يتسأل الكثير عن ما هو مفتاح الجنة حيث إن العمل الصالح والتقوى والخوف من الله واتباع تعاليم الإسلام هو طريق من أجل الوصول إلى الجنة، إن المؤمن هدفه هو السعي في العمل الصالح وعبادة ربه، من أجل الوصول إلى الجنة، حيث يجتمع فيها مع المؤمنين الصادقين، وينول شرف رؤية الأنبياء والرسل، والجنة منازل، ولكل مؤمن منزله، وكل عمل صالح يقوم به المؤمن يؤجر عليه.
مفتاح الجنة
- حيث أنه لكل باب يعترض طريق الإنسان في هذه الدنيا مفتاح، فما إن ملكه تمكن من فتح هذا الباب، والوصول ألى حيث المراد، وكذلك الأمر لجنة الباري.
- لا يمكن فتح بابها، والحصول على نيل السعادة والرضا الذين بداخلها، إلا بامتلاك مفتاحها، ألا وهو كلمة التوحيد، كلمة (لا إله إلا الله)، فهذه الكلمة أصل الإسلام.
- حيث أنه لا يمكن للعبد أن يكون مسلم من دون كلمة( لا إله إلا الله)، كما أنها تكون سبب لغفران ذنوب العبد، ونجاته من لهيب النار.
- عن عبادة بن الصامت- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول:(من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبدالله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق، أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء)، إلا أنه لا يمكن الاكتفاء بترديها فقط، فلكل مفتاح أسنان ينبغي صقلها، و أسنان مفتاح الجنة هي شروط يجب أن تتواجد في من يقولها.
يمكن التعرف على معلومات عن حديث العشرة المبشرين بالجنة وتفسيره ولماذا بشروا بالجنة أضغط هنا: حديث العشرة المبشرين بالجنة وتفسيره ولماذا بشروا بالجنة
شروط لا إله الله
حيث أن لهذه الكلمة عدة شروط هي.
- ضرورة العلم بما تحتويه هذه الكلمة من معنى، حيث أن هذه الكلمة تثبت أن لا إله في الوجود إلا هو سبحانه، كما تنفي الألوهية لغيره، حيث أنه لا يوجد معبود إلا الله عز وجل، عن عثمان-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:(من مات وهو يعلم أنه لا إلا الله دخل الجنة).
- عدم الاقتصار على النطق بها فقط، بل يجب أيضا على المسلم أن يقولها وهو متيقن بها يقينا جازما، ويكون بعيدا عن الشك والارتياب، وهذا الشرط مكمل للشرط السابق، قال تعالى:{ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون}.
- قبول كلمة التوحيد، والعمل على مقتضاها، وذلك لينجو عند الله، كما وعد بذلك في قوله تعالى:{ ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين}، ومن رد كلمة التوحيد سواء كبرا أو حسدا أو عنادا فهو كافر.
- الانقياد التام للتوحد بالعمل، وذلك بما جاء به الشرع الحنيف، والانتهاء عما نهى عنه، بحيث أن يستسلم استسلاما تاما، ليس بجوارحه فقط بل بقلبه وأهوائه وحتى ميوله، كل ذلك يكون تبعا لما جاء به النبي-صلى الله عليه وسلم- وبذلك يتحقق للمرء الإيمان الكامل.
- ضرورة الصدق عند التلفظ بها، حيث أنه لا بد من أن يوافق القلب اللسان.
- حب كلمة التوحيد، فما إن أحبها الميلم، حتى ملأت قلبه، وفي ذلك الوقت يجد حلاوة الإيمان،(ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار).
- ضرورة الإخلاص والتوجه الصادق إلى الخالق عز وجل، حيث أن الإخلاص أساس القبول، حيث قال تعالى في كتابه العزيز:{ فاعبد الله مخلصا له الدين}.
- الإقامة على التوحيد حتى الممات، حيث يكون المرء حريصا على ألا يختم عمله وحياته إلا موحدا، فلا تكون الأعمال إلا بخواتيمها.
فضائل لا إله الله
حيث أن لكلمة التوحيد فضائل عديدة منها وهي.
- تعد أفضل أنواع الذكر، كما أنها أفضل ما تردد على لسان النبيين.
- تعتبر أكثر الأعمال مضاعفة للأجر، فهي بمثابة عتق رقبة، ولا يساويها في الوزن أي عمل آخر.
- جلب رحمة الله سبحانه وتعالى لقائها، وإجابة دعائه إن كانت بإخلاص.
- شعار للمؤمنين عند الخروج من القبر.
- حصن منيع لقائها من الشيطان، وأمان له من وحشية القبر وأهوال يوم الحشر.
- سبب لمغفرة الذنوب والخطايا، ونيل أحسن الحسنات.
- تجديد الإيمان في القلوب.
- إجتياز جميع الحجب، والوصول إلى المولى جل وعلا حين ينطف العبد بها.
- نجاة المسلم من النار، ولا يخلد فيها ما دامت هذه الكلمة تجري على لسانه.
يمكن التعرف على معلومات عن كم عدد ابواب الجنة؟ وعيونها وأشجارها وصفات أصحاب الجنة وسبب دخولها أضغط هنا: كم عدد ابواب الجنة؟ وعيونها وأشجارها وصفات أصحاب الجنة وسبب دخولها
كنز الجنة
- حيث أنه ورد عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أن قول(لا حول ولا قوة إلا بالله)، يحقق كنزا من كنوز الجنة، ويقصد بها، الافتقار والتذلل لله سبحانه، كما أن فيها إقرار بقدرة الله تعالى، وفضل ذلك الذكر وعظمته، حيث أن النبي-صلى الله عليه وسلم- حث أصحابه على الإكثار منه، فيروي البخاري في الحديث الصحيح، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(يا عبد الله بن قيس، قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة أو قال: ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله).
- ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، الحوقلة في حديث آخر إذ قال:( ما على الأرض أحد يقول، لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه خطاياه، ولو كانت مثل زبد البحر).
- ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، أوقات خصص فيها ترديد ذكر:(لا حول ولا قوة إلا بالله).
- عند الاستيقاظ في الليل، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:( من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ، قبلت صلاته).
- عند الخروج من المنزل، ففي الحديث( من قال إذا خرج من بيته: بسم الله، وتوكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له حينئذ: كفيت ووفيت وهديت، وتنحى عنه الشيطان).
- في أدبار الصلوات، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يردد بعد الصلوات( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون).
لا يفوتكم التعرف على معلومات عن العشرة المبشرين بالجنة عند الشيعة وصفاتهم ونقد علماء الشيعة للحديث أضغط هنا: العشرة المبشرين بالجنة عند الشيعة وصفاتهم ونقد علماء الشيعة للحديث
فضل الذكر
- يعد الذكر أفضل الأعمال الصالحة، التي قد يقوم بها المسلم من أجل طلب رضا الله، والقرب منه، ففي الحديث النبوي، ورد أن التسبيح، والتحميد، والتكبير والتهليل، والذكر من حيث المنزلة، يعدل الإنفاق في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله، ففي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:(ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير من إعطاء الذهب والورق، وأن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ذكر الله).
- إن الذكر مكفر للذنوب بإذن الله، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم:( من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر).
وفي النهاية تم توضيح فضل ذكر الله عز وجل في هذا المقال، بجانب تعريف مفتاح الجنة.