متى انتهت الدولة العثمانية

متى انتهت الدولة العثمانية؟ وكيف انتهت الخلافة العثمانية وما سبب انتهائها؟ الخلافة العثمانية من أكبر الخلافات وأطولها مدة، ويعود تأسيسها إلى عثمان الأول بن الغازي أرطغرل، واستمر حكمها القوي لعدة قرون إلا أنه في نهايتها أصابها الضعف بسبب فساد حكامها، وسوف نوضح لكم عبر موقع زيادة متى انتهت الدولة العثمانية.

متى انتهت الدولة العثمانية؟

قبل الإجابة عن سؤال متى انتهت الدولة العثمانية، تجدر الإشارة إلى أن الخلافة العثمانية نشأت في القرن الرابع عشر وامتد حكمها لستة قرون، توسعت فيها وقامت بفتح العديد من البلاد وضمت بقاع كثيرة تحت سيطرتها، أما بالنسبة لمتى انتهت الدولة العثمانية، نشير إلى أنها انتهت في شهر حزيران أو مارس من عام 1924م.

اقرأ أيضًا: مؤسس الدولة السعودية الثانية

أسباب انهيار الدولة العثمانية

بصدد الحديث عن متى انتهت الدولة العثمانية، تجدر الإشارة إلى الأسباب التي يرجع إليها انهيار الخلافة العثمانية، حيث يوجد الكثير من عوامل سقوط الدولة العثمانية، والتي سنعرضها لكم على النحو التالي:

مخالفة شرع الله

حيث إن الدولة العثمانية تم تأسيسها على دعامة الشريعة الإسلامية وتعاليمها، فكانوا يحكمون بالعدل ويردون الحقوق لأصحابها، وكان هدفهم الأول هو إعلاء كلمة الله والدين الإسلامي والاقتداء بسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم –.

لكن عندما تم إغفال التربية الإسلامية سرعان ما تحول خلفاء الدولة العثمانية وقادتها من اتباع التعاليم الإسلامية إلى السرقة والنهب والتكبر واتباع المصالح الشخصية وتقديمها على مصلحة الدولة العثمانية وخدمة الإسلام.

كما أنهم بعد أن كان الإسلام هو مصدر التشريع لديهم قاموا بوضع العديد من القوانين والتشريعات، وأطلقوا عليها اسم التجديدات، فاستجابوا للضغط الأوروبي بالتخلي عن الإسلام كمصدر للتشريع.

فضلًا عن أنهم ساروا على نهج الصوفية، وكان من الطبيعي أن تسقط خلافتهم؛ لأنه إذا انهدم الأساس انهدم البناء بالكامل، وكان هذا استنادًا لقول الله – تعالى -:

(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)

[سورة الأعراف: الآية 96]

توسع الدولة العثمانية

كان توسع الدولة العثمانية في كثير من بقاع الأرض لنشر الإسلام في البلاد المختلفة سلاحًا ذا حدين، فكانت الدولة العثمانية تتكون من 29 ولاية تابعة للنفوذ العثماني، وفاقت مساحتها ال 20 مليون كيلومترًا مربعًا.

كما أنه في الحقيقة كانت الدولة العثمانية مستقرة طوال فترة تطبيق شرائع الدين الإسلامي ومعاملة الشعوب بطريقة إنسانية وعدم إجبارهم على الدخول في الإسلام ومطالبتهم بدفع الجزية فقط مع حفظ جميع حقوقهم الدينية والاجتماعية.

لكن عندما تم إهمال الشريعة الإسلامية تزامنًا مع فساد الحكام وقادة الدولة العثمانية، ترتب على ذلك تكبرهم على الشعوب الأجنبية ومعاملتهم بطريقة سيئة، وهذا الأمر بدوره ترتب عليه كثرة الحانقين على الدولة العثمانية وسعيهم للتخلص من قيودها، فتكونت الحركات الانفصالية في أجزاء كثيرة من الدولة العثمانية.

الأمر الذي كان من الصعب السيطرة عليه، وبالتالي تسبب ذلك في ضعف الترابط والقومية بين أقاليمها ومن ثم انهيارها تدريجيًا.

التأخر العلمي

يرجع التخلف العلمي للدولة العثمانية إلى أصل العثمانيين، حيث إن العثمانيين هم شعوب بدوية لم يهتموا بالتعليم من الأساس، حيث إنهم لم يعطوا للتحضر نصيبًا من اهتمامهم، والقصد بالتأخر العلمي هنا هو العلوم الدنيوية.

أما العلوم الدينية فحازت على اهتمام كبير منهم في إحدى المراحل وخاصةً في بدايتها، كما أن السبب في عدم اهتمامهم بالعلوم يرجع أيضًا إلى انشغالهم بالفتوحات والتوسعات للدولة الإسلامية، كما أن الصليبيين والأوربيين عملوا على انشغالهم بذلك، حتى لا يتجهون للعلم وتصبح دولة قوية لا يمكن القضاء عليها.

كما أن التأخر العلمي كان في صالح الغرب، حيث إنهم كانوا يملكون قوة علمية هائلة، مما جعلهم يتفوقون على الدولة العثمانية عن طريق اختراع العديد من الأسلحة الحديثة والكهرباء على عكس الإمكانيات البدائية للدولة العثمانية.

اقرأ أيضًا: متى تم توحيد المملكة العربية السعودية ؟

الحرص على أخذ الخراج والجزية مع مخالفة الشريعة الإسلامية

حيث إن الإسلام دين سماحة ويسر وليس دين شدة وتشدد، فأمر الإسلام الحكام بنشره بين الشعوب التي يتم دخول بلادها، ولكن إذا لم يدخل أحد الإسلام فيتم فرض الجزية عليه، ولكن هذا مع مراعاة الحقوق الدينية والاجتماعية لأهل الذمة وحمايتهم من الاعتداءات وقطاع الطرق أثناء التجارة.

لكن سرعان ما اتجه الحكام إلى أخذ الجزية مع إهمال تلك الحقوق التي كفلها الإسلام لأهل الذمة، مما تسبب في غضبهم وقيامهم بالثورات ضد الدولة العثمانية.

الانفصالات والحركات المتمردة

حيث عمل الصليبيين والأوروبيين من أعداء الإسلام على التوغل داخل بعض النفوس الضعيفة من الحكام والزعماء في الدولة العثمانية، مما جعلهم يسيطرون على الدولة العثمانية بطريقة غير مباشرة، كما عملوا على إشعال الحركات المتمردة والانفصالية.

لعله من المدهش القول بأن حركة محمد علي كانت إحدى الحركات الانفصالية ضد الدولة العثمانية في مصر، كما أن الحركة الوهابية في الجزيرة العربية كانت من إحدى أشكال التمرد على الدولة العثمانية والخروج عن سيادتها.

كثرة منح الامتيازات الأجنبية بصورة مبالغ فيها

حيث كان حكام الدولة العثمانية المنخدعين بصداقة دول الغرب الحاقدة يمنحون العديد من الامتيازات الأجنبية لبلاد أوروبا، الأمر الذي كان بمثابة تدخلهم في شئون البلاد والتحكم في الدولة العثمانية بطريقة غير مباشرة، ويرجع هذا لضعف شخصية حكام الدولة العثمانية وجهلهم الشديد.

لعله من أبرز مظاهر التدخل هو ما يُعرف بالمراقبة الثنائية، والتي تتمثل في تحكم دول الغرب في حركات التجارة وأبرزهم فرنسا، فضلًا عن إعفاء بعض أصحاب الامتيازات من الضرائب، وإعطائهم الحصانة، فلا يمكن أن تفرض المحكمة نفوذها عليهم، وإنشاء ما يسمى بالمحاكم المختلطة.

كما سمح حكام الدولة العثمانية للغرب ببناء الكنائس والمعابد في أنحائها كافة، وبالتالي لم يعد للدولة العثمانية سلطة على إماراتها.

غطرسة القادة الإنكشاريين

حيث إنه من أهم أسباب تأخر الدولة العثمانية هو تدخل القادة العسكريين من الجيش الإنكشاري في شئون الحكم والتعالي على سلطة البلاد والسعي وراء تحقيق مصالحهم الشخصية فقط.

تكاسل السلطان عن الوجود في ساحة المعركة

حيث اعتمد العديد من السلاطين على توكيل مهمة قيادة الجيش لإحدى القادة الذين قد لا تتوافر لديهم الخبرة الكافية، مما تسبب في إخماد الحماس وتعرضهم للعديد من الهزائم في مواقع مختلفة.

اختلاط الحابل بالنابل

يعني هذا فساد وفوضوية نظام الحكم العثماني، فأصبح يتولى قيادة الجيش السكِّير والمخصي والخادم وطباخ السرايا، وهذه أبرز صور الجهل والضعف.

كثرة الزوجات الأجنبيات في قصر السلطان

حيث حرص السلاطين على الزواج بالفتيات الأجنبيات، واللاتي هن في الأصل من إحدى حيل الغرب، فكانت تلك الزوجات يملكن مفاتيح التحكم في الدولة عن طريق أزواجهن السلاطين، كما ترتب عن هذا الزواج المتعدد الكثير من الأبناء، الذين كان ينتهي الأمر إما بقتلهم أو حبسهم أو اختلاطهم بالجواري وعدم تربيتهم عسكريًا، وبالتالي عندما يرثون الحكم يكونون فريسة سهلة.

انتشار الفساد

الذي يتمثل في فساد العلماء وانتشار الرشاوي والمحسوبية وإنفاق السلاطين الكثير من الأموال على التافه من الأمور، وبناء القصور المبالغ في زخرفتها بلا فائدة عن طريق الاستعانة بالعناصر الغربية، الأمر الذي تسبب تدريجيًا في تراكم الديون على الدولة العثمانية.

اقرأ أيضًا:  بحث عن الدولة الأموية

التنظيمات السرية

حيث لجأت العديد من العناصر اليهودية المدعية الإسلام من يهود الدونمة إلى الدولة العثمانية بحجة بالاحتماء من اضطهاد الأندلسيين لهم، والذين كانوا صورة من صور سيطرة الغرب على الدولة العثمانية بطريقة غير مباشرة، حيث كانوا ينقلون المعلومات للصليبيين وتسببوا في إضرام نيران الثورات.

كما قامت تنظيمات أخرى هدفها هدم الخلافة العثمانية، مثل: تركيا الفتاة وحزب الاتحاد والترقي، والتي كانت تشمل اليهود والصليبيين والشيوعيين.

كما كثرت الأحزاب والانفصالات العرقية في ولايات الخلافة العثمانية، مما تسبب في حالة من الانقسام الداخلي، وعدم الاتحاد بين ولاياتها، وبالتالي كان هذا التشتت من إحدى أسباب انهيارها.

هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى

كانت تلك الهزيمة هي السبب الفعلي والضربة القاضية للدولة العثمانية، فقد دخلت الدولة العثمانية هذه الحرب وهي في أضعف صورها، كما بدأت الحرب في يوليو من عام 1914م حتى نوفمبر 1918م، والتي كانت بين قوتين وهما:

  • دول الحلفاء: والتي تتمثل في بريطانيا وإيرلندا وفرنسا وروسيا القيصرية.
  • دول المركز: الدولة العثمانية والإمبراطوريتين: النمساوية، والألمانية، ومملكة بلغاريا.

كما أن الدولة العثمانية كان يُطلق عليها في تلك الفترة لقب الرجل العجوز، وهذا بسبب ضعف حكامها وقلة نفوذهم في هذا الوقت.

توقيع اتفاقية لوزان

حيث إنه بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918م تم عقد اتفاقية لوزان، والتي نصت على تنازل كمال الدين أتاتورك حاكم تركيا في هذا الوقت عن الأراضي غير التركية، مع رسم حدود دولة تركيا الحديثة، كما نصّت تلك المعاهدة على تجريد الخليفة من سلطته بشكل نهائي.

  • إعلان انتهاء الخلافة رسميًا في مارس حزيران من عام 1924م، وهذه تعد إجابة سؤال متى انتهت الدولة العثمانية، ومن ثم نفي آخر سلطان للدولة العثمانية من تركيا الحديثة، وهو السلطان عبد المجيد الثاني.

اقرأ أيضًا: من هو محمد علي باشا ؟

إنجازات الدولة العثمانية

متابعة للحديث عن متى انتهت الدولة العثمانية وعرض أسباب انهيارها، ينبغي ذكر الإنجازات التي عادت على العالم الإسلامي بالنفع من الخلافة العثمانية، وهي:

  • كثرة الفتوحات الإسلامية التي امتدت إلى مساحات كبيرة في مختلف قارات العالم، مثل: أوروبا وآسيا وأفريقيا، فوصل عدد ولايات الدولة العثمانية إلى 29 ولاية، كما بلغت مساحتها حوالي 20 مليون كيلومترًا مربعًا.
  • القضاء على خطر البيزنطيين وفتح عاصمتهم القسطنطينية في عهد السلطان محمد الفاتح.
  • العمل على توحيد المسلمين والعرب تحت راية الإسلام.
  • مقاومة الحملات الصليبية والبيزنطية في بقاع الأرض كافة، والعمل على إعلاء راية الإسلام في جميع أنحاء العالم.
  • نشر تعاليم الإسلام وإدخال الكثير من الناس في دين الإسلام.
  • تعليم اللغة العربية والاهتمام بها باعتبارها اللغة التي نزل بها القرآن الكريم.
  • التصدي لنظام الإقطاع والرأسمالية في قارة أوروبا.
  • إنشاء العديد من المساجد والمستشفيات والجسور، وخاصة في عهد السلطان محمد الفاتح.
  • إنشار السكك الحديدية في منطقة الحجاز بالجزيرة العربية لتوحيد المسلمين وتيسير الحج والعمرة.
  • منع اليهود من دخول أراضي فلسطين وسيناء.
  • حرية حركة التجارة وتحريرها من القيود الجمركية والحدودية.

الدولة العثمانية من أكبر الإمبراطوريات على التي كانت على وجه الأرض، واستمر نفوذها لستة قرون، ولكن السبب الأساسي وراء انتهائها هو خسارتها في الحرب العالمية الأولى.

قد يعجبك أيضًا