متى تقرأ سورة يس

متى تقرأ سورة يس؟ هل باختيار فترة معينة من اليوم لقراءتها أو تُقرأ في أي وقت.. وما هي فضائل سورة يس وأسباب النزول؟ عبر موقع زيادة سنعرض لكم إجابة هذه الأسئلة.

بالإضافة إلى الحكم الشرعي لقراءة سورة بعينها بنية معينة، وذلك حسب أقوال كبار المشايخ في العالم الإسلامي، مع ذكر صحة الأحاديث الواردة عن فضل سورة يس.

متى تقرأ سورة يس

متى تقرأ سورة يس

نزل القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنوات الثلاثة والعشرين من النبوة، ونزلت بعض السور القرآنية في أرض مكة المكرمة، كما نزل بعضها على رسول الله في المدينة المنورة.

تعد سورة يس من السور المكية، وآياتها ثلاثة وثمانين آية، والقرآن الكريم في آياته العديد من الفضائل منها راحة للقلوب كما ذكر سبحانه وتعالى “أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (الرعد 28)، ولا يعتد بوقت معين في قراءة القرآن الكريم.

فكل الأوقات يصلح فيها قراءة ما يشاء المرء فيها من سور وآيات من كتاب الله عز وجل، لكن توجد بعض الأوقات المستحبة لقراءة القرآن وسورة يس، ومن أهم هذه الأوقات الثلث الأخير من الليل، أو قرآن الفجر “ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ” (سورة الإسراء 78).

من الأوقات المستحبة أيضًا لقراءة سورة يس هو وقت الليل قبل الخلود إلى النوم، حيث يكون كل حرف من حروف القرآن الكريم بحسنة والحسنة بعشرة أمثالها، وفي قول رسول الله فيما معناه لا يُقال أن الم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف.

من أحب الأوقات المستحبة لقراءة سورة يس أيضًا في الصباح عند الاستيقاظ من النوم، فقراءة القرآن عند بداية اليوم وذكر الله من مسببات الزيادة في الرزق والتوفيق والسداد في الأمور.

اقرأ أيضًا: فضل سورة يس لقضاء الحاجة

فضل قراءة سورة يس سُنة أم بدعة؟

بعد أن تعرفنا على إجابة متى تقرأ سورة يس، يجب أن تكون على علم أن القرآن الكريم به الكثير من الفضائل والرحمات التي أنعم الله على بني الإنسان بها في آياته الكريمة “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ ” (سورة الإسراء الآية 82).

يتساءل المسلمون عن متى تقرأ سورة يس؟ لمعرفتهم بفضل تلك السورة الكريمة، وما سنذكره في تلك الفقرة ما هو إلا توضيح لفضل سورة يس أكان سُنة أم بدعة، استنادًا إلى أقوال الفقهاء.

يُرجع العديد منهم ثواب قراءة سورة يس بأنه يعادل ثواب قراءة القرآن كاملاً عشر مرات، مستندين إلى الحديث النبوي الشريف “إنَّ لِكُلِّ شيءٍ قلبًا، وإنَّ قلبَ القرآنِ ( يس ) ، مَن قرأَها فَكَأنَّما قرأَ القرآنَ عشرَ مرَّاتٍ“.

الحديث رواه الصحابي الجليل أنس بن مالك، وذكره الشيخ الألباني موضوعًا، وذكره الدمياطي في كتابه المتجر الرابح أنه ضعيف، أما ما يذكر أن سورة يس لا تُقرأ في عسر إلا يسرته فهو قول لإمام الحافظ بن كثير في كتابه تفسير القرآن العظيم.

كما لم يذُكر حديث صحيح ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل سورة يس، فكلها إما ضعيفة أو موضوعة أو منكرة لا تصح عن رسول الله، ومن الفضائل المشهورة عن سورة يس أنها تقضي الحوائج.

هذه الفضيلة هي الأكثر شهرة عن سورة يس، لكن الإمام ابن الجوزي رحمه الله، ذكر أنه أمر نسبي ولم يصح في السُنة النبوية، أما أمر حدوثه وقضائه لحوائج بعض الناس فهو شيء نسبي، فإن قراءتها لم يقضه للبعض الآخر، لذا فهو غير مؤكد.

من هذه المعطيات فإن قراءة سورة يس لقضاء الحوائج، أو تيسير الأمور لم تذكر صحيحة في السُنة النبوية، لكن هذا لا يمنع قراءتها، فالأحاديث حتى وإن كانت ضعيفة لا تمنع من قراءة سورة يس.

فضل بعض من آيات سورة يس

على الرغم من عدم ثبوت فضل قضاء الحاجة لسورة يس ككل، إلا أن مفسري القرآن الكريم قد وضحوا بعض الفضائل لبعض آيات هذه السورة الجليلة، وهي التي ينطبق عليها إجابة متى تقرأ سورة يس؟ وسنعرض لكم في هذه الفقرة بعض من تلك الآيات.

الآيتين الثامنة والتاسعة من سورة يس

إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ“، الآيتان فيهما عظة من قصة هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فالآية الثامنة جعل الله عز وجل أبا لهب وصاحبيه المخزوميين في خزي مما رأوه حينما أرادوا كسر جمجمة رسول الله وهو قائم يصلي، والآية التاسعة هي الآية التي تلاها رسول الله أثناء خروجه من بيته للهجرة.

فضل الآية التاسعة هو طمأنة النفس، وعدم الفزع، والحفظ من العدو، أما الآية الثامنة فإن فضلها هو العظة للمسلمين من أن يكونوا من الذين كفروا وتكون أيديهم مكبَّلة إلى أعناقهم يوم القيامة كأبي لهب، والمخزوميين.

من الآية السادسة والثلاثين إلى الآية الأربعين

هذه الآيات فيها من مظاهر قدرة الله أحسن الخالقين في خلق السماوات وأفلاكها، مثل الشمس والقمر المتعاقبين كلٌ بمقدار لا يحيد أحدهما عن الآخر، وقول الله تعالى “وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ“.

فيه وصف للقمر وتقلبه في الشكل ودرجة الإضاءة من المحاق إلى البدر، وفضل تلك الآيات في قلب المؤمن هي تأمله في عظمة الخالق سبحانه وتعالى.

اقرأ أيضًا: اسرار سورة يس الحقيقية

تفسير سورة يس

في هذه الفقرة سنعرض لكم تفسير الآية الأولى من سورة يس لعدد من مفسري القرآن الكريم مثل محمد بن جرير الطبري، وشمس الدين القرطبي، والحافظ البغوي، والشيخ الشعراوي -رحمهم الله-.

تفسير البغوي لمعنى يس

ذكر الشيخ البغوي معنى كلمة يس في تفسيره للسورة الكريمة أنها الإنسان بلسان قبيلة طيء كما قال الحسن، ويقول عبد الله بن عباس أن يس هو قسم من الله عز وجل، وقال ابن جُبير، والورَّاق، وأبو العالية أن المقصود بها رسول الله، وتعني سيد البشر.

تفسير شمس الدين القرطبي

قال القرطبي في تفسير كلمة يس، أنها من أسماء رسول الله، وقول بعض العلماء ومنهم ابن العربي أن يس هو من أسماء الله ولا ينبغي لأحد أن يسمي اسمه باسم من أسماء الله.

كما ذكر بعض العلماء في عصره أن افتتحت السورة بحرفي ي/س، والقلب والقلب أمير الجسد ويس أمير سور القرآن الكريم.

تفسير محمد بن جرير الطبري

جاء في تفسير الطبري لتفسير معنى هذه الآية الكريمة، أن يس هو قسم من الله عز وجل بأحد أسمائه الحسنى كما جاء عن معاوية، وعلي ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين، واتفق مع هذا القول قول قتادة، وأبو جعفر.

بينما ذكر الطبري عن سفيان الثوري، أنها حروف افتتاح للسورة، لكن جاء منسوب إلى بن واقد، ومحمد بن جعفر بأن يس تعني الإنسان بلغة أهل الحبشة.

تفسير الشيخ الشعراوي

ذكر الشيخ أن يس حرفين مقطعين يقصد بهما اسم، مثل طه، وربط الاسم بأحد أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم.

سبب نزول سورة يس

كل سورة بل كل آية من آيات الله الحكيمات في محكم التنزيل جاءت لسبب، لتعليم المسلمون من أمور الدين، أو لدفع الشبهات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم سبب نزول سورة يس، وسبب التسمية.

اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة يس وسبب تسميتها

أولاً: سبب النزول

نزلت سورة يس في أحد كفار قريش ويسمى أُبي بن خلف، فجاء يستهزئ ويتهكم على آيات الله عز وجل في إحياء الموتى سائلاً المصطفى أيحيي الله العظام بعد موتها فجاءت إجابة رسول الله بالإثبات ” نعم، ويبعثك ويدخلك في النار“.

جاء هذا الحديث في الكشاف منكرًا، وذكره ابن عثيمين في تفسيره لسورة يس أنه لا يصح، والآية التي تهكم عليها أُبي بن خلف هي “وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ” الآية الخمسين من سورة يس.

ثانيًا: سبب التسمية

اختلف بعض المفسرين على سبب تسمية سورة يس، فمنهم من قال إنها سورة جاءت على اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل طه، ومنهم من قال إنها سورة سميت بهذا الاسم لابتدائها بحرفين مميزين عن باقي سور القرآن الكريم.

كما ذهب بعض المفسرين إلى أن سبب التسمية يرجع لقوم آل يس وهم الثلاث أنبياء الذين ذُكروا في سورة يس، حتى أن الإمام الحافظ ابن كثير أورد ذكرهم في كتابه الموسوعي البداية والنهاية، كما قيل إن حروف يس هي قسم.

لذلك جاءت السورة بهذا الاسم مثل سور الليل، والشمس، والقمر.. إلخ، والقول الأكثر للصواب أنها جاءت لافتتاح الله تعالى هذه السورة بحرفي الياء والسين فأصبحت مميزة.

حكم قراءة سور القرآن الكريم بنية معينة

بعدما عرضنا لكم في السطور السابقة إجابة سؤال متى تقرأ سورة يس، في سطور هذه الفقرة سنعرض عليكم حكم قراء سورة يس أو غيرها من سور القرآن الكريم لحاجة معينة للشيخين المنجد وابن عثيمين.

أجاب الشيخ محمد المنجد أن قراءة الآيات أو السور لغرض معين لا يصح إلا بدليل شرعي، واستشهد بتلاوة المعوذتين والفاتحة في الرقية من كل مرض لأنهما جاءا في سياق شرعي في سُنة رسول الله، وهذه من البدع.

أما الشيخ ابن عثيمين فقال أن الإنسان لا يجب عليه قراءة هذه الآيات أو السور سُنة، وإن شرع به كسُنة فإنه حرام، بخلاف ما لم يأتِ في سُنة رسول الله فيما شرعه رسول الله.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة يس

بذلك نكون قد عرضنا لكم في السطور السابقة من هذا الموضوع إجابة سؤال متى تقرأ سورة يس، كما عرضنا لكم فضائل هذه السورة العظيمة موضحين صحة الأحاديث التي تم ذكرها عن فضائلها، ونرجو أن تكونوا منتفعين بإجابة هذا السؤال.

قد يعجبك أيضًا