ما حكم من لم يستطع شراء أضحية العيد

ما حكم من لم يستطع شراء أضحية العيد؟ وما هي شروط الأضحية للمضحي؟ ففي كل عام يقوم المسلمون بذبح العديد من الأضاحي، وهذا لتوزيع اللحوم على الفقراء والمساكين والأهل والجيران، وفي بعض الأحيان يظن الكثير أنه يتوجب عليه تقديم الأضحية دون معرفة الحكم الصحيح بها، وهذا ما سنعرضه لكم من خلال موقع زيادة.

ما حكم من لم يستطع شراء أضحية العيد

في الغالب يسعى أغلبنا من أجل تطبيق الأوامر الدينية التي أوصى بها رسول الله، كما أن جميعنا نعلم قصة سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عندما أمر الله بأن يُذبح، وتم افتدائه وأصبح هذا اليوم عيد للمسلمين “عيد الأضحى”، ومنذ هذا الحين وفي كل عام تذبح العديد من المواشي اقتداءً بما فعل سيدنا إبراهيم.

أما عن إجابة سؤال ما حكم من لم يستطع شراء أضحية العيد فهي أنه لا حرج على من يقوم بذلك وليس عليه شيء، وهذا باعتبار الأضحية سنة مؤكد عن رسول الله صلى عليه وسلم.

وهذا ما ورد في الحديث الشريف “إذا دخَل العَشرُ الأوَلُ فأراد أحدُكم أن يُضَحِّيَ فلا يَمَسَّ من شعَرِه ولا من بشَرِه شيئًا” روته أم المؤمنين أم سلمة.

اقرأ أيضًا: كم عمر الأضحية من الإبل

الحكم من تشريع الأضحية

يجب على كل مسلم أن يعلم الحكمة من تشريع الأضحية، وهذا لأنها عبارة عن قربان يُذبح إلى المولى عز وجل من بهيمة الأنعام، والتي تعتبر كل دابة بأربع أرجل من الأنعم، والتي تنحصر في أربعة أنواع وهي: البقر، الماعز، الغنم، الإبل، وجعلها الله فرحة عظيمة تأتي إلى قلوب المسلمين المسارعين إلى اتباع أوامر المولى عز وجل، وتتلخص الحكمة من هذا الأمر في الآتي:

  • يتعلم المسلمون منها التضحية والصبر وتطبيق ما أمر الله عز وجل خاصةً عند تذكر صبر نبي الله إبراهيم وطاعته لأمر الله عندما أمر بأن يذبح إسماعيل ثم افتداه المولى بذبح عظيم من السماء، وهذا ورد في الآية: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [سورة الصافات: الآية 102].
  • تعويد المرء على أن ينفق في سبيل الله تعالى وأن يصبر على الطاعات، وأن يقدم على طاعة الله ومحبته وتفضيلها على كافة أهواء النفس وشهواتها.
  • تعتبر من وسائل شكر الله عز وجل على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وهذا الشكر يعتبر من أبرز أسباب بقاء النعم ودوامها، والتضحية في سبيل الله من أشكال الشكر.
  • تعتبر الأضحية من وسائل المساعدة والتوسعة على الأقارب والأهل والفقراء، وهذا من خلال إطعام الطعام والذي يعتبر من أكثر الأمور التي تزيد من الترابط والمحبة والأخوة بين الناس.

اقرأ أيضًا: شروط الأضحية من الغنم

شروط الأضحية

عقب الإجابة عن سؤال ما حكم من لم يستطع شراء أضحية العيد ينبغي أن نعرض شروط الأضحية، وهذا لقيام العلماء بتحديد عددًا من الشروط حتى تتم الأضحية بصورة صحيحة ويجازى عنها صاحبها ويقبلها الله عز وجل، ويمكن أن نستعرض هذه الشروط في النقاط التالية:

  • أن تكون من بهيمة الأنعام كما ذكرنا ولا يجوز للمسلم أن يضحي بأي أنواع أخرى غير هذه.
  • أن تصل الأضحية إلى السن المعتبر بالشريعة والذي حدد من قبل الفقهاء، فيجب أن تصل الإبل 5 سنوات، بينما البقر سنتان، أما الماعز يجب أن تكون سنة والضأن 6 أشهر، وقد ذكر رسول الله ” لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ” رواه جابر بن عبد الله.
  • ألا يوجد عيب في الأضحية، فهناك بضعة عيوب ذكرها رسول الله في الحديث الشريف فقالَ أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى قالَ قلتُ فإنِّي أكرَه أن يَكونَ في السِّنِّ نقصٌ قالَ ما كرِهتَ فدعهُ ولا تحرِّمهُ علَى أحدٍ” رواه عبيد بن فيروز الديملي.
  • أن تذبح في الوقت المحدد وهذا حتى تكون الأضحية مقبولة يجب أن تذبح في وقت معين ورد في الشريعة الإسلامية، والوقت هو عقب صلاة العيد وحتى عصر رابع أيام التشريع والذي يعد الثالث عشر من ذي الحجة.
  • واستدل على هذا من الحديث ” إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به في يَومِنا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ ذلكَ فقَدْ أصابَ سُنَّتَنَا، ومَن ذَبَحَ قَبْلَ أنْ يُصَلِّيَ فإنَّما هو لَحْمٌ عَجَّلَهُ لأهْلِه، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ” رواه البراء بن عازب.

اقرأ أيضًا: معلومات عن عيد الاضحى

شروط المُضحي

كما توجد مجموعة من الشروط في الأضحية هناك مجموعة من الشروط أيضًا التي يجب أن تتوافر في المضحي، ويمكن أن نذكرها فيما يلي:

  • الإسلام: فيعد هذا أهم شرط لوجوب الأضحية وتقبل عند المولى، ولا تكون الأضحية من غير مسلم صحيحة، وهذا لأنها عبادة تنتمي إلى المسلمين وتزيد تقربهم من المولى عز وجل.
  • البلوغ: فيتوجب أن يكون المضحي بالغًا، وهذا لأنها لا تجب على الصغير الغير بالغ، وذهب الحنفية إلى أن الأضحية تجب على الصغير إذا كان يمتلك المالي الكافي ويقوم الوصي عليه بذبحها، بينما الحنابلة والشافعية رأوا أنها سنة.
  • ألا يكون حاج: لا يجوز التضحية من قبل من يؤدون الحج، لأن سنة الحاج أن يقوم بذبح الهدي ولا يكون عليه أضحية.
  • امتلاك المال: من ضمن شروط الأضحية والمضحي هو أن يمتلك المال الكافي لدفع ثمن الأضحية، ويعد أحد شروط وجوبها امتلاك المال الزائد عن قوته يوم وليلة ليكفي ثمن أضحية حسب أقوال الفقهاء الراجحة.
  • الإقامة: اشترط الحنفية على أن يكون الراغب في الأضحية هو شخص مقيم، وهذا لأن هناك العديد من الأسباب والمقومات لا يمتلك المسافر القدرة على أدائها فبالتالي تسقط عنه الأضحية وكأن شيئًا لم يكن ولم يقم بالذبح حتى عند توافر أغلب الشروط.

الأحكام الدينية في القضايا المختلفة هي أهم ما يجب على المسلم الانتباه لها، وهذا لأن القيام بأي شيء خاطئ يمكن أن يوقعه في إثم كبير.

قد يعجبك أيضًا