الفرق بين القلب والفؤاد

ان الكثيرين يستخدمون كلمات متشابهة ولا يعرفون الفرق بينهم، مثل ما الفرق بين القلب والفؤاد، وقد يتوقع البعض أن الكلمات المتشابهة في الغالب تعطي نفس المعنى، ولكن في بعض الكلمات جاء المعجم والقرآن الكريم يوضحوا بكل سهولة ما هو الفرق بينهم، لكي لا يسبب هذا خطأ في استخدام بعض الكلمات، ومن الإعجاز العلمي للقرآن انه اوضح ما هو الفؤاد والقلب منذ عشرات القرون قبل أن يتم اثباته علميًا، وللإجابة على هذا التساؤل، سنوضح في مقالنا هذا الفرق بين كلمة القلب والفؤاد واستخدامات كل منهم.

الفرق بين القلب والفؤاد في الأبحاث العلمية

لقد أكدت العديد من الأبحاث العلمية أن الفؤاد يتواجد في المخ، فهناك ما يسمى في المخ بحصان البحر وهذا لأنه يأخذ نفس شكل حصان البحر، وهناك مناطق اخرى في المخ تسمى المهاد واللوز والزنار، وفي كل منطقة من تلك المناطق يستخدم للتحكم في احساس محدد من ضمن الإحساس التي يمر بها الأنسان، فأن منطقة حصان البحر واللوزة لها علاقة بالذكريات أو تخزين الذاكرة، أما المهاد فهي خاصة بالشعور بالألم، أما الزنار هو الذي يشبب الشعور بالألم، وأن منطقة اللوزة التي تتركز على العاطفة تتواجد أسفل منطقة المهاد التي تختص بالشعور بالغرائز مثل العطش أو الجوع او غيرهم، وكل تلك الأجزاء تتجمع لتكون الفؤاد، وهذا ما تم اثباته في القرآن الكريم منذ قرون وكذلك في السنة النبوية، حتى جاءت الأبحاث العلمية تثبت صحتها.

أما القلب فأنه يتواجد في الصدر، وهو الذي يكون مسئول عن الجوارح، فإن البصر والسمع والفؤاد ايضًا من أدوات القلب، ولكنها لا تعتبر القلب نفسه، فلكل منهم وظيفة مختلفة فالقلب مثل باقي أعضاء الجسم يجب أن يكمل كل منهم الآخر للقيام بوظيفته المحددة بصورة كاملة.

للتعرف على  ماهي السورة التي تزيل الهم وتريح القلب أضغط هنا: ماهي السورة التي تزيل الهم وتريح القلب

الفرق بين القلب والفؤاد في القرآن

أن القارئ في نصوص الوحي قد يشعر أن تلك الكلمات تبدو متقاربة في المعنى، ولكن الفرق بينهم واضح وخاصة عند أهل العلم، فلقد قال (الراغب الأصفهاني) فيما يخص المفردات التي ذكرت في القرآن عن القلب: “وقلب الإنسان قيل: سمي به لكثرة تقلبه، ويعبر بالقلب عن المعاني التي تختص به من الروح والعلم والشجاعة وغير ذلك، وقوله تعالى: وبلغت القلوب الحناجر { الأحزاب/10} أي: الأرواح، وقال: إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب { ق: 37} أي: علم وفهم، وكذلك: وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه {الأنعام: 25} وقوله: وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} { التوبة: 87} وقوله: ولتطمئن به قلوبكم { الأنفال:10} أي: تثبت به شجاعتكم ويزول خوفكم”

أما الفؤاد أو العقل فهو يعبر عن قوة الإنسان التي اكتسبها من العلم، وهو يميزه عن باقي المخلوقات، كما يميزه بأنه يستطيع الربط والإمساك بالعقل على عكس جميع المخلوقات الأخرى، فلقد قال (الراغب الأصفهاني) ايضًا في مفردات القرآن عن العقل: “العقل يقال للقوة المتهيئة لقبول العلم، ويقال للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة عقل، وإلى الأول أشار صلى الله عليه وسلم بقوله: ما خلق الله خلقا أكرم عليه من العقل ـ وإلى الثاني أشار بقوله: ما كسب أحد شيئا أفضل من عقل يهديه إلى هُدى أو يرده عن رَدىً”

لا يفوتكم كلام حزين من القلب أضغط هنا: كلام حزين من القلب

ولقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم: ” أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور”. وهذا إن دل فهو يدل على أن الفؤاد لا يكون محله في الصدر، مما يعني أنه يختلف عن القلب لكي يتم التفريق بينهم بهذا الشكل كما وضحت الآيات القرآنية ورأي العلماء والفقهاء فيهم، وقد ظهر هذا الاختلاف في الآيات القرآنية، كما قد قال الله تعالى في قوله: “خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ”، وكذلك في قوله تعالى: “وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ”.

كما وقد تم ذكر القلب مع السمع والبصر في قول الله تعالى: “قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَـهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ” وقد ذكر الله عز وجل في سورة القصص التميز والاختلاف الواضح بين ما هو القلب وما هو الفؤاد في قوله تعالى: “وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ” وهذه الآية الكريمة التي يشير فيها الله إلى أم موسى عليه السلام حين القته في اليم فأن قلبها اصابته صدمة عن أثرها اصبح فؤادها فارغا أي فقدت ذاكرتها، مما يدل على أن القلب هو الخاص بالمشاعر، وأن الفؤاد هو الخاص بالذاكرة ومكانه في المخ او الدماغ، ولكنه قول يثبت ان مازال القلب هو من له اليد العليا على الإنسان.

الفرق بين القلب والفؤاد في السنة النبوية

لقد تم ذكر الفرق بين القلب والفؤاد في السنة وهذا ظهر في قول رسول الله صل الله عليه وسلم “أهل اليمن أرق قلوبًا وألين أفئدة”، ولقد أشار رسول الله إلى أن الرقة مكانها في القلب، أما اللين فمصدره الفؤاد، وهذا يظهر بوضوح الفرق بينهم وبين وظيفة كل منهم ايضًا.

لمعرفة  اسباب رجفة الجسم وخفقان القلب ونصائح للوقاية منهما أضغط هنا: اسباب رجفة الجسم وخفقان القلب ونصائح للوقاية منهما

وبهذا قد وصلنا إلى نهاية مقالنا اليوم الذي أوضحنا فيه ما هو الفرق بين القلب والفؤاد وهذا عن طريق الدلائل والابحاث العلمية وفي المعجم، كما نكون قد أوضحنا ما هو الفرق بينهم ايضًا بناء على أحاديث السنة النبوية والآيات القرآنية.

قد يعجبك أيضًا