متى تكون العادة حلال للعزباء

متى تكون العادة حلال للعزباء؟ وما هي أدعية التوبة منها في السنة النبوية؟ حيث إن العادة قضية كبرى، ويوجد من يدافع عنها بواسطة تحليلاتهم التي ليس لها أي دليل أو صحة، وبناءً عليها تشوش عقل العديد، فبدأوا بالتساؤل حول متى تكون حلال، ومن هنا نتحدث بالتفصيل حول تلك القضية عبر موقع زيادة.

متى تكون العادة حلال للعزباء

تُعد مسألة تحليل الحرام أو جواز بعض الأفعال تحت ظروف محددة من الأشياء التي تتواجد في الشريعة، والهدف من هذا هو تيسير بعض الأمور على المسلمين، ولكن لا يصح أن يحل ويسمح المسلم لنفسه ما يرغب فيه ومتى يشاء سيرًا خلف أهوائه دون النظر إلى الدين.

لذلك نجد أن بعض الأشخاص يُجيزون العادة السرية، وآخرين يحرمونها، ولهذا سنوضح رأي الدين والعلماء والمذاهب الأربعة حول ممارسة العادة، أهل هي حرام أم حلال؟ ومتى تكون العادة حلال للعزباء؟ عبر السطور الآتية:

1- الدين والعلم

لم يرد في الدين الإسلامي أي شيء يسمح ويحل العادة السرية أو ممارستها تحت أي ظرف كان، بجانب أن العلم ذكر أن ممارستها ينتج عنها العديد من المشكلات الصحية، وعلى المدى البعيد فهي تجعل الإنسان يفقد رغبته الجنسية ويقوم باستنزاف قوى ذهنه وجسده أيضًا.

إن رأي العلم يتوافق بشكل كبير مع رأي الدين حول هذا الأمر؛ لذلك عند التساؤل حول “متى تكون العادة حلال للعزباء؟” فتجدر الإجابة إلى أنه من رأي الدين والعلم فهي حرام ولا يوجد وقت وتكون ممارستها حلال إطلاقًا، ومن الأفعال المكروهة عند الله – سبحانه وتعالى –.

اقرأ أيضًا: ما حكم العادة السرية

2- المذاهب الأربعة

إن المذاهب الأربعة لها آراء صارمة للغاية حول ممارسة العادة السرية، فتشددوا في تحريمها ونذكر أراهم عن طريق النقاط التالية بوضوح:

  • المالكية: قالوا إنها حرام، ولا يُسمح بممارستها تحت أي ظرف كان، أو مهما كانت الأعذار.
  • الشافعية: حرموا ممارستها بشكل نهائي فلا يُتاح الجدال في الأمر، وأنه لا يجوز أبدًا فعلها تحت أي ظروف.

رأي الحنابلة والأحناف وجواز العادة

يقول علماء الحنابلة أن العادة السرية من المحرمات التي حرمها الله تعالى، ولا يجوز ممارستها إلا عند الضرورة القصوى، واتفق معهم الأحناف أيضًا.

حيث إنهم أوضحوا بعض الشروط الصارمة التي يمكنها أن تُتيح فعلها، ولكنها ليست وسيلة طبيعية أو بشرية ويكون من الأفضل تجنبها، وتتمثل هذه الشروط فيما يلي:

  • يجب أن يكون الرجل أعزب.
  • الخوف من الوقوع في الزنا وهي معصية أكبر وهذا عند عدم وجود أي خيار آخر.
  • أن يكون الهدف الأساسي هو سد الغريزة المُهلكة وليس الحصول على اللذة..

أدعية التوبة من العادة في السنة النبوية

بعد الاطلاع على إجابة سؤال متى تكون العادة حلال للعزباء، فمن الجدير بالذكر أن هناك مجموعة من الأدعية التي وردت في السنة النبوية حول طلب المغفرة من المولى – عز وجل – والتوبة من كافة المعاصي، ونذكرها من خلال النقاط التالية:

  • ورد عن شداد بن أوس – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:

    اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ” [صحيح ابن حبان].

  • قال عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – أن نبي الله – صلى الله عليه وسلم – كان يدعو ويقول:

    ربِّ اغفرْ لِي، وتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أنتَ التوابُ الغفورُ” [صحيح الجامعٍ].

  • ورد عن الصحابي عليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:

    اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ، لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ” [صحيح مسلمٍ].

اقرأ أيضًا: أضرار العادة السرية في المستقبل للبنات

العفة في الإسلام

عقب الوصول إلى إجابة سؤال متى تكون العادة حلال للعزباء، فمن المهم التحدث حول العفة في الدين الإسلامي، حيث إن الإسلام جاء شريعة وعقيدة؛ وذلك حتى يتمكن من تشكيل منهج حياة فاضلة لجميع الناس، ولكي يُتمم مكارم الأخلاق ويرسخها في النفوس، وأفضل الأخلاق هو “العفة”.

كما أن المقصود بها هو كبح جماع النفس عن السير خلف الشهوات، حيث إن العفة ذات مقام عالٍ يتمكن من خلاله الإنسان أن يضبط نفسه ويتمكن من الابتعاد عن فعل كل شيء يمكن أن يُبعده عن ربه أو يلوث ثوب أخلاقه، ومن أهم مجالات العفة هو الترفع عما لا يليق بقول وفعل المسلم.

بالإضافة إلى أن الله – سبحانه وتعالى – ذكر المؤمنين بالعفة وأمرهم بها في كتابه العزيز، حيث إنه قال: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]، وذكر أيضًا في نفس السورة وقال” (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ) [النور: 33].

فيحث الاستعفاف الوارد في الآيات الكريمة على الاستعانة بطلب العفة من الزنا والوقوع في الفاحشة، وهذا لمن لا يقدر على زواج حتى يرزقه الله من فضله، وعلاوةً على ذلك فإن العفة لا تقتصر فقط على الابتعاد عما حرمه المولى – عز وجل –.

بل إنها أيضًا تكون في الترفع عن سؤال الناس، وورد في كتاب الله قوله تعالى:

(لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا) [البقرة: 273].

كما أنه من أشكال العفة في الدين الإسلامي “عفة الفرج” وهي بأن يقوم كل مسلم ومسلمة بصون نفسهم عن الوقوع في أي فعل حرمه المولى – عز وجل – من الرذيلة والزنا، وقد أكد على هذا رسولنا الكريم محمد – عليه الصلاة والسلام – وقال:

” ثلاثةٌ حقٌّ على اللَّهِ عونُهُم: المُجاهدُ في سبيلِ اللَّهِ، والمُكاتِبُ الَّذي يريدُ الأداءَ، والنَّاكحُ الَّذي يريدُ العفافَ” (رواه: أبو هريرة).

مخاطر ممارسة العادة

بعد الاطلاع على إجابة سؤال متى تكون العادة حلال للعزباء وأنها لا تجوز أبدًا مهما كانت الظروف، فلا بد من التوضيح أن هناك العديد من المخاطر التي تؤثر على الفتاة إذا مارستها قبل الزواج، حيث إنها بهذا الشكل تُزيد فرصة تعرض جهازها التناسلي إلى الميكروبات والفطريات.

كما أنه في حال زاد الأمر وكثرت البكتيريا في الجهاز التناسلي فينتج عنه زيادة الإفرازات المهبلية عند الفتاة، مما يترتب عليه تفاقم الفطريات والفيروسات الموجودة في المهبل، ومن ضمن مخاطرها على العزباء ما يلي:

  • الإصابة بالعقم بعد الزواج، وذلك نتيجة انسداد قناة فالوب بالفيروسات والفطريات التي تتراكم داخل الرحم.
  • تشعر الفتاة بالندم من فعلتها وتستحقر ذاتها، وتلك المشاعر تؤثر بصورة سلبية عليها، ويُقلل من قدرتها على الاستيعاب والدراسة والعمل أيضًا، أي أنها لا تتمكن من العيش بشكل طبيعي.

اقرأ أيضًا: كيفية التخلص من الآثار الجانبية للعادة السرية عند البنات

كيفية ترك العادة السرية

إذا كانت الفتاة قامت بالفعل بممارسة العادة السرية وأصبحت مدمنة ولا تتمكن من السيطرة على الأمر، ففي تلك الحالة لا بد من القيام ببعض الأمور التي تساعدها في التخلص من ممارستها بشكل تدريجي وتعود إلى حياتها بصورة طبيعية، وهي:

  • من أهم الأشياء التي يجب أن تفعلها الفتاة هو أن تتحلى بقوة الإرادة والعزيمة، وتعزم عقد النية أنها لن تفعل هذه العادة مرة أخرى مهما حدث.
  • التقرب من المولى – عز وجل – وكثرة ذكره والقيام بكافة عباداته التي أمر بها.
  • الإكثار من قراءة القرآن الكريم وفهم معاني كل آية والمقصود منها، والتدبر والقيام بما أمر به الله في كتابه في الدنيا.
  • المواظبة على الصلاة وقراءة الأذكار وعدم التكاسل في هذا الأمر.
  • أخذ حمام بالمياه الباردة كل يوم قبل الخلود إلى النوم، فهذا يساهم في استرخاء الجسم وكافة العضلات، مما يساعد الفتاة على عدم الشعور بالرغبة في ممارسة العادة.
  • الابتعاد عن البقاء دون فعل شيء أو أمام ما يُساعد على ممارسة العادة، والحرص على استغلال أوقات الفراغ في أي أمر ينفع.
  • تجنب مشاهدة مقاطع الفيديو التي تُزيد من الشهوة أو تُشتت التفكير.

من المهم أن تتعلم كل فتاة أمور دينها جيدًا، وأن تفعل ما أمر به الله – سبحانه وتعالى – وتتجنب الوقوع فيما حرمه من أفعال والابتعاد عما نهى عنه، والحرص على السير في طريق الرذيلة والفاحشة وغيرها.

قد يعجبك أيضًا