ما هو مرض السُّل

ما هو مرض السُّل؟ وما هي أعراضه وأسبابه؟ يفُعد مرض السُّل أحد أخطر الأمراض التي قد تُنهي حياة الإنسان، ولكن كيف يُمكن لهذا المرض أن يفعل ذلك؟ لكي نعلم مدى خطورته يجب أولًا أن نعلم ما هو مرض السُّل؟ سنجيب لكم عن هذا السؤال من خلال موقع زيادة، كما سنخبركم عن كل المعلومات التي تخص مرض السُّل.

ما هو مرض السُّل

إذا كنت تود أن تعلم ما هو مرض السُّل، فإن السُّل هو أحد الأمراض المُعدية والخطيرة التي قد تُصيب الرئتين، وتنشأ عدوى مرض السُّل بسبب جرثومة بإمكانها أن تنتشر بسهولة عن طريق الغدد الليمفاوية ومجرى الدم وتصل إلى جميع أنحاء الجسم، لكن في أغلب الحالات تستقر هذه الجرثومة في الرئتين على وجه التحديد.

يُمكن لمرض السُّل أن ينتقل من شخص لآخر، وذلك عن طريق الرذاذ الذي يتطاير في الهواء بسبب العطس والسُعال، إذن فإن مرض السُّل مثله مثل نزلات البرد في طريقة انتشاره، ولكن هذه العدوى لا تنتقل إلا من خلال مَن يُعانون بمرض السُّل الرئوي.

هناك أفعال عدة إن قام بها الأشخاص المصابون بداء السُّل بإمكانها أن تجعلهم سبب في عدوى الآخرين بذلك المرض، ومن هذه الأفعال: العطس أو السعال أو البصق أو التحدث أو الغناء أو الضحك، فكل هذه الأفعال بإمكانها أن تتسبب في انتشار العدوى.

حيث إن هذه الأفعال تعمل على إفراز جراثيم السُّل، وتُعرف هذه الجراثيم باسم (العصيات).

بالرغم من أن مرض السُّل من الأمراض المُعدية إلا أنه ينتقل بسهولة من شخص إلى الآخر، حيث إن هذه العدوى تحدث عن طريق الاحتكاك المباشر مع المصابين بهذا المرض.

كما يجب أن يكون هذا الاحتكاك لفترة طويلة من الزمن حتى تتم العدوى، ويُعد الازدحام في العمل أو بالمنزل أحد أهم العوامل التي تجعل هذا المرض ينتشر بسهولة.

ها نحن الآن قد عرفنا إجابة سؤال ما هو مرض السُّل، لكن هناك أشياء عدة يجب أن نعرفها بخصوص مرض السُّل حتى نتمكن من فهم جميع جوانب سؤال ما هو مرض السُّل، وسنعرض لكم جميع هذه الأمور الآن.

اقرأ أيضًا: ما هو مرض السل .. هل مرض السل مميت

نظرة عامة عن مرض السُّل

بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال ما هو مرض السُّل، دعونا الآن نعرض لكم بعد المعلومات الخاصة بهذا المرض.

إن مرض السُّل كان مرضًا نادرًا في البلدان النامية، إلا أن حالات عدوى السُّل بدأت في التزايد في عام 1985م، ويرجع ذلك إلى ظهور فيروس نقص المناعة البشرية، وذلك الفيروس هو الذي يتسبب في الإصابة بمرض الإيدز، ويعمل هذا الفيروس أيضًا على إضعاف الجهاز المناعي بجسم الإنسان.

عندما يضعُف الجهاز المناعي بجسم الإنسان يجعله غير قادر على مقاومة الجراثيم أو الفيروسات أو الميكروبات.

بدأت تنخفض نسبة السل مرة أخرى في عام 1993، وذلك بسبب برامج المكافة القوية التي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية، لكن ما زال مرض السُّل يُشكل مصدرًا لقلق.

أنواع مرض السُّل

لكي نعلم جيدًا ما هو مرض السُّل يجب أن نعلم أن لهذا المرض عدة أنواع، وتصنف تلك الأنواع بحسب نشاط ذلك المرض بالجسم، والأعراض التي يمكن أن يتسبب فيها، ومن هذه الأنواع ما يلي:

1ـ السُّل الكامن

أغلب من يُصابون بجرثومة السُّل لا تظهر عليهم أية أعراض بشكل مُطلق، ويرجع ذلك إلى أن تلك الجرثومة تتمكن من العيش في جسم الإنسان بصورة كامنة ولفترات طويلة جدًّا من الزمن.

لكن هذه الجرثومة تصحو من نومتها في حالة ضعف الجهاز المناعي بجسم الإنسان، وتصبح تلك الجرثومة في قمة نشاطها وفاعليتها، حيث تعمل على تلف وموت أنسجة العضو المُهاجَم.

2ـ السُّل النشط

يُعد مرض السُّل النشط مرض فتاك ومدمر في حال لم يتم معالجته بالطريقة المناسبة له وفي أسرع وقت، كما أن جرثومة مرض السُّل النشط بإمكانها أن تنتقل عن طريق الهواء لذلك يُعد هذا النوع مُعديًا جدًّا.

لكن أشبه بالمستحيل أن تتم العدوى من خلال لقاء واحد بين المصاب وغيره، وإنما تتم العدوى عند اللقاء المستمر سواء في العمل أو في البيت.

3ـ السُّل المقاوم لأدوية متعددة

إن السُّل الكامن بإمكانه أن يتحول لسُّل فعال أو نشط كما ذكرنا لكم من قبل، لذا فمن المهم أن يأخذ مرضى السُّل العلاج سواء أكانت تظهر عليهم الأعراض أم لا، وذلك لأن العلاج الدوائي بإمكانه أن يتخلص من الجراثيم الكامنة بالجسم قبل تحولها للحالة النشطة.

إن مرض السُّل في الماضي كان مرضًا ذا نطاق انتشار واسع اتسع ليشمل بلدان العالم أجمع، لكن هذا المرض بحمد الله صار مرضًا نادرًا، وذلك يرجع إلى فضل المضادات الحيوية التي تم إعطاؤها لمرض السُّل في خمسينات القرن العشرين.

قد أعلنت إدارة الصحة العالمية من حوالي عقدين أنه تم القضاء على مرض السُّل بصوررة شبه نهائية في مختلف دول العالم، لكن هذا الإعلان لم يكن على حق مع الأسف.

إذا عاد مرض السُّل من الجديد ليصهر لنا بصورة مختلفة تُسمى مرض السُّل المقاوم لأدوية متعددة (Multidrug Resistant Tuberculosis)، وهذا النوع من السُّل يُعد مقاوم للأدوية المعروفة حتى الآن كافة، كفانا الله وإياكم شره.

الفرق بين الإصابة بعصيات السُّل ووجود مرض السُّل

بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال ما هو مرض السُّل، صار من الضروري أن ندرك جيدًا أن هناك فرقًا بين الإصابة بعصيات السُّل، وبين وجود مرض السُّل بالجسم، حيث إن الشخص المُصاب بعصيات السُّل يكون لديه بكتريا بجسده، ولكن جهازه المناعي يعمل بشكل جيد حيث يحميه من ظهور أية مضاعفات لهذا المرض عليه.

كما أن الشخص المُصاب بعصيات السُّل لا يُمكن أن يكون سببًا في انتشار مرض السُّل أو انتقاله إلى أي شخص آخر.

أما بالنسبة لشخص المُصاب بمرض السُّل فهو يُعد شخصًا مريضًا ومعرضًا لخطر الموت إن لم يأخذ العلاج المناسب له، ويُمكن لهذا الشخص أن يعمل على انتشار مرض السُّل، ويُعرضهم أيضًا لخطر المرض.

لذا فلا بد على مريض السُّل أن يأخذ العلاج المناسب له حتى لا يُعرض نفسه والمحيطون به إلى خطر الموت.

الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بمرض السُّل

إن إجابة سؤال ما هو مرض السُّل قد اتضحت لنا، ولكن مَن هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بمرض السُّل؟ إن أي شخص شخص مُعرض لخطر الإصابة بمرض السُّل، فذلك المرض بإمكانه أن يُصيب مختلف الأجناس ومختلف الأعمار.

هناك بعض العوامل ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بعدو السُّل، وهذه العوامل هي:

  • الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية.
  • الاحتكاك المباشر بمرض السُّل النشط.
  • سوء التغذية، لأنه يؤدي إلى ضعف المناعة، ومن ثَم قابلية التعرض لأي مرض دون وجود دفاع.
  • الفقر والتشرد.

أعراض مرض السُّل

بعد معرفتنا لإجابة سؤال ما هو مرض السُّل، لا بد لنا أن نعلم ما هي أعراض السُّل أيضًا؟ يمكننا حديد أعراض السُّل من خلال تقسيم المصابين بمرض السُّل إلى ثلاثة أنواع سنوضحهم لكم الآن، كما سنوضح لكم الأعراض التي تظهر على كل نوع منهم.

1ـ الشخص المصاب بعصيات السُّل: هذا الشخص لا يحمل مرض السل النشط، ولا تظهر على هذا الشخص أية أعراض.

2ـ الشخص المصاب بالسُّل الرئوي: قد تظهر عليه بعض أو كل الأعراض الآتية وذلك في حالة إن كان السل عنده نشط، أما إن كان السل عنده كامن فهذا يعني أنه لن تظهر عليه أية أعراض إلا في حال ضعف الجهاز المناعي، وهذه الأعراض هي:

  • السعال المستمر المصحوب بدم أو مخاط.
  • الحمى.
  • فقدان الشهية.
  • الإجهاد والإرهاق.
  • فقدان الوزن.
  • التعرق في الليل وأثناء النوم.
  • الشعور بضيق النفس.
  • الشعور بألم في الصدر أثناء التنفس أو السعال.
  • وجود بلغم مصبوغ بلون الدم.
  • القشعريرة.

3ـ الشخص المصاب بمرض السُّل خارج الرئة: من الممكن أن تظهر عليه الأعراض الآتية:

  • الحمى.
  • فقدان الوزن.
  • التعرق أثناء الليل.

هذه الأعراض جزء من أعراض الإصابة بمرض السُّل في الرئة، وهناك أعراض أخرى تظهر على الأعضاء المصابة، ومن هذه الأعراض ما يلي:

  • حدوث تورم، مع إمكانية تصريف صديد، وذلك عن إصابة الغدد اللمفاوية.
  • الشعور بألم وتورم في المفاصل عندما تتأثر بالسُّل.
  • الشعور بالصداع والحمى، وحدوث تصلب في الرقبة مع الشعور بالنعاس أيضًا، وذلك عند الإصابة بالتهاب السحايا السُّلي.

متى يجب أن يذهب مريض السُّل إلى الطبيب؟

إن معرفتنا لكل الأمور الخاصة بإجابة سؤال ما هو مرض السُّل تجعلنا نعلم جيدًا أنه يجب على كل مريض يشعر بأيٍ من أعراض السُّل المذكورة أن يذهب إلى الطبيب في أسرع وقت حتى لا تتفاقم تلك الأعراض إلى أن تكون سبب في إنهاء حياته.

اقرأ أيضًا: هل مرض السل مميت

أسباب الإصابة بمرض السُّل

من خلال عرضنا لإجابة سؤال ما هو مرض السُّل، اتضح لنا أن أسباب ذلك المرض هي انتقال بكتيريا السُّل من الشخص المصاب بمرض السل النشط إلى المحيطين به الذين يحتكون معه احتكاكًا مباشرًا.

ذلك عن طريق الرذاذ الخارج منه أثناء السعال، لأن هذا الرذاذ يتطاير في الهواء، ويسهل استنشاقه ممن يجلس بجوار ذلك المريض.

ما علاقة فيروس نقص المناعة البشرية بمرض السُّل؟

كما ذكرنا لكم من قبل أثناء إجابتنا عن سؤال ما هو مرض السُّل، أن سبب تزايد نسبة الإصابة بمرض السل ناتج عن زيادة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية، وذلك الأمر حدث في ثمانيات القرن الماضي.

عوامل خطر الإصابة بمرض السُّل

بعد أن علمنا جيدًا ما هو مرض السُّل، دعونا نعلم ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض السل، وتنقسم هذه العوامل إلى قسمين رئيسيين ألا وهما:

أ ـ ضعف الجهاز المناعي

إن جهاز المناعة السليم بإمكانه أن يقاوم العديد من الأمراض لكن هناك بعض الحالات تتعرض لبعض الأمراض ويضطرون لأخذ بعض الأدوية التي تؤدي إلى ضعف جهاز المناعة، وهذه الحالات هي:

  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (مرض الإيدز).
  • مرض الكلى الحاد.
  • مرض السكري.
  • بعض أنواع السرطانات.
  • استخدام العلاج الكيميائي.
  • بعض الأدوية التي تُستخدم في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض كرون والصدفية.
  • الأدوية التي تُعطى لمنع رفض الأعضاء المزروعة.
  • حداثة السن، أو السن المتقدم.
  • سوء التغذية الذي يؤدي إلى انخفاض الوزن.

ب ـ السفر إلى مناطق أخرى أو الإقامة فيها

من الممكن أن يزداد خطر الإصابة بمرض السُّل عند الإقامة في المناطق التي يزداد فيها المصابون بمرض السُّل، ومن هذه المناطق ما يلي:

  • آسيا.
  • أوروبا الشرقية.
  • أمريكا اللاتينية.
  • روسيا.
  • إفريقيا.

هناك بعض العوامل الأخرى مثل تعاطي المخدرات، وتناول المشروبات الكحولية، والتدخين بصورة مستمرة، كل ذلك يُضعف من الجهاز المناعي، مما يؤدي لخطر الإصابة بمرض السُّل.

مضاعفات مرض السُّل

بعد أن علمنا جيدًا ما هو مرض السُّل، وجدنا أن مرض السُّل يُعد مرضًا قاتلًا إن لم يتم علاجه، ويؤثر ذلك اللمرض بالإخص على الرئتين، ولكن بإمكانه أن يُؤثر على أجزاء أخرى من الجسم، ومن مضاعفات مرض السُّل ما يلي:

  • الشعور بألم في العمود الفقري يُعد من أشهر مضاعفات ذلك المرض.
  • حدوث ضرر بالمفاصل يتمثل في التهابها ويسمى هذا المرض بالروماتيزم السُّلي.
  • من الممكن أن يحدث تورم بالأغششية التي تغطي المخ، وهذا ما يُسمى بالتهاب السحايا السُّلي، ويمكن لهذا المرض أن يتسبب في الإصابة بصداع مستمر أو متقطع، ويمكن أن يستمر لعدة أسابيع متواصلة.
  • حدوث مشاكل بالكبد والكلى، حيث يعمل الكبد والكلى على تنقية مجرى الدم من الملوثات والفضلات، ومن الممكن أن يتسبب مرض السل في إحداث خلل بوظائف هذين العضوين الهامين.
  • من مضاعفات داء السُّل حدوث اضطرابات في القلب، وفي حالات نادرة قد يُصيب مرض السل الأنسجة المحيطة بالقلب.

كما يتسبب في إحداث التهابات قد تؤثر على قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة، وذلك المرض يُسمى بالاندحاس القلبي، وذلك الأمر قد يُشكل خطورة كبيرة على حياة الإنسان.

ماهية اختبار السُّل الجلدي

إن اختبار السُّل الجلد هو عبارة عن وسيلة لكشف عن مرض السُّل عن طريق الجلد، ويعد هذا الاختبار وسيلة لتحديد إذا كان الشخص مصابًا بعصيات السُّل أم لا.

بالرغم من وجود عدة اختبارات جلدية للكشف عن مرض السل، إلا أن الطريقة المفضلة هي اختبار (Mantoux)، ويقوم هذا الاختبار عن طريق كمية من مادة الاختبار تحت سطح الطبقات العليا للجلد الساعد من خلال الحقن داخل الأدمة.

بعد مرور ثلاثة أيام يتم فحص الذراع حتى يتم التأكد من عدم حدوث أي تورم به، وإذا كان هناك تورم بحجم مُعين فهذذا يعني أن الشخص مصابًا بداء السُّل.

يجب التنويه على أن نتيجة ذلك الاختبار قد تكون إيجابية لدى الأشخاص الذين سبق تطعيمهم بلقاح السل BCG وهذا الأمر قد يدعو للحيرة بين المصابين بمرض السل، وبين آخذي اللقاح ضد نفس المرض.

لقاح السّل BCG

تم ظهور لقاح السُّل BCG منذ أكثر من ثمانين عامًا، ويتم استخدام هذا اللقاح في جميع دول العالم تقريبًا، وتم تصنيع ذلك اللقاح من نوع من المتفطرات البقرية (Mycobacterium bovis)، ويتم أخذ ذلك اللقاح عن طريق الحقن داخل الأدمة.

يتفق جميع الأطباء على فاعلية ذلك اللقاح مع الأطفال، ويوصي الأطباء بأخذ ذلك اللقاح في وقت مبكر من العمر قدر الإمكان، وغالبًا ما يقي التطعيم بهذا اللقاح من خطر الإصابة بأصعب أشكال مرض السل مثل التهاب السحايا والسل الدخني.

اقرأ أيضًا: ما هو مرض الذهان

علاج مرض السُّل

يتم علاج السل بأدوية المضادات الحيوية الفعالة، وهذه الأدوية متاحة ومتوفرة منذ أربعينات القرن الماضي، وحتى الوقت الحاضر، ويتم أخذ علاج مرض السل من خلال تناول عدة أدوية لمدة تتراوح بين 6 و9 أشهر.

يوجد حوالي عشرة عقاقير تم اعتمادها حاليًا من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج مرض السل، ومن بين هذه الأدوية ما يلي:

  • أيزونيازيد (Isoniazid)
  • إيثامبوتول (Ethambutol)
  • ريفامبين (Rifampin)
  • بيرازيناميد (Pyrazinamide)

إن إجابة سؤال ما هو مرض السُّل قد أتاحت لنا معرفة جميع أسباب ذلك المرض، كما أوضحت لنا تاريخ ذلك المرض والسبب الأساسي لانتشاره.

قد يعجبك أيضًا