متى تسقط نفقة المتعة سؤال يأخذ مجالًا واسعًا في قانون الأحوال الشخصية، فدعوات نفقة المتعة هي الأكثر شيوعًا بين القضايا في المحاكم الأُسرية، ويستند القانون في هذه القضايا على الفقه الإسلامي، نظرًا لكثُرت التساؤلات حول متى تستحق الزوجة نفقة المُتعة، ومتي يجب على المُطلِق دفع النفقة للزوجة، وهل يعاقب القانون الزوج في حالة أنه عارض الدفع، كل هذه تساؤلات أخذت حيز كبير في المحاكم الأسرية والمجتمع عامةً، وهذا ماسوف نتناوله بشكل سَلس يفهمه الجميع عبر موقع زيادة.
متى تسقط نفقة المتعة
- المطلقة حين تحصل على الطلاق سواء كان طلاق للضرر أو بالاتفاق مع الزوج، ليقع الطلاق بشكل ودي فهنا نفقة المتعة والعدة، تعد أشهر حقوق المطلقة، ويوجد حالات وشروط إذا توفرت سقطت نفقة المتعة فورًا.
- حين يقع الطلاق باتفاق بين الطرفين على يد مأذون فتنازل الزوجة وقتها عن حقوقها المادية فور توقيعها على الطلاق، هذا يُسمى في قانون الأحوال الشخصية (إبراء ذمة المُطلق).
- أما في حالة طلب الزوجة الطلاق وحصُلت عليه في المحكمة الأُسرية بطريقة الخُلع، فهُنا تسقط عنها كل الحقوق المادية، من نفقة عدة ومتعة ومؤخر.
- بعض الأحيان حين تشتد الخلافات الزوجية، يصل الأمر إلى المحكمة ولا تستطيع الزوجة بأي شكل إثبات أن المتضرر هنا هي، فتسقط عنها أيضًا النفقة والمؤخر وكل الحقوق المادية.
ولا يفوتك التعرف على ما ورد عبر موضوع: حكم الحلف بالطلاق المعلق بشرطة عند أئمة الإسلام
شرح نفقة المتعة
- يتم الحكم للزوجة بنفقة المتعة بسبب ما أصابها من ألم ناتج عن الطلاق، وتأتي هنا نفقة المتعة في هذا الأمر الذي اعتبره القانون والشريعة الإسلامية كنوع من التعويض للمطلقة، ليرفع عنها الحرَج المعنوي بأن الطلاق ليس بسبب عيب بها، وحين شَرعها القانون جائت بمثابة جبر الخاطر للمرأة، لأن الزوج قام باستخدام حقه في أن العصمة بيده فطلقها باستعمال حقه في ذلك الأمر، ويتخلى عنها بعذر يخصه هو وليس بعلة بها.
متى تستحق الزوجة نفقة المتعة
لابد أن تعلم الزوجة متى تسقط نفقة المتعة عنها ومتى تستحقها، فالشريعة الإسلامية شرعتها بحكم القضاء بشروط أربعة، لابد أن تتوفر لكي تستحق النفقة:
الشرط الأول
أن يكون قد تم الدخول بالمطلقة دخول صحيح وبشكل شرعي، ويقصد هنا بالزواج الشرعي على مذهب أبو حنيفة، وتفاصيل هذا الشرط كما يلي:
- لا يحق للمخطوبة أن تسأل عن متى تسقط نفقة متعة؛ لأنها لا تستحق نفقة من الأساس، ومن كانت زواجها فاسدًا بحيث تزوجت من أحد محارمها أو من شخص مختل عقليًا، فهذا مُبطل لشروط الزواج بالأساس أيضًا.
- شروط عقد القرآن واضحة وأي إخلال بأي شرط لانعقاد الزواج، يصبح خلل في ركن من أركان الزواج ولا تستحق الزوجة وقتها أي مهر
- لا يحل الدخول بالأساس في العقد الشرعي ولا لها نفقة ولا متعة ولا عدة ولا طاعة ولا أي حقوق حكومية، إذا نتج أطفال أو إجراءات شرعية بحق المُصاهرة ولا يقع طلاق؛ لئلا يوجد زواج.
- هنا في هذه الحالة يقع تفريق بين الشخصين وليس طلاق بين زوجين؛ لأنه يعتبر زواج فاسد.
- الزواج الفاسد هو الزواج الباطل كزواج الأختين معًا، وزواج المتعة، وزواج أخت على الأخرى دون علم الأولى، وزواج بدون شهود و. وكل هذه أسباب؛ لأنه نكاح فاسد.
الشرط الثاني
هو وقوع الطلاق سواء (بائن أو رجعي)، وتفاصيل هذا الشرط ما يلي:
- أيًا كان نوع الطلاق في هذه الحالة فالمرأة هنا تستحق المتعة مهما كان السبب بينهم؛ لأنها استحقت المتعة للتعويض، ويُلزم القانون الزوج بذلك، ولا يلزم هنا أن تثبت أن فترة عدتها إنتهت، لكي ترفع الدعوى على المُطلق.
- المُطلقة الرجعي تستحق النفقة فور طلاقها، وحتى إذا أعادها الزوج فهي تستحق المتعة ولا يُسأل في هذه الحالة متى تسقط نفقة المتعة.
- أما من تم فسخ عقد قرآنها لفساده أو بُطلانة لفقد شرط من شروط الزواج في البداية، أو تم التفريق بينها وبين زوجها لهذه الأسباب السابقة، فلا حق لها في رفع دعوى متعة وأيضًا من غاب عنها زوجها ليس بهذه الأسباب تجوز لها مُتعة.
الشرط الثالث
أن تكون المطلقة تطلقت دون رضاها، وتفاصيل هذا الشرط مايلي:
- هنا من يحكم في هذا الأمر هي محكمة الأسرة، بحيث تدرس الأحداث وتحكم أن كان الطلاق برضاها أو عدم رضاها.
- أما في حالات مثل أن كانت العصمة بيد الزوجة وطلقت نفسها، أو باتفاق مع الزوج على ذلك، وتم الطلاق أمام مأذون وقامت بعمل براءة ذمة له بحضور مجلس الطلاق ودون أي ضغط.
- إذا أقرت كتابيًا بتنازلها عن كل حقوقها الشرعية فهنا أيضًا تسقط عنها نفقة المتعة.
ولمزيد من المعلومات عن شروط عدة المطلقة ثلاثا وأنواع الطلاق وما هو حكم من طلقها زوجها ثلاثا وتوفى قبل انتهاء العدة؟ اقرأ هذا الموضوع: شروط عدة المطلقة ثلاثا وأنواع الطلاق وما هو حكم من طلقها زوجها ثلاثا وتوفى قبل انتهاء العدة؟
الشرط الرابع
أن يقع الطلاق ويكون المُتسبب به ليس الزوجة، وتفاصيل هذا الشرط مايلي:
- إذا طلقها زوجها غيابيًا، فيكون الطلاق واقع بسبب الزوج.
- إلا لو أثبت الزوج غير ذلك، وهذا تقرره المحكمة أيضًا والشريعة الإسلامية قد حكمت في هذه الحالات، أن الطلاق هنا هو بسبب الزوج وليس غير ذلك.
- إذا طلقها القاضي نيابةً عن زوجها لسبب رأته المحكمة صحيح فهنا يكون قد وقع الطلاق من الزوج أيضًا، والزوجة تستحق المتعة وفي معظم حالات طلب الزوجة الطلاق لأي سبب فلا يسقط عنها حق المتعة ورفع دعوى بها.
- إذا تحققت باقي الشروط السابقة فهنا بالطبع تستحقها سواء طلاق من الزوج أو القاضي أو غيابي، حين تلجأ للقانون يحكم لها فورًا بالمُتعة.
عقوبة عدم دفع نفقة المتعة
- عقوبة عدم دفع الزوج نفقة المتعة ليس الحبس هنا في حالات النفقات الأُخرى مثل النفقة الزوجية، أو العدة، أو نفقة الأقارب، أو نفقة الصغار، والأجور، مصاريف كالعلاج، أو تعليم الأطفال؛ لأن البعض يصيبه التحير متى تسقط نفقة المتعة ومتى تُستحق، ومتى يُعاقب الزوج على عدم دفعها، في هذا الأمر، ولكن يُقام دعوى حجز على الأموال الخاصة بالمُطلِق.
- أما الزوجة التي لها دين من النفقة على الزوج، تقوم برفع دعوى فى نفس الدائرة المحكوم للطلاق لها فيها، وهنا تكون عقوبته هي الحجز على أمواله في المزاد العلني، إن كان لديه ما يباع لكي يُجبر على دفع الدين، إن لم يدفع بالرضا فتقوم الزوجة برفع دعوى تبديد لهذه للمنقولات على سبيل حجزه لها لكن ليست نفقة المتعة تتسبب في حبس الزوج.
هل تستحق المُطلقة بحكم المحكمة نفقة متعة
- بالطبع يحق للمطلقة بحكم محكمة النفقة وأن تحصل على نفقة متعة، وأن هنا يتوفر وجوب الدفع لها؛ لأن الطلاق تم بالمحكمة فيكون تم بغير رضاها وليس هي السبب في ذلك.
- هذه الحاله متى تسقط نفقة المتعة؟ تسقط في حال أثبت الزوج أن الزوجة لها يد في الطلاق، ويعرض الأسباب للمحكمة التي أدت لتطليقه لها بهذه الطريقة فيسقط حقها في النفقة.
كما ادعوك لقراءة رحلتنا مع كفارة الطلاق عند الغضب وكفارة يمين الطلاق بالثلاثة عند الغضب عبر موضوع: كفارة الطلاق عند الغضب وكفارة يمين الطلاق بالثلاثة عند الغضب
هل يمكن تقسيط مبلغ نفقة المتعة
يجوز ذلك في حالتين:
- إذا قدم المُدعي عليه طلب تقسيط المبلغ الخاص بالنفقة.
- في حال تفاجىء بالأمر وقتي، يستطيع طلب التقسيط بعرض حالته المادية.
هل تعلم ما هي حقوق الزوجة بعد الطلاق وحقوق المطلقة في الصداق والنفقة اقرأ من هنا: حقوق الزوجة بعد الطلاق وحقوق المطلقة في الصداق والنفقة
تستند المحاكم الأسرية في جميع أحكامها بالشرع الإسلامي في حين تشابك عقلك بقراءة القوانين ونصوصها، فلن يحدث لك أي عدم فهم لنصوص الشرع والدين، في رأية عن النفقات الأسرة، ومتى تسقط نفقة المتعة.