ما هو التفكير وما هي خصائصه؟

ما هو التفكير وما هو تعريفه؟ وما أهم الأشياء التي يجب معرفتها عنه؟ من المؤكد أن هذه الأسئلة تتوارد بذهن المهتمين بالجوانب الفكرية والفلسفية، وبالرغم من أن التفكير هو كل ما يقوم به العقل الواعي، إلا أن تعريفاته تختلف وتتشعب بشكل كبير، كما يختلف التفكير من شخص لآخر بكل درجاته، فلا يفكر الفيلسوف بنفس طريقة تفكير الطالب، ولا يفكر المثقف بنفس طريقة الجاهل، لذلك.. دعونا في هذا الموضوع نتعرف بشكل أكبر عن التفكير وتعريفاته وأهميته وكل ما يتعلق به حتى نتحصل على نظرة شاملة تساعدنا في فهم التفكير.

ما هو التفكير

حتى نتمكن من إجابة هذا السؤال علينا أن نتعرف أولًا على تعريفات التفكير المختلفة، التعريف اللغوي، وكذلك الاصطلاحي عند علماء النفس والتربويين، لذلك دعونا نقدم لكم أهم تعريفات التفكير…

إقرأ أيضًا: ما هو المنطق؟ وأهمية المنطق والغاية منه وكتب في المنطق

تعريف ومعنى التفكير لغة واصطلاحًا

التفكير في اللغة يعني التأمل وإعمال العقل في أي أمر، كما يعني الترتيب للوصول إلى ما يجهله الناس، فقد قال الزبيدي في معجم تاج العروس في جواهر القاموس أن الفِكْر، بالكَسْر، ويُفْتَح: إِعمالُ النَّظَر. وفي “المُحْكَمِ”: إعمالُ الخاطِر في الشَّيْءِ، كالفِكْرَة … والمَعْنَى: تَأمَّل. وفي معجم مفردات القرآن  قال الأصفهاني أن الفكرة: قوَّة مطرقة ومُتوسَّل بها أو مُخْرِجة للعِلم إلى المعلوم، والتفكّر: جولان تلك القوَّة بحسب نظر العقل، وذلك للإنسان دون الحيوان، أما في معجم لسان العرب قال ابن منظور أن التفكير هو إعمال العقل في شيء ما.

اختلف التعريف الاصطلاحي للتفكير، فلم يتفق العلماء على تعريف واحد يصفه، وهذا ما أكده المفكر إدوارد ديبونو عندما قال: “لا يوجد تعريف واحد يمكنه أن يصف التفكير بشكل مرضي، حيث أن معظم التعريفات هي تعريفات تصف مستويات معينة من التفكير ولا تصفه بالكامل”، وقد اتفق أغلب العلماء على 3 تعريفات أساسية، أوضحت ما يمكن إيضاحه في معنى التفكير، وهم:

تعريف التفكير عند علماء المنطق

يعد التفكير عند أغلب علماء المنطق هو مجموعة من الأساليب المحددة التي يتبعها العقل للوصول إلى الأسباب وتحديد المشكلات.

تعريف التفكير عند علماء النفس

استقر أغلب علماء النفس على أن التفكير هو استخدام الوظائف النفسية لحل مشكلة من المشكلات، ومن ثم يقوم العقل بمحاكمة تلك الحلول حتى ينتصر الحل الأفضل من بينهم.

تعريف التفكير عند التربويين

عرف التربويين التفكير على أنه كلّ نشاط عقلي هادف مرِن يتصرَّف بشكل منظَّم في محاولة لحلّ المشكلات، وتفسير الظَّواهر المختلفة، والتنبُّؤ بها، والحكم عليها باستخدام منهج معيَّن يتناولها بالملاحظة الدقيقة والتَّحليل، وقد يخضعها للتَّجريب في محاولة للوصول إلى قوانين ونظريات.

التفكير فريضة إسلامية

يمكننا النظر للعقل لمعرفة دوره في عملية التفكير، فقد ذكر العقل في القرآن الكريم بموضع التنبيه والتعظيم لوجوب العمل به والرجوع إليه، ولم يكن ذكره عارضًا أو مُقتضبًا من سياقه بالآيات، بل ذكر واضحًا وجازمًا باللفط والدلالة على المعنى، كما ذكر الله في كتابه الكريم العقل بمواضع الأمر والنهي التي حث فيها عباده على تحكيم عقولهم والاستناد إليه، وإهمال العقل نحاسب عليه نحن البشر.

قام الكاتب والمفكر الإسلامي المصري عباس محمود العقاد بتأليف كتاب يتحدث عن جانب عقل في الإسلام وأسماه “التفكير فريضة إسلامية”، وقد قال نصًا بكتابه: “أنه لا يأتي تكرار الإشارة إلى العقل بمعنى واحد من معانيه التي يشرحها النفسانيون من أصحاب العلوم الحديثة، بل هي تشمل وظائف الإنسان العقلية على اختلاف أعمالها وخصائصها، وتتعمد التفرقة بين هذه الوظائف والخصائص في مواطن الخطاب ومناسباته، فلا ينحصر خطاب العقل في العقل الوازع أي الذي يحول بين صاحبه وما يشتهيه على أساس أخلاقي، ولا في العقل المدرك ولا في العقل الذي يناط به التأمل الصادق، والحكم الصحيح، بل يعم الخطاب في الآيات القرآنية كل ما يتسع له الذهن الإنساني من خاصة أو وظيفة، وهي كثيرة لا موجب لتفصيلها في هذا المقام المجمل، إذ هي جميعًا مما يمكن أن يحيط به العقل الوازع، والعقل المدرك، والعقل المفكر الذي يتولّى الموازنة والحكم على المعاني والأشياء”.

حتى يتحدث عن مجالات التفكير المختلفة، قام العقاد بتقسيم فصول الكتاب إلى كل من: فريضة التفكير في كتاب الإسلام، الموانع والأعذار، والمنطق، والفلسفة، والعلم، والفن الجميل، والمعجزة، وأمام الأديان، والاجتهاد في الدين، والتصوف، والمذاهب الاجتماعية والفكرية، والعُرف والعادات.

خصائص التفكير

  • التفكير هو سلوك تطوري معقد، ويزداد في التعقيد كلما زادت خبرة الفرد.
  • التفكير هو سلوك هادف بشكل عام، فهو يتم لهدف معين ولا يحدث من فراغ.
  • التفكير دائمًا ما يرتبط بالأنشطة الإنسانية، ويدل على شخصية الفرد.
  • التفكير يعتمد على تكامل وتنظيم الخبرات الشخصية المكتسبة.
  • التفكير هو نشاط عقلي، اعتماده الأساسي على ما يتواجد في ذهن الفرد من معلومات وخبرات.
  • التفكير لدى الإنسان كالبوصلة لدى القبطان، حيث أن التفكير يعمل على مساعدة الفرد في اختيار الطرق المناسبة للخروج من المشكلات، تمامًا ما تفعله البوصلة للقبطان.
  • التفكير ليس متكاملًا على أرض الواقع، ولكن يمكن تحسينه للوصول إلى التفكير الفعال.
  • التفكير الفعال هو ما يعتمد أفضل المعلومات المتوفرة بمختلف المشكلات، ويستخرج منها أفضل الحلول والاستراتيجيات الفعالة.
  • التفكير لدى الإنسان هو مساحة خصبة يتم فيها رسم التصورات المستقبلية والخيالات الواقعية وغير الواقعية، وهي دائمًا مع تساعده على اختيار قراراته.
  • التفكير يتشكل من عناصر المحيط ومدة التفكير والموضوع والموقف مجتمعين ومختلطين.

تأثير التفكير على البشر

للتفكير تأثيرات عديدة على البشر، سواء كانت على السلوكيات أو الحالة النفسية أو الحالة الصحية، أو على الأفراد أنفسهم، لذلك دعونا نستعرض لكم أهم ما يتسبب به التفكير لدينا نحن البشر…

تأثير التفكير على السلوكيات

لكل فرد قيم ومبادئ واعتقادات وتجارب معينة اكتسبها من أسلوب حياته والبيئة التي نشأ بها، وكل ذلك يؤثر بطريقة تفكيره والتي بدورها تؤثر على سلوكياته، فلا يعتقد أن هنالك أشخاص يحملون سلوكيات سيئة أو خيرة بطبعهم، سلوكياتهم فقط نتاج لتفكيرهم المنطقي (بالنسبة لهم)، فعلى سبيل المثال الأشخاص الذين يتصفون بالسلوك العدواني دائمًا ما يعتقدون أن لهذا السلوك أثر دفاعي أمام الآخرين، فقد اعتادوا منذ صغرهم على النظر لأنفسهم بأنهم تحت الخطر بشكل مستمر، مما جعلهم يتخذون العدوانية والشراسة وسيلة دفاعية لهم، حتى أصبحت هذه الوسيلة جزءًا من سلوكياتهم وشخصيتهم وطريقة تفكيرهم، ويمكن تطبيق هذا الكلام على الأشخاص ذوي السلوكيات المطيعة أو الحازمة أو النشيطة وغيرهم.

تأثير التفكير على الحالة النفسية

الحالة النفسية العامة لسكان الكوكب قد ساءت في القرون الأخيرة من الزمن، حيث أن العديد من البشر يعانون من الاضطرابات النفسية كالقلق الزائد والخوف والوحدة والتوتر والإحباط، فكل ذلك نتيجة للتغيرات المستمرة في طريقة التفكير عند البشر بالقرون الأخيرة، فعندما ننظر للوراء سنجد أن بآخر مائة عام شهد العالم حربين عالميتين، قنابل نووية، حروبًا أهلية، وصراعات على الموارد، وتطورات تكنولوجية وصناعية كبرى، مما أزاد الضغوطات النفسية على البشر وجعلهم يزيدون من التفكير الزائد عن الحد.

تأثير التفكير على الحالة الصحية

للتفكير رواسب على الحالة الصحية للأشخاص، فالتفكير يؤثر على جميع الأعضاء بالجسم، سواءً كانت الخارجية كحركات الجسم وتعبيرات الوجه، أو داخلية تزيد من ضربات القلب وتغير درجة الحرارة بالجسم بالزيادة أو بالنقصان، كما تؤثر بالتنفس وضغط الدم، مما يؤثر بدوره على باقي الأعضاء الداخلية كالكبد والكلى والمعدة والرئة، وقد أثبت أن التفكير السلبي للأشخاص قد يمرض أجسادهم ويؤثر بالسلب على وظائفهم الحيوية ويضعف مناعتهم، على عكس التفكير الإيجابي الذي يزيد من صحة الإنسان وبعده عن المشاكل الجسدية ويقوي المناعة.

تأثير التفكير على الأفراد

بكل بساطة.. أفكارنا هي ما تكوننا، فأي فعل نقدم عليه هو نتيجة أفكارنا، فعلى سبيل المثال، إذا كان هنالك شخص دائم التفكير بأضرار التدخين، وكيف كان للتدخين دورًا كبيرًا في وفاة أبيه، سيبتعد ابتعادًا تامًا عن التدخين، كما سيعمل على إقناع كل أصدقائه وأحبائه المدخنين بأن يتوقفوا عن التدخين.

أنواع التفكير

هنالك العديد والعديد من أنواع التفكير، فهنالك حوالي اثنى عشر نوعًا وعكسهم من التفكير، تختلف أهميتهم وخصائصهم، وبسبب صعوبة الإلمام بجميع أنواع التفكير في هذا الموضوع، نستعرض لكم أهم أنواع التفكير ذات المهارات والخطوات الواضحة والمهمة…

التفكير الناقد

التفكير الناقد هو إحدى المفاهيم المركبة والتي هي نتاج عدد كبير من السلوكيات، وتتكون تلك السلوكيات هي الأخرى من عدد كبير من المواقف، وتعدد تعريفات التفكير الناقد لدى مختلف العلماء والفلاسفة، فبعد دراسات طويلة، توصلوا إلى بعض التعريفات التي يمكنها أن تصف التفكير الناقد.

  • عرفه جون ديوي على أنه التمهل عند إعطاء الحكم، وتعليقه حتى يتم التحقق من الأمر.
  • عرفه بيرتراند راسل على أنه عبارة عن عملية فحص للمادة اللفظية أو غير اللفظية، وتقويم البراهين والأدلة ومناقشة الموضوع المثار عن طريق معيار محدد، ومن ثم التمكن من إصدار الحكم في ضوء الفحص والتقويم والمقارنة.
  • عرفه باير على أنه عملية فحص مدي موثوقية المعلومات والمعرفة المقدمة، وبيان مدي دقتها وقيمتها.
  • عرفه آينس على أنه عبارة عن تفكير تأملي عقلاني، يهدف لاتخاذ القرارات التي يبحث عنها الفرد.
  • عرفه سيجل على أنه عبارة عن تفكير معتمد على تقدير وفحص الأدلة والبراهين التي تؤسس القناعات، وأن هذا النوع من التفكير القائم على إجراءات يصدر أحكامًا وفق ضوابط معينة موضوعة.

خصائص التفكير الناقد

  • يحدد التفكير الناقد مصداقية مصادر المعلومات، كما يحدد مستوى دقتها.
  • يساعد التفكير الناقد في التعرف على الحجج والادعاءات والمعطيات الغير واضحة.
  • يساهم التفكير الناقد في تحرى التحيز و تحديد قوة الحجج والبراهين والادعاءات.
  • كما يساعد التفكير الناقد في اتخاذ القرارات السليمة بشأن المواضيع المختلفة، والتنبؤ بنتائجها.
  • يوضح التفكير الناقد التمييز بين الحقائق الادعاءات الباطلة، وتحديد مدى ارتباطها بالموضوع.

سمات المفكر الناقد

  • يمتلك المرونة اللازمة في التعامل مع الأفكار والآراء المختلفة.
  • يتناقش فقط في الأمور التي يكون على دراية بها.
  • يستطيع التفرقة بين النتائج التي يجب أن تكون صحيحة والنتائج التي يحتمل أن تكون صحيحة.
  • لا يتجنب السؤال عن الأشياء التي لا يعلمها، كما يعترف بعدم علمه بها.
  • دائمًا ما يكون محايدًا ويفصل تفكيره العاطفي عن تفكيره العقلاني.
  • يمتلك حصيلة لغوية كبيرة، حتى توفر له قائمة كبيرة من الكلمات لتساعده في اختيار الكلمات الأكثر مناسبة بجميع المواقف.
  • يمكنه تحديد إذا ما كان يحتاج إلى المزيد من المعلومات أو أنه لديه المعلومات الكافية.
  • يعترف بخطئه إذا وجد، ويمكن أن يغير رأيه وقراراته إذا توافرت معطيات جديدة.
  • دائم التركيز في أصل المشكلة ولا يحيد إلى المواضيع الجانبية.

إقرأ أيضًا: التفكير في شخص تحبه في علم النفس ونصائح لنسيانه

التفكير الإبداعي

تعدد تعريفات التفكير الإبداعي مثلما هو الحال مع التفكير الناقد، وذلك نتيجة لأهميته وبحث العديد من الناس عنه، وعرفه كل من:

  • تورانس: إنه عملية يصبح فيها الشخص حساسًا للمشكلات، مع إدراك الثغرات والمعلومات والبحث عن الدلائل للمعرفة، ووضع الفروض واختبار صحتها، ثم إجراء التعديل على النتائج.
  • ليبمان: إنه من مكونات التفكير عالي الرتبة باعتباره يمثل مهارة هذا النوع من التفكير ويتطلب مصادر معرفية متعددة في حالة التعامل مع المهمة الصعبة حيث أنه هنالك إمكانية عالية نحو الفشل.
  • هارز: إنه القدرة على التخيل أو اختراع أشياء جديدة عن طريق التوليف بين الأفكار وتعديلها أو تغييرها.
  • غانم: إنه نشاط ذهني متعدد الوجوه يتضمن إنتاجا جديدًا وأصيلًا وذا قيمة من قبل الأشخاص والجماعات.
  • ميدر: هو نمط تفكيري مكون من عنصرين هما التفكير المتقارب الذي يتضمن إنتاج معلومات صحيحة ومحددة تحديدًا مسبقًا أو متفق عليها، حيث تتدنى الحرية في هذا النشاط الذهني أما التفكير التباعدي فهو يستخدم لتوليد وإنتاج واستلهام الأفكار المختلفة والمعلومات الجديدة من معلومات أو مشاهدات معطاة أي إنتاج أشياء جديدة اعتمادا على خبراتهم المعرفية.

خصائص التفكير الإبداعي

  • يساعد التفكير الإبداعي على زيادة الحرص على إنتاج الأفكار الجديدة والبحث المستمر عن الآراء المختلفة أي منهم أفضل، وذلك عن طريق السؤال والتجربة.
  • يساعد التفكير الإبداعي في وضع بدائل وخطط مختلفة لأي شيء، مع الاستمرار في البحث عن غيرهم.
  • يساعد التفكير الإبداعي في البحث المستمر عن كل الأفكار الجديدة والمتنوعة ومحاولة تطويرها، وتوفير وقت ومجهود كافي للبحث.
  • يساعد التفكير الإبداعي في البعد عن الطرق النمطية التقليدية بعمليات التفكير والتحليل والتركيب.
  • يساعد التفكير الإبداعي في البحث عن الأفكار النادرة والمميزة والغير اعتيادية.
  • يساعد التفكير الإبداعي في إدراك نقاط الضعف بالعمل، ويساعد في تمييز المشكلات المختلفة في العمل الواحد، ويحدد عناصر النقص والقصور بها، وذلك بسبب النظرة المختلفة التي يقدمها وحساسية الإدراك العالية.

سمات المفكر المبدع

  • دائمًا ما يكون مستعد لتقبل للأفكار والخبرات الجديدة.
  • يهتم بكلا العالمين الخارجة والداخلي.
  • يستطيع التلاعب بالعناصر والمفاهيم المختلفة.
  • يملك قيمًا نظرية وجمالية بدرجة عالية، كما يظهر مهارة كبيرة في الفنون التقليدية.
  • مستعد لتقبل الصراعات والنزاعات المختلفة، ويمكنه ضبط نفسه والتجكم في ذاته.
  • يستطيع تحمل المواقف المربكة ويتصف بسرعة البديهة.
  • يدرك الأشياء بشكل مختلف عن باقي البشر، ويستطيع حل النزاعات والتناقضات الداخلية.
  • لديه القدرة على خلق الأفكار الجديدة والتعبير الجيد عنها.
  • يتصف بالحدس القوي وسرعة البديعة، كما يتمكن من تنظيم ذاته، والتركيز بالمهام وعدم التشتت.

التفكير الإيجابي والسلبي

هما نوعان متضاربان من التفكير، حيث يعد كل منهما هو مقابل الآخر (مثلما هو الوضع مع التفكير المنطقي والتفكير الحيادي)، ويعدان من أهم أنواع التفكير، نظرًا لتأثيرهم على الفرد وحالته المزاجية والصحية، لذلك نقدم لكم بعض المعلومات البسيطة والمهمة عن كل منهما…

التفكير الإيجابي

التفكير الإيجابي هو تفكير المتفائل، الذي ينظر للأمور بنظرة طامحة والإيجابية، كما يساعد في سعي الفرد لحل المشكلات والسعي للتغيير والتجربة، فيعد بذلك أكثر أنواع التفكير تمييزًا عند النظر للمستقبل وانتظار ما هو قادم، ولكن بالرغم من الصفات الإيجابية التي يقدمها، إلا أنه ليس مفيدًا بكل الأحوال، فقد يؤدي ببعض المواقف إلى التهور، وإضافة التخمينات العديدة الغير صحيحة والغير منطقية.

إقرأ أيضًا: خاتمة بحث عن علم النفس وما هو علم النفس

التفكير السلبي

يضم التفكير السلبي في محتواه التفكير النقدي والمتشائم والسوداوي، فيجعلك الشخص ينظر للنصف الفرغ من الكوب، ويتجاهل النصف الممتلئ، فيرى فقط العقبات المتواجدة أمامه واحتمالية فشله، ويزيد من صعوبة نجاحه بالتفكير في النتائج السيئة التي من الممكن أن تترتب على أفعاله المختلفة، وبالرغم من احتمالية كون حججه في بعض الأوقات منطقية، إلا أنها لم تقام بدافع المنطقية، بل بدافع الخوف، ومشاعره المتزايدة بعدم الرضا والشكوى المستمرة لغيره أو لنفسه، ويمكن السيطرة على هذا النمط من التفكير، عن طريق البعد عن الأفكار المتشائمة السلبية والتفكير في الاحتماليات الأكثر إيجابية، وفي حالة عدم السيطرة عليه، قد ينتج عنه العديد من المشكلات النفسية في المستقبل، قد تصل إلى حد الانتحار.

في النهاية.. وبعدما نكون قد انهتينا من الإجابة عن سؤال ما هو التفكير؟ وبعدما نكون قد قدمنا لكم أهم أنواع التفكير وخصائصه والتعريفات المختلفة له، نتمنى أن يكون الموضوع قد حاز على إعجابكم، ونطمح أن نكون قد أثرينا معلوماتكم الفلسفية والفكرية ولو بقدر ضئيل بهذا الموضوع.

قد يعجبك أيضًا