متى تبدأ تربية الطفل وما هي أساليب التربية السليمة

متى تبدأ تربية الطفل؟ وكيف تتم تربيته حسب عمره؟ فإن تربية الطفل على السلوكيات الصحيحة والأخلاق الحميدة لها فوائد عدة، التي من شأنها تعزيز الأمور الجيدة لديهم، وذلك بالاعتماد على الخطة التربوية التي يعتمدها الآباء في كل مرحلة عمرية للطفل، ومن خلال موقع زيادة سنقوم بتقديم الإجابة على السؤالين: “متى تبدأ تربية الطفل؟ وكيف تتم التربية؟”.

متى تبدأ تربية الطفل؟

متى تبدأ تربية الطفل؟

من الجدير بالذكر أن تربية الطفل تبدأ منذ أن يكون رضيعًا، فعند بلوغه الشهر السادس، يبدأ في فهم كلمة لا؛ لهذا يكون الوقت مناسبًا للبدء بوضع حدود له بمعرفة ما هو الصواب والخطأ، حتى ينعكس ذلك على أفعاله وأقواله.
فيجب أن يتم ذلك باتّباع مجموعة من الاستراتيجيات التربوية الفعّالة، التي تعتمد على تجاهل سلوكيات الطفل السلبية، وصرف انتباهه عنها؛ حتى يقوم بالأنشطة والسلوكيات المرغوب بها.

كما من المهم أن يتعلم الانضباط، فمع نموه يجب أن تُلاحظ الأم وجود بعض السلوكيات غير المناسبة الصادرة منه، وفي ذلك الوقت تستطيع التدخّل بإيجابية لإرشاد الطفل إلى سلوكيات أخرى أفضل، إن الانضباط يُعلّم الطفل التمييز بين الصواب والخطأ.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كيفية التعامل مع الطفل العنيد

كيفية تربية الطفل

نقوم بتوضيح طرق التربية الإيجابية للطفل، ابتداءً من عمر الثلاثة أشهر وحتى عمر سنتين، في الآتي:

عمر الثلاثة أشهر

تبدأ التربية في هدوء، فيجب تجنب العصبية، فيمكن أن تقومِ بمنعه من إحداث الفوضى أو عند الإمساك بشيء مهم حتى إذا بكى.

كما أن عند البدء في التسنين سيقوم بالعض فجأة أثناء الرضاعة، فحينذاك يجب أن تمنعيه عن ذلك دون صراخ ويجب أن تتحملي بعض الشيء، وذلك من خلال إغلاق أنفه بيديكِ لثانية؛ حتى يبعد فمه عن صدركِ، مثل رد فعل تلقائي للبحث عن هواء، وبهذا سيتعلم تدريجيًا أن العض يمنع الرضاعة.

في سن الخمسة أشهر

استكمالًا للإجابة على متى تبدأ تربية الطفل؟ نضيف أن هناك بعض أساليب التربية المهمة لعمر الستة أشهر، وهي:

  • الاحترام المتبادل: فيجب الاستماع له والتركيز في الأمور التي يحاول قولها، من خلال الحركات التي يقوم بها، وبنبرة الصوت، والإشارات بيديه وبتعابير الوجه، وبالإضافة إلى الملاحظة لما يعيره الاهتمام.
  • دعم الطفل وذلك من خلال تعليمه بشكل إدراكي شكل العلاقة بينه وبين أسرته، على أنها قائمة على الدعم، فعندما يصدر منه حركة عفوية جديدة وصحيحة، يجب إظهار الدعم الكامل له لتكرارها.
  • الابتعاد عن العنف لا يحتاج الطفل في هذا السن إلى العنف، سواء كان ضرب أو توبيخ أو صراخ، فهو يحتاج إلى حنان وأسلوب لطيف في الامتناع عن إعادة تصرفٍ ما؛ فذلك يعلمه الابتعاد عن الغضب وتقليد من حوله في الأمور الخاطئة.
  • أسلوب الحزم: فعدم التهاون يجب إظهاره للطفل بهذا العمر، وعدم التراجع عن أي قرار يتخذه الوالدين؛ فعندما يبكي الطفل على أمر خاطئ يجب عدم الرضوخ لبكائه أو إعطاءه ما يريد، بل البقاء على نفس الموقف حتى إن يهدأ، وبعد ذلك سيتعلم الأمر.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: سبب صراخ الطفل المستمر على اختلاف مراحله العمرية

ما بعد سن الستة أشهر

هذه المرحلة تكون كل اهتمامات الأم تدور حول حماية الطفل من أي خطر، فيجب اتباع الآتي:

  • يجب اتخاذ طرق الحماية المنزلية، حيث يجب وضع جميع المواد السامة بعيدًا عن متناوله.
  • وضع غطاء على مقابس الكهرباء.
  • كذلك يجب توفير مساحة لعب كبيرة قدر المستطاع بالنسبة لمساحة المنزل.
  • تأمين المنطقة التي يقوم بلعب فيها، وتوفير فيها كل ألعابه وبعض الأواني البلاستيكية أو الملاعق الخشبية؛ في حالة أراد تقليدكِ في المطبخ.
  • إذا قام بسلوك خاطئ، كسحب سلك الكهرباء مثلًا، يُشتت انتباهه بعيدًا عما يريد، باستخدام لعبة أو قومِ بحمله لمكان آخر.

تربية الطفل في سن سنة

تبدأ نوبات الغضب والزنّ؛ لذلك كوني على استعداد ويجب أن تكوني هادئة، وفي نفس الوقت أظهري غضبك، من خلال التوقف عن الحديث معه.

يمكن أن تطلبِ منه الجلوس في ركن بعيد لكي يهدأ، أو اتركي أنتِ الغرفة، مع ضمان أمان الطفل حتى يصمت.

أساليب تربية الطفل

بعد أن ذكرنا متى تبدأ تربية الطفل؟ نشير إلى أن الأطفال لهم طرق خاصة في التربية، ومن الجدير بالذكر أن هناك اختلاف بين طفل وآخر، لذلك هناك أساليب قد تجدي نفعًا من طفل، ولا تناسب طفل آخر، ومن هذه الأساليب:

  • القدوة الحسنة: إن الطفل يقوم بالتقاط طباعه من والديه، فما قدوة له؛ لذلك يجب على الوالدين أن يتمتعا بمكارم الأخلاق.
  • التوجيه:يجب أن تعود الأم على مبدأ الحوار الجيد؛ لفهم ما يدور في عقله بشكل واضح، ثم توجيهه بطريقة صحيحة إلى الأمور الجيدة، وهذا الأسلوب يبدأ منذ الصغر ويكبر مع الطفل.
  • العقاب:أحيانًا تحتاج إلى معاقبتهم دون إحداث أي ضرر جسدي أو نفسي، على أن يكون الأسلوب مؤثرًا ومُقنعًا.
  • إظهار الحبّ للطفل: يتوجب على الآباء إخبار أطفالهم بمدى حبّهم لهم، كما يجب أن يُمثّلوا نموذجًا للأدب والاحترام في تعاملهم مع الطفل نفسه أو مع الآخرين، كما أوضحنا، بالإضافة إلى الحرص على تقويم سلوكه باستمرار.
  • الاهتمام بالفروقات الشخصية بين الأطفال: من الضروري الاهتمام بالفروقات الشخصية بين الأطفال عند تربيتهم، فنبرة الصوت الحازمة قد تكون مفيدةً مع بعض الأطفال، والعكس صحيح، فقد يستجيب البعض الآخر للنبرة اللطيفة بشكل أفضل.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: علاج الطفل كثير الحركة وما هي العوامل التي تسبب فرط الحركة

أشياء يجب تجنبها أثناء التربية

هناك العديد من الأمور التي يجب وضع في عين الاعتبار أثناء عملية التربية، ومنها:

عدم المبالغة في الحزم والتشدُّد

يجب وضع معايير مقبولة لسلوك الطفل من قبل الآباء، فوضع المعايير العالية؛ تُشعر الطفل بعدم قدرته على النجاح أو عجزه عن ضبط نفسه والتصرّف بصورة سليمة، بينما يكون بعيدًا عن نظر والديه.

عدم إهمال الطفل

يجب تحذير الطفل من الأشياء الخطرة، مثل لمس سلك الكهرباء مثلًا، فلا يستطيع الطفل تجنب تلك الأمور وذلك لعدم إدراكه مدى خطورتها.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كيفية التعامل مع الطفل ونصائح لتربية الأبناء في غياب الأب

عدم الانتقاد أو ضرب الطفل

يترتب على أسلوب انتقاد وضرب الطفل اكتسابه للسلوك العدوانيّ، فعلى الآباء معرفة أن كل ما يصدر عن الطفل سببه الفضول وحبّ الاكتشاف لديه، وليس لأنّه طفل غير جيد؛ لذلك فإنّ ضربه أو انتقاده لن يُساعد في تعليم السلوك الصحيح.

عدم قول كلمة لا دومًا

إن كلمة “لا” لها تأثير في تربية الطفل، ولكن بالمبالغة في قولها دائمًا تفقد تأثيرها، لذلك يجب استخدام بدائل للكلمة أو إعادة صياغة الرفض أو النهي.

فمن الجدير بالذكر أن العقاب ليس كل شيء، وإساءة الطفل لسلوك ما قد يكون نابعًا عن عدم معرفته كيفية التعبير أو التصرّف في موقف معين صدر فيه هذا السلوك، فكل طفل ينمو بشكل مختلف عن الآخر، وفقًا لمهاراته وقدراته الخاصة، ولكن في بعض المراحل المشابهة تتطلب بعض الأساليب العلمية اللازمة لتربية الطفل.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كيفية التعامل مع الطفل العنيد

قد قدمنا إليكم معلومات حول تربية الطفل، وتعلمنا متى تبدأ تربية الطفل، كما ذكرنا بعض الأشياء والأمور التي يجب تجنبها أثناء التربية؛ وذلك لأنها تؤثر على تربية وخبرات الطفل، لذلك وجب على الآباء اتباع الطرق السليمة والصحيحة في التربية؛ لأن هذا ينعكس على الطفل بالإيجاب، كما يكبر معه الشعور بالامتنان والتقدير لما تلقاه من تربية سليمة ساعدته على تكوين شخصية خاصة به.

قد يعجبك أيضًا