابوت العهد

ما هو تابوت العهد نجيب عليه اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أنه هل سمعت عن مصطلح “تابوت العهد” من قبل؟ يرتبط هذا المصطلح بواحدة من أشهر الوقائع التي تحدث عنها القرآن الكريم، وكذلك الكتب المسيحية، والكتب اليهودية كذلك، حيث يعرفه أتباع الديانة اليهودية بتابوت العهد، بينما يطلق عليه أتباع الديانة المسيحية مصطلح “تابوت الشهادة” و “تابوت الرب”، في الوقت الذي يعرفه المسلمون باسم “تابوت السكينة”، فما هي قصة هذا التابوت؟ تعالوا لنعرف سويًا، في السطور القادمة!

ما هو تابوت العهد

تُوزن كلمة تابوت في اللغة العربية على “فعول”، حيث تعود أصلها إلى كلمة “التوبة”، ومثلها: كلمة “رحموت” من الرحمة، وكلمة “رهبوت” من الرهبة، وهكذا.

  • تعود قصة تابوت العهد إلى زمن بعيد جدًا، أخبرنا عنه القرآن الكريم، في قول الله –عز وجل-: “وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم، وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة، إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين”، ففي أي سياق وردت هذه الآية؟
  • كان الله عز وجل قد منح نبيه آدم عليه السلام تابوتًا يحتوي على صور لكل الرسل الذين سيرسلهم الله تعالى بعده، وكان مصنوعًا من مادة الشمشاذ بحيث يصل طوله إلى 3 ذراع، بينما يبلغ عرضه ذراعين فقط، وظل التابوت بحوزة آدم عليه السلام حتى توفاه الله، وانتقل إلى نبي الله شيث عليه السلام، وظل ينتقل بين ذرية آدم عليه السلام حتى وصل إلى نبي الله إبراهيم –عليه السلام- ومنه إلى ابنه إسماعيل ثم إلى يعقوب –عليهما السلام-.
  • ظل التابوت في بني إسرائيل حتى كان إلى نبي الله موسى –عليه السلام-، الذي كان يستخدمه في الاحتفاظ بأغراضه وبألواح التوراة التي ينزلها الله تعالى عليه، وظل التابوت بحوزة النبي موسى حتى وفاته.
  • ومن موسى كان التابوت ينتقل من نبي إلى آخر في بني اسرائيل، وصولًا لعهد شمويل –عليه السلام-، وكان التابوت حينئذ يحتوي على السكينة التي جاءت في الآية السابقة، فما المقصود بتلك السكينة؟
  • تعددت التفسيرات التي وردت عن هذه “السكينة”، حيث وصفها علي بن أبي طالب –عليه رضوان الله- بكونها رياح تمتلك وجه إنسان عليها رأسان، بينما وصفهما ابن عباس –عليهما رضوان الله- بأنها وعاء مصنوع من ذهب الجنة كانت أفئدة الرسل تغسل بداخله، أما عن الكلبي وقتادة فقد ذكرا ما يلي:
  • السكينة مراد بها مفهومها الحقيقي وهو الاطمئنان والسكون، فحيثما يستقر التابوت يطمئن بنو اسرائيل ويسكنون، ومعها كان يحتوي التابوت على بعض ألواح التوراة، وبقايا من ألواح تلفت، ونعل موسى –عليه السلام- والعصا التي كان يستند عليها، وعصا وعمامة كان يستعملها أخيه هارون –عليه السلام-، وبعض من المن كان الله عز وجل يرسله على قومهم.
  • استقر التابوت في بني إسرائيل، فكان مرشدهم حينما يفترقون على أمر ما، وبفضله كان الله –عز وجل- ينصرهم على أعدائهم حينما يصطحبونه معهم، إلا أنهم لما خالفوا ما أمرهم به الله عاقبهم بأن جعل العمالقة يأخذونهم منهم.
  • وبعد تلك الحادثة تشتت أمر بني إسرائيل، إلى أن أرسل الله إليهم طالوت؛ فلما تساءلوا عن آية ملكه، أخبرهم نبيهم عن التابوت، فكيف عاد التابوت إلى طالوت؟
  • عندما أسر العمالقة التابوت انطلقوا به إلى أحد القرى في فلسطين اسمها ازدود، غير أنه جلب لأهلها الكثير من المشاكل، وهكذا كان أمر التابوت إذا وضع في أي مكان تسلط على قومها الأمراض والأوبئة.
  • حتى كان في قرية ما فأشارت عليهم امرأة بأن يتخلصوا منه حتى يزول عنهم كل ذلك، وبالفعل هذا ما حدث حيث وضعوه فوق عجلة وتركوا الثيران تذهب بها، وقد أرسل الله نفر من الملائكة تقودهما.
  • قادت الملائكة التابوت حتى منطقة من مناطق بني اسرائيل تقع فيها دار طالوت، فكانت تلك الدلالة التي أُخبر عنها بني اسرائيل، وقال ذكر ابن عباس –عليهما رضوان الله- أن التابوت موجود في بحرية طبرية وبه عصا موسى –عليه السلام-، وسيظهران قبل يوم البعث.
  • هذه هي قصة ما هو تابوت العهد أو تابوت السكينة، كما وردت في الإسلام، فهل هناك قصص أخرى؟

قصة تابوت العهد في التوراة

تروي الكتب اليهودية أن موسى –عليه السلام- طلب من شخص يدعى تسلال بن أروي أن يصنع تابوت العهد، الذي كان عبارة عن 3 صناديق بدون سقف مصنوعة من الذهب، ومركبة بداخل بعضها البعض.

يصل طول التابوت إلى 2.5 ذراع، بينما 1.5 للعرض، وكان حد التابوت الخارجي أعلى من الداخلي، وغطاؤه من الذهب الثقيل وفوقه تمثالين ذهبيين كل منهما يقف في مواجهة الآخر، وقد ثبت في حواف التابوت حلقات من الذهب.

وكان بني اسرائيل يقدسون هذا التابوت بصورة كبيرة؛ حيث يقولون أنه السبب في انشقاق نهر الأردن عند وصول بني اسرائيل إلى منطقة كنعان، فضلًا عن عدد من الوقائع الإعجازية الأخرى.

مثل انهيار تمثال داجون في مواجهة التابوت في أشدود، ومرض الطاعون الذي تعرض له نفر من الناس بسبب عدم تقديسهم واستهانتهم بالتابوت، ووفاة عوزة عندما مسك التابوت خلال انتقاله إلى مدينة أورشليم.

أين يوجد تابوت العهد

  • وفق إحدى الروايات اليهودية، فيعتقد أن تابوت العهد أخذ من الهيكل ونقل إلى الأراضي المصرية إلى منطقة تعرف باسم “بئر الأرواح”، ويرجح أنه بعد ذلك أخذ من بئر الأرواح إلى جزيرة تطل على نهر النيل وتعرف باسم “الفنتين”.
  • وهي الجزيرة التي يوجد بها معبد يهودا، وظل تابوت العهد يهاجر من منطقة إلى أخرى حتى وصل إلى كنيسة مريم العذراء الواقعة في بلدة أكسوم داخل الأراضي الأثيوبية.

أين يقع تابوت العهد داخل الأراضي الأثيوبية

  • تعتنق الكنيسة داخل أثيوبيا فكرة تواجد التابوت داخل كنيسة مريم العذراء في أكسوم، ويقولون أنه موضوع في مخبأ سري أسفل غطاء كبير وثقيل للغاية، حيث يجرى اختيار أحد الكهنة الكبار ليتولى وحده مهمة الدخول إلى مكان التابوت ومشاهدته، وتجدر الإشارة إلى هذا الكاهن يتم استبداله بصورة مستمرة.
  • نظرًا لأن الكهنة الذين يتولون هذا المنصب يفقدون حياتهم بطرق غريبة وغير مألوفة، فضلًا عن أن الأفراد الذين يوكلون بحراسة التابوت يزعمون أنهم يتعرضون للكثير من المشكلات والأخطار بفعل هذا التابوت.
  • حيث اتفق كافة الحراس على أنهم تعرضوا لمشاكل في الرؤية وضعف في النظر بمجرد أن تم تكليفهم بالحراسة على التابوت، وبمجرد رؤيتهم له.
  • وتقول الكتب المقدسة الموجودة داخل أثيوبيا أن منليك ابن سيدنا سليمان وملكة سبأ هو الذي قام بنقل تابوت العهد إلى الأراضي الأثيوبية، وذلك بعدما عمد ابن الكاهن صدوق بتغييره بالتابوت المقلد الذي أرسله إلى الملك سليمان.
  • وتحتوي كافة الكنائس الأثيوبية على توابيت مقلدة من التابوت الأصلي، حيث يتم التعامل معه على كونه من مقدسات الكنائس.
  • وفي يناير من كل سنة يحتفل الشعب الأثيوبي بعيد الميلاد الذي يسمونه “تيم كت”، حيث يجتمعون في مسيرات شعبية رافعين أشكالًا مقلدة عن تابوت العهد الأصلي.
قد يعجبك أيضًا